لجريدة عمان:
2025-04-02@11:56:44 GMT

كيف نستثمر الإجازة الصيفية؟

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

كيف نستثمر الإجازة الصيفية؟

نشاطات وأفكار إبداعية لاستغلال الوقت في تنمية مهارات الأبناء والاحتواء الأسري -

أكد مختصون ضرورة وضع خطة لاستغلال الإجازة الصيفية بما يتوافق مع احتياجات وميول الأبناء شاملة لجوانب ترفيهية وثقافية وتعليمية تساعد على صقل مواهبهم وإبداعاتهم، كما أشاروا إلى أهمية تعزيز الاحتواء الأسري والعائلي وكسر الروتين اليومي الذي يقضونه طوال فترة دراستهم، محذرين من وجود بعض الممارسات السلبية التي يجب ملاحظتها والحد من تأثيراتها مثل إدمان استخدام وسائل التواصل وقضاء فترات طويلة خارج البيت بدون رقابة وغيره.

وللتعرف على أفضل الطرق الإبداعية لجعل الإجازة الصيفية مثمرة لاستغلال إجازة الأبناء تحدث الدكتور رجب بن علي العويسي خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية بمجلس الدولة، قائلا: تحمل فترة الإجازة الصيفية للطلبة الكثير من المعطيات والمستجدات التي قد تحدث تحولا إيجابيا في عالمهم نظرا لمساحة الفراغ التي تشكل فرصة سانحة لتعليمهم الكثير من المعارف والاستفادة من الخبرات والتجارب، أو ما قد يترتب عليها من منغصات سلبية وأفكار أحادية، عندما لم يجد الطالب ما يحتويه أو يملأ فراغه ليتجه مع رفقاء السوء والمنصات التواصلية إلى ممارسات خارجه عن المعتاد وسلوكيات تتجاوز الذوق الرفيع، لذلك يصبح استغلال هذه المحطات في حياة الطالب أهمية كبيرة، لضمان أن المنتج الفكري الذي يتلقاه الطالب في هذه الفترة من حياته إنما يتفاعل مع ما تعلمه في الفترة السابقة أو ما تأصل لديه من جوهر القيم والمبادئ.

وأضاف: من هنا تتجه الأنظار إلى البرنامج الصيفي للطلبة، أحد أوعية الاحتواء الوطنية للطلبة في الإجازة الصيفية، وما يرتبط به من برامج تقدم للطلبة مساحات تدريسية وترفيهية وترويحية، وإكسابهم الخبرات والتجارب، ووضعهم في مواقف محاكاة متنوعة تصنع فيهم حس التغيير، وبناء القدرات، والنماذج والقدوات ليؤدي حضور البرنامج الصيفي مع تنوع مساراته وتعدد اهتماماته، مرحلة مهمة تلقي عليه مسؤولية كبيرة في عملية الاختيار والانتقاء والبناء وتحقيق التنوع في المسار التعليمي الذي يتناسب مع طبيعة الطالب ويجد فيه شغفه وحضوره واهتمامه، لذلك كانت الحاجة إلى تقييم طبيعة الدور الذي تقدمه هذه المحطات التعليمية والتدريبية والترفيهية ونواتجها على سلوك النشء بما يضمن إعادة إنتاج وتوجيه المسار التعليمي للطالب في هذه الفترة بطريقة أخرى تتسم بالابتكارية والتجديد والتنوع، بالشكل الذي يتكيف مع طبيعة الصيف وما تحتاجه هذه الفترة من احترافية في قدرة التعليم على استيعاب متطلباته وتشخيص معطياته، وبناء منهجيات تؤسس لمعالجة التحديات التي تواجه الناشئة وتستوعب الطاقات والمهارات التي تحتاج إلى متنفسات داعمة لتعلم نشط يلازمهم في مسارهم القادم.

الاحتواء الأسري

كما بين الدكتور رجب العويسي أن الإجازة الصيفية تعد منطلقا لتعزيز الاحتواء العائلي نظرا لما يمكن أن تمنحه الأسرة من فرصة للخروج في إجازة صيفية تتناسب مع إجازة الأبناء وفراغهم، بحيث يجد الوالدان في هذا الأمر مساحة لهم في كسر الروتين اليومي والخروج في إجازة اعتيادية للعاملين منهم ليكونوا بصحبة أبنائهم، لذلك نعتقد بأن الإجازة الصيفية جسر ممتد نحو الوصول إلى الضفة الأخرى التي قد يكون الوصول إليها في فترات أخرى من العام من الصعوبة بمكان، لكثرة الارتباطات وعدم وجود الوقت الكافي لضمان التعامل الصحيح معها أو الاستغلال السليم لها، في حين أن الإجازة الصيفية سوف تجيب عن الكثير من التساؤلات المحبوسة في ضمير الأبناء والأسرة والتي لم تجد الوقت الكافي للبوح بها والإفصاح عنها، أو إطلاق العنان لها، لتبرز الإجازة الصيفية هذه الحقيقة وترسم على وجوه الأبناء والأسرة ابتسامة ناصعة نابعة من القلب في أن تكون الإجازة الصيفية الطريق لضمان الاحتواء الأسري والعائلي.

القيم الإيجابية

وفي السياق ذاته قال هلال بن سالم بن سليمان العبري، أخصائي إرشاد وتوجيه: تعد الإجازة الصيفية الفرصة التي ينتظرها الأبناء والآباء بعد فترة من الجد والاجتهاد خلال العام الدراسي ولما ما تتميز به هذه الإجازة من طول فترتها فمن الضروري أن يتم التخطيط لها تخطيطا جيدا يتوافق مع احتياجات الأبناء في تلك الفترة وهنا لا بد من التركيز على بعض الأنشطة التي ينشغل بها الأبناء فترة إجازتهم وأن يشترك الابن مع والديه في إعداد تلك الخطة بحيث تكون قابلة للتنفيذ وتحقق أهدافها المرجوة منها بحيث تشمل جميع الجوانب للطفل من تعليم وترفيه وثقافة وجانب روحي فكلها تتداخل لتساعد في صقل شخصية الابن. وهنا تجدر الإشارة إلى الأنشطة التعليمية أولا فهي الأساس كونها فرصة سانحة أن يتعلم الطالب مهارات علمية جديدة وعلوما جديدة بما يتوافق مع قدراته وإمكانياته وتجعل منه شخصا متقنا لعلمه وفاهما لما يدور حوله كذلك من المهم العمل على وجود نشاطات داخلية في الأسرة تتنوع بين الترفيه وغرس القيم بحيث إن تلك الفرصة قليلة الحدوث أيام الدراسة نتيجة انشغال جميع أفراد الأسرة بالتعليم وهنا يجب أن تعمل الأسرة على الاهتمام بالجانب الروحي من غرس قيم وتعاليم ديننا الحنيف والتركيز على التفاعل خلال هذه الفترة مع تلك القيم وتأكيدها على الأبناء أنها جزء من التعلم لتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم في مستقبلهم ولتحملهم إلى عوالم من النجاحات بعد توفيق الله، وكذلك على المربي أن يهتم بالأعمال التطوعية للأبناء لكي تصبح هذه الأعمال جزءا من تجاربهم الناجحة كأعمال صيانة بيوت الله أو بعض الأعمال ذات الطابع المجتمعي لتغرس لديهم حب الوطن والمواطنة الصالحة.

ممارسات خاطئة

وتطرق العبري في حديثه إلى الجوانب الخاطئة التي قد يمارسها بعض المربين فيقدم بعضهم على أن يجعل الإجازة ضربا من الترفيه بحيث لا وجود لأنشطة أخرى غير الترفيه وبهذا يصبح لدى الابن تصور واحد وهو أن الإجازة هدفها الترفيه فقط فيعجز عن محاولة الحصول على أنشطة أخرى نتيجة وقوعه في التفكير الخاطئ، كذلك من الممارسات وقوع بعض الأبناء فريسة لوسائل التواصل من خلال الإدمان عليها بحيث منعت عنهم طوال العام الدراسي وفتحت لهم على مصراعيها خلال فترة الصيف فيبقى الابن أسيرها ليل نهار بالتشارك مع الألعاب الإلكترونية، كذلك من المهم الانتباه لضرورة المتابعة الحثيثة للأبناء في هذه الفترة وذلك نتيجة طول الفترة التي يقضيها الأبناء خارج البيت بحيث يمكن أن يكتسبوا سلوكيات خاطئة نتيجة الإهمال من قبل الوالدين. لابد من جعل الإجازة فرصة لاستعادة توازن الأسرة وبريقها الجميل لينعم الجميع بحياة هانئة وهنا علينا أن نوازن بين جميع الجوانب ترفيها وتعليما ونصحا وتوجيها فكلها تنصب في الرقي بهذه الأسرة وبالتالي ترسم على مدار الوطن حصنا منيعا شعاره جيلٌ قادر على حمل الأمانة وصنع التأريخ والحفاظ على الوطن.

الاستثمار الأمثل

ومن جانب آخر، أكد أولياء الأمور على ضرورة استثمار الإجازة الصيفية ببرامج مفيدة حتى تقضي على أوقات فراغ الأبناء. تقول صفاء بنت مسعود العدوية (أم لطفلين): نظمت وقت الإجازة الصيفية لأبنائي بإشراكهم في نشاطات وبرامج مفيدة وممتعة لهم، قمت بتسجيلهم بدورة عن بعد لتعليم القرآن الكريم، وأيضا تسجيلهم في أحد المراكز الرياضية والمدارس التي تقدم دورات تعليم السباحة وكرة القدم وتعليم الحساب الذهني، وبالإضافة إلى مشاركتهم بالقيام ببعض الأنشطة المنزلية مثل ممارسة القراءة والكتابة بشكل يومي والقيام ببعض الأنشطة التعليمية الممتعة.

وأوضح وارث بن يوسف الريامي (أب لأربعة أبناء) بقوله: لابد من تنظيم الإجازة الصيفية للأبناء وأن تتنوع البرامج بحيث تشمل أنشطة لتنمية المهارات العلمية والرياضية والاجتماعية من خلال التحاق الأبناء بدورات متعددة وتعتمد على ميولهم التي يرغبونها ويحبونها، لقضاء وقت الفراغ بدلا من الجلوس في المنزل واستغلال الوقت بأشياء قد تضرهم.

بينما ترى نهى بنت عبدالله السيابية أن أغلب الأسر تواجه تحديات مع وجود الإلكترونيات بأنواعها والتي لابد من الحذر منها في فترة استخدامها ومع وجود الرقابة من قبل الوالدين، لذا فضلت بحكم عملي في الفترة الصباحية التحاق أبنائي بالمراكز الصيفية لتنمية مهاراتهم العلمية واللغوية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإجازة الصیفیة هذه الفترة

إقرأ أيضاً:

شم النسيم.. عيد فرعوني قديم يحتفي بالحياة والربيع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد عيد "شم النسيم" من أهم الأعياد الذى يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام، وكان هذا الاحتفال الوحيد الذي جمع المصريين بمختلف عقائدهم الدينية دون أن يلبس ثوبا عقائديا على الإطلاق احتفالا بالحياة والربيع.

ويأتي عيد شم النسيم على قائمة الأعياد الزراعية في مصر القديمة، واصطبغ بمرور الوقت بصبغة اجتماعية ذات صلة بالطبيع كما يتضح من اسمه "شمو"في اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف وتحمل أيضا معنى الحصاد، وتحولت الكلمة إلى "شم"في اللغة القبطية والتي تعد مرحلة متأخرة من الكتابة المصرية القديمة لكن بأحرف يونانية.

في حين يرى بعض المتخصصين في اللغة المصرية القديمة أن تسمية "شم النسيم" تنطوي على تركيب لغوي كامل في اللغة المصرية القديمة هو "شمو (حصاد)- ان (ال)- سم (نبات)" وفي دلالة واضحة على عدم تحريف الاسم المصري الأصلي بإدخال كلمة "نسيم" العربية التي يعرفها المعجم بأنها "ريح لينة لا تحرك شجرا  للإشارة إلى اعتدال الجو ومقدم فصل الربيع.

واختلف العلماء في تحديد بداية واضحة ودقيقة لاحتفال المصريين بعيد "شم النسيم" فمنهم من رأى أن الاحتفال بدأ في عصور ما قبل الأسرات بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم ورأى آخرون أنه يرجع إلى عام 4000 قبل الميلاد  إلى أن استقر أغلب الرأي على اعتبار الاحتفال الرسمي به في مصر قد بدأ عام 2700 قبل الميلاد مع نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة.

حيث اعتبر المصريون القدماء عيد شم النسيم بعثا جديدا للحياة كل عام تتجدد فيه الكائنات وتزدهر الطبيعة بكل ما فيها واعتبروه بداية سنة جديدة مدنية يستهلون به نشاطهم لعام جديد وكانت الزهوروانتشارالخضرة بشيرا ببداية موسم الحصاد فكانوا يملأون مخازن الغلال بحصاده ويقدمون للإله الخالق خلال طقوس احتفالية سنابل القمح الخضراء في دلالة رمزية على الخلق الجديد الدال على الخير والسلام.

وحمل طابع الاحتفال الشعبي منذ عصور قديمة للغاية سجلها المصري في نقوشه على جدران مقابره  ليخلد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتريض والاستمتاع بالزهور والأخضر على الأرض حاملين صنوف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيرها وحافظ عليها المصريون حتى الآن في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن.

وحرص المصري القديم على أن تضم قائمة طعامه في شم النسيم عددا من الأطعمة التي لم يكن اختيارها محض عشوائية أو صدفة بحتة بل كانت تحمل مدلولا دينيا وفكريا ارتبط بعقيدته خلال احتفاله بالمناسبة، من بينها أطعمة أساسية كالبيض، والسمك المملح (الفسيخ)، والبصل، والخس، والحمص الأخضر (الملانة) حيث ترمز البيضة إلى التجدد وبداية خلق جديد في العقيدة الدينية المصرية  فهي منشأ الحياة وقناة خروج أجيال من الكائنات وأصل كل خلق ورمز كل بعث و أطلق المصري عليها "سوحت"وذكرها في برديات الأدب الديني القديم عندما اعتقد أن الإله خلق الأرض من صلصال في هيئة بيضة ودب فيها الروح فبدأت فيها الحياة لذا كانوا يقدمون البيض على موائد القرابين لدلالته الرمزية والدينية على حد سواء.

وحرص المصري على تناول السمك المملح (الفسيخ) في هذه المناسبة مع بداية تقديسه نهر النيل الذي أطلق عليه"حعبي" بدءا من عصر الأسرة الخامسة فضلا عن ارتباط تناوله بأسباب عقائدية تنطوي على أن الحياة خلقت من محيط مائي أزلي لا حدود له خرجت منه جميع الكائنات أعقبه بعث للحياة ووضع قوانين الكون.

وبرع المصريون في صناعة السمك المملح وكان يخصصون لصناعته أماكن أشبه بالورش كما يتضح من نقش في مقبرة الوزير "رخ-مي-رع" في عهد الأسرة 18، وتشير بردية "إيبرس" الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس.

وأولى المصريون أهمية كبيرة لتناول نبات البصل، خلال الاحتفال اعتبارا من عصر الأسرة السادسة لارتباطه بأسطورة قديمة تحدثت عن شفاء أمير صغير من مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه وكان البصل سببا في الشفاء بعد أن وُضع النبات تحت وسادة الأمير واستنشقه عند شروق الشمس في يوم وافق احتفال المصريين بعيد شم النسيم فكتب له الشفاء فأصبح تقليدا حافظ عليه المصريون حتى الآن.

أما الحمص الأخضر فقد عرفته عصور الدولة القديمة وأطلق عليه المصريون اسم "حور-بك" وكان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة عند المصري لأن ثمرة الحمص عندما تمتلئ وتنضج ترمز عنده بقدوم فترة الربيع فصل التجدد وازدهار الحياة بعد أن ظلت أرضها المركز الأول لكل حياة، حياة الآلهة وحياة البشر، فكل شيء ينطلق انطلاقا من هذا المكان.

مقالات مشابهة

  • بشرى سارة للمقبلين على الزواج في تركيا: خصومات تصل إلى 50%
  • ماذا يحدث إذا تخلف الحاضن 3 مرات دون عذر عن تنفيذ حكم الرؤية؟
  • موعد الإجازة الرسمية المقبلة وقائمة العطلات الرسمية حتى نهاية 2025
  • بعد انتقادات الجمهور.. سامح حسين يوضح حقيقة مطالبته بإلغاء الإجازات
  • سامح حسين يرد على الجدل حول تصريحاته عن إلغاء الإجازات
  • هل حرمان الطبيب من الإجازة في الأعياد يؤثر عليه نفسيًا في أداء عمله؟
  • شم النسيم.. عيد فرعوني قديم يحتفي بالحياة والربيع
  • «أقسام الطوارئ» جاهزية وكفاءة طبية خلال الإجازة
  • مصر.. وفاة مأساوية لشقيقين في ساعة واحدة
  • أجواء عيد الفطر في حماة.. بين تقاليد الأجداد وحداثة الأبناء