مازالت أحلام وامنيات الشعب المصرى تتوالى آملة من الدكتور مصطفى مدبولى فى ظل حكومته الثانية التى انطلقت منذ ساعات أن تعمل بصورة مختلفة فى اتجاه صالح الشريحة الأكبر من جموع المصريين فى ربوع البلاد.
الغالبية العظمى من شعب مصر تئن من اوجاعها وصرخاتها، تحت خط الفقر بعد تلاشى الطبقة المتوسطة خلال السنوات الماضية وربما كانت حكومة مدبولى الأولى سببا مباشرا أو رئيسيا فيما آلت إليه أحوال العباد.
القطاع العريض من المصريين يأمل أن تبذل الحكومة قصارى جهدها من أجل تلك الفئة تشريعا وسن قوانين وانصاف، هؤلاء لا يحلمون أن يمتلكون فيلات فى الساحل الشمالى ومراقيا والعلمين، ولا بالشقق المليونية ولا بالعلاج فى الخارج ولا بتعليم أولادهم فى المدارس الأجنبية والخاصة، ولا يملكون ما يضاربون به فى البورصة أو يكنزون به سبائك الذهب والفضة، ولكنهم يملكون ستر الله ولقيمات يستقوون بها على الحياة وانفاس متضاربة ترتفع أصواتها بين شهيق وزفير من مرارة الأيام وضغوط الحياة.
أحلامهم بسيطة وتحقيقها لا يحتاج سوى نظرات الرضا والإيمان بقضاياهم وحقهم فى الحياة واليقين أنهم مواطنون مصريون كفل لهم الدستور المأكل والملبس والمسكن والعلاج وحق التعليم والعيشة الآدمية، وكل هذه الحقوق ببساطة هى مجمل أمنيات جموع الشعب الذى يريد حكومة شعبية تعمل من أجله، ومن أجل الأجيال القادمة لتحول حياتهم البائسة إلى مسارات جديدة تتواكب مع شعب يعشق الحياة.
المرحلة المقبلة تتطلب اليقظة والمراقبة والثواب والعقاب لكل أعضاء الحكومة وجميع المسئولين التنفيذيين عبر تقييم الأداء أولا بأول والإبقاء على الذين يعملون من أجل الوطن والاستغناء فورا عن أولئك الذين وصلوا إلى تلك الأماكن القيادية عن طريق الصدفة أو المحسوبية أو بطريق الخطأ.
لم نعد نمتلك رفاهية دفع الفواتير وتحميل كاهل الشعب بمصروفات تجارب فاشلة، وإنما نحتاج أصحاب الكفاءات والفكر وفقا لنظرية الرجل المناسب فى المكان المناسب، حتى نتمكن من التغلب على مشاكلنا وازماتنا والعبور بوطننا إلى ما يستحق من آفاق رحبة فى عالم لا يرحم الضعفاء والفقراء.
تبقى كلمة.. السوس نخر فى عظام دواوين المحافظات، وبعض وكلاء الوزارات والمسئولين تحولوا إلى أصحاب عزب خاصة يديرونها بطريقة الأهل والعشيرة وبث الرعب فى قلوب المواطنين بدون سند من القانون بهدف تحقيق مآرب شخصية الأمر الذى يزيد العبء على كاهلهم، ويتطلب من الوزراء الجدد العمل على تطهير المحافظات من هؤلاء والاعتماد على دماء جديدة تنفذ القانون بدقة وتفعل فى الوقت ذاته روح القانون بعيدا عن المحسوبية.. طريق الاصلاح طويل وشاق وعموما أن تبدأ متأخرا خير لك من الا تبدأ.
باختصار.. ما يتمناه المصريون من الحكومة الجديدة أحلام مشروعة، والترقب والحذر لا يعنى الاستسلام او فقدان الأمل، وإنما يعبر عن ثقة مفقودة على طول الخط بين الشعب والحكومة بعدما تخلت عن دورها وبات الشعار المقلوب للعلاقة المتوترة هو الشعب فى خدمة الحكومة التى تخلت عن دورها فى الحماية المجتمعية لتختفى الطبقة المتوسطة لتلحق بالطبقة المعدومة فى مغارة على بابا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار الشعب المصرى الدكتور مصطفى مدبولي الطبقة المتوسطة
إقرأ أيضاً:
الأنبا مقار: الرهبان أصحاب الفضل في ترجمة الفلسفة والعلوم اليونانية إلى العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأنبا مقار، أسقف مراكز الشرقية ومدينة العاشر، أن الرهبنة القبطية كان لها الفضل على الكنيسة من عدة جوانب منها الجانب الروحي وهو الأهم بالنسبة للرهبنة، وخصوصا حياة القدوة والقداسة، فهناك رجال ونساء أتوا من أنحاء العالم إلى مصر وحملوا مشعل الرهبنة في العالم كله، فسيرة الأنبا أنطونيوس بقلم البابا أثناسيوس أشعلت الروح النسكية في العالم، وكانت الصلاة تحمي الكنيسة كلها، والرهبان هم الخطوط الخلفية للحرب الروحي، وفى الجانب الإيماني العقائدي، كان الرهبان هم حراس العقيدة وخط الدفاع الأول مع الاكليروس، فالانبا انطونيوس لم ينزل من الإسكندرية إلا مرتين لمساندة المضطهدين ولمساندة البابا أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسيين سنة 338 ميلادية، وتوجه البابا كيرلس الكبير إلى مجمع أفسس 431 ميلادية لمقاومة نسطور. وفى الجانب التأليفي في العلوم اللاهوتية، كان الرهبان لهم الدور الأبرز في التأليف في اللاهوت العقيدي وايضا اللغوي بالنسبة للغة القبطية وتراثها، وتعتبر مؤلفات الأنبا شنودة هي قمة ازدهار الأدب القبطي الصعيدي.
فضل الرهبنة على المجتمع
وأضاف الأنبا مقار، خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط ، اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024، بعنوان "الرهبنة القبطية من مصر إلى العالم"، وأدارها الدكتور القس عاطف مهني، مدير المركز، أن الأنبا باخوميوس جعل القراءة والكتابة شرطا للالتحاق بالأديرة، واهتم الأنبا شنوده بتعليم رهبانه وأيضا المنطقة المجاورة له، بالإضافة إلى الاهتمام بعظات تفسير الكتاب المقدس للرهبان في الأديرة، ومن الناحية الاجتماعية، كان اختيار الرئاسات الدينية من الرهبان أسرع في الحياة الاجتماعية للأقباط، فالنماذج الحية للفضيلة والمحبة وإنكار الذات كان لها الأثر المباشر في حياة الأقباط، وكان لها أكبر الأثر في مقاومة الاحتلال والمادية والإلحاد. كما أن الأديرة كانت الملجأ في أوقات الحروب والأوبئة والمجاعات.
فضل الرهبنة على الحضارة العالمية
وأشار الأنبا مقار، إلى فضل الرهبنة على الحضارة العالمية، من خلال مرحلتين، المرحلة الأولى كان للرهبان فضل كبير في ترجمة الفلسفة والعلوم اليونانية إلى العربية حيث أن الترجمة والنساخة هم من أهم الأعمال الرهبانية في أديرة الشام. والمرحله الثانية: كانت في الأندلس حيث ترجم الرهبان كل العلوم العربية إلى اللاتينية.
الرهبنة في الجزيرة العربية
كما أوضح الانبا مقار خلال كلمته، ان القارئ للسيرة النبوية لابن هشام يكتشف عدة نقاط هامة: أولا: الرهبان هم أهل أمان حيث رحلات التجارة كانت تتخذ الأديرة محطات للراحة، ثانيا: الرهبان هم أهل ضيافة وكرم حيث ينال الكل ما يحتاج إليه وبخاصة الماء، ثالثا: كان الرهبان يقرأون الكتب بلغات متعددة ويجيبوا على أسئلة الناس.
واختتم كلمته، بالإشاره إلى فضل الرهبنة على الغرب، ففي العصور الوسطى كانت الأديرة هي المدارس وتطورت إلى جامعات والحقت بالأديرة المستشفيات وبيوت الاضافة والملاجئ، والرهبان هم الذين بشروا بالمسيحية في العالم الجديد (الأمريكتين).