فلسطين في سوق الانتخابات الامريكية 272 من الصمود البطولي
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
الجديد برس| بقلم|علي ناصر محمد|
لايخسر أي شعب في العالم من الانتخابات الامريكية مثل الشعب الفلسطيني والأمة العربية. في كل عملية انتخابية تُسيّر لجنة العلاقات الامريكية الإسرائيلية “آيباك” المزاد الانتخابي لصالح من يقف مع السياسة الاستعمارية والاستئصالية لإسرائيل ومن يفوز برضاها وبمالها، ويعتبر رضاها عنه بوابة له للفوز في انتخابات قادمة.
آيباك أقوى قوة ضغط في امريكا وهي شريكة غير منتخبة في صنع السياسة الخارجية الامريكية إزاء ما يسمى بالشرق الاوسط. أُنشئت آيباك عام ١٩٥١ لضمان استمرار دعم الطبقة الحاكمة الامريكية لإسرائيل وهي تمثل اليمين اليهو – صهيوني ونموذجها حزب الليكود بقيادة مجرم الحرب الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو.
شعب فلسطين ليس الخاسر الوحيد بل تخسر معه الأمة العربية التي لاتزال إسرائيل تعتبرها رغم التطبيعات عدوها اللدود الذي يجب التفوق عليه عسكريا وعلميا وهزيمته عسكريا بعون امريكي مجاني في معظم الأحيان والتي يجب تقسيمها من الداخل بمساعدة امريكا الحليف المطواع والعدو لأمتنا العربية كلها.
لقد عاشت الأمة انقسامات ولكن فلسطين ظلت بوصلتها وأولويتها. البعض منا لايدرك المآلات الكارثية لما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة ويضع رأسه كالنعام بين التراب ظنا منه أنه يحمي نفسه من عدو يعلن أن غايته النهائية إعادة احتلال سيناء واحتلال جنوب لبنان وابتلاع الأردن بجانب الضفة وغزة وإقامة إسرائيل من النيل الى الفترات ولاحقا سيفتح ملفات منومة مغناطيسيا عن الوجود اليهودي في جزيرة العرب. إن البيات الشتوي و”اللهم حولنا لاعلينا” ليستا سياسة عربية وإدارة الظهر لقضية فلسطين التي كانت القضية المصيرية للأمة كلها تشكل خطرا ماحقا على الجميع.. لنراقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية الامريكية التي سيتبارى فيها دهاقنة السياسة لبيع ماتبقى من فلسطين لدولة الاحتلال ونحن، العرب، نعلم علم اليقين أنهم في كل دورة انتخابية يقطعون كالجزار جزء من الجسد الفلسطيني ويقدموه مجانا ل”شايلوكهم” في تل أبيب.
إن منظمة آيباك تمارس سطوتها وإرهابها الخفيين على الرئيس وعلى السلطة التنفيذية وعلى أعضاء الكونجرس بمجلسيه وهي من تُنَّصب رئيس الولايات المتحدة والمسؤلين التنفيذيين.
لقد فاز ٩٨% من أعضاء الكونجرس الحالي بدعمها المالي وبتمويل من شركات السلاح التي نحن زبائنها الأهم في العالم ومن أموالنا تدعم آيباك إسرائيل وتحافظ على مصالحها.
هؤلاء تؤرشف آيباك سيرهم الشخصية بالتفصيل في ملفات يحتوي بعضها على مالا يسر توجهاتهم، تطلعاتهم، نزواتهم، هنّاتهم ومواطن ضعفهم ومن يغرد خارج السرب الصهيوني منهم كالسناتورين ساندرز ورشيدة طُليب والنائبة إلهان عمر يتهم بكراهية دولة العدوان ومعاداة السامية..
لقد بلغ الأمر بالرئيس ترامب وهو في منصبه أن طالب بعودة السيدة الشجاعة إلهان عمر إلى الصومال وطنها الأصلي ولم يطلب عودة ساندرز إلى وطنه الاصلي لأنه يستحمله كأبيض وكمسيحي.
الإدارات الامريكية ابتداء من حرب ١٩٦٧ أصبحت طرفا فاعلا و مشاركا في كل اعتداءات إسرائيل وهي تغمض العينين عندما ترفض إسرائيل الإذعان لقرارات الأمم المتحدة بالانسحاب من الضفة المحتلة والقدس الشريف والجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
في مناظرة بايدن وترامب لم يتوان الصهيوني ترامب عن اتهام خلفه الصهيوني بايدن بأنه فلسطيني وفلسطيني سيئ لأنه لم يساعد دولة العدوان بمافيه الكفاية على إبادة وتهجير الغزيين وتدمير كل ماهو قابل للحياة وصالح للعيش. ولكن نتنياهو يُكذب ترامب قائلا “إن امريكا وقفت مع إسرائيل في السراء والضراء في التسعة الأشهر الماضية وأن الامريكيين متأثرين بإرث أجدادهم “. والمقصود إرث إبادة الهنود الحمر سكان امريكا الأصليين وأن إسرائيل تسير على خطى نموذجها الولايات المتحدة.
كلمةأخيرة:
أتمنى من قادة الأمة العربية كلهم ومن شعوبهم أن يقفوا وقفة عز وتضامن وشرف مع الشعب الفسطيني في غزة وفي الضفة ومع المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان وان يقدموا كافة أشكال الدعم لهم؛ وأن يفتحوا مطاراتهم لقياداتها وألا يعزلوها ويحاصروها كما تفعل الدول الحليفة للكيان الغاصب صونا لمصالح شعوبهم وتنفيذا لالتزامات أقروها في عدة معاهدات وقرارات لقمم عربية قبل أن تقع الفأس في رأس الجميع بدون استثناء. ومن لايستطيع عمل ذلك عليه واجب دعم الحكومة اللبنانية عسكريا واقتصاديا وسياسيا ويعلن التضامن مع لبنان ويستنكر ويدين تصريحات فاشيي تل أبيب عن قدرتهم على إعادة لبنان إلى العصر الحجري.
العدو يريد لنا الهوان وعلينا ألا نساعده ونقبل بهذا الهوان..
المجد والخلود لشهداء الثورة الفلسطينية واللبنانية والشفاء للجرحى وجمعه مباركة
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
الثنائي الشيعييسعى للتزكية في الجنوب وانتخابات بيروت يكتنفها الغموض
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": إصرار حكومة الرئيس نواف سلام، بلسان وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، على إجراء الانتخابات البلدية على 4 مراحل، تبدأ في الرابع من أيار المقبل، وتنتهي في محافظتَي الجنوب والنبطية في الخامس والعشرين منه، يطرح سؤالاً ما إذا كانت الأجواء السياسية تسمح بالحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، وبتفادي تغييب المسيحيين والعلويين عن المجلس البلدي لطرابلس على غرار ما حصل في مجلسها البلدي الحالي الممدَّد له، وبالحفاظ على الحضور المسيحي في صيدا.ومع أن القوى السياسية لم تشغّل محركاتها، بدءاً ببيروت، ولا تُبدي حتى الساعة حماسة للانخراط في التحضيرات لخوض المعركة الانتخابية، وكأنها تراهن على ترحيل الاستحقاق البلدي إلى مطلع الخريف المقبل، فإن الوزير الحجار ليس في هذا الوارد، وأكد في اجتماع لجنة الدفاع النيابية أنه باقٍ على تعهُّده بإنجازه، وسيدعو الهيئات الناخبة للمشاركة فيها قبل شهر من الموعد المحدد لبدء المرحلة الأولى.
فدعوة الهيئات الناخبة ستؤدي حتماً إلى مبادرة القوى السياسية لتشغيل محركاتها، إلا إذا حصل تأجيل للانتخابات باقتراح قانون يتقدم به عدد من النواب ويلقى تأييد الأكثرية النيابية، في جلسة تخصص للتصديق عليه، لكن يبدو أن اقتراحاً كهذا لن يرى النور نظراً لضيق الوقت الذي لم يعد يسمح بانعقادها، وعدم توافر حماسة العدد المطلوب لإقراره، خوفاً من رد فعل المجتمع المدني المؤيد لإجرائها لعلها تدفع باتجاه ضخ دم جديد يعيد الاعتبار لدور البلديات الممدد لها لأكثر من 8 سنوات.
لذلك فإن مجرد التصميم على إجراء الانتخابات في موعدها يضع القوى السياسية البيروتية أمام مسؤوليتها في الحفاظ على المناصفة في المجلس البلدي للعاصمة ذات الغالبية السنّية، وهذا يتطلب منها تقديم التسهيلات المطلوبة لعدم المساس بها، لما يترتب عليها من دعوات لتقسيم بيروت إلى مجلسين بلديين، واحد للمسيحيين وآخر للمسلمين، أو لتقسيمها لدوائر بما يسمح للمسيحيين بإيصال نصف عدد المجلس البلدي المؤلف من 24 عضواً، هذا في حال عدم قيام مجموعة منهم باستغلال الخلل في التمثيل الطائفي بالترويج للفيدرالية.
ورغم أن الجميع يترقّب الموقف النهائي لـ«المستقبل». وما إذا كان سيخوض الاستحقاق البلدي مباشرة أو بمرشحين محسوبين عليه، مع احتمال عدم تحالفه مع الحزب وما يترتب عليه من مفاعيل انتخابية، وهذا ما سيتقرر قريباً بالتواصل مع الحريري، فإن بعض النواب يتداولون همساً في إمكانية التقدم باقتراح قانون يقضي بإدخال تعديل على قانون الانتخابات البلدية يسمح استثنائياً لبيروت باعتماد مبدأ اللوائح المقفلة للحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
والاقتراح يعني أن تتشكل اللوائح المقفلة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وأن يتم التصويت على اللائحة بأكملها. ومن غير المسموح التشطيب أو تبادل الأصوات من تحت الطاولة، لكنه يواجه صعوبة في تمريره لضيق الوقت الذي لا يسمح بانعقاد جلسة للنظر فيه، وكونه يشكل مخالفة دستورية، لأنه من غير الجائز تخصيص دائرة بتعديل استثنائي لا ينطبق على الأخرى، ويضع قيوداً على حرية الناخبين.
أما بالنسبة إلى الجنوب، وتحديداً البلدات المدمّرة، في ضوء منع إسرائيل إدخال البيوت الجاهزة إليها وملاحقتها بالمسيرات لكوادر «حزب الله» العسكرية، فإن «الثنائي»، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادره، باشر تحركه، لعله ينجح في سعيه للتوصل إلى توافق يؤدي إلى فوز مجالسها بالتزكية، شرط عدم وجود من يترشّح لمنافسة اللوائح المدعومة منه، وتحديداً في البلدات الأمامية ذات الغالبية الشيعية.
ولفتت المصادر إلى أن الحزب يفضل عدم الانفلاش لخوض المعركة البلدية لئلا يعرّض القيمين عليها لأخطار ملاحقتهم من إسرائيل. وقالت إن الحزب يمارس حالياً استراتيجية الصبر وضبط النفس، ولا يرد على الخروق الإسرائيلية ويقف وراء الدولة، ولم يُسقط من حسابه إمكانية قيامها بشن حرب جديدة، وإنما على نطاق ضيق، وأن قيادته تتخوف من أن تنسحب الحرب التي تستهدف غزة على الجنوب للضغط على الحكومة واستدراجها للدخول في مفاوضات سياسية، وهي لذلك لن توفر الذرائع لها لإقحامه في حرب جديدة.
مواضيع ذات صلة الشيخ قاسم: سعينا من أجل انتظام مؤسسات الدولة والثنائي الشيعي أكمل انتخاب الرئيس Lebanon 24 الشيخ قاسم: سعينا من أجل انتظام مؤسسات الدولة والثنائي الشيعي أكمل انتخاب الرئيس