بداية نذكر بقول الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون)، فالعرب فى الجاهلية الأولى رفضوا أحكام الإسلام التى آتى بها النبى صلي الله عليه وسلم، وارتضوا لأنفسهم الاحتكام إلى أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم السيئة.
ومن الأمور التى ارتضوها لأنفسهم والتى ألغوا معها عقولهم، عبادة الأوثان، الأصنام، فكيف بحجر صنم أصم لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنا شيئا نتخذه إلها، والأدهى والأمر من ذلك إذا حاورتهم يقولون مجادلين، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقد حاجهم الخليل إبراهيم عندما حطم أصنام قومه وأتوا به لسؤاله أأنت فعلت هذا بآلهتنا، قال هذا كبيرهم فسئلوهم إن كانوا ينطقون، إذن جميعهم يعلم أنهم لا ينطقون ولا ينفعون ولا يضرون، وهذا هو تعطيل العقول، فى قولهم لسيدنا إبراهيم، لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، فهذه ومضة وصحوة عقلية لبرهة من الوقت ثم عادوا لما نهوا عنه، فقال لهم الخليل: أف لكم ولم تعبدون من دون الله.
وكذلك الأمر مع مشركى قريش، يعملون عقولهم ثم يعطلونها، فهم يعلمون أن لهم إلها واحداً، وهذه التماثيل تقربهم إلى الله زلفي، فلو احتكموا إلى عقولهم احتكاما يقينيا لأدركوا أن هذه الأصنام لا طائل ولا عائد من ورائها اللهم إلا الشقاء الذى يتبع الاشراك بالله والذى حذر منه الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)
وكذلك قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
انظروا إلى بلاغة القرآن الكريم، الآية الأولى افتراء الإثم العظيم، جرم عظيم، جريمة الشرك بالله، والآية الثانية، الضلال البعيد، فليس بعد الشرك ذنب، وليس بعد الاشراك إشراك، فلو أعمل هؤلاء عقولهم اعمالا مصحوبا باليقين لتغير حالهم ولانتقلوا من ديار الكفر والشرك إلى ديار الإسلام، لكنهم نكصوا على أعقابهم وولوا مدبرين.
وهذا حالنا اليوم إلا ما رحم ربي، تجد الحق والصواب واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء وفى وضح النهار، أبلج ناصع البيضاء، وللأسف الشديد تجد من يتنطع ويكابر ويتعالى ويناقش مناقشات جوفاء لا طائل من ورائها ولا عائد إلا تعطيل الفكر وتعطيل عمل المفكرين المخلصين الذين يريدون الخير للبلاد ويعملون مواصلين الليل بالنهار لخدمة العباد ومحاولة إيجاد حلول لقضايانا المعيشية، كل فى مجاله، فعلماء الدين المخلصين يعكفون ويعتكفون فى مكتباتهم من أجل البحث والدرس والاجتهاد للوصول إلى الفتاوى الرشيدة، مجددين ومجتهدين فى فقهم بما يتماشى مع متطلبات العصر دونما إخلال بثوابتنا وبقيمنا، واجتهادهم هذا محمود غير مرذول، فلو أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر اجتهاداتهم.
فيخرج عليهم من يشكك فى علمهم وفى فتواهم ويكيل لهم الاتهامات، وأنهم لا يعلمون شيئا ولا يؤخذ منهم علما، وإذا لم يؤخذ من هؤلاء علم فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من العلماء العاملين المرابطين المجاهدون علما فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من علماء الأزهر الشريف شرفه الله وحيى عمائم رجالاته فممن يؤخذ العلم، إذا لم يؤخذ علم من علماء الأوقاف ودار الفتوى فتاوى فممن يؤخذ.
ما لكم كيف تحكمون، لماذا ثم لماذا عطلتم عقولكم، عطلتموها فى ناحية، واستعملتموها فى ناحية أخري، عطلتموها فى الوقوف بجوار وإلى جانب هؤلاء العلماء الربانيين.
واستعملتموها فى الطعن على هؤلاء والتشكيك فى علومهم.
إذا لم نأخذ العلم من هؤلاء فممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون حتى التفرقة بين فروض العين وفروض الكفاية ممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون التفرقة بين الفقه وعلم أصول الفقه.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحكام الإسلام یؤخذ من
إقرأ أيضاً:
صورة: مصانع العودة تصدر توضيحا بشأن سعر ويفر العودة بغزة
أصدرت شركة مصانع العودة في قطاع غزة ، مساء اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 ، بيانا بشأن ما يتم تداوله مؤخرا حول بيع "ويفر العودة" بأسعار خيالية وصلت إلى 350 شيكل.
بيان توضيحي من شركة مصانع العودةنُتابع بأسف شديد ما يتم تداوله مؤخرًا حول بيع "ويفر العودة" بأسعار خيالية وصلت إلى 350 شيكل، ونود أن نوضح للرأي العام ما يلي:
إن شركة مصانع العودة قد توقفت بشكل كامل عن تصنيع وتوريد منتجات الويفر منذ أكثر من شهرين بسبب الظروف الراهنة ونفاد المواد الخام. وعليه، فإن أي منتج يُعرض حاليًا في الأسواق لا يمت لنا بأي صلة، بل هو من مخزون قديم تم احتكاره عن سبق إصرار واستغلال.
نُدين بأشد العبارات هؤلاء المعدومي الضمير من التجار وأصحاب المحلات الذين اختاروا أن يعتاشوا على ألم الناس، وأثبتوا أنهم أعداء لأبناء شعبهم قبل أن يكونوا تجارًا. من يرفع السعر على أطفال غزة في هذا الوقت، هو جشِع ساقط، لا يملك من الإنسانية شيئًا، ويستحق كل احتقار.
لقد انكشف هؤلاء، وفضحتهم أفعالهم. باعوا شرف المهنة وأخلاق التاجر الشريف، واستبدلوها بالجشع والطمع، وصاروا شركاء في التجويع، لا فرق بينهم وبين من يحاصر شعبنا من الخارج.
ندعو أهلنا في غزة لمقاطعة هؤلاء المجرمين تجاريًا، وعدم شراء أي منتج مُحتكر مهما كان نوعه أو مصدره.
فمن يشتري منهم، يمنحهم مزيدًا من الوقاحة للاستمرار في نهبنا.
شركة مصانع العودة
معكم وبكم... ولن نكون يومًا سكينًا في خاصرة هذا الشعب.
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025