قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الجيش المصري كان داعمًا للإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو 20213، وهو ما حمى مصر من خطر كبير كان يحيط بها.

وأضاف الدكتور شوقي علام، خلال لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج "اسأل المفتي"، الذي يذاع على فضائية صدى البلد، أن الجيش كان مدركًا للخطر الذي يحيق بالبلاد التي كانت في حالة شديدة الخطورة، وهو أمر غير مستغرب عن الجيش المصري الذي امتدحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث شهد للجيش المصري والجندي المصري بالخيرية في حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: «إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا، فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه كانت هناك محاولات للتشكيك في أحاديث خيرية الجيش المصري بعد ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أنَّ دار الإفتاء قامت بالرد علميًّا وبمنهج منضبط وقامت بعد ثورة 30 يونيو بعد انتشار هذه الأكاذيب بدراسة هذه الأحاديث ودفع كل الشُّبه التي تضعفها، وأثبتت من واقع السند الطرق المختلفة لهذا الحديث.

وأكَّد شوقي علام أن دار الإفتاء أثبتت صحَّة أحاديث خيرية الجيش المصري قائلًا: درسنا كل الرواة الذين رووها بمنهجية علم الرجال، ثم بعد ذلك درسنا متن الحديث ووجدنا أنَّ هذه الشهادة يؤكدها الواقع والتاريخ المصري، ومواقف الجيش المصري على مرِّ التاريخ، ووجدنا أنَّ مصر دائمًا كانت تقف بقوة ضدَّ أي اعتداء ليس على مصر فحسب، ولكن على المنطقة بكاملها.

وأضاف المفتي أنه منذ عام 1928 وهي سنة تأسيس الإخوان كانت هناك محاولات واضحة لإقصاء العلماء المعتبرين ووصفهم بأنهم علماء سلطان، لضرب مصداقيتهم، بعد أن قام هؤلاء العلماء ببيان فساد منهج هذه الجماعة التي كانت ترى منهج الأزهر الشريف منهجًا ضالًّا.

وأوضح المفتي أن منهج الأزهر يعتمد على التعددية دون إقصاء من خلال دراسة كافة المذاهب الإسلامية وَفْقَ منهجية علمية، وهي تعددية تُحدث حالة من عدم الإقصاء والاحتواء والتقارب بين المسلمين جميعًا، والجميع يتَّفق على أن المذاهب هي مناهج لفهم الفقه الإسلامي، وجميعنا على قلب رجل واحد.

وبيَّن الدكتور شوقي علام أنَّ جماعة الإخوان أرادت أن يُختطف المنهج الأزهري ولا يكون موجودًا، وظهرت دعوات تدعو إلى كل ما يخالف المنهج الأزهري، مثل محو فكرة المذهبية الفقهية والعودة إلى الكتاب والسُّنة فقط دون الاعتراف بالمذاهب الفقهية المعتبرة، وثارت دعوات مثل نحن رجال وهم رجال، ونسوا أن الدين علم ومنهج ولا بد من إيجاد قواعد وأصول وتخصص للتعامل مع النص الشرعي وفهمه، وهو ما توفر في المذاهب الفقهية وعلمائها، ولكنهم أرادوا محو كلِّ هذا والاعتماد على تفسيراتهم الخاصة.

وقال المفتي: "الأزهر يُعلم ويبني العقول دون غرض سوى العمران في الأرض وتحقيق الاستقرار في المجتمعات، وكل من درس في الأزهر متحققًا بمنهجه لا يصدر عنه إلا ما يحقق البناء في كافة المجالات، فالأزهري الحقيقي هو عنصر بناء وليس عنصر هدم".

وأكَّد شوقي علام أن الفكر الأزهري مستهدف، وعلينا التمسك بالأزهرية مع تطوير أفكارنا، فلا نقف عند حدود الماضي وأن يكون هناك تطور ونقد وبحث، وأن يطور الأزهري من نفسه، مشددًا أنه ما دام الأزهر موجودًا فهو السد المنيع أمام الأفكار الفاسدة والمتطرفة.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: من حق المرأة تولي منصب الإفتاء إذا توافرت فيها هذه الشروط (حوار)

مفتي الجمهورية يهنِّئ الرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة العام الهجري الجديد

مفتي الجمهورية: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من حرب أهلية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإعلامي حمدي رزق الجيش المصري الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة الجیش المصری ثورة 30 یونیو منهج الأزهر شوقی علام منهج ا

إقرأ أيضاً:

مفتي الهند يناشد بإدراج حجاج بلاده ضمن مشروع الطريق إلى مكة المكرمة

كتب مفتي الهند الأكبر فضيلة الشيخ أبوبكر  أحمد المسليار
رسالة إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يطلب منهما اتخاذ خطوات لإدراج الهند في خطة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، "الطريق إلى مكة"، لجعل الحج أكثر ملاءمة وكفاءة لحجاج الهند.

وكتب مفتي السعودية إلى وزارة شؤون الأقليات وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طالباً تدخلهما لإدراج الهند، إحدى الدول التي لديها أكبر عدد من الحجاج الأجانب، في المشروع. 

"الطريق إلى مكة" هو مشروع تم إطلاقه ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن في المملكة العربية السعودية، والذي افتتحه الملك سلمان في عام 2019، بهدف تسهيل أداء مناسك الحج بسهولة وراحة.

 وبذلك يصبح بإمكان الحجاج إنهاء إجراءات الهجرة السعودية من مطار بلادهم. وبمجرد وصولهم إلى المملكة العربية السعودية، سيتمكن الحجاج من السفر مباشرة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وأماكن إقامتهم بشكل أسرع بكثير من المسافرين المحليين، دون الحاجة إلى انتظار الإجراءات. 

وسيتيح هذا أيضًا إمكانية استلام الأمتعة من المطارات في البلدان المعنية وتسليمها مباشرة إلى مكان الإقامة. تكمن ميزة هذا المشروع في قدرته على تجنب ساعات الانتظار والازدحام في مكاتب الهجرة وجعل الأمتعة أكثر راحة. وبعيدا عن الإجراءات، فإن الشيء الوحيد الذي يتعين القيام به للحصول على مكان في المشروع هو توفير البنية التحتية اللازمة لوزارة الجوازات السعودية في المطارات التي تشكل نقاط انطلاق الحجاج في الهند.

 وقد انضمت بالفعل دول مثل إندونيسيا وباكستان وماليزيا والمغرب وبنجلاديش إلى مشروع "الطريق إلى مكة".  
وتحتل الهند المرتبة الثالثة من حيث عدد الحجاج الأجانب لموسم الحج المقبل. وفي هذا الوضع، طلب مفتي المملكة في رسالة إلى رئيس الوزراء، التدخل دبلوماسياً وإدارياً لدى السلطات السعودية لإشراكهم في المشروع، وأن المشروع سيكون مفيداً جداً لآلاف الحجاج في البلاد، بما في ذلك النساء وكبار السن. وأشار المفتي العام أيضًا إلى أن المشروع سيساعد في تعزيز العلاقات الممتدة لقرون بين الهند والمملكة العربية السعودية وتعزيز الانسجام الديني العالمي.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يتهم حزب الله بترميم موقع عسكري تحت الأرض
  • مفتي القاعدة السابق يروي قصة الانتصار على السوفيات وطبيعة الدعم الأميركي
  • مفتي الجمهورية عرض لاوضاع العاصمة مع عميد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية
  • مفتي الهند يناشد بإدراج حجاج بلاده ضمن مشروع الطريق إلى مكة المكرمة
  • الجيش الملكي يغادر دوري أبطال إفريقيا من دور الربع أمام بيراميدز المصري
  • حلمي النمنم: 7 أكتوبر محاولة لاستدراج الجيش المصري للدخول في حرب
  • حين انتصرت الإرادة .. عودة الملاحة في قناة السويس بعد العدوان الثلاثي
  • عراقجي: المفاوضات غير المباشرة لتجنب فرض الإرادة
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران تفضل المحادثات غير المباشرة وتجنب فرض الإرادة من أمريكا
  • رجي من دار الفتوى: الشيخ دريان مفتي التوافق والوفاق