أجمع خبراء ومحللون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يماطل بشأن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لأنه يريد استمرار الحرب، ولرغبته في تأجيل أي اتفاق لحين عودته من واشنطن.

وكشف موقع والا الإسرائيلي أن رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع أبلغ الوسطاء بالدوحة رفض طلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التزاما خطيا باستمرار مفاوضات المرحلة الثانية بلا قيد زمني.

وعاد رئيس الموساد من الدوحة بعد اجتماع أولي مع الوسطاء، حسب ما أكده مكتب نتنياهو.

وقال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن نتنياهو يلعب على مسألتي التسويف والمماطلة، ويحاول كسب الوقت، بدليل أنه لم يعط التفويض الكامل للفريق الذي أرسله إلى الدوحة.

وأضاف مصطفى -في حديثه لحلقة (2024/7/5) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يريد الذهاب لصفقة من دون تعهد إسرائيلي بوقف الحرب على قطاع غزة.

كما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة أن نتنياهو يلعب على وتر التسويف والمماطلة من أجل البحث عن فرصة لاتهام حركة حماس بتعطيل الصفقة، مشيرا إلى أنه أرسل وفدا للدوحة يتكون من رئيس الموساد وأرسل معه مستشاره الشخصي ليكون جاسوسا، ورفض أن يرسل رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ومسؤول ملف الأسرى داخل الجيش الإسرائيلي.

وقال إن أطرافا إسرائيلية حذرت من أن نتنياهو قد يذهب في موضوع المماطلة حتى وقت زيارته واشنطن يوم 24 يوليو/تموز الجاري.

ويذكر أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأميركية قال إن رد حماس على مقترحات الرئيس الأميركي يدفع العملية إلى الأمام، وقد يوفر الأساس لإبرام الاتفاق ووضع إطار العمل من أجل التوصل لاتفاق نهائي.

وبرأي الحيلة، فإن نتنياهو لن يفعل أي شيء قبل ذهابه لواشنطن، ولن يعقد أي اتفاق مع الفلسطينيين حتى لا يكون ذلك بمثابة هدية يقدمها للرئيس الأميركي جو بايدن ليوظفها انتخابيا، قائلا إن نتنياهو يريد التسويف لأنه مندفع نحو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي -بخلاف الحكومة- يرغب في التوصل إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية، فإنه يعجز عن فرض موقفه، كما يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، خاصة أن وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي مقربان من رئيس الوزراء.

وكانت القناة الـ14 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله إن قيادة الجيش مستعدة لقبول أي صفقة مع حماس بأي ثمن، وإن الأمر الرئيسي هو وقف الحرب. وأوضح المسؤول أن الجيش يسير في اتجاه قبول الصفقة.

ويرغب جيش الاحتلال في التوصل لاتفاق -يضيف الدويري- لأنه يعيش الواقع الميداني وقواته تتعرض لخسائر كبيرة بفعل عمليات المقاومة في غزة.

ولأنه عاجز عن التأثير على القرار السياسي، تتجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية -كما يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مصطفى- إلى المجتمع الإسرائيلي في محاولة لتغيير الوعي لديه، مشيرا إلى أن إيهود باراك القادم من المؤسسة نفسها يدعو لعصيان مدني وشعبي لإسقاط حكومة نتنياهو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟

#سواليف

في كل خطاب ومناسبة وتصريح، يؤكد #قادة_الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين #نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل #كاتس على هدف #القضاء على حركة #حماس كشرط لإنهاء الحرب. لا يقدّم هؤلاء تصورا تفصيليا حول الطبيعة النهائية للقضاء على حركة حماس، لكنهم يشددون في كل مرة على الأداة؛ مزيد من استخدام #القوة وتكثيف #الإبادة.

تختلف التفسيرات حول مركزية هذا الهدف في خطاب نتنياهو ومن حوله، فهناك من يرى أنه هدف لإطالة أمد الحرب من شخص يعرف تماما أنه سيذهب للمحكمة والسجن بعد أن تتوقف أصوات المدافع، وهناك من يرى أن هذا التوجه هو رؤية خاصة ببعض أطراف ائتلاف نتنياهو الحكومي ويخشى أن التنازل عنه قد يؤدي لانهيار الائتلاف وهذا سبب يتقاطع مع السبب السابق، وآخرون يرون أنه توجه استراتيجي ضمن المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر.

كما أشرنا، فإن أحدا لدى الاحتلال وقادته لا يقدّم تصورا تفصيليا لطريقة وطبيعة القضاء على حماس، أو حتى إن كان هذا بالفعل ممكن بالمعنى الكلاسيكي للقضاء على حركة مقاومة؟!. يرصد موقع قدس في هذه المادة، مواقف عسكريين وسياسيين إسرائيليين ومحللين سياسيين وعسكريين حول القدرة على القضاء على حركة حماس:

مقالات ذات صلة “الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يُفاقم تجويع الأطفال في غزة 2025/04/29

في مقابلة مع موقع “صحيفة يديعوت أحرونوت” بتاريخ 16/10/2023 قال إيهود باراك، رئيس وزراء ووزير حرب سابق لدى الاحتلال إنه “لا يمكننا القضاء تمامًا على حماس. حماس هي فكرة، تعيش في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم. الهدف العملي للعملية العسكرية يجب أن يكون القضاء على القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما يكفي ويجب التركيز عليها”.

أما إيهود أولمرت وهو رئيس وزراء سابق لدى الاحتلال، فقد أكد في مقابلة مع موقع ICE في ديسمبر 2023 أن “القضاء على حماس غير ممكن… الحديث عن إبادة حماس وإزالتها من على وجه الأرض هو أمر غير ممكن بشريًا… لا يمكن تدمير حماس”.

وفي السياق ذاته، أشار دانيال هاجاري، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 19/6/2024 إلى أن “حماس فكرة. من يعتقد أنه يمكن القضاء عليها فهو مخطئ. هي جزء من #المجتمع_الفلسطيني وحركة الإخوان، وما يمكن فعله هو خلق بديل آخر يحل محلها”.

العميد احتياط في جيش الاحتلال أمير أفيفي، مؤسس ورئيس “منتدى ضباط من أجل أمن إسرائيل”، كتب في مقال بموقع المنتدى 7/10/2024 أن “الشعور الذي ساد الأيام التي تلت السابع من أكتوبر 2023 كان الإحباط والجهل بكيفية تحقيق النصر… القيادة الجنوبية كانت قدّرت أنه سيستغرق عامًا لتفكيك حماس كجسم عسكري، وحتى اليوم، ما زالت الطريق طويلة ولم تنتهِ”.

وبالنسبة للعميد احتياط في #جيش_الاحتلال يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، فإن “الحرب في غزة هي حرب على الوعي، ليس فقط على الأرض… لا يمكن تدمير فكرة، لكن بالإمكان إضعافها”، وهو ما كتبه د في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

أما إمكانية تحقيق #نصر_كامل على حماس، فهي أيضا محط تشكيك، وقد أعرب عدد من كبار الضباط والسياسيين والمحللين عن شكوكهم حيال إمكانية تحقيق حسم عسكري كامل ضد الحركة. الجنرال احتياط غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال، قال في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ” #حماس_فكرة وليست مجرد تنظيم، ولا يمكن القضاء على فكرة بالقوة العسكرية فقط”.

أما المحلل العسكري رونين بيرغمان فقد كتب في “يديعوت أحرونوت” “حتى لو تمكنت إسرائيل من تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الأيديولوجيا والقاعدة الاجتماعية ستبقى، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل”.

عضو الكنيست يوآف غالانت، وزير الحرب السابق، صرح في مقابلة مع “القناة 12” بأن “الحسم العسكري الكامل ضد حماس هو هدف غير واقعي. يجب الجمع بين الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من أجل إضعاف التنظيم على المدى الطويل”.

وبحسب الصحفي عاموس هرئيل المراسل العسكري في صحيفة “هآرتس” فإن “على إسرائيل أن تعترف بأنها لا تستطيع تحقيق نصر كامل على حماس، بل عليها أن تسعى لإدارة الصراع بشكل ذكي لمنع التصعيد”.

مقالات مشابهة

  • هكذا فاجأ نتنياهو الجيش الإسرائيليّ بالكشف عن تفاصيل عمليّة تفجير البيجر
  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • صحيفة عبرية: حملة إسرائيلية ضد قطر وسط مفاوضات غزة لحماية نتنياهو
  • المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو فشلت في تدمير حماس على مدار عام ونصف
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة