دعا المجلس الإسلامي البريطاني حكومة حزب العمال الجديدة إلى العمل على توحيد البلاد، معتبرا أن فوز حزب العمال بالانتخابات التشريعية بهذه النسبة يمثل لحظة مهمة للتغيير في بريطانيا.

وأكد المجلس الإسلامي البريطاني في رسالة تهنئة وجهها اليوم إلى حزب العمال وزعيمه كير ستارمر، ونشرها على صفحته الرسمية على الأنترنت أن هناك الكثير الذي يتعين على الحكومة الجديدة القيام به: لتحسين حياة كل البريطانيين ونتائجهم، وتوحيدهم جميعا، والتحدث بصوت عالٍ من أجل السلام والعدالة في العالم".



وأعرب المجلس عن أمله في أن يكون هذا  الفوز لحزب العمال أيضًا بمثابة الابتعاد عن الحروب الثقافية المثيرة للانقسام، والتي كانت المجتمعات الإسلامية إحدى ضحاياها الرئيسيين.

وجاء في الرسالة: "لقد كانت نتيجة الانتخابات العامة فوزا تاريخيا لحزب العمال، ونحن نهنئهم على ذلك. وشهدت أيضًا ارتفاعًا في أصوات المستقلين، مما يشير إلى أن بنوك الأصوات أقل أمانًا. وهذا يرسل إشارة للحزب والحكومة القادمة: كل الأصوات مهمة ولا ينبغي اعتبار أي منها أمراً مسلماً به".

وقالت زارا محمد، الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا: "نهنئ حزب العمال والسير كير ستارمر على هذا الفوز التاريخي ونرحب بالحكومة الجديدة والتغيير في المملكة المتحدة. إننا نشيد بجميع أعضاء البرلمان الذين تم انتخابهم لخدمة البلاد، ونشكر أولئك الذين قدموا خدماتهم بالفعل ونهنئ بشكل خاص العديد من المسلمين البريطانيين الذين تم انتخابهم الآن".

وأشارت زارا إلى أنه و"على مدار أكثر من عقد من الزمن، شهدت بريطانيا تصاعدًا في ظاهرة الإسلاموفوبيا، وفي تشويه سمعة المسلمين، وضعف التواصل مع مجتمعاتنا. ومع تشكيل حكومة جديدة، فقد حان الوقت لتعزيز الحوار الهادف واستعادة ثقة الجاليات المسلمة البريطانية".

وأضافت: "نحن في احتياج إلى التغيير للانتقال من التقشف إلى التيسير، ومن المشقة إلى الراحة، ومن السياسة المثيرة للانقسام إلى نموذج للمشاركة يشمل كل المجتمعات".

وحول موقف الناخبين المسلمين البريطانيين قالت زارا: "بالنسبة للناخبين المسلمين البريطانيين، كما هو الحال مع زملائهم الناخبين، كان هناك شعور ساحق بالعجز إزاء الوضع في غزة وعدم رغبة المملكة المتحدة في المطالبة بوقف إطلاق النار والدعوة إلى إبادة جماعية معقولة. وقد رأينا هذا يتم التعبير عنه بأفضل شكل في المقاعد التي فاز فيها المستقلون الآن أو حصلوا على حصة كبيرة من الأصوات، وهو ما يشير إلى أنه لا ينبغي اعتبار أي تصويت أمرا مفروغا منه".

وحول أولويات الحكومة العمالية الجديدة في بريطانيات، قالت زارا: "إن معالجة القضايا الحاسمة مثل الحرب في فلسطين، وتكلفة المعيشة، وحالة الخدمات الصحية الوطنية وجرائم الكراهية يجب أن تكون في طليعة أجندة هذه الإدارة الجديدة. كما نحث الحكومة الجديدة على القضاء على الخطاب المناهض للهجرة والعمل على توحيد بلادنا. ونحن ندعو رئيس الوزراء كير ستارمر إلى القيادة للجميع، والتأكد من أن كل مجتمع يشعر بالتمثيل والتقدير.".

وأعربت زارا عن أملها في الاجتماع مع الحكومة الجديدة والتأكيد لها أن كل مجتمع يشعر بالاستماع والتمثيل والتقدير، والعمل من أجل بريطانيا أكثر شمولاً ووحدة، وفق تعبيرها.

????STATEMENT | General Election 2024: Muslim Council of Britain Calls on Incoming Government to Unite Country

????The Muslim Council of Britain today congratulates the Labour Party and Sir Keir Starmer on this successful election victory.

"With a new government, Now is the time… pic.twitter.com/Cd25Aw6ktH

— MCB (@MuslimCouncil) July 5, 2024

ومن المقرر أن تعتقد الحكومة البريطانية الجديدة بزعامة كير ستارمر أولى اجتماعاتها غدا السبت في مقر الحكومة بـ 10 داونينغ ستريت.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي حصد حزبه 412 مقعدا من أصل 650 هو العدد الإجمالي لمقاعد مجلس العموم، إن البلاد صوتت بشكل حاسم لصالح التغيير والتجديد الوطني وعودة السياسة إلى الخدمة العامة.

وفي أول خطاب وطني له من مقر رئاسة الوزراء "داونينغ ستريت" أكد ستارمر على الالتزام بالوحدة والخدمة العامة وبداية جديدة للأمة.

وفي افتتاح كلمته، أشاد ستارمر بدور سلفه ريشي سوناك الرائد كأول رئيس وزراء بريطاني آسيوي، فضلا عن تفانيه وعمله الجاد.

وتولى زعيم "حزب العمال" كير ستارمر رسميًا منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بعد أن تم تعيينه من قبل الملك تشارلز الثالث، الجمعة، إثر فوز الحزب في الانتخابات.

إقرأ أيضا: الصوت العربي والمسلم يعاقب “العمال” في بريطانيا.. هكذا أثرت “غزة” على النتائج (أرقام)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حكومة بريطانيا السياسة بريطانيا حكومة سياسة تشكيلة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الجدیدة فی بریطانیا حزب العمال کیر ستارمر

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع حزب العمال تحسين مكانة بريطانيا في العالم؟

ترجمة: قاسم مكي -

على الورق، الاختلافات طفيفة بين معظم عناصر السياسة الخارجية لحزبي العمال والمحافظين، أكبرها يتعلق بأوروبا والهجرة، أما مواقفهما تجاه الصين وأوكرانيا وباقي القضايا فمتشابهة على نحو مدهش، لكن ستكون هنالك قرارات مبكرة تحدد مقاربة الحكومة العمالية لمكانة بريطانيا في العالم وتبدأ في الإجابة على الأسئلة التي تُركت معلَّقة أثناء الحملة الانتخابية.

ما هو أكثر من ذلك سيعتمد تحسين حزب العمال لمكانة بريطانيا في العالم على قدرته في حل مشاكلها الداخلية بما في ذلك فشلها في تحقيق النمو في الإنتاجية ونظامها التعليمي الذي يفتقر إلى الاتساق والتفاوتات المناطقية والنظام الصحي الفاشل.

ستحين أول فرصة بعد خمسة أيام فقط من الانتخابات بانعقاد قمة الناتو في واشنطن. وستكون لدى ستارمر الفرصة لتأكيد دعمه لأوكرانيا الذي سبق له أن عكس به موقف أسلافه المحافظين في رئاسة الوزارة. لكنه سيتعرض إلى الضغط لكي يوضح بالضبط متى ينوي حزب العمال إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع (حاليا حوالي 2.3%) وهذا موضوع ترك مفتوحا حتى الآن.

ما هو أكثر من ذلك أيضا، لقد تغير المشهد الأمريكي منذ تعهده بذلك الدعم، فالهشاشة الواضحة لوضع جو بايدن أضافت قدرا جديدا من عدم اليقين في السباق الرئاسي، وفي اللحظة الراهنة يبدو ترامب أقرب إلى الفوز بالرئاسة، السؤال هو: إلى أي حد سيحاول ستارمر حث الولايات المتحدة (وكذلك باقي أعضاء الناتو المتذبذبين) على الاستمرار في بالدفاع عن أوكرانيا ليس فقط على أساس السيادة ولكن أيضا الأمن الأوروبي. هذا ما ينتظره.

بالنسبة لأوروبا ستكون هنالك فرصة ثانية في 19 يوليو عندما يستضيف رئيس الوزراء البريطاني 50 زعيما أوروبيا في قمة الجماعة الأوروبية السياسية، هذه ليست فقط فرصة لكي يبدو كزعيم سياسي ماهر ولتأكيد اهتمام بريطانيا بالقيم الليبرالية (بما في ذلك حكم القانون وتلك سمعة أضرَّت بها المناوراتُ الحكومية منذ مغادرة الاتحاد الأوروبي). إنها ستكون أول فرصة لاستيضاح القادة الأوروبيين حول تفاصيل ما قد يمكن أن تعنيه العلاقة الوثيقة، وهذا ما قال ستارمر: إنه يريده.

هنالك مجالات أكثر سهولة رغم أنها ليست واضحة تماما لكلا الجانبين مثل بعض التعاون حول الدفاع واتفاقيات تجارة الغذاء والمنتجات الحيوانية وإمكانية تمديد حرية الانتقال لبعض المهنيين والمبدعين. لكن قادة الاتحاد الأوروبي سيضغطون الحكومة الجديدة بسؤالها عن سبب نكوصها قبل الانتخابات عن الأفكار الأوروبية بشأن إتاحة المزيد من حرية الانتقال للشباب (لأغراض الدراسة والعمل) بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

سيلزم ستارمر أيضا تحديد الكيفية التي يموضِع بها حكومة يسار الوسط البريطانية الجديدة في قارةٍ (أوروبا) تشهد تصاعدا لتأييد اليمين، وسيكون عليه أيضا توضيح البديل لخطة رواندا التي تقدم بها ريشي سوناك للتعامل مع الهجرة غير الشرعية بالنظر إلى تعهده بالتخلي عنها. فالمقاربات البديلة ستتطلب في الغالب التعاون مع البلدان الأوروبية التي تواجه مشاكل شبيهة.

اختار ستارمر قبل الانتخابات تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عقب أحداث 7 أكتوبر. وكان ذلك موقفا مماثلا لموقف حكومة سوناك. لكن ثمنه كان أكبر لستارمر من سوناك نظرا إلى شدة المعارضة وسط أنصار حزب العمال لممارسات إسرائيل في غزة.

سيتعرض ستارمر للضغط في الداخل لتشديد الموقف ضد إسرائيل وسيرغب في اختبار نفوذ بريطانيا مع الولايات المتحدة لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

لكنه ربما سيواجَه بحقيقة ضعف نفوذ بريطانيا في مثل هذه المسائل على الرغم من أن تحركاتها لها وزن رمزي. أعظم استخدام لبريطانيا ربما في ترتيب محادثات بين التشكيلة الواسعة من اللاعبين الإقليميين حيثما يكون لديها نفوذ.

أما فيما يتعلق بالصين فلا يبدو في الأفق قرار فوري حولها، حيث رتَّب حزب العمال توازنا دقيقا على نحو ما فعل سوناك (بين التجارة وإجراء محادثات حول المشاكل العالمية والدفاع ضد مهددات بريطانيا). في الواقع اقترح حزب العمال «تدقيقا» لروابط بريطانيا مع الصين ربما يبدأ في أول مائة يوم من عمر الحكومة.

على الرغم من أن «التدقيق» يبدو مثل تمرين فنّي سيكون السؤال الكبير: إلى أي حد يمكن لبريطانيا تجنب ضغط الولايات المتحدة لكي تقف إلى جانب إجراءاتها التجارية ضد الصين.

لقد اشتدت الجفوة بين الصين والولايات المتحدة هذا العام حول التجارة وموقف الصين «العدائي» في جنوب شرق آسيا ومؤخرا جدا دعمها لروسيا. وربما يجد ستارمر أنه مجبر على اتخاذ موقف منحاز لا يتَّسق مع سعيه لتحقيق النمو الاقتصادي.

قد يتعلق أول قرار صعب بتحديد موقفه من واردات السيارات وألواح الطاقة الشمسية الصينية الرخيصة وما إذا كان يرحب بها أم لا.

قالت راشيل ريفز التي تتولى وزارة الخزانة الآن في حديث لها بمعهد شاتام هاوس يوم الإعلان عن موعد الانتخابات أن رُخْص المنتجات ليس سببا في حد ذاته لشرائها. لكنه يمكن أن يكون كذلك إذا كان النمو هو الهدف. وكذلك الوفاء بأهداف التغير المناخي.

حزب العمال بحاجة إلى حل هذه المعضلة، وسيلزمه ذلك إذا كان عليه أن يلعب الدور القيادي في مجال المناخ، وهو دور قال إنه يسعى إليه. وفي حين سيتجه اهتمام الحكومة نحو المخاطر العالمية الآنيّة إلا أن العام الفائت كان الأشد حرارة على الإطلاق.

سيكون للتغير المناخي عواقب مهمة على الهجرة وأسعار الغذاء والنزاعات. وسيلزم الحكومة التي وعدت بتوفير الأمن للناخبين لعب دورها في مواجهته.

قاد ستارمر حملته الانتخابية لأسابيع أمام غابة من اللافتات الحمراء التي تنادي «بالتغيير» نفوذ أي بلد في العالم يرتكز على أدائه وتحديدا استقرار ترتيباته السياسية ونموه الاقتصادي. بعد 14 عاما فشل المحافظون في كلا هاتين الجبهتين. ودفعوا ثمن ذلك في اضمحلال نفوذ بريطانيا في الخارج كما دفعوا ثمنه انتخابيا الآن بما يبدو أنها أسوأ نتيجة للحزب في تاريخه.

إذا كان هذا عهد جديد كما يَعِد حزب العمال بذلك عليه إظهار أن لديه أجوبة على مشاكل بريطانيا التي طال بها الأمد والمتمثلة في انعدام النمو الاقتصادي والضغوط التي تتعرض لها أنظمتها التعليمية والصحية وانعدام الاستثمار في البنية التحتية من الكهرباء والطاقة والى تقنية الجيل الخامس والتفاوتات الإقليمية والاجتماعية.

فوز حزب العمال ليس فقط مرحلة جديدة في السياسة البريطانية وواقع سياسي مختلف بعد ما يزيد عن عقد من هيمنة المحافظين ولكن سيقترن معه إقرار بالحاجة الى أفكار جديدة في عالم تغير كثيرا منذ عام 2010.

كثيرا ما تُعزي العديد من التحديات التي تواجه بريطانيا إلى خروجها من الاتحاد الأوروبي. وفي حين أن ذلك لم ولا يفيد إلا أن هنالك مشاكل أعمق سبَّبت عَنَتَا لبريطانيا في عهد المحافظين (وفي بلدان ذات أنظمة ديمقراطية شبيهة).

المطلوب أجوبة أفضل للضعف الاقتصادي المستمر الذي أعقب انهيار عام 2008 وحول قدرة الدولة على التعامل مع المخاطر العالمية المتزايدة كالتغير المناخي وجائحة كوفيد. هذا إذا لم نذكر العودة إلى الحرب في أوروبا والشرق الأوسط.

هنالك إحساس ينشأ عن هذا الفوز الكبير بأن الوقت قد حان لكي يحاول أحدٌ ما إيجاد هذه الأجوبة.

برونوين مادوكس مديرة المعهد الملكي للشئون الدولية (شاتام هاوس)

أوليفيا أوسوليفان مديرة برنامج المملكة المتحدة بالمعهد

عن موقع معهد شاتام هاوس

مقالات مشابهة

  • باحثة: سياسة حزب العمال البريطاني تجاه دعم أوكرانيا لن تتغير
  • هل يستطيع حزب العمال تحسين مكانة بريطانيا في العالم؟
  • صحف بريطانية: الحكومة البريطانية الجديدة.. طموح هائل وتحديات كبيرة
  • بريطانيا.. وزراء من مدارس حكومية وسيدة مسلمة وأسود وحيد
  • مجلس اللوردات: السياسة الخارجية البريطانية لن تتغير في ظل الحكومة الجديدة
  • رئيس وزراء بريطانيا الجديد: عملية تغيير البلاد بدأت بالفعل
  • رئيس الوزراء البريطاني الجديد في أول مؤتمر صحفي.. سنبدأ بتنفيذ الأفعال لا الأقوال
  • بريطانيا: ستارمر يعقد اجتماعه الوزاري الأول بعد انتصار كاسح لحزبه في الانتخابات التشريعية
  • رئيس وزراء بولندا يأمل في التعاون الدولي المثمر بين بلاده وبريطانيا
  • السوداني يدعو رئيس الوزراء البريطاني الجديد دعم الاستقرار الدولي