فتاة صغيرة لا يتعد عمرها الـ24 عاما، عاشت ويلات الحرب الإسرائيلية على غزة منذ ولادتها، فقررت أن تكون سندا للأطفال النازحين من غزة إلى دير البلح ورفح، حملت على أكتافها حقيبتها السمراء، وجابت الشوارع ودقت أبواب المخيمات لتطلق مبادرة «مدرسة على الطريق مع الحكواتية».

فتاة تطلق مبادرة لتعليم أطفال غزة

حقيبة كبيرة سوداء اللوان، زينتها نور نصار، بألوان ورسومات زاهية ودّونت عليها «كان يا مكان.

. الحكواتية»، تحمل داخلها أقلام وألوان وكراسات وكتب وألعاب، تدخل بها الفرحة على قلوب النازحين، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «بجوب كل مخيمات دير البلح، علشان أعلم الأطفال، بعدما سلبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منهم حق التعليم، رافعة شعار إن دُمرت مدارسنا، يبقى صوت القلم والورقة هو الوحيد الذي ينبعث بأمل العودة للمدرسة».

رحلة قاسية عاشتها «نور»، بعدما اضطرت إلى مغادرة منزلها في قطاع غزة، لتستقر جنوب رفح، إلا أن أُجبرت على ترك المكان، لتتوجه إلى دير البلح، وتبدأ رحلتها التعليمية المجانية من جديد من أطفال جدد، لكنها ظلت تحتفظ بحقيبتها التي أطلقت عليها المدرسة المتنقلة: «الشنطة بقت حياتي، في كل مرة بضطر للنزوح مبفكرش في أي حاجة غير شنطتي، وبحاول أدمج التعليم مع الترفيه علشان الأطفال يتجاوزوا الأيام الصعبة اللي عاشوها».

تفاصيل مبادرة «نور» لتعليم أطفال غزة

أكثر من 16 ساعة تقضيها يوميا المعلمة «نور»، متنقلة بين مخيمات النازحين في دير البلح، تقوم خلالها بتجميع الأطفال وتعليمهم عبر تثبيت السبورة داخل المخيمات: «أنا مؤمنة بمقولة ما دام الأمل طريقا فسنحياه، ودا أقوى سلاح نحارب بيه قوات الاحتلال الإسرائيلي اللي دّمر مدارسنا، وحرم أطفالنا من أبسط حقوهم، وبخاصة الأطفال من سن 6 إلى 15 عاما، وهفضل أجوب المخيمات واتحدى كل الظروف، من أجل توسيع دائرة تعليم أطفالنا النازحين».

تحلم «نور»، بأن يتعلم كل الأطفال الفلسطينين، وأن يعودوا إلى مدارسهم مرة أخرى: «نفسي الجيل دا يتعلم ويرجع المدارس، ونفسنا الحرب تنتهي ونرجع لبيوتنا حتى لو كانت مٌدمرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تعليم اطفال غزة الحرب على غزة أطفال غزة مخيمات النازحين في غزة دیر البلح

إقرأ أيضاً:

دير البلح.. المدينة الهادئة التي استقبلت مليون نازح تعود لـالنوم باكرا

شهدت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لحظات مؤثرة أثناء وداعها مئات الآلاف من العائلات النازحة من مختلف مناطق القطاع لا سيما الشمال، التي كانت قد لجأت إليها هربًا من آلة الحرب الإسرائيلية.

نزحت في الحرب 9 مرات، الحمدلله في كل مكان نزحت عليه كانوا الجيران كتير مناح و مش هاين علينا ولا عليهم نروّح.

كل مرة كنت اعاني من مشاعر الوداع، هاي المرة في دير البلح هي الاصعب، سكنت في اخر شارع 17 و عندي جيران من بيت الفليت و ابو طواحين
كنت بينهم اكتر من ابنهم

بيعز علينا الفراق — جهاد (@jehadpals) January 27, 2025 كلمة حق لأهلنا في دير البلح ❤️
ها نحن علي أعتاب عودتنا إلي شمالنا الحبيب, بعد رحلة نزوح قااسية جداً
هنا لا يسعني إلا أن أشكر من كل قلبي أهلي وناسي في دير البلح الحبيبة وكل جنوب القطاع نشهد الله أنكم ما قصرتم وقدمتم لنا كل ما تملكون, شكرا لكم على حسن الإستضافة وحسن التقدير ..❤️‍???? — الحسن ???????? ???? (@hasanfareed0) January 26, 2025

واحتضن سكان دير البلح النازحين في بيوتهم ومدارسهم، مقدّمين الدعم الإنساني في ظروف صعبة تعكس التلاحم المجتمعي الذي لطالما ميز أهل القطاع خلال 15 شهرا من الحرب.



ومع السماح لسكان شمال القطاع بالعبور إلى مناطقهم، غادر قرابة 300 ألف شخص إلى الشمال، فيما كانت تحتضن دير البلح التي يبلغ عدد سكانها بحسب آخر الأرقام الرسمية لعام 2021 أكثر من 300 ألف نسمة، قرابة مليون نازح.

دير البلح عندها ايرور
وييين الناااس — @belal_diab (@BelalDiaab) January 28, 2025 أول مرة من 15 شهر
امشي في شوارع دير البلح
ومحدش يحكيلي ظهرك ظهرك — عمر ❤️ (@om3arata) January 28, 2025 احا دير البلح فاضية فش فيها حركة ملل لأبعد حدود — ???? محمد (@mohammedohadi) January 28, 2025

ومع عودة النازحين إلى مناطقهم، بدأت دير البلح تستعيد تدريجيًا طابعها الهادئ، واختفت إلى حد ما الشوارع المزدحمة، وخيام النازحين.



كما لم ينس الفلسطينيون، ومنهم أبناء دير البلح نفسها، التندر من كون سكانها كانوا "ينامون مبكرا" لكن هذا لم يعد ممكنا بسبب الحرب الإسرائيلية من جهة، ووصول النازحين إليها من جهة أخرى.

أهل دير البلح صلوا العشا وسكروا باب الحارة وناموا ???? — التِنْحَة  ???? ???????? (@Ghadooosh_o_96) January 27, 2025 كمان ساعة الا عشرة كُلنا في دير البلح حنكون نايمين ونعود إلى سابق العهد ✌️ — Huda Elkassem (@hudaelkassem417) January 27, 2025 آن لأهالي دير البلح أن يعودوا للنوم مبكرا. — Rami Kh (@RamiNKhrais) January 27, 2025


 

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الآمنة
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال حدائق أكتوبر ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • تعليم قنا تنفذ برنامجًا لتنمية مهنية وتدريب 2000 معلمة رياض أطفال
  • تدريب 2000 معلمة رياض أطفال ضمن برنامج التنمية المهنية بقنا
  • من رحم المعاناة.. غزة تُبعث من جديد: أطفال يغنون للسلام بعد توقف الحرب بجهود مصر وقطر وأمريكا
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال "أهالينا" ضمن برنامج قصور الثقافة للمناطق الجديدة الآمنة
  • الأمم المتحدة: مقتل أطفال في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر
  • أطفال يسألون الإمام: أبي فقير وأتساءل دائما.. لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟
  • دير البلح.. المدينة الهادئة التي استقبلت مليون نازح تعود لـالنوم باكرا
  • جامعة الإمارات تطلق مبادرة «جسور التمكين»