بوابة الوفد:
2024-07-08@16:37:39 GMT

السودان الذى كان

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

التهمت نار الحرب المستعرة بين الأشقاء فى السودان، نحو 150 ألف قتيل وفقا للمبعوث الأمريكى .

15 شهرا كانت كفيلة بتدمير البلد الذى مزقته نزاعات تلو نزاعات انتهت به من عرش البلد الأكبر مساحة فى أفريقيا والعالم العربى حتى 2011، إلى دويلات صغيرة حالياً .

كلنا نعرف بداية الصراع الأخير المستعر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذى بدأ بتمرد قوات الدعم السريع ومحاصرتها قاعدة مروى العسكرية .

كلنا نعرف البداية، لكن لا أحد يعرف إلا الله متى تنتهى الحرب؟

150 ألف قتيل ونحو 10 ملايين فارين ومهجرين من المنازل، بعضهم هنا فى مصر .

هذا الرقم الضخم من الضحايا الذى وصلت إليه السودان فى 15 شهرا، يتجاوز 5 أضعاف ضحايا الحرب الأهلية فى ليبيا التى شهدت 25 ألف قتيل و4 آلاف مفقود .

كما يقنرب من 4 أضعاف عدد الشهداء فى غزة.

وبالطبع الأعداد فى السودان مرشحة للزيادة، دون أمل قريب فى إبرام اتفاق هدنة .

حتى هذi اللحظة لايزال السودان واحدا من أكبر ثلاث بلدان فى القارة الأفريقية من حيث المساحة، بعد أن كان الأول بلا منازع . كما لا تزال لديه مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة بما يمثل نحو ثلث المساحة تجعله بحق سلة غذاء العالم.. وتتوافر فيه بالطبع مياه أنهار النيل وعددها 7 أنهار قبل أن تتجمع فى مجرى النيل الرئيسى بالخرطوم قبل دخولها مصر.

وحتى هذه اللحظة أيضا، تمتلك السودان 130 مليون رأس ماشية، مقابل 7.5 مليون رأس ماشية فى مصر، اى أكثر من 17 ضعفا .

بخلاف البحيرات والمصائد النيلية والبحرية التى تتيح مخزونا من الثروة السمكية.

قبل انفصال الجنوب، كانت الثروة المعدنية والنفط، تضعان السودان فى مراتب متقدمة .. لكن الآن اختلف الوضع.

بلد ممزق ينشب فيه الفقر، بينما يجلس ابناؤه على عرش الزراعة والثروة الحيوانية.

سلة غذاء العالم، يتضور فيها ملايين الأشخاص جوعا، وينشرون فى دول الجوار هربا من الموت.

فى الفترة الليبرالية المصرية قبل 1952 كان الوفد يرى فى السودان وحدة تاريخية مع مصر. فقد وحدهما نهر النيل الذى يقطعهما ويروى عطش المصريين والسودانيين على حد سواء، كما يروى اراضيهما .

كانت مفاوضات الوفد مع الانجليز حول الجلاء، تتحطم على صخرة السودان، وكان النحاس باشا يقول: «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر».

رفض الوفد كل محاولات فصل السودان عن مصر .. وليتهما ما انفصلا .

فالسودان بثرواته الطبيعية من أراضٍ ومياه ومخزون من البترول والمعادن، ومصر بثرواتها البشرية وخبراتها فى الإدارة والتخطيط، كانا فى وحدتهما يمثلان تكاملا طبيعيا لوادى النيل .

ولو استمرت الوحدة ربما لأصبحت مصر والسودان أغنى بلد فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية .

الآن لم يعد ممكنا سوى الدعاء للسودان، ثم إعداد خطة اقتصادية لتحقيق التكامل معها..  فربما تتحقق المعجزة وتنطفئ نار الحرب فى وقت قريب .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نار الحرب الأشقاء في السودان افريقيا

إقرأ أيضاً:

ثلاث أولويات.. لما بعد الحرب

========
د.فراج الشيخ الفزاري
========
البيئة...المحليات والمشروع الوطني الثقافي.
سوف تنتهي هذه الحرب اللعينة طال الزمن أم قصر..وسوف يغادر خشبة المسرح المنتصر وكذلك المهزوم. ..المندحر .ويبقي السودان..وتلك هي الحقيقة الباقية...
وللأسف تبقي في الذاكرة،ايضا، تشوهات الحرب المجنونة..
تشوهات مادية وبيئية وبنيوية و نفسية يمتد مداها اجيالا واجيالا.. لن يذكر التأريخ من أشعلها إلا مصحوبا باللعنات وأبشع الصفات..وبأن الطغاة قد مروا من هنا ، دنسوا أرضنا وحرقوا زرعنا وقتلوا كبارناوسرقوا البسمة من شفاه أطفالنا..وكما جاءوا من حيث لا ندري ذهبوا الي حيث لا ندري إلي العدم ..وبيئس المصير.
هذه التشوهات المعرفية والبنوية والأخلاقية تعد من أسوأ مخلفات الحرب و تحتاج إلي جهد مضاعف من الخطط والبرامج بل يجب أن تكون من اوليات المعالجة حتي يتعافي الوطن من جرحاته الأليمة.. وأولها ...شئون البيئة..كمنظومة متكاملة وليس كمعالجات ترميمية مبتورة الصفات.
ولتكن العاصمة القومية هي البداية حيث تحتاج عملية إزالة مخلفات الحرب الي وجود خطة ودليل إرشادي ودراسات ومسوحات بيئية تقوم بها مكاتب استشارية عالمية قبل عملية التنفيذ والذي يجب أن تقوم به أيضا شركات عالمية متخصصة في إزالة مخلفات الحرب كما فعلت في المدن الاوروبية، برلين ...باريس..روما..
وغيرها...بعد دمارات الحرب العالمية الثانية. فأعادت لها بيئتها الصالحة القابلة لإعادة البناء والتعمير..وهذا ما يجب التفكير فيه بعقلانية وتفكير جديد في التعامل مع المشاريع الجادة..
هذه العملية يمكن تكرارها في بقية المدن السودانية المتأثرة بالحرب...مدني وسنجة وغيرها..
ويعقب ذلك مباشرة قيام وزارة مركزية للبيئة مكتملة الصلاحيات ومزودة بالكفاءات المهنية علي المستوي التنفيذي والمستوى الاستشاري بحيث يتم النظر الي شؤون البيئة في السودان من خلال منظور تكاملي ومنهج مؤسسي ولا تترك البيئة للاجتهادات المبتورة .
الأولية الثانية..تقوية الحكم المحلي...فإذا حدث ذلك ، من خلال الاقتناع بفلسفة الادارات المحلية القاعدية ودورها في تنمية الريف دون التدخل السياسي من المركز..فإن
ذلك سوف ينعكس أمنا وتنمية وامانا علي كل أقاليم السودان...فالحكم المحلي والرجوع الي التقسيمات الإدارية القديمة حيث الأقاليم التسعة..ووظيفة المحافظ علي الأقليم ..وعمدة العاصمة القومية..الخرطوم.. كما هو في لندن وباريس ونيويورك..فإن عهدا جديدا من النماء والرخاء سوف يعم كل أقاليم السودان.
وتبقي الاولوية الثالثة..وهي السياج الذي سيعصم السودان كله من الحروب والصراعات والنزاعات القبلية والجهوية..ومشكلة الهوية.
ويتمثل ذلك في وجود( المشروع الوطني الثقافي السوداني).. فقد أظهرت هذه الحرب اللعينة بأن التنوع الثقافي الذي كنا نتغني به..ونأمل بأن يكون عاملا من عوامل وحدتنا القومية...اتضح انه كان هشا بل تم تطويعه من بعض الجهات فأصبح خنجرا في خاصرة الوطن.
نحتاج الي وجود مشروع ثقافي قومي سوداني تحت رعاية رئيس الدولة ، وتزويده بكل الموجهات الوطنية والمعينات والكفاءات المتخصصة لرسم خارطة طريق وطنية تجعل من السودان كله( مشروع تربية وطنية) من جديد..فقد اتضح أننا نفتقد الحس الوطني المرشد..ولهذا كان كل منا يفسر حبه للوطن كما يعلم وما لا يعلم...فاولوية إعادة هيكلة المواطن والمواطنة تبدأ من التربية الوطنية..والتي يجب أن يكون لها حيزا في المشروع الوطني الثقافي بمنظوره الجديد..
أختم مقالي هذا بالقول..بأن هناك الكثير والكثير من العلماء والباحثين والخبراء السودانيين ،داخل وخارج السودان لديهم الكثير من الأفكار والمرئيات في مجالات التنمية..ويتمنون خدمة بلدهم بغض النظر عن من يحكم السودان، بل كيف يحكم السودان هو الأهم، ما دام النظام الحاكم وطنيا واختاره الشعب السوداني بكامل ارادته...
د. فراج الشيخ الفزاري عبدالله
f.4u4f@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الدكتور خالد فرح سفير السودان بباريس الاديب الاريب الذى ارشحه لوزارة الخارجية !
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 320 حقيبة إيوائية في محلية الدامر بولاية نهر النيل في السودان
  • «برلمانية الوفد» يثمن جهود مصر للحفاظ على وحدة السودان: الصراع يهدد الاستقلال
  • وزيرالداخلية: سلمنا مكافحة الإرهاب بالامم المتحدة معلومات إطلاق المليشيا ارهابيين
  • «حمدوك» لـ«الوطن»: نسعى لوقف الحرب لحقن دماء السودانيين
  • حول رواية أشلاء.. تأملات عابرة
  • بدء امتحانات الشهادة المتوسطة بولاية نهر النيل والمراكز الخارجية
  • تمليك مشاريع زراعية للعائدين من دولة جنوب السودان بالنيل الابيض
  • ثلاث أولويات.. لما بعد الحرب
  • مؤتمر القاهرة ليومى 7/6 .. هما أمرأن مهمان لا ثالث لهما إيقاف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية ولا شئ غير ذلك!!