بالبصيرة والإرادة… ثلاثة طلاب من السويداء يتحدون إعاقتهم البصرية بسلاح العلم
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
السويداء-سانا
تجاوز ثلاثة طلاب من محافظة السويداء ظروف إعاقتهم البصرية، وتمكنوا من النجاح والتفوق في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لدورة العام الحالي، بما يعكس إمكانياتهم وحبهم للعلم كسلاح لصنع مستقبلهم.
الطلاب أنس الهادي وشام أبو زيدان وأحمد النصيرات الذين تقدموا للامتحانات خلال العام الحالي بشكل حر بعد تدريسهم وإعدادهم في قسم المكفوفين بمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية يمثلون نماذج لمن تحدوا، وقالوا إننا موجودون فقدنا بصرنا لكن لم نفقد طموحنا.
ووفقاً للطالب أنس الهادي فإنه نال الشهادة الثانوية للفرع الأدبي بمجموع عام قدره 2242، بعد أن رسم طريقه للنجاح، وهو يدين بالفضل في ذلك لمدرسيه في قسم المكفوفين بالمعهد الذين لم يدخروا جهداً بمتابعته وتقديم كل الرعاية والاهتمام له ولزملائه تماشياً مع متابعة الأهل.
وبين الهادي أن إعاقته البصرية رافقته منذ ولادته وتأقلم معها، وكانت نقطة قوة في حياته منحته التحدي والأمل لمواصلة تعليمه، ودراسة الإرشاد النفسي، بالتوازي مع تطوير موهبته في مجال العزف، ناصحاً كل كفيف بأن يثق بنفسه وإمكانياته لبلوغ أهدافه.
الطالبة شام أبو زيدان الحاصلة على 2792 درجة في شهادة التعليم الأساسي أشارت إلى أن وضع الدراسة كان صعباً بداية بالنسبة لها، حيث بدأت مع المدارس إلى أن التحقت فيما بعد بقسم المكفوفين بمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية، وأصبحت تسجل الدروس عبر الموبايل، وتحفظها بالبيت وتدرس حتى تمكنت من النجاح مع سعيها لمتابعة تعليمها ونيل شهادات أعلى خلال الفترة القادمة.
ووفق عنود أبو زيدان فإن ابنتها شام كرست معظم وقتها لتسمع وتحفظ وثابرت وتعبت وسهرت، وكان لديها تفاؤل دائم لبلوغ النجاح الذي وصلت إليه، وتجاوزت الصعوبات في بداية مشوارها الدراسي، وخاصة أنها اعتمدت بالدراسة فقط على حاسة السمع ورغم أن مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء تحتاج لورقة وقلم للكتابة إلا أنها نالت فيها درجات عالية عبر سماعها لشرح الدروس فقط.
وأبدى الطالب أحمد النصيرات من محافظة درعا والمقيم بالسويداء سعادته بالنجاح بشهادة التعليم الأساسي بمجموع قدره 2728 درجة، بعد عام دراسي كامل تلقى فيه الاهتمام من الطاقم التدريسي بالمعهد، حيث جعل من الإعاقة البصرية نقطة تحول للأفضل في حياته بدلاً من الاستسلام لها.
فيما بينت أم محمد دورها في مساعدة ابنها أحمد في دراسته، وحفظ التسجيلات للدروس التي كان يحضرها من المعهد، مبدية استعدادها للاستمرار بالوقوف إلى جانبه حتى الوصول لمراحل تعليمية متقدمة.
ووفق مدير معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بالسويداء أنس الصفدي فإن شام وأحمد وأنس طلاب متميزون يتعبون على أنفسهم بشكل مستمر، ولديهم طموحات كبيرة، وهم نماذج يحتذى بهم، مؤكداً أهمية توفير الدعم المطلوب لهم بشكل مستمر، بما يعزز من دمجهم بالمجتمع.
عمر الطويل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
عميد المعتقلين السوريين يزور سجانه في السويداء
زار رغيد الططري، الملقب بعميد المعتقلين السوريين، ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا برفقة سجانه العقيد أيسر أبو فخر، الذي كان مديرا لسجن طرطوس، بعد دعوة من الأخير لزيارته في منزله، في مفارقة أثارت إعجابا وتساؤلات عن العلاقة الطيبة التي جمعت الاثنين طوال سنوات.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن الططري قوله إن علاقة صداقة نشأت بينه وبين سجانه أبو فخر الذي عامله بإنسانية وتعاطف، رافضا الظلم الذي تعرض له عميد المعتقلين السوريين وأدى لزجه 43 عاما في معتقلات نظام الأسد (الأب والابن).
وأفاد الططري بأن أبو فخر حاول مساعدته قدر الإمكان حتى إنه أمر بإزالة صور الرئيس المخلوع بشار الأسد عام 2023 من حيطان زنزانته ليعلق صور أفراد عائلته دون أن تكون بجوار من ألحق العذاب بالشعب السوري، مشيرا إلى خطورة هذا القرار حينها.
ولفت الططري إلى أن أبو فخر أنقذ العديد من المعتقلين من الإعدام لأنه لم يقبل بإراقة نظام الأسد للدماء، مشيرا إلى أنه ليس جميع أفراد الجيش السوري شاركوا في جرائم النظام.
مع ذلك، قال الططري -في مقابلات إعلامية- إنه اضطر للتعامل بحذر مع العلاقة الطيبة التي نشأت مع سجانه، لافتا إلى أنه "لم يرد أن يظن السجناء الآخرون أنه يُعامل تعاملا خاصا نتيجة احترام السجان له".
إعلان "شعرت بالخجل"بدوره، قال أبو فخر -وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام سورية- إنه كان يشعر بالخجل عندما يقف أمام الططري في السجن، مضيفا "شعرت أنه السجين الحر وأنا السجان المأثور".
وذكر أنه كان له الفخر ليفتح باب الزنزانة لإخراج الططري من سجن طرطوس عند سقوط النظام يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكان الططري أفاد سابقا بأنه تعرض للتعذيب الشديد في فترات وسجون مختلفة طوال مدة اعتقاله، كما عاش ظروفا إنسانية صعبة، وحُرم من رؤية أهله وأقاربه.