ذكرى وفاة رجاء الجداوي.. السبب الحقيقي وراء خلافها مع تحية كاريوكا (صور)
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
في مثل هذا اليوم قبل ٤سنوات رحلت عن عالمنا الفنانة القديرة عاشقة الموضة والأزياء رجاء الجداوي عن عمر ناهز الـ ٨٥ عامًا، تاركة إرث فني عظيم من الأعمال الخالدة، فكانت حياة الجداوي مليئة بالأحداث والأزمات ولعل أبرزها علاقتها بخالتها الفنانة القديرتحية كاريوكا.
تحدثت الراحلة رجاء الجداوى فى الكثير من اللقاءات عن خالتها تحية كاريوكا قائلة : "خالتي بدوية محمد علي النيداني، الشهيرة بتحية كاريوكا، هي اللي ربتني وخدتني وأنا عندي 3 سنين، أنا وأخويا فاروق".
وعن سبب ذلك قالت :"والدي كان متزمت شوية، وطلق والدتي بسبب عمل خالتي بالفن، وطلقها وهي معاها 5 ولاد، فخالتي حست بالذنب وقررت تاخدني أنا وأخويا الصغير تتولى تربيتنا، وخصوصا كمان إنها ماكانتش بتخلف".
ووصفت الراحلة مستوى المعيشة التي انتقلت له هي وأخيها مع خالتها بمستوى "عالي" ،وظلت رجاء طيلة 11 عام بصحبة خالتها، كما أحضرت لها "تحية" مربية إيطالية تدعى "بينا"، بينما أحضرت لشقيقها فاروق مربية إيطالية تدعى "كريستين.
ولاطالما كانت رجاء الجداوي فخورة بكونها عاشت مع تحية كاريوكي وانها تربت على يديها، ولكن بالرغم من كل هذا الحب، لكن الفتاة الصغيرة كانت تبكي بحرقة خاصة حينما لا يأتي أحد لزيارتها في المدرسة الداخلية.
الأمر قائلة: "كان زمايلي فيه ناس بتيجي تزورهم، ومالاقيش حد جالي وأقعد أعيط، بسبب إن خالتي تحية كانت بتسافر كتير، ووالدتي كانت في الإسماعيلية، وكانت المربية بتاعتي بتيجي بالزيارة الشهرية في المدرسة".
ولكن عند بلوغها ال ١٤ عام قررت رجاء الانفصال عن خالتها والعودة للعيش مع والدتها التي تحتاجها أكثر من خالتها كما قالت.
وعن سبب خلافها الحقيقي قالت:"إحدى المرات، وأثناء تواجدها بصحبة والدتها بإحدى المحال التجارية، شاهدها عبدالعزيز جاد الذي أخبرها أنه يبحث عن فتاة بنفس ملامحها لتجسد دور شقيقة أحمد رمزي، في فيلم "غريبة"، والذي شاركت فيه بالفعل.
وبالرغم من كون تحية كاريوكا فنانة كبيرة، إلا أنها رفضت بشكل قاطع دخول ابنة شقيقتها مجال الفن، ووصل الأمر بينهما لقطيعة استمرت 6 سنوات.
وما ان سمعت رجاء الجداوي ان خالتها أجرت عملية جراحية، قررت زيارتها، وفور دخولها دخلت رجاء وتحية في نوبة بكاء، دون عتاب وعادت المياة لمجاريها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رجاء الجداوي تحية كاريوكا تحیة کاریوکا رجاء الجداوی
إقرأ أيضاً:
حين تخجل من إلقاء تحية الصباح!
ـ 1 ـاعتدت أن ألقي تحية الصباح كل يوم على إخوتي وأفراد أسرتي المقيمين في طولكرم ومخيمها، في الآونة الأخيرة صرت أخجل حين أكتب لهم "صباح الخير" وأنا أعلم أنهم لم يروا الخير منذ زمن طويل، بعد أن "حرثت" آليات الاحتلال شوارع المدينة ومخيمها، ودمرت عددا غير قليل من منازلها وكثيرا من بنيتها التحتية، وهجرت جل سكان المخيم، هؤلاء الذين هجروا قبل سبعين عاما ونيف من قراهم ومدنهم شمال فلسطين: يافا وما حولها من قرى، ومدن وبلدات الساحل الفلسطيني، ثم لاحقتهم إلى مخيمهم، وهجرتهم إلى اللامكان!
بالنسبة لي، إعادة إنتاج نكبة أو نكبات صغيرة، في مخيمات ومدن الضفة الفلسطينية، ليست حدثا قابلا للتعاطف الإنساني، إنها كابوس شخصي، ويمس جزءا من عائلتي الصغيرة، فضلا عن عائلتي الكبيرة: أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن لشخص سوي حتى لو لم يكن فلسطينيا، أن يمارس حياته وروتينه اليومي، وكأن ما يجري على بعد ساعة سفر من سكناه، لا يعنيه، فكيف يكون الحال وأنت أحد ضحايا الكيان المحتل شخصيا؟
ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!حين أرى فيلما وثائقيا عن يافا، وقريتي التي كانت تعيش وادعة على بعد كيلو متر أو أكثر قليلا من المدينة، يحلو لي أن أتخيل ماذا كان سيكون مسار حياتي والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، لو لم يحصل كل ما حصل من نكبة واحتلال، وأصاب بصداع مركب، وأنا أرى كيف يعاد إنتاج النكبة ولكن بصورة أكثر وحشية وبشاعة خاصة في غزة!
ـ 2 ـ
كان يمكن أن يكون مسار حياتي وآلاف اللاجئين والنازحين مختلفا عما جرى، المخيف أن هذا المسار المفترض ليس مهما أمام ما يحصل الآن من المسارات المخيفة التي تنتظر بقية أبناء الشعب الفلسطيني، سواء من عانوا النزوح واللجوء، أم من لم يعانوا منه، فكل الشعب الفلسطيني اليوم برسم الإبادة الحسية أو المفترضة، عبر القتل فيزيائيا، أو إنهاء استقرارهم وإيقاع حياتهم اليومية، وتخييرهم بين الخضوع للاحتلال والعيش كما العبيد، أو الهجرة "الطوعية!" أو القتل، والحقيقة أن هذه الخيارات اليوم "المتاحة" أمام الشعب الفلسطيني هي نفسها العناصر التي وضعها بتسلئيل سموتريتش في "خطة الحسم" ويجري تطبيقها اليوم بمنتهى الحَرْفية والتفاصيل!
جل العرب وكثير من دوائر صنع القرار في الغرب، منشغلة اليوم بإخراج "أسرى" العدو من أيدي المقاومة في غزة، (لا أحد من هؤلاء يتحدث عن آلاف الأسرى والمختطفين الفلسطينيين في سجون العدو!) وهؤلاء أنفسهم منشغلون أكثر في اليوم التالي في غزة، طبعا بدون المقاومة بتشكيلاتها حماس والجها وبقية الفصائل، ليست مهمة حياة أكثر من مليوني فلسطيني يرتعشون من البرد والجوع وهم يقيمون في خرق بالية على حطام بيوتهم فيما بقي من غزة، المهم أن لا يكون هناك مقاومة، لأنها الوحيدة التي أعادت كتابة التاريخ الحالي ليس لفلسطين وبلاد الشام فقط، بل لكثير من البلاد حتى البعيدة منها.
بالسبة لهؤلاء وأولئك، كانت المقاومة هي "العورة" التي يتعين محوها من الوجود، كي تبقى خيارات سموترتش الثلاثة هي فقط المتاحة أمام الفلسطيني، وفي الوقت التي تقرر فيه المقاومة إلقاء سلاحها (وهي لن تفعل طبعا) فسيكون عليها هي وغزة أن تواجه ما واجهه مسلمو البوسنة والهرسك، حين حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، حيث لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل "الأمان"!
ـ رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور (صبيانًا ورجالًا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم.
ـ كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم..!
ـ كانت الأم تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها.
ـ وبعد ذبح سربرنيتسا.. دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحًا وأعلن: سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب، حماس لن تلقي السلاح، ولن يعيد التاريخ نفسه في غزة كما حصل في سربرنيتسا!
ـ 3 ـ
ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!
الطريق لم تزل طويلة أمام تحرير فلسطين، ولكن التحرير بدأ، وحتى ذلك الحين الذي لن يكون بعيدا، سأستمر في إلقاء تحية الصباح على من بقي من أسرتي في طولكرم ومخيمها، وسيردون على التحية بأحسن منها، فهم من يمدني بالأمل والصمود، وهم من يُصدّرون لنا في الشتات الكثير من الأمل والخير.