منحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية «USIM»،أمس «الخميس»، الدكتوراه الفخرية في دراسات القرآن والسُّنَّة، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين.

سلَّم الدكتوراةه لفضيلته سمو تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان في ماليزيا، وذلك بحضور معالي أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية «USIM»، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين.

وأعرب فضيلة الإمام الأكبر، بهذه المناسبة، عن اعتزازه بالتواجد في ماليزيا، البلد المسلم الذي يُقدِّم نموذجاً حيًّا في التمدُّن والنهوض الاقتصادي والعمراني.

وأضاف: «أنه حين يتحدث في رحاب جامعة العلوم الإسلامية الماليزية»USIM«، يشعر بأنه مُطوَّقًا بواجب العرفان لأهلِ هذه البلاد، الذين كانوا روَّاداً في إرساءِ قواعد منهجيَّة ومعرفية، في مجال الدراسات الإسلاميَّة»، مشيراً إلى أن هذا المنهج يَعتمدُ على «غرس الأدب وترسيخه في وعي الإنسان عبر تأديب العقل والروح معاً»، وهي رؤية تَدِينُ لها ماليزيا بالحظِّ الأوفر في تجنيبها أخطار الفكر المصادم للوسطيَّة الإسلاميَّة.

أخبار ذات صلة إصابة 39 شخصاً جراء تسرب كيميائي في مطار كوالالمبور ملك ماليزيا يستقبل شيخ الأزهر ويؤكدان أهمية تعزيز التعاون لترسيخ قيم الحوار والتعايش

وقال فضيلته:«وأنا أقف هنا بينكم، لأحوز شرف لقبٍ علميٍّ هو الدكتوراه الفخرية، فإني أعبر عن اعتزازي بهذه المبادرة الكريمة من جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية لسببين؛ أولهما: أن هذا اللقب العلمي متصل بدراسة الوحي الشريف، وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.. وثانيهما: لأن هذا التكريم لا يقتصر على شخصي المتواضع فقط، وإنما هو تكريم لمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه وخريجيه، وتاريخه العلمي، حيث استقبل الأزهر آلاف الآلاف من طلاب العلم من جميع بلاد الدنيا، وفي مقدمتها بلدكم الكريم: ماليزيا، صاحبة نصيب الأسد من الطلبة الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف».

من جهته أكد سمو تونكو علي رضاء الدين، عمق العلاقة التي تجمع بين الأزهر الشريف وماليزيا، معبرًا عن فخره اليوم بأن يُسلِّم فضيلة الإمام الأكبر الدكتوراه الفخرية، وسعادته بالعلاقة الوطيدة التي تجمع جامعة العلوم الإسلامية الماليزية وجامعة الأزهر العريقة.

من جانبه أعرب معالي أنور إبراهيم، عن تقدير الشعب الماليزي لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، معبرا عن سعادته الغامرة وهو يستمع لكلمة فضيلة الإمام الأكبر التي عبَّرت عن حكمة بالغة من أكبر علماء الأمة الذي يؤثر فينا دائمًا بحكمته وحديثه العميق الذي يصل إلى جميع الناس، لافتًا إلى أن ماليزيا استفادت كثيرًا من علماء الأزهر الشريف، وتخرج لديها آلاف الطلاب الذين يحملون الفكر الوسطي المستنير وينشرونه في إقليم جنوب شرق آسيا.

وأضاف: «الإمام الأكبر مجدِّد ومربٍّ لهذه الأمة، وأبهرتني كلمته عن وسطية الإسلام»، موضحاً أنه شخصيًّا يسترشد بكلمات فضيلته في الكثير من القضايا والمواقف، مشيداً بجهود شيخ الأزهر في تعزيز وحدة الأمة ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك بين المسلمين وغيرهم، داعيًا الماليزيين إلى الاقتداء بمواقف فضيلة الإمام الأكبر، التي تؤسِّس لقيم الاحترام والتعارف الإنساني.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ماليزيا أحمد الطيب جامعة العلوم الإسلامیة المالیزیة فضیلة الإمام الأکبر الدکتوراه الفخریة الأزهر الشریف شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة

قالت دار الإفتاء المصرية إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أنه يسَّر لهم طريق العبادة، ورفع عنهم كل حرجٍ فيه؛ فما كلفهم إلا بما هو في طاقتهم ووسعهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].

الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة

قال الإمام البغوي في "معالم التنزيل" (1/ 601، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾: يُسَهِلَ عليكم أحكام الشرع، وقد سَهَّلَ؛ كما قال جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ [الأعراف: 157]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ»] اهـ.

ومن المقرر شرعًا أنه ينبغي للمصلِّي عند سجوده أن يباشر الأرض بسبعة أعضاء مخصوصة؛ منها: اليدان؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ-، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ» متفق عليه.

قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (4/ 208، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذه الأحاديث فيها فوائد؛ منها: أن أعضاء السجود سبعة، وأنه ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها] اهـ.

المقصود باليدين في الحديث باطن الكفين
والمقصود باليدين في الحديث باطن الكفين؛ لما أخرجه الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ: عَلَى وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرًا أَوْ ثَوْبًا".

قال الإمام الرافعي في "العزيز شرح الوجيز" (1/ 521، ط. دار الكتب العلمية): [والاعتبار في اليدين بباطن الكف] اهـ.

وقال العلامة العدوي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 269، ط. دار الفكر) عقب استدلاله بهذا الحديث: [المراد باليدين: الكفان] اهـ.

حكم صلاة من يصلي بالقفازين "الجوانتي" لشدة البرد

أوضحت الإفتاء أنه إذا شق على المصلي أن يباشر الأرض بكفَّيه وهما مكشوفتان عند سجوده من شدة البرد، فله أن يسجد عليهما مع وجود حائلٍ بينهما وبين الأرض؛ كأن يلبس القفاز الساتر لكفَّيه ونحوه، ولا يمنع ذلك من صحة الصلاة؛ قياسًا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتقي -عند سجوده- حرَّ الأرض وبرودتها بفضول ثوبه، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يصلون وأيديهم داخل أكمامهم دون أن يخرجوها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا" أخرجه الإمامان: أحمد في "مسنده"، وابن أبي شيبة في "مصنفه".

وقد بوَّب الإمام البخاري في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب السجود على الثوب في شدة الحر)، وقال: قال الحسن: "كَانَ الْقَوْمُ يَسْجُدُونَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَالْقُلُنْسُوَةِ، وَيَدَاهُ فِي كُمِّهِ".

وأخرج فيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ".

وبوَّب الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد).

وبوَّب الإمام ابن ماجه في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب السجود على الثياب في الحر والبرد)، وأخرج فيها عن ثابت بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ، يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى".

وكذلك بوَّب الإمام الترمذي في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد).

وعن إبراهيم النخعي أنه قال: "كَانُوا يُصَلُّونَ فِي مَسَاتِقِهِمْ وَبَرَانِسِهِمْ وَطَيَالِسِهِمْ؛ مَا يُخْرِجُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنْهَا"، قلنا له: ما الْمِسْتَقَةُ؟ قال: "هِيَ جُبَّةٌ يَعْمَلُهَا أَهْلُ الشَّامِ، وَلَهَا كُمَّانِ طَوِيلَانِ، وَلَبِنُهَا عَلَى الصَّدْرِ، يَلْبَسُونَهَا، وَيَعْقِدُونَ كُمَّيْهَا إِذَا لَبِسُوهَا" أخرجه الإمامان: عبد الرزاق في "مصنفه" واللفظ له، والبيهقي في "السنن الكبرى".

مقالات مشابهة

  • جامعة الأزهر: دراسات متأنية لتعريب العلوم الطبية .. ووكيل الأطباء: صعب جدا
  • عبد المنعم فؤاد: الإمام الأكبر أحيا دور أروقة الجامع الأزهر
  • الأطفال يسألون لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟ الإمام الأكبر يجيب
  • رابط مسابقة الأزهر الشريف لتعيين 40 ألف معلم.. اعرف آخر موعد للتقديم
  • خطوات التقديم على مسابقة الأزهر الشريف لتعيين 40 ألف معلم مساعد
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • علي فرج: قرار جامعة الأزهر بتعريب العلوم الطبية خطوة إستراتيجية ومهمة نحو استعادة الأصالة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: المنهج الأزهري عبر تاريخه صمام أمان ضد التطرف
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: مناهجنا صمام أمان ضد التطرف على مر التاريخ
  • أمين البحوث الإسلامية: وصف ربنا للرسول بالعبودية أخرجه من حيز القدرة البشرية