حضنت بناتها وماتت.. دفاتر تحت أنقاض عقار بولاق المنهار

صوت ارتطام أشبه بقنبلة، وغبار كثيف حجب الرؤية في شارع سليمان الخادم بمنطقة بولاق أبو العلا بالقاهرة، تبعه صرخات سيدات، وأنين رجال، فقد انشطر عقار مكون من 5 طوابق لنصفين، أحدهما تحول لكومة تراب.

مشهد مرعب أصاب أهالي المنطقة بصدمة، وهرولوا في اتجاه صرخات النساء، فإذ بسيدة تدعى "أم حسين"، 45 عاما قد غمرها ركام البيت وابنتهيا لا يظهر إلا جزء طفيف من جسدهما، وأسر تبكي في شق العقار الذي لم ينهار بعد.

عقار بولاق المنهار 

انتقل الوفد لمسرح المصيبة التي أحلت بأهالي بولاق والتقينا بالمتضررين وأسر ضحايا العقار المنهار.

أنقذت بناتها وماتت

ويقول عاطف حامد، صاحب ورشة في العقار المنهار، بمساعدة الأجهزة المعنية تمكنا من استخراج السيدة وإذ بها قد حضنت ابنتهيا وفارقت الحياة، ضحت بنفسها وانقذتهما وماتت، جرى نقل الفتاتين إلى أقرب مستشفى، لتلقي العلاج على الرغم من حالتهم الحرجة.

العقار المنهار 

وتجمعت الدموع في عيني " صاحب الورشة " تمالك نفسه وأكمل حديثه ، مصدوم أنا كنت أسفل العقار أباشر عملي، سمعت صوت غريب وكان هناك طفل يلهو أمامي، أقترب من الصغير فإذ بالمنزل تحول لكومة تراب، في المكان اللذي كنت جالس فيه منذ لحظات "كان بيني وبين الموت مترين".

ضحايا عقار بولاق 

وعن الخسائر، أوضح "عاطف"، انهيار العقار بولاق أبو العلا، أسفر عن مصرع سيدة وإصابة 5 أشخاص بينهم ابنتيها، وتشرد 5 أسر في الشارع.

عقار بولاق المنهار25 مليون جنيه خسائر العقار المنهار 

وتقترب خسائرنا المادية من 25 مليون جنيه، بين 5 شقق ادمرت بالكامل، كان بها جهاز لعرائس، اقترب حفل زفافهن، ومحلات بمحتوياتها أصبحت غردة، وسيارة تحت الركام لا يظهر منها شيء.

السيدات نزلت من البلكونات

وذكر الحج "عصام"، أحد المتضررين ، 48 عاما، نزلنا السيدات والأطـفال بسلالم خشب من البلكونات، مشهد مرعب عالق في الذاكرة لا ينفك عنها.

وردد جميع ضحايا عقار بولاق، "أخلف علينا يا رب" مطالبين بتدخل الجهات المعنية وتوفير سكن للأسر المشردة، وتعويض من فقدوا شقى عمرهم  تحت الانقاض.

محرر الوفد والمعلم “عاطف” أحد المتضررين  

وومن جانبه أمرت الجهات المعنية بتشكيل لجنة من حى بولاق أبو العلا لمعاينة العقار المنهار، للوقوف على اسباب انهياره ومعرفة صدور قرار بإزالته من عدمه.

وصرحت النيابة بدفن جثمان السيدة، كما استعلمت عن حالة المصابين، كما استدعت شهود العيان ومالك العقار لسؤالهم حول الواقعة.

المصدر: بوابة الوفد