واجه العالم، قبل نحو مئة عام، وباء غريبا يجعل الناس ينامون بشكل لا يمكن السيطرة عليه بسبب حالة تعرف باسم "مرض النوم".

 

وكان الضحايا يغطون في سبات عميق لدرجة أن أولئك الذين أصيبوا به لا يستيقظون في كثير من الأحيان لأسابيع، أو حتى أشهر، في المرة الواحدة. وكان المرض مميتا أيضا، حيث قتل ما بين 30 إلى 40% من المصابين، بسبب فشل الجهاز التنفسي.

 

وظهر هذا المرض في شمال فرنسا عام 1916، وكان سببا في دخول الأفراد في سبات عميق وطويل. واجتاح المرض جميع أنحاء أوروبا، ثم الهند وأمريكا الوسطى وأمريكا الشمالية، حتى انحسر واختفى بالكامل تقريبا بحلول عام 1930. ولكن، حتى يومنا هذا، لا أحد يعرف بالضبط كيف انتشر، أو ما سببه، أو ما إذا كان المرض يمكن أن يعود.

 

ويُطلق على المرض رسميا اسم التهاب الدماغ النوامي أو التهاب الدماغ الوسني، وقد تسبب في البداية في ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الصداع والغثيان وآلام المفاصل والحمى. ومن هناك ينتشر إلى العينين، ما يؤدي إلى عدم التنسيق، ثم ازدواج الرؤية. ثم تبدأ الجفون تتدلى، ويصبح المرضى غارقين في الحاجة إلى النوم ليلا ونهارا.

 

وعلى الرغم من إمكانية إيقاظهم في كثير من الأحيان، إلا أن المرضى سرعان ما يعودون إلى النوم، ويعاني العديد منهم من كوابيس. ومع ذلك، كان البعض يدخل في غيبوبة.

وقد أدى ظهور مرض النوم في نفس الوقت تقريبا مع ظهور جائحة الإنفلونزا الإسبانية إلى اعتقاد البعض أنه قد يكون مرتبطا بفيروس H1N1 الذي أودى بحياة ما يصل إلى 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

 

لكن التحليلات آنذاك وفي الآونة الأخيرة، بفضل عينات الدماغ المحفوظة جيدا، لم تظهر أي دليل على وجود بكتيريا أو فيروس قد يؤدي إلى مثل هذا التفاعل.

 

ويرى آخرون أنه يمكن أن يكون استجابة مناعية ذاتية، أو رد فعل مبالغ فيه من قبل الجسم بسبب فيروس البرد (الزكام) أو الإنفلونزا، وليس نتيجة للعدوى نفسها.

 

وعلى الرغم من أنه تفسير معقول، إلا أنه لا يجيب على كيفية ظهور المرض واختفائه بتلك السرعة.

 

ومن المؤسف أنه بينما توقف المرض نفسه عن الانتشار، لم تعد حياة المصابين إلى طبيعتها.

 

فقد أصيب العديد منهم بمرض باركنسون، الذي تتراوح أعراضه بين الرعشات وفقدان القدرة الكاملة على تحريك عضلاتهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجهاز التنفسي مرض النوم أمريكا الشمالية أمريكا الوسطى الهند النوم

إقرأ أيضاً:

الكل يبحث عن الإجابة.. الكشف عن سبب "الصداع النصفي"

عواصم -الوكالات

أظهرت دراسة جديدة أن آلية معينة يتم من خلالها نقل البروتينات من الدماغ إلى مجموعة محددة من الأعصاب الحسية تسبب نوبات الصداع النصفي

ويصاب نحو واحد من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم بالصداع النصفي. ويعاني ربع المرضى من اضطراب حسي مثل "الهالة" (aura)، والتي تتميز بومضات ضوئية وبقع عمياء وإحساس بالوخز ورؤية مزدوجة وقد تظهر قبل خمس إلى 60 دقيقة من الصداع.

وقد يمهد الاكتشاف الجديد الطريق لعلاجات جديدة للصداع النصفي وأنواع الصداع الأخرى.

ويعرف الصداع النصفي (أو الشقيقة) بأنه أحد أنواع الصداع الشائعة والذي يسبب نوبات من الصداع الشديد، مع الإحساس بالنبض في الرأس مصحوبا بالغثيان والتقيؤ والحساسية المفرطة للضوء، إلى جانب أنه قد يعيق القدرة على التحرك ويتسبب في عدم القدرة على النهوض من السرير لساعات متواصلة.

وعلى الرغم من مدى شيوع الصداع النصفي، فإن العلماء لا يفهمون سوى القليل عن أسباب هذه النوبات ولا يوجد دواء فعال لها.

لكن الباحثين وجدوا بروتينات مميزة يتم إنشاؤها أثناء الصداع النصفي المصحوب بـ"هالة" والتي تهرب من الدماغ من خلال فتحات مجهرية وتسبب الألم الشديد.

ومن المعروف أن موجة من تثبيط نشاط الدماغ هي السبب وراء الصداع النصفي، لكن الآلية الدقيقة ظلت بعيدة المنال.

وتشرح الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Science، كيف يؤدي تدفق السوائل في الدماغ والموجة المنتشرة من اضطراب الإشارة إلى حدوث الصداع النصفي وتحفيز الهالة.

مقالات مشابهة

  • لتجنب الإنفلونزا الصيفية.. نصائح مهمة لتقوية مناعة جسمك
  • باحثون صينيون يطورون نظام الدماغ على رقاقة
  • إصابات الرأس المتكررة تزيد من خطر الإصابة بالشيخوخة
  • لعلاج مشكلة النسيان.. نصائح غذائية لتنشيط الذاكرة
  • سر طبي خفي وراء الصداع النصفي لم يتم اكتشافه من قبل (تفاصيل)
  • الكل يبحث عن الإجابة.. الكشف عن سبب "الصداع النصفي"
  • تأثير الموسيقى على الدماغ.. لماذا تشعرنا بالسعادة؟
  • أول دفعة من المقاتلين الحوثيين تقاتل إسرائيل على الحدود مع فلسطين.. تصريح غريب للجماعة
  • “النوم لأسابيع”.. وباء غريب اجتاح العالم قبل مئة عام
  • مصرع شخصين بمشاجرة وحادث غريب ببغداد والقبض على قتلة في الديوانية