السويداء-سانا

تجاوز ثلاثة طلاب من محافظة السويداء ظروف إعاقتهم البصرية، وتمكنوا من النجاح والتفوق في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لدورة العام الحالي، بما يعكس إمكانياتهم وحبهم للعلم كسلاح لصنع مستقبلهم.

الطلاب أنس الهادي وشام أبو زيدان وأحمد النصيرات الذين تقدموا للامتحانات خلال العام الحالي بشكل حر بعد تدريسهم وإعدادهم في قسم المكفوفين بمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية يمثلون نماذج لمن تحدوا، وقالوا إننا موجودون فقدنا بصرنا لكن لم نفقد طموحنا.

ووفقاً للطالب أنس الهادي فإنه نال الشهادة الثانوية للفرع الأدبي بمجموع عام قدره 2242، بعد أن رسم طريقه للنجاح، وهو يدين بالفضل في ذلك لمدرسيه في قسم المكفوفين بالمعهد الذين لم يدخروا جهداً بمتابعته وتقديم كل الرعاية والاهتمام له ولزملائه تماشياً مع متابعة الأهل.

وبين الهادي أن إعاقته البصرية رافقته منذ ولادته وتأقلم معها، وكانت نقطة قوة في حياته منحته التحدي والأمل لمواصلة تعليمه، ودراسة الإرشاد النفسي، بالتوازي مع تطوير موهبته في مجال العزف، ناصحاً كل كفيف بأن يثق بنفسه وإمكانياته لبلوغ أهدافه.

الطالبة شام أبو زيدان الحاصلة على 2792 درجة في شهادة التعليم الأساسي أشارت إلى أن وضع الدراسة كان صعباً بداية بالنسبة لها، حيث بدأت مع المدارس إلى أن التحقت فيما بعد بقسم المكفوفين بمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية، وأصبحت تسجل الدروس عبر الموبايل، وتحفظها بالبيت وتدرس حتى تمكنت من النجاح مع سعيها لمتابعة تعليمها ونيل شهادات أعلى خلال الفترة القادمة.

ووفق عنود أبو زيدان فإن ابنتها شام كرست معظم وقتها لتسمع وتحفظ وثابرت وتعبت وسهرت، وكان لديها تفاؤل دائم لبلوغ النجاح الذي وصلت إليه، وتجاوزت الصعوبات في بداية مشوارها الدراسي، وخاصة أنها اعتمدت بالدراسة فقط على حاسة السمع ورغم أن مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء تحتاج لورقة وقلم للكتابة إلا أنها نالت فيها درجات عالية عبر سماعها لشرح الدروس فقط.

وأبدى الطالب أحمد النصيرات من محافظة درعا والمقيم بالسويداء سعادته بالنجاح بشهادة التعليم الأساسي بمجموع قدره 2728 درجة، بعد عام دراسي كامل تلقى فيه الاهتمام من الطاقم التدريسي بالمعهد، حيث جعل من الإعاقة البصرية نقطة تحول للأفضل في حياته بدلاً من الاستسلام لها.

فيما بينت أم محمد دورها في مساعدة ابنها أحمد في دراسته، وحفظ التسجيلات للدروس التي كان يحضرها من المعهد، مبدية استعدادها للاستمرار بالوقوف إلى جانبه حتى الوصول لمراحل تعليمية متقدمة.

ووفق مدير معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بالسويداء أنس الصفدي فإن شام وأحمد وأنس طلاب متميزون يتعبون على أنفسهم بشكل مستمر، ولديهم طموحات كبيرة، وهم نماذج يحتذى بهم، مؤكداً أهمية توفير الدعم المطلوب لهم بشكل مستمر، بما يعزز من دمجهم بالمجتمع.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

(….) هذا ما قاله منسوبو (الطاهر حجر) قبل الحرب بيومين

(نجـــــــوم في الحــــرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمــد جمــال قنـــدول
وزير التجارة السابق الفاتح عبد الله لـ(الكرامة):
وفــــاة ابنتي (غرقًا) مأساة عايشتها أيام الحرب..
(….) هذا ما قاله منسوبو (الطاهر حجر) قبل الحرب بيومين
أول شخص هاتفته بعد اندلاع الحرب هو (….)
هذا ما قلته لوزير التجارة التركي عندما سألني عن (….)؟
منزلي في (صالحة) اتسرق واتحرق
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو وزير التجارة السابق الفاتح عبد الله، الذي عاش مأساة فقد ابنته في حادث غرق بولاية البحر الأحمر، فماذا قال:
أين كنت أول يوم الحرب؟
كنت في ولاية الجزيرة منطقة (الشكنيبة)، التي وصلتها قبل الحرب بثلاثة أيام بمعلومة.
ماذا تقصد بمعلومة؟
حينما اندلعت الحرب كنت وكيلًا لوزارة التجارة، كنا نقطن في سكن مجلس الوزراء بكافوري، والمخصص لمجموعة من وكلاء الوزارات، وأذكر أننا في إفطار رمضاني سمعت-وتحديدًا يوم 12 قبل الحرب بيومين- سمعت منسوبو الطاهر حجر في ذلك اليوم يقولون إنّه من المحتمل ان تندلع الحرب خلال الأسبوع الجاري.
كيف علمت بنبأ اندلاع الحرب؟
يوم السبت أيقظتني زوجتي من النوم حوالي التاسعة صباحًا وقالت لي إنّ هنالك ضرب في الخرطوم.
ماذا كان شعورك في تلك اللحظة؟
أجريت عددًا من الاتصالات.
ومن هو أول شخص هاتفته؟
عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر ولكنه لم يرد على الهاتف، ثم أرسلت له بالواتساب.
هل عدت للخرطوم بعد اندلاع الحرب؟
قعدت في ولاية الجزيرة لقرابة الشهرين.
وكيف وأين باشرت وزارة التجارة مهامها بعد الحرب؟
لم تباشر مهامها حتى منتصف مايو، حيث تحركت ووصلت بورتسودان في يوليو حيث أصبحت العاصمة الإدارية.
العمل في ظروف الحرب؟
عمل طوارئ والصعوبات التي واجهت الوزارة تغيير الوضع خاصة من سستم رقمي لورقي.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
مآسٍ كثيرة جدا، منزلي في صالحة اتسرق واتحرق، وكذلك وفاة ابنتي الصغرى غرقًا في البحر الأحمر في منطقة أم فحم، وهي بالنسبة ليست وفاةً طبيعيةً لأنّها الوحيدة (الما اتلقت).
لم تعثروا على الجثمان؟
نعم.. لم نجد الجثمان، وقصة الوفاة أنّه جاءني توجيه من الفريق أول كباشي بأن أُسافر للنيل الأبيض للتصديق على تجارة الحدود مع الجنوب، واتصل بي الفريق إبراهيم جابر طالبًا تأجيل سفري ليوم الاثنين لأذهب للدمازين بدلًا من السبت، وأيضًا للتصديق للدمازين بتجارة الحدود، وبالفعل تحركت مع الفريق إبراهيم جابر وأكملت الإجراءات و(جيت طوالي) لسنار ثم سنجة، ومن سنجة فارقت جابر وتحركت أنا للنيل الأبيض عشان أنفذ توجيه الفريق أول كباشي، ووصلت النيل الأبيض حوالي السادسة مساء الثلاثاء، و(بعداك) دخلت منزل الوالي أوصلت هاتفي بالإستار لينك الموجود بمقر سكن الوالي، في تلك اللحظة استقبلت اتصالًا من البورت أبلغتني فيه زوجتي بأنّ ابنتي (آية) غرقت أمس الاثنين ضمن 16 شخصًا غرقوا في مركب.
يوميات الحرب؟
حاولنا ندعم النازحين الذين نزحوا إلينا بالجزيرة لإسكانهم وإعاشتهم.
الجزيرة لاحقًا سقطت؟
كنت في بورتسودان حينما سقطت، كان محبطًا جدًا لدرجة أنّ أسرتي حينما وصلوني في بورتسودان بعد أن سقطت الجزيرة بالطريق البري عن طريق سنجة ثم القضارف وكسلا لمدة ثلاثة أيام حتى وصلوا البورت.
هل للحرب فوائد؟
أي حروب يأتي بعدها استقرار، والإيمانيات القوية ولكن الناس تحتسب أنها فقدت وتضررت والحمد لله الناس متماسكة.
هذه حرب مختلفة؟
نعم مختلفة تمامًا، لأنّ السودان أصلًا مستهدف لموارده والقوة البشرية، وهو استهداف مباشر ومن سنين.
عادة فقدتها مع الحرب؟
التواصل مع الأرحام، وكل زول في حتة بقينا معزولين.
هل سنعود قريبًا؟
سوف نعود وقد شارفت طبول العودة والانتصارات والفرحة، وكنت واثقًا بأنّ 2024 ستكون حاسمةً، والدليل حينما زرت تركيا والتقيت وزير التجارة التركي قبل عيد الأضحى الماضي وسألني من ضمن الأسئلة المباشرة معه متى ستنتهي وقلت له: سيكون قبل نهاية العام الجاري.
كلمة أخيرة؟
أتمنى في القريب العاجل بأن ينعم السودانيون بالرجوع لمناطقهم وننعم بالأمن والسلام.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • التربية تقرر إضافة درجتين لمعالجة الدرجات الحرجة
  • (….) هذا ما قاله منسوبو (الطاهر حجر) قبل الحرب بيومين
  • من دبلن إلى باريس ولندن وروما.. الآلاف يتحدون برفع صرخة واحدة: "أوقفوا الحرب في غزة ولبنان"
  • لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية.. اليابان تبتكر جهاز اهتزازي محمول على الأحذية
  • في اليوم العالمي للمعلم.. كيف حث الإسلام على العلم؟
  • الشباب والإدارة بالأسئلة… نهج للريادة والقيادة
  • عبدالناصر زيدان يكشف مفاجأة في أزمة القندوسي مع النادي الأهلي
  • الإنفاق على نشر التراث المخطوط
  • رؤيا …
  • عبدالناصر زيدان يفتح النار على اتحاد الكرة بسبب أندية الدرجة الرابعة