باريس (الاتحاد)

أخبار ذات صلة لولا دا سيلفا يحذر من خطر فوز اليمين المتطرف في فرنسا بعد فوز حزب العمال.. كير ستارمر الأقرب لرئاسة الوزراء في بريطانيا

تنطلق غداً الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة، بعدما أسفرت جولتها الأولى عن تقدم لافت لأحزاب أقصى اليمين بقيادة «التجمع الوطني».

 
وأكد المحللون أنه على الرغم من أن نتائج الجولة الثانية المقررة غداً قد تُعدِّل المشهد السياسي الذي خلَّفته جولة الثلاثين من يونيو الماضي، بفعل التحالفات التي بلورتها القوى المناوئة لتيار أقصى اليمين خلال الأيام القليلة الماضية، فإن هذا لا يقلل من أهمية مكاسب ذلك التيار، على ضوء أن ما حققه خلال جولة الاقتراع السابقة، شَكَّلَ المرة الأولى التي يفوز فيها اليمينيون المتشددون، بأيٍّ من جولات الانتخابات العامة في فرنسا على مدار تاريخهم.
كما أن نتائج الجولة الأولى قد تفتح الباب أمام حزب «التجمع الوطني» وزعيمه الشاب جوردان بارديلا (28 عاماً)، للاستحواذ على ما يتراوح ما بين 230 و280 مقعداً في الجمعية الوطنية المقبلة، بما سيمثل زيادة كبيرة عن حصته في البرلمان السابق، والتي لم تكن تتجاوز 88 مقعداً.
وبحسب محللين، شَكَّلَت نتائج الاستحقاق الانتخابي في فرنسا حتى الآن، مؤشراً على أن ما وصفوه بـ«المغامرة المحفوفة بالمخاطر»، التي أقدم عليها الرئيس ماكرون بتبكير موعد الانتخابات التشريعية إثر تعرضه وحلفائه لهزيمة قاسية في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، لم تؤت ثمارها، بل وجلبت نتائج عكسية إلى حد كبير كذلك.
فنتائج الجولة الأولى، كشفت عن أن الناخبين الفرنسيين، الذين صوَّتوا بأعداد بدت قياسية، فضلوا الابتعاد عن الوسط السياسي، وإبداء دعمهم لأحزاب أقصى اليمين وأقصى اليسار، بما يُنذر بأن يضطر الرئيس ماكرون، إلى التعايش خلال السنوات المتبقية من ولايته التي تنتهي عام 2027، مع حكومة لا تتفق مع توجهاته السياسية.
وسيمثل ذلك، حال حدوثه، تكراراً لسيناريو شهدته فرنسا مرات عديدة، كانت آخرها في الفترة ما بين عاميْ 1997 و2002، حينما كان قصر الإليزيه في يد الرئيس المحافظ جاك شيراك، والحكومة في قبضة رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان.
وأكدت دوائر تحليلية وسياسية في باريس، أن صعود تيار الليبرالية الجديدة على الساحة الداخلية، لعب دوراً حاسماً، في تحقيق القوى اليمينية هذه المكاسب، التي وُصِفَت بغير المسبوقة.
فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، مضت مؤسسة الحكم في فرنسا، خاصة في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، باتجاه تبني توجهات ذلك التيار، التي تطغى عليها الصبغة الرأسمالية بشكل أكبر، ما مهد الطريق تدريجياً أمام بزوغ نجم الأحزاب اليمينية المتشددة، في المشهد السياسي.
واعتبر المحللون أن تلك الأحزاب، التي كان بعضها «منبوذاً سياسياً» على الساحة الفرنسية حتى قبل عقود قليلة، استفادت من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بالتوازي مع فتح الباب أمام استقبال مزيد من المهاجرين، ما أذكى مخاوف لدى شرائح مجتمعية عديدة، حيال التأثير المحتمل لذلك، على ما يعتبرونه «هوية ثقافية» لفرنسا.
وأدت هذه التطورات، وفقاً للمحللين، إلى اتساع مُطرد في رقعة الدعم الشعبي، الذي تحظى به القوى اليمينية، من جانب الناخبين في فرنسا. فبعدما كانت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب «الجبهة الوطنية»، الاسم السابق للحزب الممثل لأقصى اليمين في البلاد، لا تتجاوز 1% في انتخابات عام 1973، زاد الحزب غلته في عمليات الاقتراع التالية، ليدخل الجمعية الوطنية (البرلمان) للمرة الأولى عام 1986، بنيله دعم 9.65% من الناخبين.
وفي الفترة نفسها، استغل تيار أقصى اليمين تخفيف السلطات الفرنسية سياساتها حيال ملف الهجرة ما سمح بتدفق كبير للمهاجرين، ليثير مشاعر القلق إزاء إمكانية أن يُضعف ذلك النسيج الاجتماعي للبلاد، وهو ما أكسبه مزيداً من الدعم في صناديق الاقتراع، بما أدى إلى فوز مؤسس «الجبهة الوطنية» جان ماري لوبان، بـ14.4% من الأصوات في انتخابات عام 1988 الرئاسية.
واستمر هذا الاتجاه التصاعدي، عبر عمليات الاقتراع التي أُجريت على المستوييْن التشريعي والرئاسي في فرنسا خلال العقود التالية، إلى أن بلغت ذروتها مع الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي أسفرت عن تصدر حزب «التجمع الوطني»، الاسم الجديد لـ«الجبهة الوطنية» وحلفائه، عبر حصوله على أكثر من 33% من الأصوات، مُتقدماً على تحالف اليسار الذي نال قرابة 28%، ثم الائتلاف الداعم للرئيس إيمانويل ماكرون (20% من أصوات الناخبين).

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فرنسا الانتخابات البرلمانية أحزاب اليمين أقصى اليمين إيمانويل ماكرون جوردان بارديلا أقصى الیمین فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك تدفع رقم معاملاتها قدما بـ5 في المائة

حققت الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك رقم معاملات بلغ 712,1 مليون درهم خلال سنة 2024، بزيادة تفوق 5 في المائة مقارنة بالسنة السابقة.

وذكر بلاغ لوزارة النقل واللوجستيك أن الشركة عقدت، الثلاثاء المنصرم بمقر الوزارة، اجتماع مجلس إدارتها الذي خصصت أشغاله بالأساس للدراسة والمصادقة على الحسابات الخاصة برسم السنة المالية 2024.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه في ختام المداولات صادق مجلس الإدارة على الحسابات المالية للسنة المالية 2024، والتي أظهرت تحقيق رقم معاملات بلغ 712,1 مليون درهم، بزيادة تفوق 5 في المائة مقارنة بالسنة السابقة.

وخلال هذا الاجتماع، تم أيضا عرض الإنجازات التي حققتها الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، مع تسليط الضوء على التحسن المستمر في وضعيتها المالية وتعزيز نتائجها، وتحسين نجاعة التدبير وتعزيز الحكامة؛ وهي المكاسب التي مكنت الشركة من الحصول، وللسنة الثالثة على التوالي، على شهادة المصادقة على الحسابات دون تحفظ.

وبهذه المناسبة، قدم المدير العام للشركة عرضا حول أداء الشركة خلال سنة 2024، والذي يعكس فعالية الاستراتيجية المعتمدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. كما استعرض مدى تقدم المشاريع الهيكلية المدرجة في خارطة طريق المجموعة، مما يعكس الدينامية التي تم تبنيها لدعم تحول الشركة وتطويرها.

وفي ختام هذا الاجتماع، اتفق الأعضاء الحاضرون على دعوة المساهمين لعقد الجمعية العامة العادية خلال شهر يونيو 2025.

مقالات مشابهة

  • في غياب نيمار.. سانتوس يتلقى الهزيمة الأولى
  • الناقلات الوطنية بأبوظبي تحلق إلى 150 وجهة العام الجاري
  • 23 وزيرًا.. الإعلان عن حكومة سورية جديدة وتأدية اليمين أمام "الشرع"
  • صحيفة أميركية: الجولة الأولى من ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهم
  • إسرائيل تغازل أقصى اليمين بأوروبا تحت مظلة العداء للسامية
  • عن الصواريخ التي أُطلقت من لبنان.. هذا ما كشفه وزير الإعلام
  • رواية أصدقائي للكاتب هشام مطر تفوز بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية الأمريكية
  • ترامب يقيم مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض
  • ألستوم الفرنسية و ONCF يغلقان صفقة 18 قطاراً فائق السرعة من الجيل الجديد
  • الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك تدفع رقم معاملاتها قدما بـ5 في المائة