عرضت قناة “الأزهر الشريف” بموقع “يوتيوب”، جانب من استقبال معالي داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بحضور عدد من الوزراء الماليزيين، إضافة إلى محاضرة فضيلة الإمام الأكبر لمجلس علماء وشباب ماليزيا MADANI، حول وسطية الإسلام والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات، وسط احتفاء من كافة مكونات الشعب الماليزي.

وقال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته التي ألقاها في مؤسسة دار القرآن جاكيم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، إنه لا يمكن لمتحدث في هذا الاجتماع القرآني المهيب أن ينصرف دون أن يتوقف عند مأساة شعب فلسطين، بل مأساة الشعبين العربي والإسلامي، بل مأساة العالم الحر في قارات الدنيا كلها شرقا وغربا، والتي تمثلت في جريمة الإبادة الجماعية، وتجاوزت بشاعتها كل الحدود.

وأضاف: لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسأل الله سبحانه وتعالى ونتوسل إليه بحرمة كتابه الكريم أن يمن على هذا الشعب المرابط بالفرج القريب والنصر المبين، ليستقيم بزوال الظلم والعدوان ميزان العدالة، لا في أرضهم المحتلة فحسب؛ ولكن ليقوم هذا الميران في العالم أجمع.

أغلال الجهل والجمود والتقليد،


وبين فضيلته أن القرآن نزل ليعلن احترام الإنسان، ويؤكد تكريمه وتفضيله على سائر المخلوقات، ويفتح أمامه آفاق العلم وأبواب المعرفة بلا حدود، ويدفعه دفعًا للتفكير والنظر والبحث والتأمل، بعدما حرر فيه عقله من أغلال الجهل والجمود والتقليد، والاتباع الأعمى بغير حجة ولا دليل، مضيفا أن القرآن قد أعلن حرية المرأة، وأعاد لها كرامتها وإنسانيتها وحقوقها التي صادرتها عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت، ولازالت تصادرها عليها حتى يوم الناس هذا.


وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته أن القرآن جاء بفلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والشورى والديمواقراطية الرشيدة ومَنع الاستبداد وتحريم مظالم العباد، مشيرا إلى أن القرآن نزل بالكثير حول شئون المجتمعات والعلاقات الدولية، وفي أمر العقوبات وفي الأسرة، وفي الشأن العام، وغير ذلك، بجانب ما جاء فيه حول العقيدةِ والعبادةِ والمعاملاتِ بتنوعاتها، والغيبيات والدار الآخرة.


وأضاف شيخ الأزهر أن هذا الكتاب الفرقان بين الحق والباطل لا يزال يتعرض للحملات المضلِّلة في عصرِنا هذا، من بعض أقلام ينتمي أصحابها إلى الإسلام، ممن يؤمنون بالمذاهب الأدبية النقدية في الغرب، وبخاصة ما يسمى بالهيرمينوطيقا.


لافتا أن تلك المذاهب تقوم على قواعد من صنع هؤلاء، ومنها إلغاءِ كل حقيقة دينية فوقية، والتمسك بالذاتية الإنسانية كمصدر أوحد للمعرفة، وأن الإنسان وحده قادر على أن يمتلك الحقيقة، وهو وحده معيار الحق والباطل ومقياس كل حقيقة، ولا توجد سلطة تعلو عليه أو على العالم، ولكم أن تتساءلوا عن مصير نص إلهي كنص القرآن الكريم -بأبدياته وثوابته وغيبياته- إذا ما تناولته القراءة الحداثية بهذا المبضع الذي لا يفرق بين إله وإنسان، ولا بين غيب وشهادة.. ولا بين مقدس ومدنس.. ألا يطلب من المسلمين آنذاك أن ينفضوا أيديهم من هذا الكتاب الذي لم يعد في منظور هذه القراءة وحيا إلهيا صالحا لكل زمان ومكان؟!.


وشدد فضيلته على أن طبيعة التلازم بين القرآن والسنة بحسبانه: مؤسسا لشرعيتها، ولحجيتها ومرجعيتها في حياة المسلمين وتشريعاتهم، تقتضي الإشارة إلى أمر قديم متجدد، وهو هذه الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية، وأنكرت ثبوتها وحجيتها، وأهدرت قيمتها التشريعية في الإسلام، وانتهت إلى أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، ولا مصدر سواه، ضاربة عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين.. وأن سلخ القرآن عن السنة يفتح أبواب العبث على مصاريعها بآيات هذا القرآن وأحكامه وتشريعاته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد الطيب الأزهر الشريف مؤسسة دار القرآن العاصمة الماليزية الشعب شیخ الأزهر أن القرآن

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يغادر تايلاند متوجهًا إلى إندونيسيا

غادر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، ظهر اليوم الاثنين، مملكة تايلاند متوجهًا إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا في زيارة رسميَّة تستغرق عدة أيام.

شيخ الأزهر لـ سفراء الدول العربية والإسلامية بتايلاند: عليكم مسؤولية كبيرة في فضح الانتهاكات بغزة شيخ الأزهر: الهجرة حدث ملهم غرس في نفوس المسلمين قيمًا أخلاقية عظيمة

ومن المقرَّر أن يلتقي فضيلة الإمام الأكبر في إندونيسيا عددًا من المسئولين، في مقدمتهم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والسيد برابوو سوبيانتو، وزير الدفاع الإندونيسي والرئيس المنتخب، والسيد معروف أمين، نائب الرئيس الإندونيسي، بالإضافة إلى عدد من المسئولين والقيادات الدينية، كما تتضمن الزيارة العديد من الفعاليات التي تستهدف تعزيز التواصل مع كافَّة مكونات المجتمع الإندونيسي.

واختتم الإمام الأكبر اليوم الاثنين زيارة فضيلته الرسمية إلى تايلاند، التي التقى خلالها جلالة ملك تايلاند ومعالي رئيس الوزراء، وكذلك رئيس البرلمان التايلاندي، وعددًا من القيادات والمسئولين والجالية المسلمة في تايلاند، وذلك في ثاني محطات جولة فضيلته إلى جنوب شرق آسيا، التي تشمل ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا.

شيخ الأزهر: الهجرة حدث ملهم غرس في نفوس المسلمين قيمًا أخلاقية عظيمة

وكان تقدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والشعب المصري الكريم، وجموع المسلمين حول العالم بمناسبة العام الهجري الجديد، داعيًا المولى -عز وجل - أن يجعله عام سلام ورخاء وأمن وأمان.

ويؤكد شيخ الأزهر، أن الهجرة النبوية الشريفة، كانت وستظل درسا ملهما يجدد في نفوس المسلمين طاقات خلاقة، جسدها لهم معلمهم ونبيهم المصطفى ﷺ، في قوة ثقته بربه، وحسن توكله عليه، وتحمله المشاق في سبيل دعوته، وضربه أروع الأمثلة في التعايش مع غير المؤمنين به، ونشر الرحمة والحق والعدل بين المسلمين وغير المسلمين، وعلمهم كيف يكون الحلم والعفو، والصبر على المكاره، فكان خير مثال للجود والعطاء والبذل، والتواضع واللين والكرم.

وفي هذه المناسبة العطرة، يدعو الأزهر المسلمين حول العالم لاستلهام دروس هجرة المصطفىﷺ ، للتمسك بسيرته العطرة، والحرص على تعليمها لأبنائهم، وترجمة هذه التعاليم إلى أفعال وسلوكيات، مؤكدا على ضرورة التأسي برسولنا المصطفى، وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الدين الحنيف، داعيا المولى -عز وجل - أن يحفظ مصر والعالم من كل مكروه وسوء.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء التايلاندي لشيخ الأزهر: نؤيِّد مواقفكم الداعية لإيجاد حلٍّ عادلٍ للقضيَّة الفلسطينيَّة
  • شيخ الأزهر يغادر تايلاند متوجهًا إلى إندونيسيا
  • ماليزيا تمنح القره داغي جائزة “الهجرة النبوية”
  • حسن نصر الله: لن نتراجع لحظة واحدة عن نصرة فلسطين
  • شيخ الأزهر: الهجرة حدث ملهم غرس في نفوس المسلمين قيمًا أخلاقية عظيمة
  • شيخ الأزهر: القرآن الكريم وضع أسس العلاقة بين الحضارات والديانات المختلفة
  • لقاء جماهيري لشيخ الأزهر في تايلاند.. حضره مسلمون من 45 محافظة
  • شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"
  • حول فضل القرآن ووسطية الإسلام.. أبرز 10 رسائل لـ شيخ الأزهر من ماليزيا
  • آخرها في ماليزيا.. جامعات منحت الإمام الطيب الدكتوراه الفخرية