يبلغ إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية 63 ألف ميجاوات تقريبا وفق الأرقام الرسمية للدولة.. فى حين يتراوح الاستهلاك بين 28 ألف ميجاوات و34 ألفا فى أعلى درجات الاستهلاك.. أى أن مصر تنتج ضعف حجم استهلاكها من الكهرباء تقريبا.. إذن لدينا فائض من الانتاج يوازى حجم الاستهلاك.. وهو ما يعنى أن تكون مصر دولة مصدرة للكهرباء.
وجاء قرار الحكومة.. بقطع الكهرباء لمدد تصل لـ3 و4 ساعات يوميا.. بدعوى تخفيف الأحمال.. ليطرح العديد من الأسئلة حول مبررات ذلك القرار.. والذى جاء عكس المتوقع تماما.. ساقت الحكومة أو سربت تبريرات عديدة.. منها ما يتعلق بشبكات التوزيع.. ومنها ما قال إن هناك نقصا فى إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء «وللغاز قصة أخرى».. ومنها ما قال إن السبب هو توفير ما ينفق على الكهرباء لتوفير العملة الصعبة.
لكن هذه التبريرات طرحت سؤالا آخر.. وأين مشروعات الطاقة المتجددة.. بعيدا عن الوقود الأحفورى وتكلفته المرتفعة.. ويكفى هنا الإشارة إلى محطة برنبان للطاقة الشمسية.. والتى تنتج وحدها ما يعادل 90% من انتاج السد العالى من الكهرباء.. وهو ما يطرح استفهاما آخر أكبر.. هو إن كان تخفيف الأحمال لتقليل الإنفاق على الوقود الأحفوري.. فلماذا لم تلجأ الدولة إلى توفير العجز عبر محطات الطاقة المتجددة.. ربما تحمل إجابة هذا السؤال العديد من الجوانب الفنية.. وهنا أيضا نسأل كيف لم يتم الاستعداد لهذه الجوانب الفنية مسبقا.. وتبقى خلاصة أزمة الكهرباء فى مصر.. أنه ليس هناك أزمة حقيقية فى الكهرباء.. بل هو سوء إدارة ليس أكثر.. فكيف لدولة أن تنتج أكثر من ضعف استهلاكها.. ثم نقبل بوصفها بأن لديها أزمة؟
وعلى ذكر الإدارة.. ما الذى قدمته الحكومة للتعامل بشكل جدى مع أزمة الطاقة.. أو التحول إلى الطاقة الخضراء.. العديد من حكومات العالم تقدم الكثير من المزايا والدعم لمواطنيها لتشجيعهم على التحول من استهلاك الوقود الأحفورى إلى الطاقة النظيفة.. هناك من يقدم اعفاءات جمركية.. أو امتيازات ضريبية.. وهناك من يقدم تمويلا يصل إلى 10 آلاف دولار.. كل ما اتذكره فى هذا الشأن.. هو قرار السيد معيط وزير المالية السابق بتقليص إعفاء السيارات الكهربائية من الجمارك.. من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة.
فما الذى يمنع الدولة من تقديم إعفاء كامل وغير مشروط لاستيراد السيارات الكهربائية والهايبرد؟.. ما الذى يمنع من إضافة الخلايا الشمسية لكود البناء فى كافة المدن الجديدة والقديمة.. ليكون كل مبنى جديد قائما بذاته لا يحتاج إلى توصيلات كهرباء.. ولماذا لا تلغى الدولة كافة أشكال الجمارك والضرائب بكافة مسمياتها وألوانها عن الخلايا الشمسية ومستلزماتها.. وكل عناصر وأشكال توليد الطاقة الخضراء.. ما المانع من تيسير إجراءات تركيب الخلايا الشمسية فى المبانى القائمة بالفعل.. والتنازل عن الشروط والرسوم المجحفة التى تفرض فى هذا الإطار.. لن أقول ان تمنح الدولة تمويلا أو حوافز.. فقط ليس مطلوبا من الحكومة أكثر من إزالة العوائق التى وضعتها هى بنفسها أمام الانطلاق فى طريق الطاقة المستدامة.. والتى كثيرا ما تحدثت عنها فى المحافل الدولية.. فأقل ما ستجنيه من هذه التيسيرات إظهار الجدية امام المانحين الدوليين والممولين فى هذا الاتجاه.. فقد ينظر أصحاب العقول المنغلقة إلى حجم الجباية التى سيفقدها نظير هذه التيسيرات.. ولهذا نقول إن ما ستجنيه الدولة من وفورات وتمويل سيكون أضعاف ما تجنيه من جبايات أثقلت كاهل المواطن واعاقت أى تقدم مفترض.. فليس هناك مشكلة بلا حل.. لكن هناك حلول بلا عقول إدارية واقتصادية قادرة على الاستفادة منها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوجه الله محطات الكهرباء تخفيف الأحمال ما الذى
إقرأ أيضاً:
أذربيجان تخطط لتصدير 5 جيجاواط من الكهرباء سنويًا إلى أوروبا
كشف رئيس إدارة التعاون الدولي بوزارة الطاقة في أذربيجان، إن أذربيجان تخطط لتصدير 5 غيغاواط من الكهرباء سنويًا إلى أوروبا،، جاء ذلك في فعالية ضمن مؤتمر COP29، وتم تنظيم الفعالية بعنوان "مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030: الأساس للتنمية السريعة للطاقة المتجددة في آسيا الوسطى".
كما تخطط أوزبكستان لتصدير 5 غيغاواط من الكهرباء، وكازاخستان تخطط لتصدير 5-7 غيغاواط، ويعتبر هذا النهج الاستراتيجي خطوة مهمة نحو جعل آسيا الوسطى وأذربيجان لاعبين رئيسيين في التحول العالمي للطاقة.
أقرا أيضا:
تعطل إحدى محطات الطاقة الرئيسية بـ كوبا
بدءا من يناير 2025.. النمسا ترفع أسعار الكهرباء والغاز
تعمل الحكومة الأذربيجانية على تطوير مشاريع واسعة النطاق في هذا الصدد، مثل تركيب محطات طاقة الرياح في بحر قزوين ونقل الطاقة المنتجة في هذه المحطات إلى رومانيا والمجر عبر كابل تحت الماء عبر البحر الأسود.
كما سيتم توفير الطاقة النظيفة مباشرة من محطات الرياح في بحر قزوين إلى الدول الأوروبية، كما أن هذه المشاريع تهدف إلى ربط أوروبا بآسيا الوسطى من حيث الطاقة.
ويبدأ هذا العام تطوير الأساس الفني والاقتصادي لمشروع ربط الأنظمة الكهربائية في كازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان، وبموجب المشروع، سيتم توريد الطاقة من كازاخستان إلى أذربيجان عبر كابل تحت الماء عبر بحر قزوين، ومن هناك إلى أوروبا".
وتمتلك أذربيجان ممرًا آخر للطاقة إلى أوروبا عبر تركيا" وفق ما ذكر، كما أن هذه المشاريع ستجلب إمكانات الطاقة المتجددة لكل من أذربيجان ودول آسيا الوسطى إلى السوق العالمية.