شيخ الأزهر يعرب عن أمله في شباب الجامعات الأوروبيَّة والأمريكيَّة لنصرة غزَّة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
أكد الإمام الأكبر ا.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن السَّبيلَ العِلميَّ الذي يَضمَنُ تأسيسَ رُوحِ الوَحدةِ بين المسلمين واستمرارَها، هو النَّهجُ التَّعليميُّ الوَسَطيُّ المُنفَتِحُ، الَّذي لا يَعرِفُ الإقصاءَ ولا شَيْطنةَ المُخالِفين، ولا الإدانةَ الجاهِزَةَ لمَذاهِبَ إسلاميَّةٍ تَلَقَّتْها جماهيرُ الأُمَّةِ بالقَبولِ ولا تَزالُ تَسْتَمسِكُ بها إلى يومِ النَّاسِ هذا.
وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM, بمناسبة منح فضيلته الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، أنه كُتب علينا نحن المسلمين في الآونة الأخيرة أن نُوضَع جميعًا -بإسلامنا ونَبيِّنا الكريم عليه أفضلُ الصَّلاة والسَّلام- في قفَص الاتِّهام، من قِبَل مؤسَّسات غربيَّة سياسيَّة ودينيَّة، واتُّهم الإسلامُ زورًا وبُهتانًا -أو جَهْلًا- بأنَّه دينُ العُنف والتَّطرف والسَّيف والحرب، وهي تُهَمٌ قديمةٌ بالِيَة، كنَّا نظنُّ أنَّ العقل الغربيَّ المعاصر قد تَخطَّاها بعد ما توفَّرت لديه الحقائقُ والوَثائق العِلمية والتَّاريخية الشَّاهدة على زَيف هذه الادِّعاءات.
التَّعميم المَعيب من بعض الغربيِّين
وأوضح شيخ الأزهر أنه قد بُذلَت جهودٌ ومحاولات كثيرة من أجل توضيح الحقيقة على الجانبين؛ الغربي والإسلامي، لكنَّها لم تُؤتِ ثمارَها المرجوَّة؛ لعَـقبات كثيرةٍ، أهمُّها: عَقَبة التَّعميم المَعيب من بعض الغربيِّين الذين يُعمِّمون أحكامَهم المُسيئة على الإسلام والمسلمين، انطلاقًا من تصرُّفات فئةٍ شاردةٍ، انحرَفت بفَهْم الإسلام؛ إمَّا إلى حرفيَّة شديدة الانغلاق والتَّزمُّت، وإمَّا إلى عُنف مُسلَّح، اتَّخذَته أُسلوبًا في التَّعبير ومنهجًا في الحوار.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن بعض المسلمين في الشَّرق لم يَتخلَّصوا من هذا العيب حين وَضعوا الغرب كلَّه في سلَّة واحدة، ونظروا إليه على أنَّه شَرٌّ مُستَطير وعدوٌّ متربِّص بالإسلام والمسلمين، تَجبُ مواجهته، وتَحيُّن الفُرَص لتحجيـم آثـاره قدرَ المُستطـاع، معبرا عن أمله في أن تكون هبَّة شباب الجامعات الأوروبيَّة والأمريكيَّة لنصرة القضيَّة الفلسطينيَّة في غزَّة تُسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في تجاوز هذه العقبة، وتكشف لنا عن منابع الخير في نفوس الأحرار في العالَم.
وأشار شيخ الأزهر إلى عقبة أخرى نتَفهَّمُها نحن المسلمين؛ وهى أنَّ بعضَ الغربيِّين يَتوجَّسُ خيفةً من تكاثُر الجاليات الإسلاميَّة، والخشية من غلبةِ أنماطها الثَّقافية على الشَّارع الغربي، مؤكدًا أننا يمكن أن نتغلَّب على هذه العَقبة إذا ما اقتنع العُقلاء في الغرب والشَّرق بأنَّ الإسلام بطبيعتِه دينٌ له تجارِبُ تاريخيَّةٌ معلومة في تجاورِ الحضارات، وتعدُّد الأديان والتَّشريعات والطُّقوس والأنظمة الاجتماعيَّة تحت سَماء الدَّولة الواحدة، دون إقصاءٍ لهذه الحضارات، أو إزاحتِها، أو حتى مزاحمَتِها.
واستشهد فضيلته بمؤسسات الإسلام العلمية وفي طليعتها الأزهر الشريف لنتأمل الرسالة التي تحملها، والتي تَتمثَّلُ في المَقامِ الأوَّلِ في أمرين، أَوَّلُهما: الحفاظُ على وَحدةِ المسلمين وجمعُ كَلمتِهم. والسَّلامُ الدَّاخلي والإقليميُّ ثمَّ العالَميُّ؛ وذلك انطلاقًا مِن أنَّ رسولَ الإسلامِ قد أَرسَلَه اللَّهُ رحمةً للعالَمِينَ: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، فلابدَّ أن يَنالَ النَّاسُ في الشَّرقِ والغربِ نصيبَهم مِن هذه الرَّحمةِ المُهداةِ، التي يُجَسِّدُها هذا النَّبيُّ الرَّحيمُ بقولِه: «إنَّما أنا رحمةٌ مهداةٌ»، وثانيهما: تَجرِبةُ الأزهر الشَّريف في تعليم الدِّين: نُصوصًا وعقائدَ وقيمًا وأحكامًا، والتي أَكَّدَتْ أنَّه كُلَّما اتَّسَعَ نِطاقُ النَّظَرِ، وتَنوَّعَت مصادرُ الفكرِ، ولم يَقتصرِ الباحثُ على مورِدٍ واحدٍ مِن مشاربِ الفِكرِ، أو مُفكِّرٍ واحدٍ مِن أهلِ النَّظرِ والاجتهادِ، أو حتَّى على مدرسةٍ واحدةٍ ومذهبٍ واحدٍ بعَينِه، كلما كان الأمرُ كذلك أَمِنَ طالِبُ العِلمِ مِن خطَرِ التَّشدُّدِ، وخَطَلِ التَّعصُّبِ، واكتَسَبَ رَحابةَ صدرٍ ومُرونةَ فِكرٍ، تُعينُه على الخيارِ الصَّحيحِ، والاقتناعِ الرَّاسخِ بما يَهدي إليه الدَّليلُ وتُسلِمُ إليه الحُجَّةُ.
ومنحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسُّنَّة، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، حيث سلمها لفصيلته سمو ولي العهد السيد، تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور السيد، داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية USIM، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر ماليزيا جماهير الأمة شیخ الأزهر م الإسلام
إقرأ أيضاً:
تواصل الدعم الغربي لزيلنسكي بعد مشادته مع ترامب في البيت الأبيض
واصلت دول غربية التعبير عن دعمها لأوكرانيا بعد التوبيخ العلني الذي تعرض له رئيسها فولوديمير زيلينسكي من جانب نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في البيت الأبيض أمس الجمعة.
فقد أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنّ معركة أوكرانيا ضد روسيا هي دفاع عن الديموقراطية"، مؤكدا أن بلاده ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وكتب ترودو على منصة إكس: "روسيا غزت أوكرانيا في شكل غير قانوني وغير مبرر. على مدى ثلاث سنوات، قاتل الأوكرانيون بشجاعة ومرونة. إن معركتهم من أجل الديموقراطية والحرية والسيادة هي معركة مهمة بالنسبة إلينا جميعا".
في الوقت نفسه، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحفيين في فانكوفر "نحن نؤمن بدعم أوكرانيا. نعتقد أن الأوكرانيين يقاتلون من أجل حرياتهم، لكنهم يقاتلون أيضا من أجل حرياتنا".
وبدوره، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم السبت أن بلاده "ستقف إلى جانب أوكرانيا" طالما كان ذلك ضروريا، مؤكدا أن "الشعب الأوكراني لا يقاتل من أجل سيادته الوطنية فحسب، بل أيضا من أجل تأكيد احترام القانون الدولي".
وأضاف ألبانيزي: "سنستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا، لأن الأمر يتعلق بنضال أمة ديموقراطية ضد نظام استبدادي بقيادة فلاديمير بوتين الذي لديه مخططات إمبريالية تجاه أوكرانيا والمنطقة بكاملها".
إعلانوشهد لقاء ترامب وزيلينسكي، في البيت الأبيض، مساء الجمعة، أجواءً متوترة، حيث دخل الزعيمان في نقاش حاد أمام الكاميرات.
وبعد الجدل، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك، وغادر زيلينسكي، البيت الأبيض، دون التوقيع على اتفاق كان مقرر بشأن منح الولايات المتحدة نصيبا من المعادن النادرة التي تمتلكها أوكرانيا مقابل المساعدات التي قدمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى كييف.
لستم وحدكم
وكان عدد من القادة الأوروبيين قد أعربوا عن تضامنهم مع الرئيس الأوكراني عقب المشادة الكلامية التي دارت بينه وبين الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض بواشنطن.
فقد نشر رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، رسالة تضامن على حسابه في منصة إكس، حيث كتب: "عزيزي زيلينسكي، الأصدقاء الأوكرانيون لستم وحدكم".
وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على المنصة نفسها: "أوكرانيا، إسبانيا معكِ".، بينما كتب الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا، على وسائل التواصل الاجتماعي: "أوكرانيا، لن تسيري وحدك أبدًا".
وأكد رئيس الوزراء النرويجي جوناس جار ستور: "نحن نقف إلى جانب أوكرانيا في نضالها العادل من أجل سلام عادل ودائم"، بينما أعرب رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو، عن دعمه لكييف، قائلاً: "يمكن لأوكرانيا الاعتماد دائمًا على البرتغال، وكذلك فعلت رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا التي أكدت وقوف بلادها إلى جانب أوكرانيا.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، سارع زعماء غربيون إلى إظهار التضامن مع زيلنسكي حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرو إن "روسيا هي المعتدية"، وإن "الأوكرانيين هم الشعب المعتدَى عليه" مضيفا أن فرنسا كانت على صواب في مساعدتها لأوكرانيا ومعاقبة روسيا منذ 3 سنوات وستواصل ذلك.
إعلانمن جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن بوسع أوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وعلى أوروبا. وهو ما كررته أيضا وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي قالت إن أوكرانيا ليست وحدها، وإن الأوروبيين يقفون متحدين إلى جانبها.
وكذلك، قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الفائز في الانتخابات الألمانية فريدريش ميرتس إنه "يجب ألا نخلط بين المعتدي والضحية في الحرب"، مؤكدا أن ألمانيا تقف مع أوكرانيا "في السراء والضراء".
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مخاطبة زيلينسكي: "كرامتك اليوم هي تكريم لشجاعة الشعب الأوكراني. كن قويا وشجاعا".
وأضافت: "أنت لست وحدك أبدا، وسنواصل العمل معكم من أجل سلام عادل ودائم".
كما أكد رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون أن بلاده تقف مع أوكرانيا "التي لا تقاتل فقط من أجل حريتها بل من أجل كل أوروبا".