لبنان ٢٤:
2025-03-03@23:10:26 GMT

خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد

بالرغم من تراجع الجامعة العربية عن تصريحات امينها العام المساعد حسام زكي حول إزالة "حزب الله" عن لائحة الارهاب العربية، الا ان مفاعيل تصريحات زكي، مهما كان سببها وخلفيتها، لا تزال قائمة، اذ ان المؤشر الواضح الذي اعطاه التصريح يؤكد المسار الذي يسير به المجتمع السياسي العربي وتاليا الدولي باتجاه الحزب الذي يفرض على خصومه ربطا بالواقعية السياسية، التواصل معه والاعتراف به وربما تعزيز العلاقات معه.



وحتى لو صحت للتسريبات من ان المملكة العربية السعودية انزعجت من تصريحات زكي، فهذا لا يعني ان الرياض تريد الاستمرار بمخاصمة الحزب لكنها لا تريد تقديم هدايا مجانية له وترغب بأن تكون المصالحة في توقيت معين يفرض على الحزب تقديم تنازلات مقابلة، وعليه فإن المسار العربي العام، قبل معركة "طوفان الأقصى"، كان ولا يزال يتجه نحو تطبيع العلاقات مع "حزب الله" ولم تكن زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا خارجة عن هذا السياق.

واذا كان التقارب العربي او اقله التطبيع مع "حزب الله" له اعتبارات لبنانية اقليمية، فإن ما يحصل من لقاءات واتصالات بين الحزب والدول الاوروبية له اعتبارات اخرى، خصوصا وأن التواصل لم يقتصر فقط على الفرنسيين الذين اعتادوا على تمتين قناة اتصالهم بحارة حريك غير آبهين بالفصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي، الا ان التواصل شمل دولا عدة منها ألمانيا ألد اعداء الحزب في اوروبا والتي تصنفه ارهابياً.

اللافت ان التواصل مع الحزب من قبل الاوروبيين لا يتم حول الشأن السياسي الداخلي بل لوقف اطلاق النار او الاصح للتفاهم معه على ترتيبات المرحلة المقبلة بالتوازي مع الحرب، اي ان ما يحصل هو اعتراف كامل بالحزب كتنظيم عسكري يمكن التفاوض معه لتجنب الذهاب الى المجهول في الوقت الذي لا يمكن فيه التأثير على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهذا ينطبق ايضا على الولايات المتحدة الاميركية التي تفاوض الحزب، وان بطريقة غير مباشرة من خلال، تواصل الموفد آموس هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

امام كل هذا المشهد، يعمل الحزب بشكل احترافي على الاستفادة من كل زيارة واتصال من جهة دولية او عربية، اذ وبالرغم من موقفه الحاسم من الحرب في غزة وربط الجبهات، ورفضه التام لوقف اطلاق النار في جنوب لبنان من دون وقف اطلاق النار في قطاع غزة، الا انه لا يفوت فرصة لقاء اي مبعوث غربي او وزير خارجية او مدير مخابرات او غيرهم ممن يصلون الى بيروت في محاولة للوصول الى حل وهدنة.

بات الحزب اليوم حاجة جدية لمعظم الدول المهتمة بلبنان لا بل للدول المهتمة بالشرق الاوسط والحرب المندلعة فيه ككل، من هنا وعند نهاية الحرب ستكون حارة حريك قادرة على التواصل مع معظم الغرب وجزء كبير من الدول العربية  التي كانت تقاطع الحزب وتقاطع لبنان بسبب حضور الحزب السياسي فيه. هكذا، واضافة الى المكاسب المرتبطة بالميدان والتوازنات العسكرية، من الممكن ان يحقق الحزب مكاسب جدية على صعيد علاقاته الدولية وصورته العامة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله

يكثر الحديث في تل أبيب عن رغبة الحكومة الإسرائيليّة بتوجيه ضربة إستباقيّة ضدّ إيران، عبر استهداف البرنامج النوويّ وقواعد عسكريّة مهمّة تابعة للحرس الثوريّ، وخصوصاً بعد تلقي إسرائيل شحنة جديدة من قنابل أميركيّة خارقة للتحصينات، سبق وأنّ تمّ قصف لبنان بها، واستخدامها في عمليتيّ إغتيال الأمينين العامين لـ"حزب الله" حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
 
وفي حين يلتزم "الحزب" الهدوء بعدم الردّ على الخروقات الإسرائيليّة، ويُعطي فرصة للحكومة ولرئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لتكثيف الإتّصالات الديبلوماسيّة للضغط على بنيامين نتنياهو لتطبيق القرار 1701، هناك تساؤلات كثيرة بشأن "حزب الله"، وإذا ما كان سيبقى على الحياد إنّ قصفت إسرائيل النوويّ الإيرانيّ، إذا لم يتمّ التوصّل سريعاً لاتّفاق جديد بين طهران والإدارة الأميركيّة برئاسة دونالد ترامب حول برنامج إيران النوويّ.
 
وعندما تمّ الإتّفاق بين إيران وأميركا ودولٍ أخرى على البرنامج النوويّ في عام 2015، أشار نصرالله في حينها، إلى أنّ هذا الأمر شكّل انتصاراً كبيراً لطهران و"لمحور المقاومة" في المنطقة، ما يعني أنّ "حزب الله" يُفضّل التوصّل لتوافقٍ جديدٍ بين البلدان المعنيّة، وعدم إنجرار الوضع إلى تصعيد خطيرٍ قد يُقحمه في نزاعٍ آخر لا يُريد الدخول فيه.
 
فبينما ينصبّ تركيز "الحزب" حاليّاً على إعادة بناء قدراته وإعمار المناطق المُدمّرة ودفع التعويضات لمناصريه لترميم منازلهم، فإنّ أيّ تطوّر للنزاع الإسرائيليّ – الإيرانيّ قد يُشعل المنطقة من جديد، لأنّ "حزب الله" مُرتبط بشكل مباشر بالنظام في طهران.
 
ويقول مرجع عسكريّ في هذا الإطار، إنّ "حزب الله" لديه إلتزام تجاه إيران بعد نجاح الثورة في طهران عام 1979، فالحرس الثوريّ هو الراعي الرسميّ لـ"الحزب" وينقل الأسحلة والصواريخ والأموال له. ويُشير إلى أنّ استهداف إسرائيل لإيران أخطر بالنسبة لـ"المقاومة الإسلاميّة" في لبنان من حرب غزة، فإذا تمّ توجيه ضربات مُؤلمة بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة ضدّ المنشآت النوويّة والبرنامج الصاروخيّ الإيرانيّ، فإنّ "حزب الله" أقوى ذراع لنظام الخامنئي في الشرق الأوسط سيكون أبرز المتضرّرين، وخصوصاً بعد سقوط بشار الأسد في سوريا.
 
ورغم خسائر "الحزب" في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، فإنّه لن يجد سبيلاً أمامه سوى الإنخراط في أيّ مُواجهة إيرانيّة – إسرائيليّة، إنّ أقدمت حكومة نتنياهو على التصعيد كثيراً ضدّ طهران. أمّا إذا وجّه الجيش الإسرائيليّ ضربات كتلك التي حصلت في العام الماضي، فإنّ هذا الأمر لن يستلزم تدخّلاً من الفصائل المواليّة لنظام الخامنئي، مثل "حزب الله" و"الحوثيين" والمجموعات المسلّحة في العراق.
 
ويُشير المرجع العسكريّ إلى أنّ المنطقة هي فعلاً أمام مُفترق طرقٍ خطيرٍ، لأنّ إسرائيل تعمل في عدّة محاور على إنهاء الفصائل التي تُهدّد أمنها، وهناك مخاوف جديّة من إستئناف الحرب في غزة بعد الإنتهاء من تبادل الرهائن وجثث الإسرائيليين لدى "حماس" بالأسرى الفلسطينيين. كذلك، هناك أيضاً خشية من أنّ تُقدم تل أبيب كما تلفت عدّة تقارير غربيّة وإسرائيليّة على استهداف البرنامج النوويّ الإيرانيّ. ويقول المرجع العسكريّ إنّ نتنياهو وفريق عمله الأمنيّ يعتقدان أنّه إذا تمّ وضع حدٍّ للخطر الآتي من طهران، فإنّ كافة الفصائل المُقرّبة من إيران ستكون في موقعٍ ضعيفٍ جدّاً، وسينتهي تدفق السلاح والمال لها.
 
وإذا وجدت إيران نفسها أمام سيناريو إستهداف برنامجها النوويّ، فإنّ آخر ورقة ستلعبها هي تحريك "حزب الله" وأذرعها في المنطقة بحسب المرجع عينه، لأنّها إذا تلقّت ضربة كبيرة، فإنّها لا تستطيع الردّ على إسرائيل سوى بالإيعاز من حلفائها القريبين من الحدود الإسرائيليّة، بتوجيه ضربات إنتقاميّة، وحتماً سيكون "الحزب" الذي لا يزال يمتلك صواريخ قويّة وبعيدة المدى وطائرات مسيّرة رغم قطع طريق الإمداد بالسلاح عنه، على رأس الفصائل التي ستقود الهجوم المضاد ضدّ تل أبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تناولت التصدي للتصعيد بغزة.. حزب الوعي يصدر ورقة سياسات ويوجهها إلى القمة العربية بالقاهرة
  • حزب الوعي يصدر ورقة سياسات ويوجهها إلى القمة العربية بالقاهرة
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • أمريكا تنسّق مع السعوديّة والإمارات للتصعيد في اليمن
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله
  • مستقبل حزب الله