بوابة الوفد:
2024-12-27@05:43:15 GMT

إنسان العصر المغترب عن ذاته

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

من الفلاسفة الذين تشدنى كتاباتهم وآراؤهم  جان جاك روسو فيلسوف القرن الثامن عشر الشهير سواء فيما كتبه فى كتابه الشهير عن «العقد الاجتماعى» أو فى بحثه الأشهر «مقال عن الفنون والآداب» الذى كتبه قبل «العقد الاجتماعى» بعشرين عاما، وكم كان ملهما ورائعا حينما قال فى ذلك البحث بلغة فلسفية رائقة وشفافة تكشف عن رؤيته التنويرية المختلفة عن لغة معاصريه من فلاسفة عصر التنوير « انه لمنظر جليل وجميل أن ترى الانسان يرفع نفسه من العدم بجهده الخاص، ويبدد بنور عقله تلك الظلمات التى لفته بها الطبيعة، انه ليرفع نفسه فوق نفسه، وينفذ بروحه الى أطباق السماء وينطلق كالشمس بخطوات جبارة عبر الفضاء الشاسع للكون، وأما الامر الذى يبقى هو الأعظم وهو الأصعب فهو أن يعود الى نفسه ليدرس الانسان ويعرف طبيعته وواجباته وغايته»!
انه فى ختام هذا النص البديع يلمح الى اغتراب الانسان عن ذاته رغم التقدم العلمى والصناعى والتكنولوجى الهائل الذى الذى حققه منذ أن خلقه الله على الأرض، وهو يضيف اليه يوما بعد يوم انجازات جبارة جعلته يكاد يطال عنان السماء ويكتشف أسرار الكون الشاسع!، ان نفس الانسان الذى حقق كل هذا التقدم اغترب عن ذاته فى النهاية ولم يعد يعرف حقيقة ذاته وغايتها فى هذا الوجود  وماذا عليه أن يفعل حتى يعود اليها من جديد ؟! وكم كان روسو صادقا فى ذلك وواعيا بأن هذا التقدم التكنولوجى والصناعى الذى يحققه الانسان سيقوده فى النهاية الى أن يخسر ذاته ويغترب عنها! 
وبالفعل ها نحن وبعد أكثر من قرنين من الزمان نعيش عصرا طغت فيه الآلية والمادية على كل شيء ولم يعد ثمة قيمة للإنسان فى ذاته، عصرا مليئا بالتناقضات السافرة ؛ فنحن ندعو للعودة الى الطبيعة بغرض التقليل من الآثار والمخاطر البيئية المدمرة  وفى ذات الوقت نواصل وندعم التقدم الصناعى وخاصة صناعات الأسلحة الفتاكة التى لا أعرف كم الذعر الذى كان سيتملك هذا الفيلسوف الانسان لو أنه سمع عنها !، وندعو الى الحب ونحلم بالرومانسية فى الوقت الذى انكشفت فيه العورات وذاعت العلاقات الجنسية الشائنة ولم يعد للحب قدسية ولم يعد للجسد حرمة ! وشاعت الجنسية المثلية بل وتم تقنينها وأبيح الزواج المثلى ! ويا لغرابة تعدى الانسان على الطبيعة وتكسيره لقوانينها التى يعرفها ويحترمها ويطيعها الحيوان بالغريزة، بينما يتمرد عليها الانسان العاقل بدعوى أنه «حر» وأن الشعور بالحرية أهم من احترام تلك التقاليد الأخلاقية المتخلفة  البالية! وكم كان روسو صادقا أيضا وهو يصف انسان عصره وكأنه أيضا يصف انسان القرن الحادى والعشين حينما قال « ان الصداقة الخالصة، والتقدير الحق، والثقة الكاملة، قد انمحت من نفوس الناس، أما الغيرة والشك والخوف واللامبالاة والتكتم والخداع والكراهية فقد بقيت باستمرار متخفية تحت ذلك اللباس والحجاب الخادع للأدب الذى ندين به الى نور هذا العصر»!، إن روسو ينتقد معاصريه فى ذلك النوع من النفاق الاجتماعى الذى ساد عصره حيث كان يُظهر الناس من القيم النبيلة والخلق الرفيع مالا يؤمنون به  فعلا، انه يتهمهم بالنفاق الاجتماعى  حيث يظهرون عكس ما يبطنون ويقولون غير ما يفعلون! 
لكن مازاد الطين بلة فى عصرنا الحالى أن الناس تجرأوا على القيم والمبادئ العليا لدرجة أنهم أصبحوا يتباهون بعكسها، وكلما ازدادت اخلاق المرء وضاعة وتدنيا كلما كان ذلك مثار الفخار والاعجاب !! لقد انقلب سلم القيم رأسا على عقب ـ ولم يعد هناك اهتمام يذكر من جانب البشر الا بكل ما يزيد من ثرائهم المادى أيا كانت الوسيلة !، الا بكل ما يشبع غرائزهم الحيوانية بصرف النظر عن العاطفة والجمال ! ولا عزاء للحب الصافى والعشق النبيل والإنسانية الحقة ! اننا فى عصر اغترب فيه الانسان عن ذاته وعن انسانيته وتناسى طبيعته الأصيلة! والسؤال هو : هل يمكن أن يكون هناك طريقا للعودة ؟!

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل عن ذاته ولم یعد

إقرأ أيضاً:

مواقيت الصلاة يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 في مدن مصر المختلفة

تستعد محافظات جمهورية مصر العربية لاستقبال يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024، حيث أعلن عن مواعيد الصلاة في مختلف المدن المصرية.

تعتبر هذه المواقيت مهمة للمسلمين لأداء عباداتهم في مواعيدها المحددة، كما يتضمن الخبر مواقيت الصلاة الدقيقة لجميع الصلوات من الفجر وحتى العشاء في العديد من المحافظات الكبرى مثل «القاهرة والإسكندرية وأسوان وغيرها».

مواقيت الصلاة

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص مواقيت الصلاة، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هــنـــــــــــا.

مواقيت الصلاة في مختلف المدن المصرية القاهرة

الفجر: 5:17 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 11:56 ص

العصر: 2:44 م

المغرب:5:04م

العشاء: 6:26 م

الإسكندرية

الفجر: 5:23 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 12:00 م

العصر: 2:46 م

المغرب: 5:04 م

العشاء: 6:28 م

الإسماعيلية

الفجر: 5:13 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 11:52 ص

العصر: 2:38 م

المغرب: 4:58 م

العشاء: 6:20 م

بورسعيد

الفجر: 5:14 ص

الشروق: 6:48 ص

الظهر: 11:51 ص

العصر: 2:37 م

المغرب: 4:55 م

العشاء: 6:19 م

مواقيت الصلاة السويس

الفجر: 5:11 ص

الشروق: 6:44 ص

الظهر: 11:50 ص

العصر: 2:39 م

المغرب: 4:57 م

العشاء: 6:20 م

العريش

الفجر: 5:07 ص

الشروق: 6:41 ص

الظهر: 11:45 ص

العصر: 2:31 م

المغرب: 4:49 م

العشاء: 6:13 م

دمنهور

الفجر: 5:21 ص

الشروق: 6:54 ص

الظهر: 11:59 ص

العصر: 2:45 م

المغرب: 5:03 م

العشاء: 6:27 م

أسوان

الفجر: 5:04 ص

الشروق: 6:33 ص

الظهر: 11:50 ص

العصر: 2:46 م

المغرب: 5:06 م

العشاء: 6:26 م

الجيزة

الفجر: 5:17 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 11:56 ص

العصر: 2:44 م

المغرب: 5:04 م

العشاء: 6:26 م

مواقيت الصلاة اليوم المنصورة

الفجر: 5:18 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 11:57 ص

العصر: 2:45 م

المغرب: 5:05 م

العشاء: 6:27 م

طنطا

الفجر: 5:18 ص

الشروق: 6:49 ص

الظهر: 11:56 ص

العصر: 2:44 م

المغرب: 5:04 م

العشاء: 6:26 م

السويس

الفجر: 5:11 ص

الشروق: 6:44 ص

الظهر: 11:50 ص

العصر: 2:39 م

المغرب: 4:57 م

العشاء: 6:20 م

أسيوط

الفجر: 5:06 ص

الشروق: 6:35 ص

الظهر: 11:53 ص

العصر: 2:50 م

المغرب: 5:10 م

العشاء: 6:30 م

قنا

الفجر: 5:02 ص

الشروق: 6:31 ص

الظهر: 11:49 ص

العصر: 2:46 م

المغرب: 5:06 م

العشاء: 6:26 م

بني سويف

الفجر: 5:12 ص

الشروق: 6:43 ص

الظهر: 11:52 ص

العصر: 2:41 م

المغرب: 4:59 م

العشاء: 6:21 م

اقرأ أيضاًموعد صلاة المغرب.. مواقيت الصلاة اليوم الخميس 26 ديسمبر

مواقيت الصلاة اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 في مدن ومحافظات مصر

بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25-12-2024

مقالات مشابهة

  • مواقيت الصلاة يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 في مدن مصر المختلفة
  • مطعم يستخدم زيت القلي ذاته منذ 100 عام
  • «نحضن وطن مانحضن إنسان عادي».. حمدان بن محمد ينشر رائعة شعرية عن محمد بن راشد
  • «نحضن وطن مانحضن إنسان عادي»..حمدان بن محمد ينشر رائعة شعرية عن محمد بن راشد
  • تفسير حلم رؤية الجن على هيئة إنسان في المنام.. دلالات متعددة
  • وكيل حقوق إنسان النواب: حالات الأطباء المحبوسين احتياطيا خرجوا بعد ساعتين
  • كتاب جديد عن حقوق الانسان للدكتور عمار عباس الحسيني
  • عندما تصدق الكلاب ويكذب الانسان
  • لبنان بحاجة إليك فلا تتأخر بالمجيء
  • 9 خطوات للتعافي من الضغوط المدمرة والأفكار الهدامة.. هتكون إنسان جديد