الأديبة رنيم الباشا لـ سانا: لا بد من توظيف الدراما لخدمة الحضارة والسياحة السورية
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
دمشق-سانا
الأديبة رنيم الباشا تكتب الدراما التي تجمع بين الثقافة والأدب والمجتمع إضافة إلى الوجود الفني الذي يرتكز على قدرة الكاتب في التفاعل والإقناع.
وفي تصريح لـ سانا قالت الباشا: سعيت للجمع بين الإعلام والكتابة بأشكالها المختلفة التي خضت غمارها من الكتابة المسرحية والقصة بشكل عام والشعر والدراما.. وهذا التنوع في الأجناس الأدبية كان عفوياً وفطرياً ومصدراً غنياً لمسيرة الكتابة والإبداع.
والدراما بحسب الأديبة الباشا هي الشكل الفني المجسد للقصة والرواية وهي حالة أدبية مطورة شكلت لها تحدياً في تقديم ما يقنع المتلقي وما يترك أثراً باهراً في الحضور الثقافي، ولاسيما أنها حريصة على وجود كل ما تمتلكه الأجناس الأدبية من مقومات.
وأضافت: الدراما تختلف في الكتابة عن بقية الأجناس الأدبية بمسؤولياتها المتعددة التي تتجلى في جذب المشاهد وتحقيق نسبة المشاهدة التي تترك أثراً اجتماعياً واقتصادياً.
وأوضحت الباشا أهمية الدراما الوطنية مما يستوجب تحفيز الكتاب والممثلين وإعطاءهم فرصاً تتناسب مع قدراتهم، وتسليط الضوء على ما يقدمونه لأنهم المؤثر الأساسي في الرأي العام الذي يخدم المنظومة الوطنية.
ودعت إلى الاهتمام بتوظيف الدراما لخدمة الحضارة والسياحة السورية وجعل المسلسل أو الدراما المصورة في سورية فرصة ذهبية لإظهار جماليات الطبيعة والمواقع الأثرية السورية والتركيز على الرؤية البصرية المدروسة.
وأشارت الباشا إلى دور القطاع العام وأهميته الممثل بكل من المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني ودائرة الإنتاج التي أثبتت حضوراً وجدارة في الإنتاج برغم الظروف التي مرت على سورية.
ورأت الأديبة الباشا أنه من الأفضل وجود ورشات درامية ومظلة تجمع كتاب الدراما والفنيين والممثلين، وهي حالة صحية تشبه عمل أي مؤسسة تقوم بدورها.
وعن أعمالها في كتابة الأدب الدرامي والسيناريو لفتت الباشا إلى أنها تمحورت حول إرهاصات الحرب وتداعياتها من خلال الصحفية ماريا التي أدتها الفنانة نادين خوري ومن خلال شخصية ميادة التي أدتها الفنانة ناهد حلبي وذلك في مسلسل ليزهر قلبي.
وفي شخصية ليلى لمع الاتجاه العاطفي والرومانسي لتنسج أحداث قصة اجتماعية وعاطفية قدمت المرأة بمزيج من عنفوان وكبرياء المرأة السورية المعهود كما في مسلسل ورد أحمر.
وتابعت الباشا: كتبت عدداً من الأغنيات منها شارة مسلسل ليزهر قلبي، وفي إطار الشعر مثل “ليل نهاري” للمطرب أنس كريم.
يذكر أن الأديبة والإعلامية رنيم الباشا لها العديد من المؤلفات الأديبة منها مسرحية أرض لن تموت وقصة بيت من الخليل وفي أدب الأطفال سلسلة رنيم للأطفال التي وصلت إلى أربعة مجموعات وفي الدراما لها مسلسل ليزهر قلبي ومسلسل ورد أحمر.
وفازت بعدد من الجوائز منها في المسرح بمسرحية أرض لن تموت وفي أدب الأطفال بمجموعة قطتان وكبة صوف وفي الدراما جائزة من مؤسسة الإنتاج التلفزيوني لمسلسل ورد أحمر.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ولاية شليم وجزر الحلانيات والسياحة المفقودة
هناك جزر لا يُسمع لها حس قبل حين أصبحت قبلة السائحين في العالم، الآلاف سنويا يسيحون إليها لأجل الاسترخاء أو الصيد أو الاستمتاع بجمالها، ممّا تخلق فرص دخل، وتحرّك الاقتصاد الوطني، خصوصا في مجال السياحة، فعندنا مثلا جزيرة بالي في أندونيسيا، وجزيرة ماليه في المالديف، وجزيرة بالاوان في جنوب الفلبين، وغيرها من الجزر، وبعضها ليس لها حضور تأريخي، ولكن لطبيعتها، ووجود بنيّة سياحية تحتية مؤهلة، مع التشجيع الإعلامي؛ أصبحت من الجزر الشهيرة سياحيا في العالم.
ولمّا نتأمل الجزر الخمس في ولاية شليم، والتي أكبرها جزر الحلانيات، نجد فيها الطيور المهاجرة، والتي سميّت إحدى الجزر بجزيرة الطيور؛ لكثرة الطيور فيها، وقد يكون منها النادرة، كما تكثر فيها السلاحف النادرة، ومختلف أنواع الأسماك، ويوجد بها أنواع أخرى من الحيوانات، بيد الذي يميزها شواطئها الكبيرة، وطقسها المعتدل طول العام، وجمال الطبيعة فيها، ممّا يجعلها قبلة سياحية لو أحسن توظيفها وتسويقها محليا وعالميا.
كما يوجد بها شجرة اللبان، وأنواع أخرى من النباتات، فضلا عن موروثات الآباء في الأطعمة والملبوسات والفنون ومختلف العادات والتقاليد، ممّا يجعلها مؤهلة لإنشاء متحف مبسط عنها يحكي حكاية ماضيها، ونهضة حاضرها، وهذا يسهم بشكل كبير في الرقي السياحي.
إنّ سياحة الجزر كما أسلفت أصبحت من الأماكن المهمّة الّتي يقصدها السّائحون في العالم، وهذه الميزة ممكن أن تتحقّق في جزر الحلانيات خصوصا، وممكن أن تكون قبلة للعديد من السائحين إذا ما أحسن توظيفها، فكما تتمتع بجمال الطبيعة، هي أيضا ذات طقس معتدل غالب العام، قد لا يتوفر في أماكن ساحليّة أخرى بسبب الرطوبة، أو أحوال الطقس غير المستقرة.
الذي لا يشجع السياحة في هذه الولاية عموما، وجزر الحلانيات خصوصا؛ عدم وجود بنية سياحية حاضنة لها، فهناك ابتداء عائق المسافة، فالسائحون في الغالب لا يصلون إليها إلا برا عن طريق الوسطى، أو جوّا عن طريق مطار صلالة، والمسافة من صلالة إلى هذه الجزر لا تقل عن ثلاث ساعات، لذا ممكن تفعيل المطارات المتعلقة غالبا بشركات النفط وتحويل منفذ لتفعيل الجانب السياحي في الولاية، حيث إنّ مرمول مثلا لا تبعد كثيرا عنها.
كذلك هي بحاجة إلى معالجة البنية التحتية من حيث الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة، ومكاتب تأجير السيارات، فهذا تفتقده الولاية بشكل واضح، فهناك فنادق قليلة أقرب إلى الشقق الفندقية، كما أنّ المطاعم ليست بذات الجودة، ولا يوجد فيها سيارات أجرة في الغالب، ولا مكاتب تأجير سيارات، ولا حافلات سياحية، ولم أرَ مكاتب سياحية تعنى بالولاية وجزرها، ممّا يجعلها غير مؤهلة بشكل كبير للسياحة الداخلية فضلا عن الجذب الخارجي، عدا وقت الخريف ممّن يأتي خصوصا إلى الشويمية عن طريق صلالة، لما تتميز به من كهوف وعيون مائية.
ما أسلفتُ ذكره هي قراءة من الخارج، وليس من خبير مختص بالجوانب السياحية والاقتصادية ومواقع الجذب حسب الواقع، لكنني في الوقت نفسه أرى أننا نخسر بهذا موقعا سياحيا مهما يمكن أن يخلق فرص عمل، كما ينشط من عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذا يحتاج إلى رؤية واضحة ومنفتحة للعمل السياحي، بما في ذلك المهرجانات والمناشط المصاحبة.
إنّ عمان تتميز بتعدّدية في الطبيعة، من السهل والجبل والصحراء والواحات، كما تتميز بتعددية لغوية وتأريخية وتراثية، وفي العادات والتقاليد والفنون المرتبطة بالأفراح والأعراس والأتراح ، والمواسم الدينية وسفر البحر والحج، ومواسم الأعياد وغناء الأطفال والركبان، كما تتعدّد فيها ثقافة الملبوسات والمطعومات، والتأريخ الذي مرت به عمان، وحضورها لآلاف سنين مضت، أوجد تعدّدية ثقافية في العمارة والمخطوطات والآثار البنائية، كالحصون والقلاع والأفلاج والقبور والأسوار والأدوات المعدنية والنحاسية والفخارية والصناعات التقليدية والخطوط والنقوش وغيرها، فضلا عن أدوات الرعي والبحر والتنقل.
وولاية شليم وجزر الحلانيات جزء من هذه التعددية، خصوصا في جانب البحر والصيد والطبيعة - كما أسلفت -، قد لا يتوفر هذا مع صفاء الجو في أماكن أخرى، على أنّ تمركز السياحة في العاصمة أو مدن معينة حالة غير صحية، والتمركز هنا قد لا يعني بالمعنى المهرجاني أو الإعلامي فقط، وإنّما أيضا بتوفر بنية حاضنة للجذب السياحي، وتوفر المرافق التحتية المشجعة للعمل السياحي.
على أنّ الولاية في داخلها مؤهلة طرقيا وصحيا، عدا ما ذكرته آنفا، وهذا ممكن التفكير فيه من جهات الاختصاص، لما للطبيعة من أهمية سياحية لا تقل أهمية عن الجوانب التراثية والفنية، خصوصا في جوانب الاسترخاء والنقاهة والصيد والاستمتاع بالطبيعة، وهذا يشجع أيضا الأنواع الأخرى من السياحة كالسياحة الكتابية والثقافية، فيقصدها كتّاب ومثقفون من أجزاء من العالم لإنجاز أعمالهم الكتابيّة والروائية والأدبية بشكل عام، كما يشجّع على السياحة السينمائية وإنتاج الأفلام الوثائقية المتعلقة بالبحر والسهل والصحراء، كما يشجع على إقامة المناشط الرياضية المحلية والدولية بشكل أكبر، بسبب الطبيعة واعتدال الجو، كما يشجّع بشكل طبيعي على السياحة الفنية، وإقامة مهرجانات خصوصا المتزامنة مع بعض الفصول، لهذا قد يكون الاهتمام بهذه الجزر سياحيا له أثره في الاقتصاد الوطني مستقبلا، إن كان فيما ذكرت شيء من الواقعية وملائمته للحال، وإلّا تبقى وجهة نظر من متأمل لا أكثر.