10 سنوات على «خلافة البغدادى».. العراق يحاصر فلول داعش فى الجبال.. وتشرذم عصاباته فى سوريا
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى يونيو من العام 2014، أعلن زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبوبكر البغدادى (قُتل فى غارة أمريكية عام 2019) عن قيام خلافته المزعومة المسماة بـ«الدولة الإسلامية»، على منبر مسجد النورى الكبير بمدينة الموصل العراقية، بعدما تمكن من السيطرة على مساحات جغرافية واسعة فى كل من سوريا والعراق.
لكن سرعان ما اندحر التنظيم فى العراق على يد قوات الجيش العراقى بمشاركة من الأجهزة الأمنية المختلفة مثل قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبى وقوات مكافحة الإرهاب، كما تلقى مواجهة صعبة أمام قوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا، بدعم وإسناد من قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
«العودة إلى الديار» مبادرة أممية لإعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم بعد الهروب من التنظيم الإرهابى
بعدما تمدد التنظيم الإرهابى معلنًا عن دولته المزعومة، خاض الجيش العراقى بالتعاون مع شركائه الأمنيين معركة طويلة امتدت لثلاث سنوات، انتهت بانتصار العراق فى ١٠ ديسمبر من العام ٢٠١٧.
وفى سوريا تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من القضاء عليه فى مدينة الرقة عاصمة التنظيم الإرهابي، وحصاره والقضاء عليه فى آخر معاقله فى معركة الباغوز عام ٢٠١٩، ليتفتت التنظيم الإرهابى وتجرى إزاحته ليختبئ فى أوكار والمناطق الجغرافية الوعرة فى العراق وفى صحراء البادية فى سوريا.
فى يونيو الماضي، تمكنت قوات الأمن العراقية من إحراز نجاحات عدة ضد عصابات التنظيم الإرهابى منها اعتقال ٤ عناصر إرهابية فى مدينة نينوى، وتدمير ٨ كهوف وأوكار، وتحييد نحو ٢٣ عنصرا بضربات جوية مختلفة استهدفت مخابئهم فى صلاح الدين وديالى وكركوك.
ومع بداية الشهر الجارى أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن إطلاق المرحلة السابعة من العملية الأمنية "وعد الحق" لمهاجمة أوكار ومخابئ التنظيم الإرهابي، وتتبع فلوله وعناصره الهاربة والقبض عليها، حيث شارك فى العملية قطعات من قيادة عمليات صلاح الدين وكركوك وغرب نينوى والأنبار وشرق صلاح الدين وديالى وفق معلومات استخبارية دقيقة. وبإسناد طيران القوة الجوية وطيران الجيش.
وتأتى هذه العملية وفق رؤية واستراتيجية القيادة لمطاردة فلول عصابات داعش الإرهابية وإدامة الضغط على عناصره المنهزمة، ضمن النهج التعرضى الذى تقوم به قواتنا الأمنية فى مختلف قواطع المسئولية ومنع العدو من التواجد والوصول إلى مناطق معقدة جغرافيا، وفقا لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني.
فى ذات الإطار، تمثل مبادرة الأممية "العودة إلى الديار" برعاية قوات التحالف الدولى خطوة مهمة فى استعادة الحياة الطبيعية، بعد إعادة النازحين والمهجرين بسبب اجتياح التنظيم الإرهابى لقراهم ومناطقهم، حيث جرى استعادة آلاف المواطنين العراقيين إلى مركز الجدعة للتأهيل، ثم العودة إلى مناطقهم، قادمين من مراكز الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا.
فى إطار خلق بيئة آمنة خالية من آثار التنظيم الإرهابى وأفعاله المدمرة، أعلنت بلجيكا عن تقديم دعم مادى يقدر بما يزيد على ٨١٣ مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية لإزالة وتطهير الألغام فى العراق.
وقالت الأمم المتحدة، فى بيان لها أول الشهر الجاري، إن بلجيكا كانت داعما مستمرا لأنشطة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام فى العراق لدعم الإدارة الفعالة والمستدامة لمخاطر المتفجرات بالإضافة إلى الدعم التقنى والاستشارى للسلطات الوطنية العراقية للأعمال المتعلقة بالألغام. هذه هى المساهمة السنوية السادسة على التوالى من بلجيكا ليصل إجمالى المساهمات الكلية إلى ٧,٠٠٠,٠٠٠ يورو (حوالى ٧,٤٠٠,٠٠٠ دولار أمريكي).
وقالت الأمم المتحدة فى بيان لها، أن العراق يعد أحد أكثر البلدان الملوثة بالذخائر المتفجرة فى العالم. وفقاً للبيانات الصادرة عن السلطات الوطنية للأعمال المتعلقة بالألغام، فإن مساحة التلوث هى أكثر من ٢.٧٠٠ كيلومتر مربع ملوثة بالألغام الأرضية والذخائر العنقودية والعبوات الناسفة المبتكرة وأنواع أخرى من مخلفات الحرب القابلة للانفجار فى جميع أنحاء العراق (العراق الاتحادى وإقليم كردستان العراق). تشكل الذخائر المتفجرة مصدر خطر للسلامة العامة وتقييد الوصول إلى فرص كسب العيش والبنى التحتية.
الأمن العراقي نجح في استهداف عناصر إرهابية بمناطق صحراويةخطورة باقية
على مدار سنوات تمكنه فى كل من العراق وسوريا كانت الدموية هى السمة الأبرز المسيطرة على كل الأخبار المتعلقة بدولة التنظيم الإرهابي، كانت الرؤوس مقطوعة ومعلقة على البيوت والأسوار، حرق الأشخاص أحياء، والتمثيل بالجثث، قتل المدنيين والأطفال وكبار السن فى مقابر جماعية، توقيف شرطة الأخلاق للمواطنين وضرب بعضهم بالسوط لمخالفات شروط اللبس أو أوقات الخروج، حيث جرى جلد الكثيرين فى المحاكم التى أسمتها شرعية.
يؤكد المراقبون أن خطر التنظيم الإرهابى ما زال قائما، وأنه لم يخرج من ساحة المعركة تماما، بل لديه قيادات بديلة دائما ويستطيع إحداث إرباك فى المشهد العام، ومثال ذلك ما حدث فى الهجوم الذى وقع بالقرب من موسكو على قاعة للحفلات الموسيقية، قبل أكثر من شهر، أعقبه تصريحات من فرنسا وأمريكا عن التخوفات من وقوع هجمات وشيكة وشبيهة بما حدث فى روسيا.
على الرغم من تأكيد المسئولين فى العراق أن التنظيم هرب إلى المناطق الصحراوية الوعرة، وأن أجهزة الأمن المختصة تعمل على محاصرته ومنع تقدمه إلى المدن، وأنه غير قادر على شن أى هجمات فى الداخل العراقي، فإن المراقبين يشددون على ضرورة الانتباه للتحولات التى استجاب لها التنظيم حيث نقل مركز قيادته إلى مناطق أخرى بعيدة مثل القارة الأفريقية التى تشهد تمددا إرهابيا مخيفا.
ونقلا عن دراسة حديثة للمركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، فإن فرع التنظيم الأكثر خطورة هو ولاية خراسان، التى يُلقى عليها باللوم على نطاق واسع فى الهجمات التى أسفرت عن إصابات جماعية هذا العام فى موسكو وكرمان فى إيران. وتتمركز ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش فى أفغانستان وشمال غرب باكستان.
أما بخصوص هيكله الداخلي، فقد رجح المركز الأوروبى فى دراسته، أن يكون الهيكل الداخلى للتنظيم لم يتم تدميره وأن روابط الاتصال لا تزال مفتوحة، بما فى ذلك عبر الإنترنت. وأنه تحول إلى «شبكة لا مركزية» و«تنتشر تنظيماته الفرعية»التى تساعد فى تمدده بمناطق أخرى كما هو الحال في أفريقيا وآسيا والحصول على موطئ قدم فى بعض البلدان، بما فى ذلك كازاخستان وقيرغيزستان و طاجيكستان.
واجتاح تنظيم داعش الإرهابى عدة مدن ومناطق شاسعة فى العراق، وسيطر على مدن رئيسية مثل الموصل وصلاح الدين والأنبار، ووضع التنظيم الجيش العراقى فى مأزق خاصة أنه سيطر على مدن مكتظة بالسكان، بعدها تطوع مئات وآلاف الشباب العراقيين للانضمام إلى القوات المسلحة للدفاع عن بلادهم خاصة بعد تصاعد عدة مخاوف من زحف التنظيم الإرهابى للسيطرة على باقى مدن ومحافظات العراق، وقد تمكن الجيش من تحقيق تقدم تدريجى فى المعركة ضد التنظيم الإرهابي.
وفى العاشر من ديسمبر لعام ٢٠١٧ تمكن الجيش من تحرير مدينة الموصل معقل التنظيم الإرهابى ومركزه فى البلاد، وشاركت فى الحرب إلى جانب الجيش العراقى تشكيلات عسكرية عراقية مثل الشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، وقوات الرد السريع، والبيشمركة، والحشد الشعبي.
ولفت تقرير أعدَّه فريق من الخبراء بالأمم المتحدة عن جرائم داعش ودورها فى استخدام أسلحة كيماوية وذات دمار شامل فى العراق إبان مرحلة سيطرتها بعد العام ٢٠١٤، حيث أوضح الخبراء أن التنظيم قام بتصنيع وإنتاج صواريخ وقذائف هاون وذخائر للقنابل الصاروخية ورؤوس حربية كيماوية وأجهزة متفجرة كيماوية يدوية الصنع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش قيادة العمليات المشتركة العراقية التنظیم الإرهابى التنظیم الإرهابی فى العراق
إقرأ أيضاً:
العدالة والتنمية التركي يعلق على التطورات في الساحل السوري.. استهداف لوحدة سوريا
على حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على الاشتباكات الأخيرة في منطقة الساحل السوري بين فلول النظام المخلوع وقوى الأمن العام، لافتا إلى أن الهجوم الذي وصفه بـ"الإرهابي" يسعى إلى استهداف وحدة سوريا واستقرارها.
وقال المتحدث باسم الحزب التركي عمر تشليك خلال مؤتمر صحفي جنوبي تركيا، الأحد، "نعلم جميعا أن تركيا هي الدولة الأكثر حرصا على أمن واستقرار سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وأن رسائل رئيسنا يتم مشاركتها مع المجتمع الدولي في هذا الإطار".
وأضاف أن الحزب يتابع التطورات الأخيرة في منطقة الساحل السوري، مشيرا إلى أن "الصوت الأعلى والأكثر حزمًا في إيصال جرائم نظام البعث إلى المجتمع الدولي صدر دائما من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان".
واعتبر تشليك "الهجوم الأخير الذي وقع مؤخرا في اللاذقية واستهدف قوات الأمن السورية هجوما إرهابيا يستهدف وحدة سوريا واستقرارها"، حسب وكالة الأناضول.
وقال "نرفض بشكل كامل أي محاولات من قبل أي بؤرة أو دولة لتحويل سوريا إلى دولة تابعة أو زعزعة استقرارها بواسطة قواتها الوكيلة".
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
ومساء الأحد، قال الشرع في ثاني كلمة له منذ بدء التطورات في الساحل السوري الخميس الماضي إن "المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب".
وتابع بالقول "نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية (لم يسمها) خلق فتنة وجر بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".
وشدد الرئيس السوري على أن "سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية".
وأردف قائلا: "لن نتسامح مع فلول الأسد، الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة".