بوابة الوفد:
2024-07-08@16:55:41 GMT

عندما حذفن «نون النسوة»

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

«إيهٍ يا عزيز! إنى لأقولها لك بين حين وحين وقد قطع الموت ما بينك وبينى من الأسباب، فلا أسمع حديثك راضيًا، ولا أسمع حديثك ساخطًا! ولكنى على ذلك أسمع منك حديثًا صامتًا لا يصل إلى سمعي؛ لأن الموتى لا يتحدثون إلى الأسماع، وإنما يصل إلى قلبي؛ لأن الموتى كثيرًا ما يتحدثون إلى القلوب. وإنك لتعلم يا بنى أن أجسام الموتى تغيب فى الماء أو فى التراب، ولكن نفوسهم تحيا فى القلوب، فتتحدث إليها وتسمع منها فى النوم واليقظة، وفى الإقامة والترحال».


تلك كانت فقرة بديعة مما كتب عميد الأدب العربى فى تقديمه الرائع  للديوان الشعرى البديع « ديوان عزيز» للشاعر الوطنى المبدع « عزيز فهمى « ، فقد كان يرى أن للميت نفسًا لا يبلغها الإحصاء ولا ينالها الحصر ولا يحدها المكان؛ فهى كثيرة على أنها واحدة، وهى تنزل فى قلوب كثيرة فى وقت واحد وعلى اختلاف الأوقات والأطوار والشئون..» ..
وقد تميز «عزيز فهمى» الشاعر المصرى بغزارة إنتاجه الشعرى ، وهو من مواليد طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّى حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسى فى مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، كما انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه فى القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.
بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة ، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصرى عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة ؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب فى الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» فى تحرير الصُّحف والمَجَلات التى كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا فى كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ فى عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزى.
وقد رصد النقاد فى زمانه تنوع قصائد دواوينه بينَ الطويلةٍ والمتوسطةِ الطول، واتجاهه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و»حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية فى شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. 
وعندما نشرت مجلة الرسالة بتاريخ ١٥ / ١ /  ١٩٤٥أن النساء قررن فى مؤتمرهن الذى انعقد فى القاهرة المطالبةَ بحذف نون النسوة من اللغة؛ تحقيقًا لمساواتهن بالرجال، نظم الدكتور عزيز فهمى هذه الأبيات فى ذلك :
هَلَا أتاك حديثُهُنَّه؟
النون ليست نونَهُنَّه
هذا القرار وثيقة
أَفصحْ وذكِّرْ جمعَهنَّه
النون تخدش سمعَهُنَّ
… وما أرقَّ شعورَهنَّه!
ظلم الرجالُ نساءهم
ما للرجال وما لَهُنَّه؟!
النون فرض كفاية
يكفى النساءَ فروضُهنَّه
والميم أحسم للخلاف
فلا تثيروا كيدَهنَّه
بَرِئ النساء من الأنوثة
مذ مَلْكنَ قيادَهنَّه
عِفْنَ الخِباء وما الحياة
إذا لزمن خدورَهنَّه
عبء الأمومة فادح
حسب العقائل حَمْلُهنَّه
حسب العقائل ما احتملــن

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الشاعر المصرى حزب الوفد

إقرأ أيضاً:

عندما كان البرهان محبوساً !

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

شهادة الاستاذ الصحفي الكبير (عثمان فضل الله) عن اتصال البرهان وهو محبوس في القيادة العامة للجيش بقيادات قحت للتوسط لدى حميدتي والمجتمع الدولي لاخراجه من الحبس.

كتب الأستاذ عثمان فضل الله:

* في هذه الحرب جمعنا الكثير من المعلومات وشاهدنا وشهدنا الكثير من المواقف جلها حبيس صدورنا، لان نشرها غير مفيد أو أن تقييمنا لها انها لا تساعد في وقف الحرب.

* لا اخفي القول بأن الحديث الذي أدلى به البرهان لبعض الزملاء بأن حمدوك قال له " بورتسودان بعيدة"، هو حديث اقل ما يوصف به انه غير "مسؤول"، ولا أود أن أدخل في تكذيب المعلومة او تأكيدها، ولكن ساروي حدثين كنت شاهدا عليهما.

* اولهما، اني كنت جلوسا الي اثنين من قيادة القوى السياسية فدخل علينا ثالث، وكان قد تلقى قبل وصوله اتصالا من البرهان يطلب فيه الحديث مع المجتمع الدولي والدعم السريع لتمكينه من الخروج من القيادة العامة والله على ما أقول شهيد، وفي تلك الجلسة اتصل البرهان بالاثنين الآخرين لذات الموضوع وهو لايعلم بانهم كانوا جلوسا مع بعضهم ولم يشعروه بذلك ووعدوه خيرا، ولا أود أن أحبط الجماعة واقول أن الرجل كان مرعوبا، وكان يلح بشكل طفولي على من يتهمهم الان بالجبن أن يخرجوه من القيادة.

* الحدث الثاني وهو جلسة أيضا شارك فيها عدد من قيادات تقدم في أديس أبابا وكانوا يتدارسون بشكل غير رسمي ولكنه جدي بأن يشكلوا وفدا مشتركا ويهبطوا ببورتسودان ليضعوا الجيش أمام الأمر الواقع ومدى فوائد الخطوة ان تمت وماهي سلبياتها.. ومن يفكر في الذهاب الي بورتسودان دون موافقة الجيش وقائده لن يهاب الذهاب إليها بموافقتهم..

* لذا أقول بصدق ولست مقربا ولاقريبا من حمدوك، فليترجل البرهان ويعلن اليوم قبوله للقاء حمدوك وقيادات تقدم في الخرطوم ناهيك عن بورتسودان، واقسم بأن الرجل لن يتأخر عن اللقاء ساعة، فبعض الكلام يخنق ويشنق صاحبه وان أراد أن يُفرح به السامعين ويُضحكهم.
وبس

#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي
#تقيف_بس  

مقالات مشابهة

  • THE LAST BREATH في دور العرض المصرية الأربعاء
  • شاب مغربي يتحول إلى بطل في إيطاليا
  • عربات نقل الموتى بدلاً من الإسعاف .. عضو اتحاد الكرة يفجر مفاجأة كارثية في ملاعب القسم الثاني
  • "بإنتاج سعودى".. فيلم جديد يجمع السقا وأحمد فهمى
  • عندما كان البرهان محبوساً !
  • انبعثت منها روائح كريهة.. دفن جثث مجهولة في شبوة بعد تكدسها في ثلاجة الموتى منذ 10 سنوات
  • 4 وفيات و26 إصابة بـالحمى النزفية في العراق.. وجهود لمنع انتشارها
  • 4 وفيات و26 إصابة بالحمى النزفية جنوبي العراق
  • نرمين الفقي تهنئ سهير جودة بمناسبة عيد ميلادها (صورة)
  • وكيل بوطيب يكشف كواليس إنهاء الأزمة مع الزمالك