تعد دولة الإمارات واحدة من أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط، لما لها من ثقل اقتصادي كبير على المستويين العالمي والإقليمي، ولامتلاكها الكثير من المقومات التي ساعدتها على ذلك، منها الموقع الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وتوفر الموارد الطبيعية والاقتصادية الهامة خاصة النفط.

وأسهمت تلك المقومات المميزة في أن تكون الإمارات وجهة عالمية جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال من الداخل والخارج، حتى أصبحت تقود العالم في ريادة الأعمال، من خلال تقديمها الدعم والتسهيلات لهم، حتى تبوأت المركز الأول في العالم وجهة رائدة عالمياً، وأفضل مكان لبدء وممارسة الأعمال المهنية الجديدة.

وفي آخر التصنيفات العالمية أوجدت الإمارات لنفسها مكانة مرموقة بين دول العالم، ووقع الاختيار عليها كأفضل دولة في العالم لريادة الأعمال، حيث حلت بالمركز الأول في المؤشر العالمي لريادة الأعمال لثلاث سنوات متتالية، كان آخرها في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023/2024 Global Entrepreneurship Monitor (GEM) متفوقة على اقتصادات متقدمة دولياً، وإقليمياً مما يعكس نجاح رؤيتها من أجل تطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي، بهدف التخفيف من الاعتماد على قطاع الهيدروكربونات.

وأكدت سعادة الدكتورة شذى النقبي، إحدى رائدات الأعمال، أن هذا التصنيف العالمي لم يأتِ من فراغ، حيث أن تبوأ المركز الأول عالمياً أصبح نهجاً ثابتاً في مسيرة الإمارات، إضافة إلى أن الدولة توفر البيئة الأفضل على الإطلاق، ليزاول من خلالها رواد الأعمال أنشطتهم، وتُقدم لهم حاضنات الأعمال التي تساعدهم على تنفيذ المشاريع، ودعمها فكرياً ومادياً، من منطلق إيمانها بأن ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات كقوة اقتصادية عالمية.

وقالت النقبي إن الإمارات تملك مسيرة من النجاح والتميز في هذا الجانب مما أدى إلى تعزيز مكانتها وجهة رائدة للأعمال عالمياً، ومن هذا المنطلق ركزت أبرز أهداف الأجندة الوطنية لريادة الأعمال على أن تكون الإمارات الموطن الأول لريادة الأعمال في 2031، وموطن 10 شركات مليارية حتى عام 2031، ومن أفضل 3 دول على المؤشر العالمي لريادة الأعمال وهو ما تحقق منذ ثلاث سنوات.

وأضاف أن الإمارات ما تزال تتربع على المركز الأول عالمياً، وأحرزت الإمارات تقدماً استثنائياً في مجال ريادة الأعمال الشبابية، وأصبحت إحدى أبرز الوجهات العالمية للشباب الطموح الذي يسعى إلى بناء مستقبله من خلال تأسيس مشاريعه التجارية.

وشددت على الدور المؤثر لريادة الأعمال على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، لافتة إلى أن دعم وتشجيع الأعمال الجديدة يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، وزيادة الإنتاج الوطني وتساهم مشاريع رواد الأعمال مساهمة فاعلة في تعدد مراكز الإنتاج، وتراكم رؤوس الأموال، وبالتالي تحقيق النمو والتنمية الاقتصادية وتهيئة بيئة إيجابية تزيد فاعلية روح الابتكار، والتنافس الدائم بين الشباب، فضلاً عن حل أزمة البطالة.

وتعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية من ركائز ريادة الأعمال في الإمارات، حيث تمثل 95 بالمائة من إجمالي الشركات العاملة في الدولة، وتستوعب ما يقرب من 86 بالمائة من القوى العاملة في القطاع الخاص.

وبلغ عدد هذه الشركات في الدولة 557 ألفاً مع نهاية عام 2022 ، وتأمل الإمارات في الوصول إلى مليون شركة بحلول عام 2030 حسب وزارة الاقتصاد.

ويساهم قطاع ريادة الأعمال بنسبة 63.5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ما يجعل هذا القطاع يمثل شريحة هامة ومؤثرة في اقتصاد الدولة، وعلى هذا الأساس وُضع في مقدمة أولويات خطة اقتصاد الخمسين، والتي من أهم محاورها تحفيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الأجيال المقبلة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمنصة ووجهة عالمية لريادة الأعمال.

ولا يخلو سجل الدولة من إنجازات عالمية أخرى في هذا المجال، فإذا كانت الإمارات موطناً لأكبر عدد من الباحثين عن فرص الأعمال في العالم، فإن رواد الأعمال في الإمارات هم الأكثر تطلعاً نحو العمل في الأسواق الدولية، ويحتلون المرتبة الثانية عالمياً في هذا الجانب، بنسبة 86 بالمائة، ومتقدمين على نظرائهم العالميين وفقاً لتقرير الثروة العالمية لريادة الأعمال الصادر عن بنك “إتش إس بي سي” مؤخراً.

وحلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في إتقان مهارات الأعمال، وتتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب تقرير “كورسيرا” للمهارات العالمية الخاص بعام 2023.

من جانبها، أكدت سعادة عارفة الفلاحي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، عضو مجلس إدارة شركة رأس الخيمة للتأمين، أن دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال ووضع الأطر المؤسسية والاهتمام بالإطار التشريعي الذي يشجع الشباب على الانخراط في ريادة الأعمال، ومن ثم إبراز موقع الإمارات في مؤشر ريادة الأعمال والتنمية.

وقالت إن الدولة تؤمن بأن دعم الابتكار واستقطاب المواهب هما السبيلان الكفيلان بالارتقاء بمنظومة ريادة الأعمال لتصبح الدولة الوجهة الأولى عالميا.

وأضافت أن الإمارات تشجع الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار من خلال توفير مساحات عمل حديثة، ومجهزة بالتقنيات الحديثة، إضافة إلى سهولة ممارسة الأعمال حيث قدمت أكثر من عشر مسرعات متخصصة لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية.

وأكدت الفلاحي أن “خطة اقتصاد الخمسين” تشكل جزءاً أساسياً من الرؤية الوطنية للتنمية الاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال، وتطوير الاقتصاد على مدى السنوات القادمة، لذا لا تتوانِ الدولة عن توفير الفرص الواعدة للشباب الطموح لتمويل مشاريعهم سواء من خلال القروض الحكومية، أو من خلال جهات استثمارية وصناديق رأس المال الاستثماري.

وتعول الإمارات على ريادة الأعمال كأفضل بوابة نحو المنافسة الإقليمية والعالمية، لذا تعزز دعمها للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث كشف مصرف الإمارات المركزي عن تسهيلات بنكية بقيمة 81.7 مليار درهم قُدمت لهذا القطاع.

وتُشكل هذه التسهيلات 9.7 بالمائة من إجمالي الرصيد التراكمي للقروض المقدمة للقطاعين التجاري والصناعي في الدولة، والتي بلغت قيمتها 841.7 مليار درهم مع نهاية الربع الأول من العام الجاري.

ويعكس حجم التسهيلات الائتمانية لقطاع ريادة الأعمال مدى أهميته ودوره الرئيسي، والمؤثر في الاقتصاد الوطني، حيث تولي الدولة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بدعم وتنمية هذا القطاع، كما وفرت الفرص والممكنات كافة لتنمية هذا القطاع الحيوي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: لریادة الأعمال ریادة الأعمال دولة الإمارات الأعمال فی هذا القطاع من خلال

إقرأ أيضاً:

الأربعاء.. وصول أكبر بعثة اقتصادية تنزانية للقاهرة تضم 50 رجل أعمال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنظم جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة بالتعاون مع سفارة تنزانيا في مصر ومركز الاستثمار التنزاني، أكبر بعثة اقتصادية تنزانية إلى مصر, تضم البعثة أكثر من 50 رجل أعمال تنزاني وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية، بهدف توسيع نطاق الشراكات الاقتصادية بين البلدين، و تستمر البعثة من 21 يناير إلى 2 فبراير 2025، وتشمل زيارات لثلاث مدن رئيسية (القاهرة، الإسكندرية، وأسوان).

وتأتي في إطار سلسلة من الفاعليات والأعمال الاقتصادية تحت عنوان "تسريع التبادل التجاري بين تنزانيا ومصر من أجل التنمية الاقتصادية".  ستنطلق الفعاليات في القاهرة يوم الخميس 23 يناير، تليها الإسكندرية يوم الاثنين 27 يناير، ثم أسوان يوم الخميس 30 يناير، حيث يُتوقع مشاركة حوالي 200 ممثل من القطاعين العام والخاص من البلدين.

وقال الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن هذه البعثة الاقتصادية التنزانية إلى مصر تُعد حدثًا فريدًا يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل التجاري بين القطاع الخاص في مصر وتنزانيا.

وأضاف أن الجمعية حرصت على تنظيم هذه البعثة بالتعاون مع سفارة تنزانيا ومركز الاستثمار التنزاني لتكون منصة شاملة تجمع بين القطاعين العام والخاص من الجانبين، بهدف استعراض الفرص الاقتصادية في القطاعات الواعدة مثل السياحة والزراعة والطاقة والبنية التحتية.

وأكد الشرقاوي أن الزيارة ستتضمن أيضًا جولات ميدانية لمزارع ومواقع ومشاريع تطوير عقاري، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين من الحكومة المصرية، بما في ذلك وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، التي ستقدم عروضًا تفصيلية حول أبرز الفرص في القطاع العقاري. كما تشمل البعثة اجتماعات مع هيئة السياحة المصرية وزيارات ميدانية لمواقع مثل البيوت البلاستيكية والمصانع الدوائية، مما يتيح للمشاركين الاطلاع المباشر على إمكانات الأعمال في مصر.

كما أشار إلى أن المنتدى سيُعقد تحت رعاية السيد اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، تحت شعار "أسوان بوابة أفريقيا". وأضاف أن جميع الفعاليات ستوفر منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات بين رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين، مؤكدًا أن هذه اللقاءات ستكون حافزًا لبناء جسور تواصل قوية، وفتح آفاق جديدة للتعاون ، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المشتركة بين مصر والدول الأفريقية.

وتهدف هذه الفعاليات إلى مناقشة فرص الشراكة في قطاعات رئيسية ومختلفة تشمل السياحة، الزراعة، الأدوية، الخدمات المالية والتكنولوجي، الطاقة، البنية التحتية، والعقارات. كما ستشهد البعثة عقد اجتماعات بين الحكومات والشركات (G2B) وأخرى بين الشركات (B2B)، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المشاريع والشركات الكبرى في مصر.

وتعكس هذه البعثة رؤية جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة لتعزيز الدور الاقتصادي لمصر في أفريقيا، من خلال فتح قنوات جديدة للتعاون الاقتصادي مع تنزانيا، التي تُعتبر واحدة من أبرز الوجهات الاقتصادية الواعدة في شرق القارة. وتمثل هذه الخطوة تأكيدًا على أهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتعظيم الفوائد الاقتصادية المشتركة.

ومن المتوقع أن تسفر هذه البعثة عن توقيع عدد من الاتفاقيات ، بالإضافة إلى خلق بيئة أعمال جديدة تدعم أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. وتُعد البعثة بداية لمرحلة جديدة من التعاون المصري التنزاني، تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، وترسخ مكانة مصر بوصفها شريكًا اقتصاديًا استراتيجيًا لدول القارة الأفريقية.

هذا الحدث البارز يضع حجر الأساس لمزيد من الجهود التعاونية بين الجانبين، مما يُبرز أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين دول أفريقيا لتحقيق نهضة اقتصادية مستدامة تنعكس إيجابًا على شعوب القارة.

وقد شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وتنزانيا تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغت صادرات تنزانيا إلى مصر حوالي 4.78 مليون دولار في عام 2023، مقابل واردات تنزانيا من مصر التي تجاوزت 54.42 مليون دولار. تضمنت الصادرات التنزانية القهوة والتبغ وجوز الهند والذهب، بينما شملت الواردات المصرية الحديد والصلب والسكر والآلات والمنتجات الصيدلانية. وتُعد مصر من بين أكبر عشر دول مستثمرة في تنزانيا، حيث نفذت 36 مشروعًا بقيمة تتجاوز 1.36 مليار دولار منذ عام 1997 حتى نوفمبر 2025.

ومن أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين مشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" للطاقة الكهرومائية، الذي يعكس التعاون  الكبير في قطاع الطاقة ويسهم في تعزيز الأمن الطاقي والتنمية المستدامة في تنزانيا؛ ما يعكس الحاجة لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم الشراكات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • إطلاق المنحة الدولية لريادة الأعمال بالتعاون بين IBDL ومصر الرقمية والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة
  • قومي المرأة يطلق أول حاضنة لريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة الأزهر
  • الأربعاء.. وصول أكبر بعثة اقتصادية تنزانية للقاهرة تضم 50 رجل أعمال
  • «الشارقة لريادة الأعمال» يجمع 150 شركة ناشئة
  • العطاري: ريادة الأعمال ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام
  • غداً.. «منتدى دافوس» ينطلق بمشاركة قيادات اقتصادية عالمية
  • ‎معهد ريادة يعلن دورة تدريبية عن بُعد
  • أهالي الحمراء: تطوير مسفاة العبريين يفتح أفقًا لريادة الأعمال
  • بمشاركة 11 دولة.. ختام قمة ريادة الأعمال الاجتماعية بالمدينة المنورة
  • القمة السعودية لريادة الأعمال الاجتماعية بالمدينة المنورة تختتم جلساتها العلمية