خطأ البرهان ومن معه هو الضعف والتردد مع احتكار الدولة وتعطيلها
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
الضغط الشديد على البرهان أجبره على التصريح بمعلومة خطيرة حينما قال نواجه حصارا في الذخائر والأسلحة برا وبحرا وجوا. والهدف من الحصار إجبار الجيش على الاستسلام والتفاوض.
والجيش ما يزال صامد ويقاتل ولا يوجد أي اتجاه حتى للجلوس مع المليشيا ناهيك عن الخضوع لشروطها هي ومن يدعمها أو يتواطأ معها من دول الإقليم.
لقد مر السودان من قبل بوضع مشابه في بداية الإنقاذ حينما حارب في جبهة ممتدة من إرتريا حتى يوغندا، بدعم غربي ودولي ودول جوار بجيشوها متورطة بشكل مباشر في دعم التمرد ومعسكرات مفتوحة في أثيوبيا وإرنريا وكينيا ويوغندا وتسليح ودعم سياسي ومالي. ولكن مع ذلك قاتلت وصمدت الإنقاذ واستطاعت تحقيق إنجازات كبيرة مثل استخراج البترول وإقامة التصنيع الحربي كما أنجزت مشاريع تنموية كبيرة.
الفرق بين الإنقاذ والآن هو أن الإنقاذ كانت نظاما ودولة بقيادة مدنية وعسكرية وبسند شعبي وأيديولوجي ورؤية اختلفنا مع هذه الرؤية او اختلفنا معها.
حاليا يوجد سند شعبي والتفاف حول القوات المسلحة غير مسبوق ويوجد تلاحم وطني لم يحدث من قبل. ولكن لا يوجد نظام سياسي ولا توجد رؤية واضحة. يوجد مجموعة أشخاص يحتكرون الدولة ومؤسساتها، وهذه هي مشكلتنا مع البرهان، لا في كونه خائن وعميل وبتسبب في هزيمة الجيش عمدا.
خطأ البرهان ومن معه هو الضعف والتردد مع احتكار الدولة وتعطيلها. وتصحيح هذا الخطأ يبدأ بتكوين حكومة بقيادة مؤمنة بالحرب وحذرية تجاه المليشيا وحلفاءها في الداخل والخارج ومؤمنة بالانتصار في هذه الحرب.
يقول البعض لا فائدة من حكومة في ظل وجود البرهان، ولكنهم يتجاهلون الشرعية التي تكتسبها الحكومة من وجود البرهان على رأس مجلس السيادة. هناك شرعية موجودة يملكها البرهان ويستطيع منحها للحكومة القادمة. عزل البرهان بغض النظر عن حماقة الفكرة ومشاكلها ولا واقعيتها، سيجعل الحكومة القادمة تبدأ رحلة البحث عن شرعية من تحت الصفر.
أكرر ما قلته سابقا وقبل سقوط سنجة. يجب مطالبة البرهان وقيادة الدولة الحالية بمطالب محددة معقولة قابلة للتحقق والضغط لتحقيقها. والحكومة مطلب معقول وفي مصلحة البرهان نفسه.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فوز الليبراليين بقيادة مارك كارني بالانتخابات التشريعية في كندا
فاز الحزب الليبرالي الكندي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني بالانتخابات التشريعية التي جرت أمس الإثنين، بحسب تقديرات نشرتها وسائل إعلام عدّة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، في نتيجة من شأنها أن تمنح الحزب ولاية جديدة في السلطة.
وتوقّعت كلّ من قناتي "سي بي سي" و"سي تي في نيوز" أن يشكّل الليبراليون الحكومة المقبلة، لكن من دون أن يتّضح في الحال ما إذا كانوا سيفوزون بالأغلبية في البرلمان.
وانطلقت الانتخابات الفدرالية المبكرة في ظل أجواء مشحونة عكست فيها الحملات الانتخابية خلافات حادة بين الحزب الليبرالي الحاكم وحزب المحافظين المعارض، في 3 قضايا أسياسية:
تدهور الاقتصاد بالدرجة الأولى خلال السنوات الأخيرة.السياسات الخارجية، ولا سيما العلاقات المتوترة وغير المسبوقة مع الجارة الأميركية وآليات التعامل معها. موقف الأحزاب من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الذي يشكل المعيار الأهم لأصوات المسلمين.