البابا ثاؤدوسيوس..شخصيات خالدة في الكنيسة المصرية
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تُعيد الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الجمعة 28 بوؤنه حسب التقويم القبطي، ذكرى رحيل القديس البابا ثاؤدوسيوس البطريرك الـ 33 من تاريخ بطاركة الكرازة المرقسية، الذين ساهموا في احفاظ على التراث المسيحي وثراء الكنيسة المصرية التي تفيض بشخصيات مؤثرة جعلتها فريدة ومميزة.
أحداث يسترجعها تاريخ الكنيسة.. ذكرى رحيل القديس أبانوب المعترف القديس بشاي أنوب.. سيرة أسهمت في ثراء التراث المسيحي
ويروي تاريخ هذا اليوم من عام 567 ميلادية، تذكار نياحة القديس البابا ثاؤدوسيوس، الذي ولد في الإسكندرية وبحسب وصف كتاب حفظ التراث المسيحي والقراءات اليومية "السنكسار"، أنه كان بتولاً عالماً حافظاً لكتب الكنيسة، وكانت نياحة البابا تيموثاوس نقطة فارقه في تغير مساره حيث اجتمع رأى الأساقفة والكهنة والأراخنة والشعب الأرثوذكسي واختاروه بطريركاً.
تعرض البابا ثاؤدوسيوس التحديات كبيرة وشرور متنوعة، فأخذوا رئيس شمامسة كنيسة الإسكندرية وأقاموه بطريركاً، بمعاونة يوليانوس الذي كان البابا تيموثاوس قد حرمه لقبوله إيمان مجمع خلقيدونية، ثم طردَ والي الإسكندرية البابا ثاؤدوسيوس وذهب إلى قرية مليج وأقام بها سنتين.
كان حينها القديس ساويرس الأنطاكي يقيم في "سخا" فكان يعزيه ويشجعه، وعندما طالب الشعب بإعادة البابا ثاؤدوسيوس الراعي الشرعي وطرد فاكيوس الدخيل وأرسلت الملكة الأرثوذكسية ثاؤدورة تسأل عن صحة رسامة البابا، فعقدوا مجمعاً في الإسكندرية، وأجمعوا على صحة رسامته، وحينها عاد إلى كرسيه وسط فرحة كبيرة من الأقباط.
عاش البابا ثاؤدوسيوس مراحل متنوعة طوال سيرته ونفي مرتين، كانت الأولى عندما ملك يوستنيان الأول، الذي كتب إلى نوابه بالإسكندرية قائلاً إن كان الأب ثاؤدوسيوس موافقاً لإيمان مجمع خلقيدونية، وإذا لم يوافق سيخرج من المدينة، تحققت الشرطية الاخيرة ورفض البابا وخرج من الإسكندرية ومضى إلى الصعيد.
نفي البطريرك الـ33 مرة ثانية خلال فترة حكم الملك يوستنيان الثاني، الذي كان أشد تعصباً من سلفه، ويروي عن هذه الواقعة أنه استدعى البابا ثاؤدوسيوس من النفي وبدأ يتملقه لكي يوافق على مجمع خلقيدونية، فرفض البابا ثاؤدوسيوس والأساقفة المرافقون وغضب الملك وحبس الأساقفة ونفى البابا.
أمر يوستنيان الثاني بإقامة "أبوليناريوس" بدلًا من البابا ثاؤدوسيوس، وأرسله إلى الإسكندرية بفرقة كبيرة من الجند لاستلام الكنائس، ثار الشعب وقتل منهم الجنود عدداً كبيراً، وكلما اشتدت نبرات الرفض لأحكام الملك ضد البابا والأساقفة كان يزداد عداءً وقسوة فأمر بغلق الكنائس، ثم بنى الأرثوذكسيون كنيسة باسم القديس مرقس الرسول، وأخرى على اسم القديسين قزمان ودميان.
وكان البابا يكتب رسائل من منفاه إلى شعبه يثبتهم فيها على الإيمان المستقيم وأقام في النفي مدة 28 سنة في الصعيد بالإضافة إلى أربع سنوات في الإسكندرية على الكرسي فكانت مدة توليه الكرسي المرقسي 32 سنة كتب فيها الكثير من الرسائل والميامر لفائدة المؤمنين.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تدخل في الأيام الأخيرة من صوم الميلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم الميلاد، حيث وصل الصوم إلى يومه الـ28 من أصل 43 يومًا ، بدأ الصوم في 25 نوفمبر ويستمر حتى ليلة عيد الميلاد المجيد، الذي يحتفل به في 7 يناير وفق التقويم القبطي.
يعد صوم الميلاد فترة روحانية مميزة في الكنيسة، يتهيأ خلالها الأقباط لاستقبال ذكرى ميلاد المسيح بالصوم والصلاة وأعمال الرحمة ، وتتميز هذه الفترة بالقداسات اليومية.
وفي الأيام الأخيرة من الصوم، يكثف المؤمنون جهودهم الروحية من خلال التركيز على التوبة، قراءة الكتاب المقدس، وممارسة أعمال المحبة والعطاء، كما تشهد الكنائس حضورًا مكثفًا في القداسات التي تُقام يوميًا استعدادًا للاحتفال بعيد الميلاد.
وتدعو الكنيسة جميع أبنائها للاستفادة من هذه الأيام المتبقية من الصوم لتعميق العلاقة مع الله، والتأمل في معاني التجسد والخلاص، استعدادًا للعيد الذي يجمع بين الفرح الروحي والتأمل العميق في محبة الله للبشر.