الجزيرة:
2024-09-07@11:46:37 GMT

الحرية والكرامة ما زالتا مطلب السوريين

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

الحرية والكرامة ما زالتا مطلب السوريين

"أملنا أن نصمد ونصبر حتى نعود إلى بلدنا بالحرية والكرامة والعزة"، بهذه الكلمات اختصر عبد الباسط الساروت قبل 5 أعوام موقع الثورة في نفوس السوريين رغم كل ما تعرّضوا له من اضطهاد وإجرام وتهجير؛ فالثورة كانت وما زالت لأجل الحريّة والكرامة.

تصف مطالب الحرية والكرامة بوضوح النزعة السورية التي لم تتغيّر مع مضي العشرية الأولى والدخول في العشرية الثانية من الثورة.

هذه النزعة التي لا تقبل الإخضاع والإذلال. لقد كان الموت ثم الهجرة ثم النضال خيارات السوريين الدائمة بدل القبول بالمذلّة والصمت والامتهان والاستسلام.

السوريون في دول الجوار هربوا بإنسانيتهم ومبادئ ثورتهم لكنهم مع دخول العشرية الثانية باتوا يشعرون أكثر من أي وقت مضى بالتضييق على حريّتهم وكرامتهم، مما دفع من يمتلك القدرة والجرأة منهم لاختيار الهجرة نحو أوروبا أو بلدان أخرى.

عبّرت الثورة السورية عن كفاح سياسي لا ديني أو اجتماعي أو اقتصادي، رغم أنّ عوامل الجوع والفقر والاستغلال والاضطهاد شكّلت دوافع إضافية للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت تباعا في البلاد لمناهضة ومعارضة نظام الحكم القائم على الإقصاء والقمع والفساد وقابلية الاستعمار.

وراهن النظام خلال نصف قرن من احتكاره السلطة على حصر مطالب السوريين بالحصول على الأمن والوصول للغذاء. وكان الهدف من ذلك منع السوريين من التفكير بأي تغيير سياسي في البلاد يقود بالنهاية إلى تغيير في مختلف جوانب الحياة. لكنّ النظام خسر هذا الرهان منذ اندلاع الثورة عام 2011؛ حيث ظهرت الحرية والكرامة أولوية على الأمن والغذاء بالنسبة للكثير من شرائح الشعب.

صحيح أنّ النظام لم يتخلّ عن مقاربته القائمة على استخدام أعتى وسائل العنف والإجرام لثني السوريين عن المطالبة بالحرية والكرامة ودفعهم للقبول بخيار الأمن والاستقرار الذي يفرضه بالقوة كأمر واقع؛ إلا أنّه لم ينجح في ذلك؛ فهناك الكثير ممن قرّر الحفاظ على حريته والهروب بكرامته وإنسانيته خارج مناطق النظام وسوريا، وهناك من أجبرته الظروف على البقاء وشكّل شبكات حماية اجتماعية له لمنع أجهزة النظام من المساس بكرامته كحال الأهالي جنوب سوريا.

هذا لا يعني أنّ جزءا من السوريين الذين آثروا الحفاظ على كرامتهم وحريّتهم والهروب بهما خارج مناطق النظام لم يضطروا لاختيار الصمت لاحقا لانعدام الخيارات وشعورهم بالتهديد على حياتهم وغياب الدولة التي تُقدّم لهم أدنى الاحتياجات، وبالتالي إعادة تفضيلهم الأمن على أي خيارات أخرى.

ينطبق ذلك أيضا على السوريين في دول الجوار الذين هربوا بإنسانيتهم ومبادئ ثورتهم لكنهم مع دخول العشرية الثانية باتوا يشعرون أكثر من أي وقت مضى بالتضييق على حريّتهم وكرامتهم، مما دفع من يمتلك القدرة والجرأة منهم لاختيار الهجرة نحو أوروبا أو بلدان أخرى.

مع ذلك، ما زال النظام خاسرا للرهان؛ لأنّ تعويله يبدو غير ممكن التحقّق، فيما يخص قبول السوريين في دول اللجوء بالأمر الواقع الذي لم تعد الحرية فيها موجودة لدى أيّ طرف، وأصبحت الحاجة أكثر إلحاحا -من أي وقت- على الاستقرار والأمن والحصول على الغذاء، وأنّه الطرف الأكثر قدرة على توفير ذلك في ظل مساعيه لاستعادة السيطرة على كامل جغرافية البلاد بأدوات القوة والعنف ووسائل الابتزاز.

ولا يُمكن لأي طرف التعويل على كسر إرادة السوريين في الحرية والكرامة. هذا ما أظهرته السنوات الماضية رغم الصمت والقبول المؤقت بالواقع إلى حين تغيّر الظروف أو توفير البدائل، لأنّ السوريين، لاجئين ونازحين وأصليين، ممن رفضوا المذلّة والخضوع، مستعدّون في لحظة الاختيار الإجبارية للبحث مرّة أخرى عن وسائل للحفاظ على إنسانيتهم ومبادئ ثورتهم سواءً بالهجرة من البلد الذي لجؤوا إليه إن أجبرهم على العودة؛ أو المواجهة ضد النظام وعدم الرجوع إلى حكمه السابق.

في الواقع، لا يكفي ولا يجب أن ينتظر السوريون لحظة الاختيار الإجبارية حتى يحافظوا على حريتهم وكرامتهم؛ لأنّ هذا السلوك يحميهم كأفراد لا كجماعة ولا يؤسّس لدولة الحرية والكرامة، ويتيح للنظام وغيره من أطراف محلية إعادة إنتاج السلطة على أساس العنف والقهر. لذلك، لا بدّ على السوريين من أجل تحقيق الحريّة والكرامة أن يجعلوا من نضالهم داخل وخارج البلاد قائما على أساس مشترك وفعّال وموجّه.

وهناك ضرورة لأن تكون الحرية والكرامة سرديةَ الثورة السورية، مثلما لاصقت سردية حق العودة النضال الفلسطيني على مدار العقود الماضية، وأن يكون عمل وبناء المؤسسات قائما على أساس هذه المبادئ نصّا وعملا، بحيث يتم تضمين كل ما يحفظ حق السوري مقيما أو نازحا أو لاجئا في التمتّع بالوصول إلى الغذاء والأمن بدون إذلال أو امتهان كرامته، وبممارسة كل ما يتعلّق بحريّته الشخصية التي لا تضر بمصالح المجتمع.

كل ذلك يتطلّب أن تعمل المعارضة السورية الرسمية وغير الرسمية بما في ذلك المجتمع المدني على حماية اللاجئين والنازحين والمقيمين ودعمهم في مواجهة أي ممارسات تستهدف سلبهم حريتهم وكرامتهم. وبدون اتخاذ هذه الإجراءات وتبنيها في سردية الثورة سيجعل النظام السوري يراهن مجددا على النجاح في استعادة سلطته على المجتمع مثلما كانت عليه قبل عام 2011، أو في أقل تقدير على أولئك الذين ما زالوا مجبرين على البقاء ضمن مناطق سيطرته.

وإن كانت كل الأطراف تتحيّن الفرصة لفرض مزيد من القيود على السوريين وحصر خياراتهم ضمن الأمن والعيش بعيدا عن الحرية والكرامة، لكن التجربة أظهرت أنّه من غير الممكن تكيّف معظم السوريين بشكل دائم إنما بشكل مؤقت، فهم يتحيّنون الفرصة بدورهم؛ من أجل التخلّص من أي قيود يشعرون أنها تمسّ حريتهم وكرامتهم.

أخيرا، تتقدّم الثورة السورية في العشرية الثانية وما زال أكثر السوريين متمسّكين بمطالب الحرية والكرامة داخل وخارج البلاد رغم كل ما يتعرّضون لهم من تقييد وممارسات تجبرهم أحيانا كثيرة على الصمت، ورغم حصول بعضهم على أوراق قانونية جديدة، إلا أنّهم أظهروا استعدادا للبحث عن خيارات جديدة تضمن لهم حقوقهم الإنسانية قبل القانونية. وهم وإن كانوا يفتقرون لشيء فهو العمل المنظّم وبناء السردية الواحدة، التي لم يعد ممكنا اختزالها بمجرّد إسقاط النظام بل بصون حريّة وكرامة المواطن السوري بكل السبل والإجراءات.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ة والکرامة

إقرأ أيضاً:

قيود جديدة.. لبنان يحرم أطفال اللاجئين السوريين من حق التعليم

وسعت السلطات اللبنانية حملتها ضد اللاجئين السوريين لتطال أطفالهم، فوفقا لتقرير صدر قبل أيام عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، جاء فيه أن "السلطات المحلية والسياسيون في لبنان يحاولون فرض قيود تمييزية من شأنها أن تؤدي إلى حرمان عشرات آلاف الأطفال اللاجئين السوريين من حقهم في التعليم"، وتتضمن هذه القيود اشتراط حيازة إقامة صالحة كشرط للتسجيل في المدرسة.

وأشار تقرير المنظمة الدولية، الذي يحمل عنوان "أوقفوا تسييس تعليم الأطفال اللاجئين في لبنان"، إلى تغريدة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" في يوليو الماضي، والتي طلب من خلالها من وزير التربية عباس الحلبي، أن يصدر تعميماً "للمدارس كلها على اختلافها، بعدم قبول أي طالب أجنبي سوري أو سواه ليس بحوزته إقامة صالحة وصادرة عن الأمن العام اللبناني".

معالي وزير التربية: بحلول العام الدراسي 2024-2025 يجب ان يعود الوضع في المدارس، المدارس كلها، وعلى مختلف مستوياتها، إلى وضعه القانوني.

— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) July 8, 2024

ومن بين البلديات التي اتخذت هذا الإجراء، بلدية القاع، التي أصدرت في 22 يوليو تعميماً دعت فيه مديري المدارس الرسمية والخاصة والجمعيات التعليمية إلى عدم تسجيل أي تلميذ سوري دون التأكد من حيازته وأهله على إقامة شرعية صادرة عن الأمن العام اللبناني ومسجل في البلدية.

بررت البلدية تعميمها، بأنه يستند إلى "قرارات الحكومة اللبنانية وتوصيات مجلس النواب، إضافة إلى رغبة المجتمع المحلي والأحزاب المؤثرة في القاع"، وادعت أن هذه الإجراءات تهدف إلى "الحد من أعباء وجود النازحين السوريين غير الشرعيين وترحيلهم إلى بلدهم".

إلى مدراء المدارس الرسمية والخاصة والجمعيات التي تسجل التلاميذ السوريين في برامجها التعليمية: عطفاً على القرارات...

Posted by Kaa municipality on Monday, July 22, 2024

وسبقت بلدية سن الفيل بلدية القاع في إصدار تعميم مشابه، طالبت فيه المدارس الرسمية والخاصة ضمن نطاقها بعدم تسجيل أي تلميذ سوري لا يحمل إقامة شرعية، تحت ذريعة "الحفاظ على حقوق المواطن اللبناني".

تأتي هذه التعميم ضمن سلسلة من الإجراءات التمييزية ضد اللاجئين السوريين التي اتخذتها السلطات المحلية اللبنانية، شملت تقييد قدرتهم على استئجار منازل وفتح محلات تجارية، وإجبارهم على تزويدها ببياناتهم الشخصية، وترحيل من لا يملكون أوراق قانونية من نطاقها.

غطاء حكومي بنكهة عنصرية؟

يؤكد رئيس بلدية سن الفيل، نبيل كحالة، أن التعميم الصادر عن بلديته، والذي يحظر تسجيل اللاجئين السوريين في المدارس إلا إذا كانوا يحملون إقامة قانونية، "يأتي تنفيذاً لقرارات وزير الداخلية بسام مولوي ومجلس الوزراء والأمن العام اللبناني".

ويوضح كحالة في حديث لموقع "الحرة" أنه "لا يكفي أن يكون لدى النازح السوري وثيقة تثبت تسجيله لدى الأمم المتحدة، نحن نطلب إقامة صادرة عن الأمن العام اللبناني لكي يتمكن من استئجار منزل والعمل والتحاق أطفاله بالمدارس."

أي مدرسة تخالف هذا القرار "سيتم تبليغ الجهات المعنية عنها"، كما ينبّه كحالة، مشدداً على أن "هذا الإجراء ليس عنصرياً، بل هو تنفيذ للقوانين اللبنانية وليس (لقوانين) الأمم المتحدة".

ويشير إلى أن "العديد من النازحين يحملون بطاقات مصرفية متعددة، ويقوم بعضهم بفتح مشاريع تجارية وتحويل الأموال إلى سوريا، وهو ما لا يتوافق مع الصورة النمطية للنازح الذي يُفترض ألا يعمل وأن يكون معتمداً على مساعدات الأمم المتحدة".

تصرّ السلطات اللبنانية على مطالبة اللاجئين السوريين بالحصول على إقامات قانونية، رغم "العقبات البيروقراطية والمعايير الصارمة المفروضة على تجديدها"، ونتيجة لذلك، أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن "20% فقط من اللاجئين السوريين في لبنان يمتلكون وضع إقامة صالح".

وتشير المنظمة الدولية إلى أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين علّقت التسجيل الرسمي للاجئين السوريين منذ عام 2015 استجابة لقرارات الحكومة اللبنانية، وبسبب ذلك، "يواجه 80% من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان، الذين لم يسجلوا رسمياً ويفتقرون إلى الأوراق الثبوتية، خطر فقدان إمكانية الالتحاق بالمدارس".

"جريمة ضد الإنسانية"

يصف المدافع عن حقوق الإنسان، المحامي محمد صبلوح، قرار منع أطفال اللاجئين السوريين غير الحائزين على إقامة قانونية من التسجيل في المدارس بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، مشيراً إلى أن "هذا الإجراء لم يسبق له مثيل في أي دولة في العالم، وهو وصمة عار على جبين لبنان، حيث يُمنع الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم المكفول بموجب القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل."

على مدى سنوات، واجه اللاجئون السوريون في لبنان، "الذين يقدّر عددهم بنحو 1.5 مليون شخص، خطاباً معادياً يحمّلهم مسؤولية الأزمات المتعاقبة على البلاد"، وفقاً لما ذكرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "ما أدى إلى تعرّضهم للتمييز والعنف والترحيل الجماعي".

أما الآن، تستهدف السياسات المعادية للاجئين كما تشير المنظمة الدولية "إحدى أبسط الاحتياجات الأساسية لأطفالهم، ألا وهي التعليم".

أظهرت إحصاءات عام 2023 أن "37% من الأطفال اللاجئين في لبنان على مستوى التعليم الأساسي لا يرتادون المدارس"، وفق ما تقوله المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، "وتعود هذه النسبة المرتفعة إلى عدم قدرة الأسر على تحمل تكاليف النقل والمواد التعليمية، مما يحرم العديد من الأطفال من حقهم في التعليم".

وتشدد المفوضية في حديث لموقع "الحرة" على أن "التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وضروري لتنمية الأفراد والمجتمعات"، وفي ظل الوضع الصعب الذي يعيشه اللاجئون السوريون في لبنان، توضح المفوضية أن "تسعة من كل عشرة لاجئين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، مما يدفع العديد من الأطفال لترك مقاعد الدراسة من أجل العمل لإعالة أسرهم".

كذلك يؤكد مكتب منظمة اليونيسف في لبنان لموقع "الحرة" على أن "كل طفل يتمتع بحق أساسي في التعليم، بغض النظر عن جنسيته أو وضعه القانوني"، لافتاً إلى أنه "يوجد في لبنان أكثر من 700 ألف طفل خارج المدارس ولا يتلقون التعليم، وهو رقم لا تستطيع البلاد أن تتحمل ارتفاعه أكثر من ذلك".

تداعيات خطيرة

الإجراءات التي اتخذتها بعض البلديات بحق أطفال اللاجئين السوريين تمثل وفق ما يقوله صبلوح "دعوة غير مباشرة لدفعهم إلى الشوارع وتهديد مستقبل جيل كامل، كما قد تؤدي هذه السياسات إلى تعميق الأزمة الإنسانية في لبنان، وزيادة معدلات الجريمة والعنف، وتدهور الأوضاع الأمنية."

أما مفوضية شؤون اللاجئين فتشير إلى أن "الأطفال الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس يواجهون مخاطر متزايدة بالانخراط في عمالة الأطفال والتعرض لانتهاكات أخرى"، مؤكدة أنه "رغم التحديات الاقتصادية والمالية، تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها قصارى جهدهم لضمان التحاق جميع الأطفال بالمدارس".

كذلك يؤكد مكتب منظمة اليونيسف في لبنان على أن "عواقب عدم التحاق الأطفال بالمدرسة وخيمة. فعندما يُحرمون من التعليم، يصبحون أكثر عرضة للمخاطر مثل الزواج المبكر والاستغلال الجنسي والإساءة وعمل الأطفال".

ويشدد المكتب على التزام المنظمة الكامل إلى جانب شركائها بدعم الخطة الخمسية للتعليم العام في لبنان (2021-2025)، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي في يناير 2022، "هذه الجهود تهدف إلى ضمان التعليم الإلزامي من الصف الأول حتى التاسع لجميع الأطفال في لبنان، دون تمييز".

ويوضح أن "اليونيسف تتفهم التحديات الاقتصادية الكبيرة والضغوط المالية التي يواجهها لبنان" مؤكداً على أهمية التعاون المستمر مع وزارة التربية والشركاء الآخرين لضمان استمرار التعليم لجميع الأطفال في البلاد.

وكان وزير التربية والتعليم اللبناني، عباس الحلبي، أعلن خلال مقابلة مع صحيفة "لوريان لوجور" في 13 أغسطس 2024، أن الوزارة ملتزمة بالمبدأ الأساسي لـ "اتفاقية حقوق الطفل"، مؤكداً أن جميع الأطفال سيتم تسجيلهم في المدارس اللبنانية، بصرف النظر عن جنسيتهم أو وضعهم القانوني، كما أوردت "هيومن رايتس ووتش".

ومع بدء العام الدراسي الجديد، دعت المنظمة الدولية الجهات المانحة الأجنبية، التي قدمت تمويلاً كبيراً للتعليم في لبنان، إلى الضغط على الحكومة اللبنانية للالتزام بتصريحات الحلبي.

كذلك يشير صبلوح إلى أن "لبنان يتلقى مساعدات دولية باسم اللاجئين السوريين وتعليمهم، وبالتالي لا يحق له منع أي طالب من التعليم بحجة تسوية الإقامة".

ويؤكد على ضرورة مساءلة من أصدر هذه التعاميم أمام القضاء اللبناني والمجتمع الدولي، معرباً عن دعمه الكامل لتقرير "هيومن رايتس ووتش" الذي انتقد هذه السياسات، داعياً إلى التوقف الفوري عن هذه الإجراءات، التي وصفها بالعنصرية وغير الإنسانية.

ويشدد على أن "معالجة ملف اللاجئين يجب أن تتم بطرق تحترم كرامة الإنسان وتلتزم بأبسط حقوقه وفق الاتفاقيات الدولية التي وقّع عليها لبنان"، مشيراً إلى أن "الهدف من فرض قيود تعجيزية على اللاجئين هو دفعهم إلى المخاطرة بحياتهم من خلال الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت بحثاً عن مستقبل أفضل".

مقالات مشابهة

  • لليوم الثالث على التوالي .. وسم #الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي يتصدر ترند الأردن
  • الجهاد الاسلامي: رسالة “نفق الحرية” عززت سرايا القدس في مدن الضفة ومخيماتها
  • أحلام على محك الغربة.. تحديات التعليم في حياة الأطفال السوريين
  • الجهاد الإسلامي: اغتيال نجل زكريا الزبيدي بطل نفق الحرية تعبير عن قوة الصفعة
  • الأمم المتحدة: النظام السوري يرفض تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • الأمم المتحدة تؤكد رفض النظام السوري تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • إعلاميون من أجل الحرية استنكرت مضايقة الاعلاميين
  • قيود جديدة.. لبنان يحرم أطفال اللاجئين السوريين من حق التعليم
  • لبنان تواصل عمليات إخلاء بلدات شمالية من النازحين السوريين
  • الحرية أو الموت.. ناشط سعودي يتحدث عن ظروف احتجازه ببلغاريا