لجريدة عمان:
2025-01-23@23:18:46 GMT

لم يعد للأمر سر

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

يقال في المثل: «السر إذا تجاوز الاثنين شاع» ومن تجربة شخصية أقول؛ وبكل ثقة: إن السر إذا تجاوز صاحبه لم يعد سرا، بغض النظر عن من هو الذي تشاركه، أو يشاركك هذا السر، وكما قال أحدهم:

«إذا ضاق صدر المرء يوما بسره

فصدر الذي يستودع السر أضيق»

حيث لا حصانة هنا لأحد أيا كانت الخصوصية التي تجمع بين أي طرفين، ففي ظرف غير معتاد يمكن لهذا الشخص أو ذاك ممن استأمنته سرك، أن ينشره على حبل الغسيل -كما يقال- ولو بطريقة التورية، فالناس مجبولون على الحرص على أن يكونوا في المقدمة، وخاصة إذا كان هذا التقدم يضعهم في أول قائمة من يشار إليهم بالبنان، لأنهم يمتلكون شيئا مما لم يعرفه الآخرون، وهذه الإشارة أو تلك لن تكون إلا بتقديم أنفسهم على أنهم يمتلكون سرا ما، أو حقيقة ما مخفية عن آخرين، ولا يهم إن كان الإفصاح في حينها سوف يضر بأولئك الآخرين، أو ستكون له ردة فعل غير طيبة، فالمهم في هذه اللحظة أن يضع الشخص نفسه في قائمة الاهتمام من قبل الآخرين، مع أن الآخرين لن ينفعوه في ساعة المحنة، حيث سيجول في ميدان العتاب من قبل من أساء إليهم بإفشاء سرهم، وسيدفع ثمن الخطأ وحده فقط، وقد يكون الثمن قاسيا، وذلك بناء على الأهمية التي يشكلها ما كان قبل الإفشاء «سر».

وانعكاسات إفشاء السر غير منكورة، ونعايشها بشكل كبير، فكم من بيوت تهدمت! وكم من علاقات تقطعت! وكم من مواثيق تمزقت! وكم من ثقات تزعزعت! وكان سبب ذلك كله، لأن أحد الأطراف لم يستطع أن يحتفظ بسر الطرف الآخر، وهذا السلوك أيضا من الفطرة، وليست ممارسة ميكانيكية تحتاج إلى تدرب ومراس، ولذلك يعقبها ندم كبير، وألم ما بين دواخل الأنفس، ولكن بعد ماذا؟ بعد «خراب مالطا» كما هو المثل الشهير.

يروى عن الدكتور مصطفى محمود- رحمه الله- قوله: «الستر في القاموس الشعبي، القليل من كل شيء والكثير من الروح، وأنا بعد ثلاثين سنة من التفلسف وقراءة المعاجم والمراجع والمصطلحات لم أجد أفصح من هذه الكلمة البسيطة (الستر). ولهذا فأنا أطلبه لك كما كانت أمي تطلبه لي، واعتبر بأني بهذا أكون قد طلبت كل شيء» - انتهى النص - ووفقا لهذه المقاربة، فإن الستر لن يخرج عن المحافظة على سر ما، يظل التستر عليه من قبل الأطراف الأخرى، لذلك فانكشاف الستر هو تعرية السر، وإفشاؤه للعامة، ومن المقاربات الأخرى في هذا المعنى هو ضرب المثل بـ«ورقة التوت» حيث يقال في كثير من المواقف: «سقطت ورقة التوت» بمعنى أن السر قد انكشف، وعرف ما كان مخفيا من قبل، لذا لا فائدة من إخفاء ما علم بعد ذلك.

والمحافظة على السر، وإخفاؤه بصورة مطلقة، ليس بالأمر اليسير حيث يحتاج إلى كثير من المجاهدة، وعقد المقارنات بين الاحتفاظ به، وبين العلن به، وهذه المقارنات تذهب كلها إلى مستويات الخطورة المتوقعة من إفشاء السر، وبالتالي فهناك الكثير من الناس الذين خسروا أنفسهم، ومن كان قريبا منهم في لحظة زمنية ما، والسبب هو عدم قدرتهم على الاحتفاظ بأسرار من ائتمنوهم؛ في لحظة صفاء أو رضا؛ بشيء من أسرارهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من قبل

إقرأ أيضاً:

سمكة في اليابان تمتنع عن الأكل لسبب غير متوقع.. «كلمة السر في الجمهور»

في واقعة فريدة من نوعها، وتبدو غير طبيعية، إلا أن هناك سمكة في اليابان، أثارت دهشة الملايين بعدما اكتسبت بعض صفات البشر، متأثرة بوحدة شديدة عانت منها، بعد إغلاق حوض كايكيوكان في مدينة شيمونوسيكي باليابان أمام الزائرين، قبل نهاية العام المنقضي.. فماذا تعرف عنها؟

معلومات عن سمكة شمس البحر

 السمكة تعرف باسم «شمس البحر»، تعد من الكائنات البحرية الاجتماعية، التي تملك القدرة على التفاعل مع البشر والتأثر بهم، إذ تعد من أثقل أنواع الأسماء العظمية الفريدة من نوعها، إذ يصل وزنها إلى أكثر من 1000 كيلوجرام، وطولها إلى أكثر من 3 أمتار وارتفاعها 4 أمتار، ولونها رمادي وفي بعض الأحيان بني، وهي نادرة للغاية ومهددة بالانقراض، بحسب موقع «FishBase».

ماذا حدث مع سمكة شمس البحر في حوض كايكيوكان؟

في ديسمبر المنقضي، لوحظ أن سمكة شمس البحر المتواجدة في حوض كايكيوكان المائي في شيمونوسيكي جنوب اليابان، تعاني من أعراض غريبة، تشبه أعراض الاكتئاب، إذ رفضت تناول الطعام أو التفاعل مع أي من العمال منذ إغلاق الحوض على الزائرين لأعمال الصيانة والتجديد، وقد أثارت هذه القصة اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، نظرًا إلى أن مرضها غير مألوف على الحيوانات.

وصلت سمكة شمس البحر إلى الحوض قبل عام، ومع توافد الزيارات على الحوض كانت تتفاعل مع الزائرين بشكل كبير، وبعد إغلاقه للصيانة امتنعت عن تناول طعامها المعتاد من قناديل البحر، وبدأت تفرك بجسدها على جدران الحوض وكأنها تريد أن تبعث برسالة إلى العمال، ما دفعهم إلى الاعتقاد بوجود مشكلة صحية، وفقًا لصحيفة «ماينيشي شيمبون».

حاول العاملون في البداية إيجاد تفسيرات طبية على هذه التصرفات، لكن الفحوصات أثبتت عدم معاناتها من أي أزمات صحية، وبعد محاولات يائسة توصلوا إلى أنها تعاني من الوحدة، ليضعوا لها مجسمات كرتونية ولوحات ورقية تشبه الزوار على جدران الحوض على افتراض أن السمكة كانت تفتقد وجودهم، والنتيجة كانت غير متوقعة، إذ استعادت السمكة نشاطها وبدأت تلوح بزعانفها في الحوض، وعادت إلى تناول طعامها بشكل طبيعي. 

وفي هذا السياق، أظهرت الدراسات أن بعض أنواع الأسماك تتمتع بذكاء اجتماعي وقدرة على التعرف على الأفراد والتفاعل معهم، لذا رد فعل السمكة قد يكون طبيعيًا، باعتبارها اعتادت على وجود الزوار وتفاعلت معهم بطريقة ما.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز نشر أسرار البيوت على السوشيال من أجل التربح؟ أمين الفتوى يجيب
  • طفرة كبيرة في الصادرات الزراعية.. ماهى كلمة السر؟
  • ما هي "ديبنوفوبيا" فوبيا تناول الطعام أمام الآخرين؟
  • سمكة في اليابان تمتنع عن الأكل لسبب غير متوقع.. «كلمة السر في الجمهور»
  • عشبة خارقة تحمي مرضى السكري من فقدان النظر.. اكتشف السر
  • أروى جودة تكشف سبب عدم ارتدائها فستان عقد القران.. السر في الساعة
  • مفاجأة في نوع جديد من الشاي يقضي على الدهون.. السر في الميكروبات
  • شمال شرق كولومبيا تحت خط النار.. السر في تهريب المخدرات
  • 3 أبراج تفضل العزلة عند الخذلان.. لا تحب إظهار ضعفها أمام الآخرين
  • وصل 3 ملايين جنيه.. سعر خرافي لأغلى مج في مصر وغزة كلمة السر