إنجلترا – حقق حزب العمال البريطاني انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية امس الخميس، لينهي بذلك 14 عاما متتالية من حكم المحافظين ويفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيم الحزب كير ستارمر.

وأعلنت شبكة “سكاي نيوز” نقلا عن لجنة الانتخابات أنه تم انتخاب رئيس حزب العمال البريطاني كير ستارمر المترشح لمنصب رئيس الوزراء عضوا في البرلمان عن دائرته الانتخابية.

وحصل ستارمر على 18.8 ألف صوت في دائرة هولبورن وسانت بانكراس، وفي المركز الثاني جاء المرشح المستقل أندرو فاينشتاين الذي حصل على 7.3 ألف صوت، وفي المركز الثالث ممثل حزب الخضر ديفيد ستانسيل بحصوله على 4 آلاف صوت.

وهُزم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أمام مرشح حزب العمال ليصبح أول وزير بحكومة المحافظين يخسر مقعده في البرلمان.

وحسب القناة فإن شابس حصل على 16 ألف صوت في دائرته الانتخابية لكن منافسه الرئيسي في حزب العمال، أندرو لوين فاز بنحو 20 ألف صوت.

وشابس شخصية بارزة في حزب المحافظين الذي يتولى السلطة منذ 14 عاما، وهو واحد من المؤيدين المخلصين لرئيس الوزراء المنتهية ولايته ريشي سوناك، وكان مسؤولا عن وزارة الدفاع منذ أغسطس 2023، بعد أن تولى وزارات عدة مهمة في السنوات الأخيرة. وقد هُزم في دائرته الانتخابية في شمال لندن أمام مرشح حزب العمال.

ووفقا لنتيجة الاستطلاع التي نشرتها التلفزة البريطانية، سيحصل حزب العمّال على 410 من أصل 650 مقعدا في مجلس العموم، متقدما بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ131 مقعدا في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.

بدوره حقّق حزب “إصلاح بريطانيا” المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 13 مقعدا نيابيا، حسب الاستطلاع.

وتفتح هذه النتيجة الباب واسعا أمام حزب العمال لتشكيل حكومة، في حين أنّها تمثّل هزيمة مدوّية للمحافظين الذين تقلّصت حصتهم من 365 نائباً انتخبوا قبل 5 سنوات إلى 131 نائبا فقط.

أما حزب الديموقراطيين الليبراليين سيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائباً.

وسارع ستارمر إلى شكر ناخبيه وسيتبوّأ هذا المحامي السابق منصب رئيس الوزراء بعد تسع سنوات فقط على دخوله عالم السياسة وأربع سنوات على تولّيه منصب زعيم حزب العمّال.

وقال ستارمر إن المملكة المتحدة “مستعدة للتغيير”.

وأضاف في خطاب ألقاه في شمال لندن: “الناخبون هنا وفي كل أنحاء البلاد قالوا كلمتهم وهم مستعدون للتغيير ولإنهاء سياسة الاستعراض، وللعودة إلى السياسة بوصفها خدمة للجمهور”.

وفاز الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين، اليساريّ المُخضرم الذي عَلّق الحزب عضويّته بعد فضيحة تتّصل بمعاداة السامية، بعضويّة البرلمان الجمعة بصفته مرشحا مستقلا.

وفاز نايجل فرج زعيم حزب الإصلاح المناهض للهجرة بانتخابات البرلمان في ثامن محاولة له.

وقال: “خطتي هي بناء حركة وطنية جماهيرية على مدار السنوات المقبلة”.

ويثير المحافظون استياء البريطانيين بعد ترؤس خمسة من زعماء الحزب الحكومة في البلاد خلال 14 عاما.

ويتطلع الناخبون إلى التغيير بسبب سياسات التقشف وأزمة تكاليف المعيشة، ونظام الصحة العامة المتهالك، ما دفع المحافظين في الأيام الأخيرة إلى الإقرار بأنّهم لا يسعون إلى الفوز بل إلى الحد من الغالبية التي سيحقّقها حزب العمال.

وهنأ ريشي سوناك زعيم حزب العمال ستارمر بفوز حزبه الساحق في الانتخابات البريطانية وقال :”أتحمل مسؤولية نتائج هذه الانتخابات.. اتصلت بزعيم حزب العمال مهنئا بفوز حزبه بانتخابات أمس.. حزب العمال فاز في الانتخابات وحزبنا يواجه هزيمة ساحقة”.

المصدر: فرانس برس، وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی الانتخابات حزب العمال زعیم حزب ألف صوت

إقرأ أيضاً:

وقف إطلاق النار في غزة: انتصار الصمود الفلسطيني

بعد 465 يوماً على طوفان الأقصى، أعلنت قطر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، وانسحاب القوات الغاصبة على مراحل.

لقد تساقطت أجندة اهداف الحرب الصهيونية على غزة، مثل أوراق الخريف، بدءاً من تفريغ الشمال وتهجير أهله، مروراً بخطة الجنرالات، والسيطرة على محور فيلادلفيا، ومعبر رفح إلى الأبد، وانتهاءً بتدمير حماس والقضاء عليها.

لقد فشل الاعتداء الصهيوني على غزة في كسر شوكة الغزيّين وقادة حماس، لقد فشل نتنياهو وجنرالات الحرب، برغم كل الدعم العسكري واللوجستي، والاستخباراتي، في القضاء على المقاومة، المقاومة فكراً والمقاومة عملاً، بل على العكس تماماً، لقد نجحت حماس في ترسيخ فكر المقاومة والصمود والتحدّي في نفوس كل من عاصر هذه الحرب، ليس فقط في وعي شعوب المنطقة، بل في وعي العالم أجمع.

لقد فشلت الدعاية الصهيونية لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، من تكريس دعايتها والظهور بمظهر الدولة الحضارية التي تتعرض للاعتداءات من جيرانها العرب، بسبب وحشيتهم ومعاداتهم للساميّة، لقد فشلت ليس فقط في تكريس الدعاية الزائفة، بل وفشلت فشلاً ذريعاً في مسح صورتها الإجراميّة التي ظهرت بكل وضوح أمام مرأى الجميع، وتم توثيقها على صفحات التاريخ.

لقد شهد العالم لأول مرة في تاريخه مثول دولة الاحتلال الإسرائيلي في قفص الاتهام، أمام محكمة العدل الدولية بل والحكم عليها بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وإصدار مذكرات اعتقال بحقّ قادتها!

وفي سابقة هي الأولى في التاريخ، يتم اختراق الدولة الصهيونية وسقوطه في الاختبار الحقيقي أمام شجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية، حيث ظهر ضعف هذه الدولة المنهارة والمتهالكة أمام العالم وأمام مواطنيها.

ستحتاج دولة الاحتلال إلى عقود طويلة لتعيد هيبتها، وصورتها أمام مواطنيها وأمام جيرانها!
لقد انتصرت غزة بصمودها، وبسالة شعبها، وصبرهم واحتسابهم وإيمانهم أمام أعتى جيوش المنطقة، وأمام دعم عسكري لا حدود ولا نظير له، لقد شهد العالم كيف أن مخازن دولة الاحتلال قد نفدت المرة تلو الأخرى، وهذا الشعب صامد، يلقّن عدوه دروساً في الوطنيّة والصمود على أرضه.

لقد تعرّضت غزة وأهلها للتجويع والحصار، وتدمير المرافق الحيوية وحرمانهم من أساسيات الحياة، المأوى والطعام والعلاج، ولكن أحداً من أهل غزة لم يخرج ليلعن المقاومة أو يشتم الزمن والظروف، بل كانوا جميعهم مثالاً للصمود والصبر والايمان ورباطة الجأش، والسلام مع النفس، رغم الألم ورغم مرارة الحياة، وفقدان الأمل.

ولكن هذا كلّه لم يمنع البعض من القول إن الحسابات على الأرض لا تشير إلى انتصار، بل إلى هزيمة، وهذا هو منطق الخوّافين.

لقد جاء طوفان الأقصى في وقت كانت القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وفي ظل تصفية القضية سياسياً وقبول العرب بالجارة الجديدة إسرائيل وبدء مسلسل التطبيع المجاني.

ناهيك عن أفول الربيع العربي وتبخّر الرغبة العارمة في التغيير التي اجتاحت الشارع العربي قبل عقد من الزمن.

من ناحية أخرى، فقد نجح حزب الله في التحكّم في مفاصل الدولة اللبنانية وبات يمارس ما يُعرف بالتنمّر السياسي على الجيش وعلى مختلف مؤسسات الدولة.

لكم أن تذكروا أن لبنان بلا رئيس ولا حكومة -باستثناء حكومة تصريف الأعمال – منذ ما يقارب العامين.

أما في سوريا، فكان نظام الأسد المهزوم الذي باع البلد لروسيا وإيران، وميليشيات حزب الله، يسرح ويمرح في البلاد، وهمّه الوحيد البقاء في السلطة، واستمرار الضغط على رقاب المواطنين.
أما عن دولة الاحتلال، فقد وقف نتنياهو قبل أشهر قليلة من بدء الطوفان على منبر الأمم المتحدة، حاملاً خارطة المنطقة مبشراً بحلول السلام والتطبيع مع كل الجيران العرب، دون أي ذكر لدولة فلسطينية أو لشعب يسمى بالشعب الفلسطيني، ولم يعترض حاكم أو مسؤول ولم تخرج جهة إعلامية عربية رسمية لتندّد أو تشجب!

لقد وقف نتنياهو أمام العالم وقال إننا الدولة الأقوى في المنطقة، والأفضل تكنولوجياً على مستوى العالم، وعلى من يريد أن يكون رائداً في مجال الأمن السيبراني والأمن العسكري، فليشتري من بضاعتنا!

هذا هو المشهد قبل السابع من أكتوبر، أيها العقلانيون، فهل هذا أفضل حالاً مما نحن فيه اليوم؟
نحن اليوم أمام نقطة تحوّل في الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، لقد عادت فلسطين إلى الواجهة، وتم تسمية الأشياء بمسمّياتها، فقد كشف الطوفان الوجه الحقيقي لسادة العالم أمام شعوبها، وأسقط الأقنعة جميعها.

لأول مرة منذ عقود مضت، يترسّخ في ذهن الفلسطينيين والوطنيين الحقيقيين، أن حلف المقاومة والممانعة لم يكن سوى واحد من أوهام هذا الزمن السيئ الذي جعلنا نتعلق بقشّة، ونركض وراء السراب!

وأن طريق القدس لم يكن يوماً مُعبّداً للطغاة والديكتاتوريين، وأن حال لبنان اليوم، لبنان الدولة، لا دولة الميليشيات ومراكز القوى، هو أفضل بكثير من لبنان الأمس.

وأن سوريا اليوم، سوريا الحرية والديمقراطية، وليس سوريا الأسد، وهذا يصب في مصلحة المنطقة وشعوبها، والأمل قادم أيضاً في إرساء الديمقراطيات الحقيقية في باقي بلدان المنطقة، لأن الربيع العربي الذي عاد من بوابة سوريا، عليه ألا يتوقف.

أما جيل اليوم فلعمري إنه حصان طروادة الذي سيعمل على تغيير وجه العالم والتخلص من الأقليّات الحاكمة التي تخدم المشروع الصهيوني.

إن هذه النهضة الفكرية، ومقدار الوعي الذي نشره صمود أهل غزة في الملايين حول العالم، سيثمر في يوم من الأيام، وسيكون نصراً ودعماً للحق في وجه الطغيان، وإنه لجهاد؛ نصرٌ أو استشهاد!

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • تشاد تطوي صفحة المرحلة الانتقالية بفوز ساحق للحزب الحاكم
  • الجيش التركي يضبط أسلحة ومعدات لحزب العمال الكوردستاني في العراق
  • ورشة انتخابات «المؤتمر» تضع خطتها لخوض الانتخابات التشريعية القادمة
  • ورشة المؤتمر تضع خطتها لخوض الانتخابات التشريعية القادمة
  • تصعيد خطير من نقابات عمال الجنوب: عصيان مدني ومنع خروج الإيرادات من عدن
  • وقف إطلاق النار في غزة: انتصار الصمود الفلسطيني
  • انتصارٌ مبارك.. تعليق لحزب الله على اتفاق وقف اطلاق النار في غزة
  • رئيس وزراء بريطانيا يشيد بأسس التحالف بين لندن وواشنطن
  • فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»
  • البرلمان يناقش قريباً قوانين الانتخابات وتقسيم الدوائر للنواب والشيوخ