مدير مكتب الإعلام بوكالة الأونروا فى حوار لـ«البوابة نيوز»: تدمير 190 منشأة تابعة للوكالة فى غزة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تحديات كبيرة فى تلبية احتياجات الفلسطينيين الأساسية فى قطاع غزة فى ظل الظروف الإنسانية الصعبة. وعلى الرغم من التزامها بتقديم الخدمات الإنسانية، إلا أنها تواجه صعوبات كبيرة فى ضمان توفير الإمدادات الضرورية بشكل منتظم، نظراً للعقبات المتعددة التى تعوق مهمتها.
■ كيف تصفين الوضع الإنسانى الحالى فى غزة؟، وما دور الأونروا فى التعامل معه؟
- الوضع الإنسانى فى قطاع غزة يعد كارثياً بأبعاد مأساوية، حيث يواجه المدنيون الفلسطينيون أزمات صحية وبيئية وإنسانية جسيمة، بما فى ذلك أزمات الجوع التى تفاقمت مؤخراً.
ورغم التزام وكالة الأونروا بتقديم الخدمات الإغاثية للسكان، إلا أنها تواجه صعوبات كبيرة فى تأمين الإمدادات الإنسانية بكميات منتظمة وكافية، نتيجة للعقبات المتعددة التى تعترض طريقها، مما يؤثر سلباً على قدرتها على تلبية احتياجات السكان بشكل فعال ومناسب.
■ كيف تتعامل الأونروا مع الانتهاكات التى تتعرض لها منشآتها وموظفوها من قبل إسرائيل؟
- تلعب الأونروا دورًا أساسيًا وحيويًا فى إدارة الاستجابة الإنسانية فى قطاع غزة، كما هو الحال فى مناطق عملها الخمس الأخرى.
ووجود الأونروا يعتبر أمرًا ضروريًا لضمان تقديم الخدمات الحيوية لجميع المدنيين. وخلال أشهر الحرب الأخيرة، تضررت الأونروا بشكل كبير حيث دمر ما يقرب من ١٩٠ منشأة تابعة لها جزئيًا أو كليًا، بما فى ذلك بعض المنشآت التى تستخدم كمراكز إيواء للاجئين الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، فقدنا ١٩٣ موظفًا وموظفة من الأونروا بسبب القصف الإسرائيلي، بما فى ذلك من توفوا أثناء أدائهم لمهامهم الإنسانية.
وتشكل هذه الأعمال العدوانية انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية، وتبرز الضرورة الملحة لحماية العمل الإنسانى والمنشآت التابعة للأونروا من الاستهداف فى جميع الأوقات.
■ ما هى أهم الإنجازات التى حققتها الأونروا فى غزة خلال الفترة الأخيرة؟
- الأونروا قد حققت عدة إنجازات هامة فى قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، ومن أبرز هذه الإنجازات:
تقديم خدمات المأوى للنازحين: قدمت الأونروا خدمات المأوى لأكثر من ٧٠٪ من النازحين فى قطاع غزة، حيث تم تحويل مدارسها إلى مراكز لاستقبال النازحين، بما فى ذلك مناطق مدمرة جزئياً كمدينة خان يونس. تواصل الأونروا تقديم هذه الخدمات بفعالية فى جميع المناطق التى تعمل فيها.
الخدمات الصحية: لم تتوقف خدمات الرعاية الصحية منذ بداية الحرب، حيث يعمل أكثر من ٧٠٠ شخص فى المجال الطبى لتقديم خدمات استشارية طبية، رعاية للحوامل وما بعد الولادة، وتلقيح الأطفال، إلى جانب إدارة أكثر من ١٠٠ نقطة طبية متنقلة وتقديم خدمات نفسية لأكثر من ٦٢٠ ألف شخص، بما فى ذلك ٤٢٥ ألف طفل.
خدمات صحة البيئة: تقوم الأونروا بإزالة النفايات من الأماكن المتضررة، على الرغم من التحديات التى تواجهها من نقص الموارد والوقود.
الإغاثة الغذائية والمواد غير الغذائية: توزع الأونروا الطحين والسلال الغذائية ومواد التنظيف والأغطية وحفاضات الأطفال للعائلات المتضررة، على الرغم من التحديات فى الإمدادات بسبب إغلاق معبر رفح.
■ كيف تتعامل الأونروا مع التأثير النفسى للصراع على الأطفال؟
- توفر الأونروا فريقًا متخصصًا يزيد على ٣٠٠ مرشد نفسى وأخصائى اجتماعي، يقدمون خدمات نفسية وتدخلات اجتماعية ضرورية لكبار السن والأطفال على حد سواء داخل مراكز الإيواء، والمراكز الصحية، والنقاط الطبية المتنقلة بين خيام النازحين بقطاع غزة.
وبالتأكيد الأطفال يدفعون الثمن الأغلى لهذه الحرب وهم الحلقة الأضعف دائما.
■ ما هى أكثر العقبات التى تواجه الأونروا فى تقديم المساعدات فى غزة؟
- التحديات التى تواجه الأونروا فى قطاع غزة هى عدة، منها عدم إدخال كميات كافية ومنتظمة من المساعدات الإنسانية عبر المعابر، وإغلاق المعابر بشكل مستمر مما يؤثر على تدفق الشاحنات التى تحمل المواد الغذائية والإغاثية اللازمة.
ونحتاج على الأقل إلى ٥٠٠ أو ٦٠٠ شاحنة تدخل يوميًا عبر المنافذ البرية لتلبية الاحتياجات الإنسانية فى قطاع غزة.
وللأسف، ما يدخل عبر معبر كرم أبو سالم حاليًا لا يمثل سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية. على سبيل المثال، دخلت حوالى ٤٥٠ شاحنة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهذا لا يكفى لتلبية الاحتياجات الطارئة للسكان فى ظل الظروف الحالية.
ويصعب أيضًا دخول الوقود بكميات كافية فلا يصلنا من الوقود سوى ١٤٪ مما نحتاجه، مما يؤثر بشكل أساسى على تشغيل المرافق الطبية والبنية التحتية الأساسية مثل المولدات ومحطات المياه.
وأيضا الوضع الأمنى غير المستقر يضع عاملى المجال الإنسانى تحت خطر مستمر، وتتعرض الشاحنات للنهب والتعطيل عند محاولة دخولها إلى القطاع.
كل هذه العوامل تقلص من مدى الاستجابة الإنسانية وتعيق تلبية احتياجات السكان فى ظل الظروف القاسية التى يمرون بها.
■ كيف تقيمين التعاون مع المنظمات الدولية الأخرى لدعم اللاجئين الفلسطينيين؟
- التعاون بين الأونروا وباقى المؤسسات الإنسانية ضرورى ومهم لتحقيق أفضل استجابة إنسانية فى ظل الظروف الصعبة فى قطاع غزة.
وبالرغم من أن الأونروا تعتبر المؤسسة الرئيسية والتى تضم عددًا كبيرًا من الموظفين والمنشآت، إلا أن التعاون الوثيق مع باقى المؤسسات يساعد فى تعزيز الاستجابة وتغطية الاحتياجات بشكل شامل وفعال.
■ ما هى الآليات التى تعتمدها الأونروا لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها فى ظل التحديات الأمنية؟
- تعمل الأونروا فى مجال إدارة الاستجابة الإنسانية وتقديم الخدمات الإغاثية، بما فى ذلك المساعدات الغذائية والنقدية واللوجستية، منذ أكثر من ٧٥ عامًا. تمتلك الأونروا خبرة واسعة فى التعامل مع الأوضاع المتقلبة والصراعات، خاصة فى قطاع غزة. وتدير عملياتها فى خمس مناطق، مع أكبر عدد من المنشآت والموظفين والسجلات التى تمكنها من الوصول إلى جميع المناطق وتقديم الخدمات الضرورية فى الوقت المناسب.
■ كيف تؤثر حملات التشويه الإسرائيلية ضد الأونروا على عملياتها اليومية فى غزة؟
- تواجه الأونروا حملة ممنهجة تهدف إلى تفكيك الوكالة وتقليص عملها ليس فقط فى غزة، بل فى جميع المناطق التى تعمل فيها. الفكرة وراء هذه الحملة هى أنه بتقليص دور الأونروا، سيتم تقليص قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها الأونروا للاتهامات. فقد سبق وواجهت اتهامات مماثلة قبل الحرب الحالية، ولكنها تصاعدت بشكل ملحوظ خلال فترة الحرب. هذه الاتهامات أثرت سلباً على عمل الأونروا، حيث تسببت بعض الاتهامات الموجهة إلى ١٢ موظفاً فى تجميد التمويل مؤقتاً لعدة أشهر.
ولكن بعد صدور نتائج التحقيقات وتوصيات اللجنة المستقلة التى تم تشكيلها للتحقيق فى هذا الموضوع، عادت معظم الدول عن قرار تجميد التمويل واستأنفت دعمها للأونروا، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. هذا يعكس الثقة الدولية فى الدور المحورى الذى تقوم به الأونروا كعمود فقرى لخدمات اللاجئين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأونروا غزة تقدیم الخدمات الأونروا فى فى قطاع غزة بما فى ذلک أکثر من فى غزة
إقرأ أيضاً:
بين وقفَي إطلاق النار.. اغتيال قادة حماس تدمير غزة واحتلال الأراضي
بين وقفتي إطلاق النار، شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا من جيش الاحتلال عنيفًا تخللته اغتيالات لقادة من حركة حماس، وتدمير واسع للبنية التحتية، واحتلال مناطق داخل القطاع، هذه الأحداث أثارت تساؤلات حول مدى ضرورتها وإمكانية وقفها في مراحل مبكرة لتجنب الكارثة الإنسانية التي لحقت بسكان غزة.
اغتيال قادة حماس:
استهدفت العمليات العسكرية الصهيونية عددًا من قادة حماس، مما أدى إلى تصعيد التوتر وزيادة حدة الصراع، هذه الاغتيالات لم تؤدِ فقط إلى فراغ قيادي داخل الحركة، بل أسهمت أيضًا في زيادة معاناة المدنيين نتيجة الردود الانتقامية والتصعيد المستمر.
تدمير البنية التحتية
تعرضت مناطق واسعة في غزة لدمار هائل شمل المنازل والمستشفيات والمدارس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان"، عاد عبد العزيز إلى حي الشيخ رضوان ليجد منزله مدمرًا وحياته ممزقة بعد 15 شهرًا من الهجمات الإسرائيلية. فقد أصدقاءه وأقاربه، وخسر وظيفته، ويعاني من صدمة نفسية. على الرغم من هذه التحديات، فإن أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يدفعه للاستمرار.
الاحتلال والتوغل البري
شهدت الفترة بين وقفتي إطلاق النار توغلات برية واحتلال مناطق داخل غزة، مما أدى إلى نزوح آلاف السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية هذه العمليات زادت من تعقيد الوضع وأدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية للسكان.
التداعيات النفسية والجسدية على السكان
أدت هذه الأحداث إلى آثار نفسية وجسدية خطيرة على سكان غزة. حسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 120 ألف شخص في قطاع غزة من أمراض نفسية جراء الحرب، بالإضافة إلى 85 ألف شخص يعانون من إعاقات، و350 ألف شخص يعانون من أمراض غير سارية مثل أمراض القلب والضغط.
كما أظهرت دراسة أعدها البنك الدولي بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 71% من سكان قطاع غزة (18 سنة فأكثر) مصابون بالاكتئاب بسبب العدوان على القطاع. وأشارت الدراسة إلى أن مستويات الاكتئاب كانت متشابهة بين النساء والرجال، وأن توتر الصحة النفسية يزداد سوءًا في قطاع غزة خلال العدوان.
تُثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية والدمار الناتج عنها ضرورية، وهل كان بالإمكان وقف التصعيد في مراحل مبكرة لتجنب هذه الكارثة الإنسانية. العديد من المراقبين يرون أن استمرار العمليات العسكرية أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معاناة المدنيين، وكان من الممكن تجنب ذلك من خلال جهود دبلوماسية أكثر فعالية.
ولذلك فأن الأحداث التي جرت بين وقفتي إطلاق النار في غزة تركت آثارًا عميقة على السكان والبنية التحتية ومع استمرار التحديات، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تحقيق سلام دائم يضمن حقوق وأمن الجميع، ويمنع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.