بوابة الوفد:
2024-07-08@16:05:31 GMT

متى يتحول الجهل إلى غباء؟!

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

بداية نذكر بقول الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون)، فالعرب فى الجاهلية الأولى رفضوا أحكام الإسلام التى آتى بها النبى صلي الله عليه وسلم، وارتضوا لأنفسهم الاحتكام إلى أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم السيئة.
ومن الأمور التى ارتضوها لأنفسهم والتى ألغوا معها عقولهم، عبادة الأوثان، الأصنام، فكيف بحجر صنم أصم لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنا شيئا نتخذه إلها، والأدهى والأمر من ذلك إذا حاورتهم يقولون مجادلين، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقد حاجهم الخليل إبراهيم عندما حطم أصنام قومه وأتوا به لسؤاله أأنت فعلت هذا بآلهتنا، قال هذا كبيرهم فسئلوهم إن كانوا ينطقون، إذن جميعهم يعلم أنهم لا ينطقون ولا ينفعون ولا يضرون، وهذا هو تعطيل العقول، فى قولهم لسيدنا إبراهيم، لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، فهذه ومضة وصحوة عقلية لبرهة من الوقت ثم عادوا لما نهوا عنه، فقال لهم الخليل: أف لكم ولم تعبدون من دون الله.


وكذلك الأمر مع مشركى قريش، يعملون عقولهم ثم يعطلونها، فهم يعلمون أن لهم إلها واحداً، وهذه التماثيل تقربهم إلى الله زلفي، فلو احتكموا إلى عقولهم احتكاما يقينيا لأدركوا أن هذه الأصنام لا طائل ولا عائد من ورائها اللهم إلا الشقاء الذى يتبع الاشراك بالله والذى حذر منه الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)
وكذلك قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
انظروا إلى بلاغة القرآن الكريم، الآية الأولى افتراء الإثم العظيم، جرم عظيم، جريمة الشرك بالله، والآية الثانية، الضلال البعيد، فليس بعد الشرك ذنب، وليس بعد الاشراك إشراك، فلو أعمل هؤلاء عقولهم اعمالا مصحوبا باليقين لتغير حالهم ولانتقلوا من ديار الكفر والشرك إلى ديار الإسلام، لكنهم نكصوا على أعقابهم وولوا مدبرين.
وهذا حالنا اليوم إلا ما رحم ربي، تجد الحق والصواب واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء وفى وضح النهار، أبلج ناصع البيضاء، وللأسف الشديد تجد من يتنطع ويكابر ويتعالى ويناقش مناقشات جوفاء لا طائل من ورائها ولا عائد إلا تعطيل الفكر وتعطيل عمل المفكرين المخلصين الذين يريدون الخير للبلاد ويعملون مواصلين الليل بالنهار لخدمة العباد ومحاولة إيجاد حلول لقضايانا المعيشية، كل فى مجاله، فعلماء الدين المخلصين يعكفون ويعتكفون فى مكتباتهم من أجل البحث والدرس والاجتهاد للوصول إلى الفتاوى الرشيدة، مجددين ومجتهدين فى فقهم بما يتماشى مع متطلبات العصر دونما إخلال بثوابتنا وبقيمنا، واجتهادهم هذا محمود غير مرذول، فلو أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر اجتهاداتهم.
فيخرج عليهم من يشكك فى علمهم وفى فتواهم ويكيل لهم الاتهامات، وأنهم لا يعلمون شيئا ولا يؤخذ منهم علما، وإذا لم يؤخذ من هؤلاء علم فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من العلماء العاملين المرابطين المجاهدون علما فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من علماء الأزهر الشريف شرفه الله وحيى عمائم رجالاته فممن يؤخذ العلم، إذا لم يؤخذ علم من علماء الأوقاف ودار الفتوى فتاوى فممن يؤخذ.
ما لكم كيف تحكمون، لماذا ثم لماذا عطلتم عقولكم، عطلتموها فى ناحية، واستعملتموها فى ناحية أخري، عطلتموها فى الوقوف بجوار وإلى جانب هؤلاء العلماء الربانيين.
واستعملتموها فى الطعن على هؤلاء والتشكيك فى علومهم.
إذا لم نأخذ العلم من هؤلاء فممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون حتى التفرقة بين فروض العين وفروض الكفاية ممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون التفرقة بين الفقه وعلم أصول الفقه.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحكام الإسلام یؤخذ من

إقرأ أيضاً:

رئيس الفنون التشكيلية يعلن لـ«الوطن» موعد معرض «في صحبة محمود سعيد»

أعلن الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، موعد افتتاح معرض «في صحبة محمود سعيد»، والذي يأتي تزامنا مع ذكرى رحيله الستين، إذ يقام المعرض في مجمع الفنون «قصر عائشة فهمي» بالزمالك. 

أكثر من 100 عمل فني في معرض محمود سعيد

وأضاف «قانوش» لـ«الوطن»: سيكون افتتاح معرض «في صحبة محمود سعيد» الأسبوع المقبل، ويتوجه قطاع الفنون التشكيلية بدعوة الفنانين والنقاد والمهتمين بالفنون لزيارة المعرض  فور افتتاحه للاستمتاع والاستفادة من الجرعة الفنية والبحثية المقدمة في فلسفة العرض.

ويضم المعرض 40 عملا فنيا من أهم أعمال محمود سعيد، و75 عملا فنيا لـ 14 فنانا من أقرب أصدقائه من الفنانين الأجانب الذين عاشوا بمصر؛ إذ اقترب هؤلاء الفنانين من محمود سعيد، واشتركوا معه في معارض جماعية آنذاك، وربطتهم به صداقة قوية، وبعد مرور 60 عامًا من رحيل محمود سعيد، يجتمع الفنان الراحل وأصدقائه مرةً أخرى في أول عرض بعد رحيلهم جميعًا في معرض «في صحبة محمود سعيد».

يذكر أن محمود سعيد أحد رواد الفن الحديث، وولد في 8 أبريل 1897، وفي عام 1919 حصل على ليسانس الحقوق، ثم سافر إلى باريس لاستكمال دراسته العليا للقانون، فاغتنم الفرصة والتحق بالقسم الحر بأكاديمية جراند شوميير لمدة عام ثم أكاديمية جوليان.

وأوصى محمود سعيد بالتبرع بقصره الواقع في شارع محمد سعيد باشا في حي جناكليس بالإسكندرية إلى وزارة الثقافة التي خصصته قصرا يضم مجموعة من المتاحف الفنية ومنها متحف سيف وأدهم وانلي، وأُطلق عليه مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية.

وكانت معلمته الأولى إميليا كاسوناتو دافورنو، ثم بعدها التحق بمرسم الفنان أرتورو زانييرى، وكلا الفنانين إيطاليان، وكان لهما السبق في تعليمه أسس الفن، وتتلمذ على يديهما، فضلا عن أصدقائه الآخرين ومنهم جوزيبى سيباستى، وأرستومينيس أنجلوبولو، وأريستيد باباجورج، وكليا بادارو، فكان هؤلاء الفنانون يجوبون المعارض الجماعية المختلفة فى القاهرة والإسكندرية، وبعدها تأسس أتيليه الإسكندرية فى 1934.

مقالات مشابهة

  • بلاغ للنائب العام حول فيديو شيرين عبد الوهاب المُسرَّب.. وطليقها: أقسم بالله ما لمستها
  • شاب مغربي يتحول إلى بطل في إيطاليا
  • الحرب وغياب دور الأحزاب
  • المفوض العام لأونروا: نواجه خطورة خسارة جيل كامل قد يُحرم من التعليم في قطاع غزة
  • محافظ المنيا يشارك في إحتفالية العام الهجري الجديد
  • رئيس الفنون التشكيلية يعلن لـ«الوطن» موعد معرض «في صحبة محمود سعيد»
  • “لا عزاء للحاقدين”.. نوال الزغبي تهدد هؤلاء
  • الأبلق: ليبيا ليست ضد العمالة الوافدة بشرط أن تكون بصورة نظامية
  • بالصور.. البرهان يعزي في الشهيد الرائد حقوقي هاني عبدالغفار سليمان حمد
  • ذكرى شهيد الكنيستين.. القديس يوحنا وزير المستنصر بالله الفاطمي