أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن الجيش الإسرائيلي، بعد أشهر من القتال، استعد لواقع جديد في غزة، كان هو من شكله إلى حد بعيد.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن "هناك في غزة حالتين قتاليتين: في شمال القطاع، حتى نهر ممر نيتزر، انتقل جيش الدفاع الإسرائيلي بالكامل إلى المرحلة الثالثة من مراحل القتال الثلاث، وقد غادر الجيش المنطقة ويقوم بمداهمات هناك بناءً على معلومات استخباراتية، مثل العملية التي تنفذها حاليا قيادة الفرقة 98 في حي الشجاعية، كما أن هناك مداهمات على مستوى الألوية والكتائب تهدف بشكل أساسي إلى إخراج المقاتلين من مخابئهم ومن ثم ضربهم وتدمير تشكيلات قتالية فوق الأرض وتحتها، من أجل تراجع مقاومة حماس".

وأشارت الصحيفة إلى أن الحقيقة هي أنه "بعد الانتهاء من تفكيك أطر حماس القتالية، وتحول الحركة إلى حرب عصابات فردية وجماعية، دخل الجيش مرحلة تقويض "العدو"، والآن يسمح له بتنظيم صفوفه، ثم يضربه مرارا وتكرارا ويخفض وجوده إلى مستوى لا يشكل خطرا على المستوطنات المحيطة بغزة"، معتبرة أن "هذا القتال في المرحلة الثالثة في شمال قطاع غزة سيجلب المزيد والمزيد من الغارات من قبل القوات التي ستعود مرة ومرتين وثلاث مرات إلى نفس الحي أو البلدة، حيث ستلاحظ المخابرات إعادة تجميع حماس".

وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه "لا يزال لدى "حماس" عدة مئات من الصواريخ الثقيلة القادرة على الوصول إلى إسرائيل، وإن الهدف من "قص العشب" هذا هو تحديد وتدمير معظم منصات الإطلاق والصواريخ المتبقية ووسائل إنتاجها وباقي المرافق".

وأضافت أن "الغرض من المرحلة الثالثة، كما يتم تنفيذها في شمال قطاع غزة، هو منع عودة حماس كمنظمة عسكرية وجعلها في حالة فرار، وأن الوضع الحالي يجعل من الممكن البدء بالتزامن مع تنفيذ خطة اليوم التالي (للحرب)، والتي تهدف إلى إنشاء حكومة مدنية بديلة لحكومة حماس"، مشيرة إلى أن "النية هي البدء قريبا في تنفيذ خطة "الفقاعات الإنسانية" في شمال قطاع غزة - بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة- وسيقوم السكان هناك بإدارة حياتهم وسيتلقون المساعدات الإنسانية، وأن من المتوقع أن ينتقل هذا النموذج في المستقبل إلى بقية القطاع".

على سبيل المثال، "سيعزل الجيش الإسرائيلي قرية العطاطرة ويؤمنها، وسيتأكد من أن بين العائدين إليها سيكون هناك سكان، وليس أعضاء في حماس أو الجهاد الإسلامي، وستتولى لجنة محلية إدارة شؤونها المدنية لتوزيعها على السكان المحليين، وسيتم التحول إلى حكومة محلية لديها ما يشبه لجنة مظلة دولية، مكونة من ممثلين عن الدول الإسلامية والدول العربية التي ليست معادية لإسرائيل، وسوف يتم الاحتفاظ أيضا بقوة لحفظ السلام لفرض القانون والنظام، ويحلون محل الجيش الإسرائيلي في تأمين خطة الفقاعات الإنسانية"، وفق "يديعوت أحرونوت".

وحسب الصحيفة، "تبدو الخطة جيدة على الورق، ولكن وفقا للخبراء، فإن فرص تنفيذها ضئيلة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن "حماس" لا تزال حاضرة على الأرض، في حين أن وزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين آخرين في القدس متأكدون من أن ذلك ممكن ويضغطون على نتنياهو للقيام بذلك، لكن ما يؤخر فعليا البدء بتنفيذ خطة اليوم التالي هو معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطرح الأمر على مجلس الوزراء للموافقة عليه، خوفا من رد فعل الوزيرين سموتريش وبن غفير، ونتيجة لهذا فإن إسرائيل تخسر وقتا ثمينا، ومن الممكن أن تحاول حماس، التي لا تزال تحتفظ بالحكم المدني، إعادة تنظيم قواتها العسكرية، وإلى أن يتم تقديم حكومة بديلة لحماس، لن تتمكن إسرائيل من إنهاء الحرب بشكل كامل وتوفير الأمن للسكان".


وبينت الصحيفة أن هناك "في وسط القطاع، في هذه الأثناء، حالة يمكن تسميتها بـB/1 من حيث القتال، أي أن القتال هو في المرحلة الثانية حسب تعريفات الجيش الإسرائيلي، وهناك نحو ثلاث كتائب تابعة لحماس والجهاد الإسلامي باقية في المنطقة التي لم يفككها الجيش الإسرائيلي، في مخيمي دير البلح والنصيرات للاجئين".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" في تقريرها أنه "في جنوب قطاع غزة، في منطقة رفح، يسجل الجيش الإسرائيلي نجاحات فوق وتحت الأرض، وأن لواء رفح بات قريبا من تحديد مصيره، لكن القتال العنيف هناك سيستمر على الأرجح لمدة شهر آخر على الأقل، حتى نهاية العام"،  مشيرة إلى "تدمير أو إغلاق شبكة الأنفاق - "أنفاق التهريب" تحت محور فيلادلفيا- والتي تعتبر حيوية بالنسبة لحماس لاستعادة قوتها من خلال الاتصال بالعالم الخارجي، أي مصر والبدو في سيناء، حيث حدد الجيش الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 25 نفقا بين رفح بغزة ورفح بمصر، ويبدو أن بعض الأنفاق على الأقل لم تكن مسدودة على الجانب المصري وما زالت تسمح بالتهريب، فيما يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في الأمر، لكن الشيء الرئيسي بالنسبة لإسرائيل، وكذلك بالنسبة لحماس، هو السيطرة على معبر رفح، الذي من خلاله تحصل الحركة على إمداداتها ووسائلها الحربية، وستطالب إسرائيل بالمراقبة قبل الموافقة على إخلاء محور فيلادلفيا"، على حد زعمها.

ووفق الصحيفة، فإن "الأسلحة الرئيسية لمقاتلي "حماس" في رفح هي المتفجرات والفخاخ المصممة لدك أحياء بأكملها على مقاتلي الجيش الإسرائيلي، وقد طور الجيش حتى الآن أساليب عمل، تشمل مساعدة الكلاب والطائرات دون طيار، والسماح له بالتعامل مع محاولات إلحاق الأذى"، زاعمة أن "مئات المقاتلين  فروا إلى مناطق الإيواء وسيبقون هناك ما دام أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتقدم، لكنهم تركوا كاميرات مخفية في المنطقة تسمح لهم بمتابعة قوات الجيش الإسرائيلي في محاولة لإيذائها".

وتابعت الصحيفة أنه "إذا انسحب الجيش الإسرائيلي من منطقة رفح، فمن المحتمل أن يحاول مقاتلو "حماس" العودة إلى هناك، في هذه الحالة، سيعمل الجيش هناك كما يعمل في شمال قطاع غزة، على شن غارات مبنية على كشف استخباراتي".

وجاء في تقريرها أن "الجيش الإسرائيلي يعتزم أيضا الحفاظ في المرحلة الثالثة على ممرين يقسمان القطاع، ويفصل الممر الأول، ممر نيتزر، وسط القطاع عن الشمال لمنع سكان غزة والمقاتلين الموجودين في ملاجئ اللاجئين من العودة إلى منازلهم شمال القطاع.، وتم استخدام حيازة هذا الممر للضغط على يحيى السنوار (زعيم حركة "حماس" في غزة) لإطلاق سراح المختطفين، ومن المحتمل أن يُلزم تنفيذ صفقة الرهائن الجيش الإسرائيلي بالتخلي عن قبضته على هذا الممر والسماح لسكان غزة بالانتقال إلى ما تبقى من منازلهم في الشمال، وإذا انتهك السنوار صفقة الرهائن أو لم ينفذها بالكامل، فإن الجيش الإسرائيلي سيفعل ذلك للسيطرة على ممر نيرتز مرة أخرى".

وفي كل الأحوال، "سيبقى الجيش الإسرائيلي في المنطقة الأمنية، أي "المحيط" الذي يبلغ عرضه نحو كيلومتر واحد، عند حافة القطاع، والممر الثاني هو محور فيلادلفيا، بين كيرم شالوم وشاطئ رفح، وكما هو الحال في ممر نيتزر، يضم هذا الممر أيضا قاعدة عسكرية (ومركزا لوجستيا أماميا)، والهدف من الاحتفاظ به هو تدمير أنفاق التهريب ومنع تجديدها، إلى أن يتم التوصل إلى تسوية دائمة مرضية مع مصر، وستبقى إسرائيل على محور فيلادلفيا، والقوات الصغيرة التي ستسيطر على الممرين سوف تتحرك وستهاجم على جانبي الممر لتوسيعه ومنع العدو من مهاجمة القوات الإسرائيلية"، حسب "يديعوت أحرونوت".

وأكلمت الصحيفة في تقريرها: "من المقرر أن تكتمل مهام المناورة، خاصة في رفح ومخيمات المركز، خلال وقت قصير، ويمكن أن يحدث انتقال الشريط بأكمله إلى المرحلة C في سيناريوهين: الأول، التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن يتم في إطاره الإعلان عن وقف طويل الأمد لإطلاق النار، حيث أنه سوف ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم قطاع غزة، وربما كله، لكنه سيواصل الحفاظ على محيط على حافة القطاع يوفر الأمن للمستوطنات المحيطة، وهذا الوضع أفضل من وجهة النظر الإسرائيلية، لكن يستعد الجيش الإسرائيلي أيضا لاحتمال قيام السنوار بتفجير المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، ومن ثم سيستمر القتال في القطاع ربما في نفس وقت الحرب في الشمال".

وأردفت: "إن العنصر الأهم للحفاظ على إنجازات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ومنع عودة حماس، بعد القضاء على غالبية القوة العسكرية، هو وجود معلومات استخباراتية تجعل من الممكن معرفة ما يحدث في أي مكان في قطاع غزة. في أي ساعة، بمساعدة الوسائل التكنولوجية والاستخبارات البشرية، سوف يشبه الوضع الواقع الحالي في الضفة الغربية، مع اختلاف رئيسي واحد: في دائرة الرقابة الداخلية، يجب على الجيش حماية المستوطنات اليهودية والبؤر الاستيطانية غير القانونية الموجودة داخلها، وفي غزة، سيتم الدفاع من خلال الاستخبارات والاستيلاء الجوي على الأراضي والغارات البرية، دون التواجد بشكل دائم على أرض القطاع".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى الدفاع الاسرائيلي حفظ السلام حركة حماس يديعوت أحرونوت الجیش الإسرائیلی فی المرحلة الثالثة فی شمال قطاع غزة یدیعوت أحرونوت محور فیلادلفیا فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: يجب إسقاط حكومة نتنياهو

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، اليوم السبت، إنه يجب إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات للكنيست الإسرائيلي.

وأجرت القناة الـ 12 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، مقابلة مع أولمرت أوضح من خلالها أنه على حكومة نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة طالما تمكنت حركة "حماس" من النجاة بعد مرور 9 أشهر كاملة على بدء الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

 

إسرائيل تعلق على فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران إسرائيل تغتال مسؤولاً بحزب الله شرق لبنان

 

وأشار أولمرت إلى أنه "بمجرد سقوط نتنياهو يمكن للبلاد أن تعود للعقلانية والبناء"، مضيفا أنه "يجب إسقاط الحكومة والحرب لن تنتهي دون انتخابات برلمانية وبحلول نهاية العام ستكون هناك انتخابات".

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، إلى تسوية في الشمال الإسرائيلي من شأنها وقف القتال في شمال البلاد، منتقدا حكومة نتنياهو لإجلائها عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين من منازلهم مع بداية الحرب على قطاع غزة.

وفي وقت سابق من اليوم السبت، ذكرت قناة إسرائيلية، أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأن القتال ضد حركة حماس سيستمر لسنوات، ما يعني خسارة المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، بأن الجيش أبلغ القيادة السياسية أن القتال ضد حماس سيستمر لسنوات ما يعني خسارة المحتجزين، حيث ترى المؤسسة الأمنية وجود فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، داعية القيادة السياسية إلى استغلالها.

وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أن هناك تقديرات تسود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مفادها أن العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قد أدت إلى مرونة حماس، مضيفة أن هناك حالة "من السباق مع الزمن" بهدف إنهاء تلك العملية قبل التوصل لاتفاق مع الحركة الفلسطينية.

وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.

 

مقالات مشابهة

  • تقديرات للجيش الإسرائيلي تتحدث عن أنفاق حماس في غزة
  • الجيش الإسرائيلي : حماس في غزة ستبقى مسلحة بعد 5 سنين
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن عملية وسط قطاع غزة (صورة)
  • 4 شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • لاعتبارات سياسية.. نصف الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب على غزة سوف تطول
  • نتنياهو يدرك عجز جيشه.. ملامح المرحلة الثالثة من الحرب
  • إسرائيل تكشف معلومات جديدة عن هجوم 7 أكتوبر وتطبيقها لبروتوكول "هانيبال"
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: يجب إسقاط حكومة نتنياهو
  • جيش الاحتلال لـ نتنياهو: القتال ضد حماس سيستمر لسنوات استغل الصفقة
  • مقاومة واستبسال في رفح والشجاعية