بدءًا من غد.. 3 اقترانات للقمر والنجوم في مشهد بديع يُرى بالعين المجردة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
يستعد المتخصصون وهواة الفلك بدءًا من غد ولمدة 3 أيام في رصد ومتابعة 3 ظواهر فلكية بديعة تُرى بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، إن الأرض على موعد غدًا مع اقتران ثلاثي بديع حيث سيتراءى القمر بعد غروب الشمس مقترنًا مع كوكب الزهرة، ألمع كواكب المجموعة الشمسية، والنجم بولوكس Pollux، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم)، ويستمر هذا المشهد حتى الساعة 8:30 مساء.
وأضاف أن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
وعن مصطلح الاقتران، أوضح أستاذ الفلك أن اقتراب جرم سماوي من جرم آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما تتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدًا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
وأشار تادرس إلى أن القمر الجديد "محاق شهر محرم" سيولد غدًا، ولن يكون القمر مرئيًا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم، فيشرق معها ويغرب معها، فلا يتراءى أبدًا، إذ يكون وجهه المضىء مواجهًا للشمس ووجهه المظلم مواجهًا للأرض وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
وأوضح أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسًا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضًا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وأكد أن أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرًا لرصد الأجرام السماوية الخافتة، مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعوق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ونوه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك، إلى أن الظاهرة الفلكية الثانية ستحدث بعد غد الأحد، حيث سيتراءى القمر مقترنًا مع كوكب عطارد والحشد النجمي/ خلية النحل Beehive في برج السرطان، ويمكن رؤية هذا الاقتران الثلاثي الرائع بعد غروب الشمس مباشرة وحتى بدء غروب هذا المشهد في الـساعة 9:20 مساء تقريبًا.
وأوضح أنه لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة، ننصح باستخدام تلسكوب صغير، حيث نراه جوار القمر في السماء، لافتًا إلى أن الحشد النجمي/ خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها عالم الفلك جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط.
وكشف عن الظاهرة الفلكية الثالثة- التي ستحدث يوم الإثنين المقبل، حيث يشرق كوكب المشتري في ذلك اليوم مقترنًا مع نجم الدبران "عين الثور" ألمع نجم في برج الثور بغضون الساعة الـ 3:50 صباحًا قبل شروق الشمس، وسيظلان مرئيان بالعين المجردة السليمة حتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ونصح "تادرس" هواة الفلك الراغبين في متابعة تلك الظواهر البديعة بأن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عمومًا هي البعيدة عن التلوث الضوئي، مثل السواحل والحقول والصحاري والجبال، منوهًا إلى أن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان، لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عمومًا يضر العين كثيرًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العين المجردة الفلك النجوم مشهد بالعین المجردة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بين الخطر والأمان.. رحلة كويكب عام 2032 بميزان التقديرات الفلكية
أحدثت الملاحظات الفلكية الجديدة تغييرا جذريا في التقديرات المتعلقة بالتهديد المحتمل الذي يمثله الكويكب "واي آر 4-2024"، الذي اكتشف مؤخرا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ففي البداية، قدّر العلماء احتمال اصطدامه بالأرض في عام 2032 بنسبة 3%، وهي النسبة الأعلى المسجلة حتى الآن لجسم قريب من الأرض بحجم يتراوح بين 40 و90 مترا.
إلا أن الحسابات الأكثر دقة، المستندة إلى بيانات مرصد الجنوب الأوروبي الكبير في تشيلي ومراصد أخرى، قلّصت هذا الاحتمال بشكل كبير. فقد خفضت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" النسبة إلى 0.001%، فيما وضع مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا "جاي بي إل" التقدير عند 0.004% فقط.
ورغم تراجع الخطر المحتمل، لا يزال الكويكب تحت المراقبة المستمرة نظرا لإمكانية تسببه في دمار واسع النطاق حال اصطدامه بالأرض.
وأكد أوليفييه هينو، عالم الفلك في مرصد الجنوب الأوروبي، أن "مستوى الخطر يتلاشى بسرعة". ومع ذلك، أشارت وكالة ناسا إلى احتمال ضئيل نسبته 1.7% بأن يصطدم الكويكب بالقمر، مما يعكس استمرار حالة عدم اليقين في تتبع الأجرام القريبة من الأرض.
رغم أن تحديث مسار "واي آر 4-2024″ جاء مطمئنا، لا يزال العلماء حذرين إزاء الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن اصطدام مثل هذه الكويكبات بالأرض. فإذا ارتطم كويكب بهذا الحجم بكوكبنا، فإنه قد يطلق طاقة تفوق انفجار قنبلة هيروشيما بمئات المرات، مما يؤدي إلى دمار واسع النطاق يمتد على مستوى مدينة كبيرة كاملة.
إعلانوعلى الرغم من أن معظم هذه الطاقة ستتبدد غالبا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، فإنّ انفجارا جويا قد يسبب أضرارا كبيرة. وقد أظهرت الأحداث التاريخية أن الاصطدامات الكويكبية أفضت إلى نتائج كارثية، إذ يُعد الاصطدام الذي وقع قبل 66 مليون سنة قبالة سواحل شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك المثال الأبرز، متسببا في انقراض الديناصورات وفقدان ثلاثة أرباع الأنواع الحية على الأرض.
وفي مواجهة مثل هذه التهديدات، كثّفت ناسا ووكالات الفضاء الأخرى جهودها لتطوير إستراتيجيات الدفاع الكوكبي، ففي عام 2022، نجحت وكالة ناسا في تنفيذ مهمة "دارت" -وهي تجربة لإعادة توجيه الكويكبات- إذ تمكنت من تغيير مسار الكويكب "ديمورفوس"، مما أثبت إمكانية تحويل مسار أي جرم قد يشكل خطرا على الأرض.
ومع استمرار العلماء في تحسين عمليات الرصد وتطوير إستراتيجيات الدفاع الكوكبي، يبقى تتبع الأجرام القريبة من الأرض أمرا بالغ الأهمية لحماية الكوكب، كما يُبرز التحديث الأخير لاحتمالات اصطدام "واي آر 4-2024″ مدى حالة غياب اليقين الذي يحيط بتوقعات مسارات الكويكبات، مما يستدعي مواصلة جهود المراقبة والتصدي للتهديدات الفضائية المحتملة.