تحظى سلطنة عمان بتقدم ملحوظ فى قطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، حيث تعمل جاهدة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية فى مجال الطاقة، من خلال رحلتها للحياد الكربونى، فقد وضعت السياسات وأطلقت المبادرات لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف. 

وتجاوزت سلطنة عمان توقعاتها فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث كان المستهدف لعام 2030 هو مليون طن، فى حين تشير التوقعات إلى إنتاج 1.

4 مليون طن بناء على الاتفاقيات التى تم توقيعها خلال الفترة الماضية. يعزو الخبراء هذا التقدم إلى السياسات الحكومية الرامية إلى دعم الاستثمار المستدام فى قطاع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر. 

 

التشريعات والقوانين 

وأكد خبراء ومختصون لـ«عمان» أن سياسة تنظيم المزايدات العامة لتخصيص الأراضى للقطاع، والتشريعات والقوانين المنظمة تعزز التنافسية وتجذب الاستثمار. وأوضحوا أن التعاون والاستفادة من تجارب الدول والمنظمات يسهم إيجابا فى تطوير القطاع، لافتين إلى أن مشروعات الطاقة النظيفة القائمة فى تحويل طاقة الرياح إلى كهرباء ستسهم مستقبلا فى خفض الانبعاثات الضارة للبيئة، وتوقعوا أن الآثار الاقتصادية الإيجابية فى هذا المجال ستظهر خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، وأكدوا أن التعاون بين الحكومة والشركات والمؤسسات التعليمية يسهم فى تحقيق الأهداف المرسومة. 

تعزيز القدرات 

أكد الدكتور قيس السابعى، مستشار قانونى وخبير اقتصادى، أن الاستثمار فى القطاع فى سلطنة عمان يعد واعدا وناجحا، وذلك بفضل السياسات التى تشجع وتضمن الاستثمار المستدام. وأعرب السابعى عن تقديره للجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050، وتنفيذ خطة وطنية تهدف إلى تحقيق أهداف اتفاقية التاريخ للمناخ بحلول عام 2030. 

وأوضح «السابعى» أن سلطنة عمان قد قامت بتعزيز قدراتها فى مجال الطاقة النظيفة، من خلال تنفيذ مشروعات متنوعة تشمل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه وطاقة تحويل النفايات إلى طاقة. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات بنسبة 11% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2025. كما يوجد حاليًا 5 محطات لتوليد الطاقة المتجددة فى سلطنة عمان، تشمل محطة جعلان بنى بو على ومحطة رياح الدقم ومحطة محوت ومحطة صعدة بظفار ومحطة ظفار للطاقة ومحطة عبرى للطاقة. 

وأشار «السابعى» إلى أن المشروعات الطاقة المتجددة تتمتع بالعديد من الفوائد، مثل تقليل تكاليف الصيانة والإنتاج، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة البيئة. وبفضل هذه المشروعات، يتم جذب الاستثمارات الأجنبية نظرًا للاتجاه العالمى نحو استخدام الطاقة المتجددة. 

وأكد «السابعى» أهمية استغلال الموارد الطبيعية فى جميع أنحاء سلطنة عمان، وتشجيع الابتكار فى القطاع واستثمار الكوادر الوطنية من خلال تنويع المشروعات فى مختلف المحافظات. 

الآثار الاقتصادية ستكون إيجابية فى المستقبل

ويرى على عبدالله الريامى، خبير فى مجال الطاقة، أنه من السابق لأوانه تقييم الآثار الاقتصادية للانتقال إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث يتطلب هذا المجال الكثير من الاستثمارات وحاليا فى بداية المسيرة، متوقعا أن المؤشرات ستكون إيجابية فى المستقبل بعد 5 إلى 10 سنوات، نتيجة لتوقيع العديد من الاتفاقيات مع المستثمرين، بالإضافة إلى التوجهات والخطط التى تهدف إليها الحكومة لتحقيق الحياد الصفرى بحلول عام 2050، إلى جانب الحوافز التى تقدمها للشركات المستثمرة، مؤكدا أن سلطنة عمان تعد واحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم فى هذا المجال. 

وأوصى «الريامى» بضرورة مواصلة وضع التشريعات والقوانين التنظيمية للقطاع، التى تعزز جذب الاستثمارات، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة من خلال استخدام التكنولوجيا فى استخراج النفط. 

جهود مضنية وحوافز 

وأشار مهند بن الخطاب الهنائى، مدير دائرة سياسات واستراتيجيات الهيدروجين فى وزارة الطاقة والمعادن، إلى أن توجهات سلطنة عمان قد أسهمت فى تنظيم الأدوار وطرق ترسية المشروعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف. وتم تخصيص أراضٍ واسعة لاستخدامها فى إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، والاستفادة من الأراضى الغنية بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت سلطنة عُمان عام 2050 كعام للحياد الصفرى، ما يشمل رفع كفاءة الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتطوير مجال التقاط الكربون، مؤكدا أن جميع هذه الجهود تهدف إلى تعزيز جذب الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة. 

وأضاف «الهنائى»: إنه تم تأسيس شركة هيدروجين عُمان لتنسيق الجهود وإدارة عمليات المزايدات العامة فى قطاع الهيدروجين. وتهدف سلطنة عمان إلى إنتاج مليون طن مترى من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 و8 ملايين طن مترى بحلول عام 2050. وأوضح أن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر تستخدم الطاقة المتجددة لتحلل الماء إلى هيدروجين وأكسجين، وأصبحت هذه التقنية أكثر تنوعًا وتكلفة أقل فى السنوات الأخيرة، بمصاحبة انخفاض تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأكد «الهنائى» أن الحوافز والسياسات التى وضعتها سلطنة عمان للمستثمرين فى قطاع الهيدروجين قد لاقت اهتماما كبيرا من قبل مستثمرين متخصصين فى مختلف الدول، موضحا أنه كلما زادت السعة الإنتاجية، زادت فرصة خفض تكاليف الإنتاج الإجمالية، كما أن المزايدات العامة تسمح بإيجاد منافسة تسهم فى خفض تكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أنه تم توقيع عقود لـ8 مشروعات تطويرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى سلطنة عمان، وذلك فى منطقة الدقم ومحافظة ظفار، ومن المتوقع أن تكون السعة الإنتاجية الإجمالية لهذه المشروعات حوالى 1.4 مليون طن مترى فى السنة بحلول عام 2030. وتبلغ الاستثمارات الإجمالية فى هذه المشروعات حوالى 49 مليار دولار. 

 

فرصة اقتصادية مهمة للصناعات الثقيلة 

وأفاد «الهنائى» أن إنتاج الهيدروجين النظيف يشكل فرصة اقتصادية مهمة، حيث يمكن استخدامه فى عدة صناعات ثقيلة مثل صناعة الحديد والصلب وصناعة الميثانول والأمونيا والزجاج، كما يمكن استخدامه كوقود نظيف للناقلات الثقيلة مثل الطائرات والسفن والقطارات، وكوسيلة لتخزين الطاقة النظيفة وتحقيق التوازن فى شبكات الكهرباء. 

وأضاف: إن سلطنة عمان تعمل بتعاون مع منظمات ودول عدة للاستفادة من خبراتها فى قطاع الهيدروجين النظيف، وأشار إلى أن التحديات الرئيسة التى تواجه القطاع هى الحصول على مشترٍ للهيدروجين النظيف طويل الأمد. 

وأشار «الهنائى» إلى وجود حلول ممكنة لهذه التحديات مثل زيادة حجم الإنتاج وتطوير البنية الأساسية المشتركة وتوفير حلول مالية للحد من مخاطر الاستثمار. وأكد أهمية دعم المطورين لتقليص فارق تكلفة الإنتاج بين الهيدروجين النظيف والوقود الأحفورى، مشيرا إلى ضرورة تطوير الممرات التجارية للهيدروجين ومشتقاته مع الأسواق الرئيسة مثل اليابان وجمهورية كوريا والاتحاد الأوروبى. 

وأوضح أن وزارة الطاقة والمعادن فى سلطنة عمان تدرس أيضًا الاستفادة من أنواع أخرى من الهيدروجين النظيف مثل الهيدروجين الأزرق والهيدروجين الجيولوجى. وتعمل على استكشاف فرص الاستفادة من التنوع الجيولوجى فى سلطنة عمان بالتعاون مع شركة هيدروجين عُمان فى عناصر مختلفة من سلسلة التوريد المرتبطة بالهيدروجين، مثل التخزين. 

السيارات الكهربائية والحفاظ على البيئة

وقال حيدر اللواتى، مؤسس شركة ميس للسيارات الكهربائية: إن المواطنين فى سلطنة عُمان قد استجابوا بشكل إيجابى للسيارات الكهربائية والحفاظ على البيئة، حيث قام العديد منهم بحجز عدد كبير من سيارات الشركة. وأشار إلى أن 40% من التلوث الجوى فى المدن المتقدمة يعود إلى السيارات التقليدية «ذات استخدام الوقود»، ما دفع العديد من الدول إلى تقليل استخدام السيارات التقليدية من أجل حماية البيئة والمجتمع. 

وأشار «اللواتى» إلى أن الاهتمام بالطاقة المتجددة وتعزيز الوعى العام يسهم فى الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات. وأكد أن الحكومة تدعم بشكل كبير التحول الأخضر من خلال تعزيز المبادرات البيئية والتنمية المستدامة. وأوضح أن الحملات التعليمية والفعاليات العامة تسهم بشكل كبير فى تغيير نظرة المجتمع نحو استخدام السيارات الكهربائية والاستفادة من فوائدها على الصعيد الفردى والاجتماعى والبيئى. 

 

تعزيز الاستدامة البيئية والابتكار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية 

وبالنسبة للآثار الاقتصادية المتوقعة للتحول نحو الطاقة المتجددة فى سلطنة عُمان، أوضح أن استخدام السيارات الكهربائية يسهم فى تقليل تكاليف الوقود للمستهلكين ويقلل من الاعتماد على واردات النفط، كما يسهم فى تطوير البنية الأساسية للسيارات الكهربائية من خلال إنشاء محطات الشحن، ما يعزز الاستثمار فى هذا القطاع وتوجد فرص عمل فى مجال التكنولوجيا والخدمات المتعلقة بالسيارات الكهربائية، مشيرا إلى أن التحول الحالى الذى تشهده سلطنة عمان يسهم فى تعزيز الاستدامة البيئية والابتكار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وأشار اللواتى إلى أنه يمكن قياس الآثار البيئية للتحول إلى الطاقة النظيفة من خلال تحليل دورة حياة السيارات الكهربائية من عملية الإنتاج حتى نهاية عمرها المفترض. 

ولفت «اللواتى» إلى أن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى كالنرويج والصين لا بد منها، حيث إن هذه الدول نجحت فى مبادرات السيارات الكهربائية بفضل السياسات الداعمة والحوافز، على سبيل المثال الحوافز الضريبية وإعفاءات من رسوم الطرق ساعدت فى جعل السيارات الكهربائية خيارًا جذابًا للمستهلكين، وإن نجاح المشروعات العالمية فى قطاع السيارات الكهربائية يعتمد على عوامل مثل البنية الأساسية القوية والحوافز المقدمة للقطاع، وأكد أن أن ما يشهده الواقع حاليا أن حكومة سلطنة عمان تتجه فى تذليل جميع التحديات وتقديم الحوافز والتسهيلات بشكل عام فى كل ما يخص الطاقة النظيفة. 

أما عن سياسة الطاقة والمسئولين الحكوميين بشأن تطوير الطاقة المتجددة فى عُمان، يقول اللواتى إنه هناك تفاعل كبير مع دول العالم فى التطوير إلى الطاقة المتجددة، إذ إن سلطنة عمان تنتهج سياسات لدعم الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية متضمنة التخفيضات الضريبية، والدعم لتطوير البنية الأساسية، إلى جانب البرامج التوعوية للمستهلكين، كما أن التعاون المستمر بين الحكومة والشركات والمؤسسات التعليمية سيكون حاسمًا فى تحقيق هذه الأهداف. 

ويتوقع مؤسس شركة ميس أن التحول إلى الطاقة النظيفة يسهم فى تحسين مستوى المعيشة سواء فى التنقل أو البيئة النظيفة، وإن شعبية السيارات الكهربائية ستشهد نموا خصوصا مع التقدم التكنولوجى فى صنع البطاريات الصديقة للبيئة وانخفاض التكاليف. 

ويوصى إلى تسريع وتسهيل وتذليل متطلبات الاستثمار الجرىء لتعزيز نجاح مبادرات الطاقة المتجددة، ويرى إمكانية أن تكون سلطنة عمان رائدة فى الطاقة المتجددة فى المنطقة نظرا للسياسات والمبادرات التى تتبعها والتزامها بالاستدامة، إلى جانب تحولها إلى استغلال الموارد الطبيعية مثل الشمس والرياح، ما يعزز مكانتها كمركز للطاقة المتجددة فى المنطقة. 

هذا وإن سلطنة عمان تقع بين مراكز الطلب الأساسية للهيدروجين الأخضر فى أوروبا وآسيا، وإن موقعها يعزز القدرة اللوجستية العالمية والبنية الأساسية للتنافس على قائمة أوائل الدول المنتجة والمصدّرة للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، وإن مقومات سلطنة عمان تمتلك وفرة فى مصادر الطاقة المتجددة الطبيعية والسياسات التنظيمية الجاذبة فى قطاع الطاقة المتجددة والموقع الجيوسياسى المتميز.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سلطنة عمان قطاع الهيدروجين السیارات الکهربائیة الطاقة المتجددة فى الهیدروجین الأخضر الهیدروجین النظیف إنتاج الهیدروجین البنیة الأساسیة الطاقة النظیفة هذه المشروعات فى سلطنة عمان طاقة الریاح إلى الطاقة فى سلطنة ع بحلول عام ملیون طن یسهم فى من خلال فى مجال عام 2030 عام 2050 إلى أن

إقرأ أيضاً:

مناقشة أهمية مشاركة القطاع الخاص في "إكسبو اليابان" بأولى الأمسيات الرمضانية للغرفة

 

 

◄ الرواس: المشاركة في إكسبو اليابان تُعزز استثمارات القطاع الخاص

◄ السعدي: الأمسيات الرمضانية منصة حيوية لتبادل الرؤى وتعزيز الشراكات

◄ مناقشة تنظيم سوق العمل والتشغيل في ثاني الأمسيات

◄ الأمسيات تستهدف القطاعات الاقتصادية الواعدة لتعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص

مسقط- الرؤية

أطلقت غرفة تجارة وصناعة عمان أولى أمسياتها الرمضانية لهذا العام ضمن مبادرة "أمسيات الغرفة الرمضانية"، بهدف خلق بيئة تفاعلية تتيح لأصحاب الأعمال طرح المشكلات والتحديات التي يواجهونها، واستعراض الحلول العملية بالتعاون مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى رفع الوعي بالسياسات والتشريعات بما يسهم في تحقيق التوجهات الاستراتيجية للغرفة.

وتستهدف الأمسيات عددا من القطاعات الواعدة كالصناعات التحويلية والطاقة والتعدين والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة والأمن الغذائي والابتكار والتكنولوجيا والتجارة والتعليم والصحة والمال والتأمين والتطوير العقاري.

وجاءت الأمسية الأولى بعنوان "أهمية معرض اكسبو اليابان 2025 للقطاع الخاص" تحت رعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والتي ناقشت أهمية المشاركة في معارض اكسبو ومدى استفادة القطاع الخاص من هذه المعارض مع استعراض الأهداف المحددة لجناح سلطنة عمان في اكسبو اليابان 2025 والفعاليات والبرامج التي يحتضنها الجناح.

وقال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: "إن مشاركة سلطنة عمان في إكسبو اليابان 2025 تعكس هويتنا الوطنية وتراثنا العريق، وتسلط الضوء على حاضرنا الأصيل وتطورنا المستدام نحو المستقبل، فمن خلال المشاركة بالمعرض يمكن التفاعل مع الاقتصادات الكبرى، وفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص العماني لتعزيز استثماراته، وتوسيع شبكة شراكاته الدولية، واستكشاف أحدث الابتكارات في مختلف القطاعات".

وأضاف سعادته: "ندعو رواد الأعمال إلى الاستفادة من المشاركة في اكسبو اليابان لتعزيز وجودهم في الأسواق الدولية، واستكشاف سبل جديدة للنمو والابتكار، بما يسهم في رفع التنافسية الاقتصادية لسلطنة عمان، وجذب الاستثمارات، وفتح مجالات أوسع للتعاون التجاري والصناعي".

من جهته، أشار زكريا بن عبدالله السعدي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عمان، إلى أن أمسيات الغرفة الرمضانية تعتبر منصة حيوية لتبادل الرؤى والأفكار، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يسهم في تحقيق التوجهات الاستراتيجية للغرفة المنسجمة مع رؤية عُمان 2040، والتي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، بما يحقق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي للبلاد.

وبين السعدي أن مواضيع الأمسيات الرمضانية للعام الجاري جاءت مواكبة لاهتمامات مجتمع الأعمال خلال هذه المرحلة، إذ تتناول أولى الأمسيات أهمية معرض إكسبو اليابان 2025 للقطاع الخاص، في ظل استعدادات سلطنة عمان للمشاركة في هذا الحدث العالمي المزمع إقامته في جزيرة أوساكا اليابانية خلال الفترة من 13 أبريل إلى 13 أكتوبر 2025، تحت شعار "تصميم مجتمع المستقبل لحياتنا".

وقال: "ستناقش الأمسية الثانية موضوع تنظيم سوق العمل والتشغيل، حيث يحتل هذا الموضوع أهمية كبيرة للقطاع الخاص في سلطنة عمان باعتبار أن تنظيم سوق العمل يعد أساسيا في تحقيق بيئة عمل مستقرة وعادلة، تدعم النمو الاقتصادي  مما ينعكس إيجاباً على التنمية المستدامة في البلاد بشكل عام وعلى تحقيق الاستقرار والاستدامة لمؤسسات القطاع الخاص، وتأتي الأمسية الثالثة حول الضرائب وأثرها على التنمية الاقتصادية، وسنناقش من خلالها الضرائب كأداة من أدوات السياسة المالية وآثارها على التنميــة الاقتصاديــة وتمويــل المشاريــع الوطنيــة مع تسليط الضوء على السياسات والحوافز الضريبية في سلطنة عمان، وتختتم الغرفة أمسياتها الرمضانية لهذا العام بمناقشة الأهمية الاقتصادية للمحتوى المحلي والتي نستعرض فيها الاستراتيجية الوطنية للمحتوى المحلي وأهمية تعظيم المحتوى المحلي في الاقتصاد الوطني مع تسليط الضوء على الدور الذي يقوم به المحتوى المحلي في دعم الاقتصاد الوطني".

من جانبه قدم الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي رئيس برنامج مشاركات طلاب الجامعات والكليات في إكسبو اليابان، ورقة عمل استعرض فيها رؤية جناح سلطنة عُمان، في حين قدم عماد بن خميس الشكيلي مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ورقة عمل تناولت تعظيم العوائد الاستثمارية والتجارية لمشاركة سلطنة عمان في اكسبو أوساكا 2025.

وأكد الشكيلي: "سيخصص الجناح ركناً خاصا لعرض الحوافز الاستثمارية والفرص المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل اللوجستيات والصناعة والطاقة المتجددة، كما سيعرض قصص نجاح استثمارية ويوفر لقاءات مباشرة مع ممثلي الجهات المعنية بالاستثمار مما يبرز البيئة التنافسية والمشجعة للأعمال في سلطنة عمان".

وتطرق سعيد بن سيف الحسني مدير العمليات والتسويق في شركة عالم رقمي  YouVerse، إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في إكسبو اليابان  باستخدام التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أنه تم اطلاق مبادرة الجناح الرقمي لتشكل الامتداد التقني لجناح سلطنة عمان بمحتوى واسع ومتجدد من مختلف الجهات المشاركة باستخدام تقنيات الواقع الممتد والذكاء الاصطناعي وبيئات افتراضية وعروض مرئية تعكس ثقافة وتراث سلطنة عمان مع تقديم معلومات دقيقة عن سلطنة عمان والجهات المشاركة.

وأكدت الأمسية على أن مشاركة القطاع الخاص في إكسبو اليابان فرصة ذهبية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي خاصة، وأن التجارب السابقة تبين كيف أسهمت مثل هذه المشاركات في فتح آفاق جديدة للتعاون، مع التأكيد أن تكون هذه المشاركة انعكاسا لقدرات القطاع الخاص وابتكاراته وبما يمهد الطريق لتعزيز الشراكات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • السودان يجري اتصالات مع قطر والسعودية لتأهيل قطاع النفط والطاقة والكهرباء
  • لماذا تفضل الكلاب السيارات الكهربائية؟ الإجابة مفاجأة
  • المشاط: قطاع الكهرباء والطاقة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية
  • مناقشة أهمية مشاركة القطاع الخاص في "إكسبو اليابان" بأولى الأمسيات الرمضانية للغرفة
  • تفاهم بين ميناء الدقم و"النفط العُمانية للتسويق" لتطوير حلول الطاقة النظيفة
  • وزير الثقافة بحث وسفير سلطنة عُمان في سبُل تفعيل العلاقات الثقافية
  • طالب جامعي يبتكر نفحات عطرية مستوحاة من ولايات سلطنة عمان
  • بحث مع الخطة الاستثمارية لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة للعام المالي الجديد 25/2026
  • «المشاط» تبحث الخطة الاستثمارية لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة للعام المالي الجديد 25/2026
  • "أوكسفورد": عُمان وجهة جاذبة للمستثمرين الدوليين في قطاعات التنويع الاقتصادي والحياد الكربوني