تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلك رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، وهو سياسي وسطي مولود في لندن يبلغ من العمر 61 عاما، طريقا لامعا من قاعة المحكمة إلى أروقة وستمنستر. ونشأ في عائلة من الطبقة العاملة، تميزت حياة ستارمر المبكرة بالالتزام بالتعليم والخدمة العامة.

وولد ستارمر في 2 سبتمبر 1962، والتحق بمدرسة "Reigate Grammar" قبل دراسته القانون في جامعة ليدز وبعد ذلك في سانت إدموند، أكسفورد.

وبدأت مهنة ستارمر القانونية بشكل جدي كمحام، حيث سرعان ما أثبت نفسه كشخصية بارزة في مجال قانون حقوق الإنسان.

وأكسبته خبرته القانونية وتفانيه في العمل منصب رئيس النيابات العامة في عام 2008، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2013. وخلال فترة عمله كرئيس النيابات العامة، اشتهر ستارمر بعمله في القضايا المعقدة والرفيعة المستوى، وكذلك بتنفيذ إصلاحات مهمة داخل دائرة الادعاء الملكية.

وجاء انتقال ستارمر إلى السياسة بشكل نشيط في عام 2015، عندما تم انتخابه كعضو في البرلمان عن هولبورن وسانت بانكراس. وسرعان ما ارتقى في صفوف حزب العمال، وشغل مناصب رئيسية في حكومة الظل.

وبسبب خلفيته القانونية أصبح ستارمر صوتا بارزا في المحادثات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وفي أبريل 2020، تم انتخابه كزعيم لحزب العمال.

وتميزت قيادة ستارمر بالتركيز على الوحدة. وسعى إلى التأكيد على أهمية العدالة الاجتماعية والكفاءة الاقتصادية وإعادة بناء الروابط مع ناخبي حزب العمال المنشقين.

ومنذ أن أصبح زعيم حزب العمال، واجه ستارمر تحديات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات الحزبية الداخلية والسياسات الخاصة بوباء فيروس كورونا. وشهدت فترة رئاسته للحزب نتائج انتخابية متباينة، مع نجاحات ونكسات ملحوظة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، قال ستارمر إنه لا يزال ملتزما برؤيته لبريطانيا أكثر عدلا وإنصافا.

وبصفته زعيم حزب العمال، قال ستارمر إنه يسعى إلى إعادة وضع الحزب على المسرح العالمي، مع التأكيد على التحالفات القوية مع الشركاء التقليديين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع الدعوة أيضا إلى استجابة قوية للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الدولي.

ومع ذلك، فقد أثار تعامل ستارمر مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني انتقادات كبيرة من داخل حزبه ومن المراقبين الخارجيين. وواجه ستارمر رد فعل عنيفا بسبب عدم دعمه لحقوق الفلسطينيين وإحجامه عن اتخاذ موقف حازم ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية.

ويجادل النقاد بأن نهجه تسبب في نفور الكثيرين داخل حزب العمال الذين ينددون باحتلال إسرائيل وحربها على فلسطين. وتسبب ذلك في استقالة الشخصيات العمالية الرئيسية ورد فعل عنيف من أعضاء الحزب، الذين شعروا أن موقف ستارمر انحرف عن الدعم التاريخي لحزب العمال تجاه القضية الفلسطينية.

وبعد عقود من الدعم القوي، شهد حزب العمال انخفاضا حادا في الدعم من المسلمين، ويرجع ذلك أساسا إلى موقف زعيم الحزب ستارمر المؤيد لإسرائيل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر حزب العمال فلسطين إسرائيل الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي حزب العمال

إقرأ أيضاً:

MEE: رئيسة وزراء بريطانية سابقة تزعم أن الإسلاميين يؤثرون على حزب العمال

ادعت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس، أن "الإسلامية" أثرت على موقف حزب العمال من "الإنتهاكات الجنسية"، واصفة النواب المستقلين المؤيدين لغزة في مجلس العموم البريطاني بأنهم "نواب إسلاميون".

وجاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" أن تصريحات تراس تأتي وسط الجدال الذي أحدثه الملياردير الأمريكي ومستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إيلون ماسك، حول عصابات الإستغلال الجنسي قبل أكثر من عقد. 

وأكد التقرير أن "تراس حاولت ربط حزب العمال وفشله في معالجة هذه المشكلة التي كشف عنها في عدد من بلدات شمال بريطانيا".

وقالت رئيس الوزراء السابقة التي تولت المنصب لمدة شهرين فقط عام 2022 وخسرت مقعدها النيابي في انتخابات يوليو/ تموز 2024، في مقابلة مع "ذي بيتر كورماك شو": "نعرف أن هناك أيديولوجية إسلامية وأصبحت قوية في السياسة البريطانية"، في إشارة لما أطلق عليها "عصابات الإستغلال الجنسي" التي غمرت النقاش السياسي البريطاني في الأسابيع الماضية. 

وأضافت تراس "لقد شاهدنا انتخاب أربع نواب إسلاميين". 

وزعمت تراس أن الشرطة فشلت في إدانة أي من المتهمين بالإنتهاكات بسبب ما يطلق عليها "الكياسة السياسية"، وزعمت أن أعضاء "المجالس المحلية الذي يتمتعون بسلطة سياسية قاموا عن قصد بالتستر وساعدوا على ما حدث". 


وعلى مدى العقدين الماضيين تمت محاكمة وإدانة بريطانيين من أصل أسيوي ومسلمين بسبب جرائم جنسية، بما فيها الإغتصاب، وفي عدد من الحالات التي حظيت باهتمام عام. وهو ما أطلقت عليه الحكومة البريطانية ظاهرة "عصابات الإسقاط". 

ومع أن البريطانيين من أصول باكستانية لا يمثلون إلا نسبة قليلة جدا من حالات الإنتهاكات الجنسية في بريطانيا، إلا أن الإعلام وساسة مثل تراس يهولون دورهم تحقيقا لأغراض سياسية. وبسبب هذا السرد الذي حمل المسلمين، خطأ المسؤولية، تأذى الكثير من الأبرياء المسلمين وسجن بعضهم ظلما بل وقتلوا في السنوات الأخيرة بسبب هذا وتحميل المسلمين من أصول باكستانية مسؤولية الفضائح المذهلة للإنتهاكات الجنسية. 

ونقل التقرير عن  النائب المستقل شوكت أدم قوله إن "هذا الخطاب الانقسامي لن يحدد من نحن ومن أكون". واعتبر تصريحات تراس بأنها "غير مهمة"، ولكنه حث الساسة على "استخدام لغة دقيقة في هذا العالم المستقطب".  

وقد تم انتخاب أربعة نواب مستقلين في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في تموز/ يوليو 2024 وكلهم تبنوا برامج مؤيدة لفلسطين، لكن أيا منهم لم يصف نفسه بالإسلامي. وهؤلاء النواب بالإضافة لأدم، عدنان حسين وأيوب خان وإقبال محمد وكلهم أعضاء في تحالف النواب المستقلين إلى جانب زعيم العمال السابق جيرمي كوربن.
 وقد خاض كوربن حملته الإنتخابية كمستقل وعلى برنامج لدعم فلسطين، وأخبر حسين الموقع إنه دعم تحقيقا في الإنتهاكات الجنسية "الشريرة" ودعا إلى "معاقبة قاسية" للجناة و"جعلهم عبرة لمن لا يعتبر".


 وقالت تراس في المقابلة إن "الإسلامية" "أثرت على حزب العمال لأنهم لم يريدوا  خسارة الأصوات، خسارة الإنتخابات"، مضيفة "لذا، أصبح لدينا مزيج من كل هذه الأشياء المختلفة التي تحدث، مما يخلق تفكيرا جماعيا يعمي عن الأشياء التي تجري" أو "يمكنك القول إنه أسوأ من العمى. يمكنك القول إنه إهمال متعمد"، حسبما قالت.

 وعلق النائب المستقل أدم أن تراس كان عليها أن تتحلى بـ "المسؤولية" و "علينا العمل معا واللجوء إلى الوصم لا يساعد"، كما قال.

 وفي مقابلتها ذهبت تراس بعيدا، عندما اقترحت أن الإسلامية مرتبطة بـ "بتطرف التغير المناخي".

وقالت: "إن الأيديولوجية الإسلامية، وإيديولوجية صفر أو التطرف في مجال تغير المناخ، وليس من المستغرب أن تتحول غريتا ثونبرج من متطرفة بشأن تغير المناخ أو أزمة المناخ، كما تسميها، إلى متطرفة بشأن إسرائيل". وعارضت ثونبرج، التي اشتهرت في عام 2019 كناشطة مناخية، قصف إسرائيل المستمر لغزة. 

وأضافت تراس: "هناك أيديولوجية هنا أصبحت أكثر هيمنة ليس فقط في الحكومة البريطانية، بل وأيضا في منظمات مثل هيئة الإذاعة البريطانية، التي تبين مؤخرا أنها تنشر أعدادا هائلة من المقالات المعادية لإسرائيل، وهي متحيزة للغاية". 


في عام 2024، أنتج المحامي تريفور أسرسن تقريرا حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق هاجم فيه تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للحرب على غزة، واتهمها بالتحيز ضد "إسرائيل". 

واعتبرت الدراسة أن "بي بي سي" كانت ميالة في 14 مرة لاتهام "إسرائيل" بالإبادة أكثر من اتهامها حماس وهو "شكل من التحيز يدعو للقلق". 

انتقد محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي"، جيرمي بوين نتائج التقرير بأنها "معيبة بشكل عميق".

 واستعانت تراس، بشركة أسيرسن بداية الأسبوع لتوجيه خطاب "وقف وكف" إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، متهمة إياه بالإدلاء بتعليقات "كاذبة ومضللة" خلال حملة الانتخابات العامة لعام 2024.

وقد تبنت شركة المحاماة، التي يقع مقرها الرئيسي في لندن وأكبر مكتب لها في تل أبيب، عددا من القضايا المؤيدة لـ"إسرائيل" في بريطانيا على مدى السنوات القليلة الماضية.

 وبصفتها رئيسة للوزراء، أعلنت الميزانية المصغرة لترس في أيلول/ سبتمبر 2022 عن تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني، مما أدى إلى حالة من الذعر في الأسواق المالية. 

وبعد أقل من أسبوعين، استقالت تراس من رئاسة الوزراء، ثم فقدت مقعدها كعضو في البرلمان في انتخابات 2024، واعتبرت بعدها أنها "ضحية مؤامرة".

مقالات مشابهة

  • استطلاع: 17% من العمال في بريطانيا تخطوا وجبات الطعام لتغطية نفقاتهم
  • رئيس وزراء بريطانيا تعقيبا على وقف إطلاق النار بغزة: لحظة منتظرة
  • رئيس وزراء فنلندا يفتتح مقر سفارة بلاده الجديد في أبوظبي
  • رئيس وزراء العراق يواصل زيارته إلى بريطانيا وهذه أبرز أجندته
  • MEE: رئيسة وزراء بريطانية سابقة تزعم أن الإسلاميين يؤثرون على حزب العمال
  • بهجلي: يجب حل تنظيم العمال الكردستاني دون شروط
  • في زيارة رسمية.. رئيس وزراء العراق يتوجه إلى لندن
  • تعرف على رئيس وزراء لبنان المكلف
  • بريطانيا تعلن خطة لإطلاق إمكانات الذكاء الاصطناعي
  • 13 ألف وظيفة جديدة.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن خطة لتعميم الذكاء الاصطناعي