سودانايل:
2025-01-16@13:03:43 GMT

نداء للعسكر السودانيين الرافضين للسلام

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

زهير عثمان حمد

شهدت إفريقيا العديد من الحروب الأهلية على مدى العقود الماضية، والتي أثرت بشكل كبير على العديد من الدول والقارات بشكل عام. وتتفاوت أسباب هذه الحروب بين السياسية، والاقتصادية، والإثنية، والدينية. ومع ذلك، تمكنت بعض الدول من التوصل إلى سلام مستدام على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها.

فيما يلي أمثلة ونماذج من هذه التجارب:

1. جنوب إفريقيا
جنوب إفريقيا هي واحدة من الأمثلة البارزة حيث تمكنت من التحول من نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) إلى ديمقراطية متعددة الأعراق.

خلفية الصراع: نظام الفصل العنصري الذي استمر لعقود وأدى إلى تمييز عنصري ممنهج ضد الأغلبية السوداء.
العملية السلمية: قادها نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك، حيث تفاوضا على الانتقال السلمي للسلطة.
آليات السلام:
مفاوضات سياسية: بين الأحزاب المختلفة والجماعات العرقية.
لجنة الحقيقة والمصالحة: هدفت إلى معالجة الجرائم السابقة والاعتراف بالآلام التي عانى منها الضحايا.
2. رواندا
رواندا واجهت واحدة من أسوأ حالات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، ولكنها تمكنت من تحقيق استقرار نسبي وسلام مستدام.

خلفية الصراع: الإبادة الجماعية في 1994 التي قتلت حوالي 800,000 شخص، معظمهم من التوتسي.
العملية السلمية:
الحكومة الانتقالية: برئاسة بول كاغامي.
المحاكم الغاكاكا: نظام محلي للعدالة المجتمعية لمعالجة الجرائم والإبادة.
آليات السلام:
إصلاحات اجتماعية وسياسية: تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة.
النمو الاقتصادي: ساهم في تخفيف التوترات العرقية.
3. سيراليون وليبيريا
شهدت كل من سيراليون وليبيريا حروباً أهلية مدمرة في التسعينيات، ولكنها تمكنت من التوصل إلى اتفاقيات سلام.

خلفية الصراع:
في سيراليون، حرب أهلية اندلعت بسبب المظالم الاقتصادية والسياسية.
في ليبيريا، الحروب الأهلية نتيجة للانقلابات والصراعات على السلطة.
العملية السلمية:
الاتفاقات السياسية: اتفاقات أبوجا وسيراليون للسلام.
التدخل الدولي: قوات حفظ السلام الأممية والإفريقية.
آليات السلام:
اللجان الحقيقة والمصالحة: لمعالجة الجرائم والمصالحة بين المجتمعات.
إعادة الإعمار: بدعم دولي لإعادة بناء البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد.
4. السودان وجنوب السودان
السودان شهدت صراعات طويلة بين الشمال والجنوب، والتي أدت في النهاية إلى استقلال جنوب السودان.

خلفية الصراع: النزاعات العرقية والدينية بين الشمال العربي المسلم والجنوب الأفريقي المسيحي والأنيمستي.
العملية السلمية:
اتفاق السلام الشامل 2005: بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.
استفتاء الاستقلال 2011: الذي أدى إلى استقلال جنوب السودان.
آليات السلام:
تقاسم السلطة والثروة: بين الشمال والجنوب.
المجتمع الدولي: دور الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
عوامل تحقيق السلام المستدام:
القيادة الحكيمة: قادة مثل نيلسون مانديلا وبول كاغامي الذين استطاعوا التفاوض والتوصل إلى حلول وسط.
المشاركة الدولية: دعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
المصالحة والعدالة: اللجان الحقيقة والمصالحة والتعامل مع الجرائم الماضية.
التنمية الاقتصادية: خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للحد من أسباب النزاعات.
التفاوض والتفاهم: إجراء مفاوضات شاملة تشمل جميع الأطراف المتنازعة.
في النهاية، السلام المستدام في إفريقيا يتطلب التزاماً مستمراً من القادة السياسيين والعسكريين، فضلاً عن دعم المجتمع الدولي، وتبني آليات فعالة للمصالحة والتفاوض.
حرب الثلاثين عامًا (1618-1648) كانت صراعًا دمويًا في أوروبا تسبب في دمار واسع النطاق.
القرار: في عام 1648، اجتمعت القوى المتحاربة للتفاوض على معاهدة سلام.
النتيجة: توقيع معاهدة وستفاليا، التي أنهت الحرب وأسست نظامًا جديدًا للعلاقات الدولية يقوم على سيادة الدول.
العقلانية: أدركت القوى الأوروبية أن استمرار الحرب سيؤدي إلى المزيد من الدمار والخسائر البشرية والاقتصادية، وأن تسوية سلمية ستساعد في إعادة بناء أوروبا.
أهمية العقلانية في اتخاذ القرارات السياسية أثناء الحروب
توفير الأرواح: القرارات العقلانية تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية عبر تجنب الصراعات الممتدة والحروب الطويلة.
تقليل التكلفة: الحروب تكلف الكثير من الموارد المالية والبشرية، لذا فإن القرارات المدروسة تساعد في الحفاظ على الاقتصاد الوطني.
تحقيق الأهداف: القرارات العقلانية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق الأهداف السياسية بطرق أكثر فعالية وكفاءة.
بناء السلام الدائم: القرارات المبنية على الحوار والتفاوض تساهم في بناء سلام دائم ومستقر بدلاً من مجرد هدنة مؤقتة.

أن عقلانية القرارات السياسية في ظل الحروب ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي ضرورة عملية لتحقيق السلام والأمن بطرق أكثر فعالية وأقل تكلفة. الأمثلة التاريخية تظهر أن القادة الذين اعتمدوا على التحليل العقلاني والمنطقي في اتخاذ قراراتهم حققوا نتائج إيجابية لشعوبهم وبلدانهم.
وللعسكر نقول أن صناع التاريخ في كل المعمورة كانوا أكثر شجاعة وتحت أحباط الهزيمة ذهبوا الي محاثات السلام
إلى العسكريين الرافضين للسلام في السودان،

إن الأوقات الصعبة والصراعات المستمرة يمكن أن تشكل ضغطًا كبيرًا على القادة العسكريين والمدنيين على حد سواء. ومع ذلك، يتعين علينا أن نتذكر أن الشجاعة الحقيقية لا تكمن في مواصلة القتال، بل في القدرة على رؤية الفرص المتاحة لتحقيق السلام والاستقرار لشعوبنا.

التاريخ يعلمنا
لقد أظهرت لنا صفحات التاريخ أن أعظم صناع التاريخ كانوا أكثر شجاعة في مواجهة الهزيمة، واستطاعوا تحويل التحديات إلى فرص للسلام والتنمية. دعونا ننظر إلى بعض الأمثلة:

نيلسون مانديلا: بعد سنوات طويلة من السجن والنضال، اختار مانديلا السلام والمصالحة كطريق لإعادة بناء جنوب أفريقيا، مما جعلها نموذجًا عالميًا للتحول السلمي.
أنور السادات: بزيارته إلى إسرائيل وتوقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، أثبت أن السعي للسلام يحتاج إلى شجاعة أكبر من استمرار الحروب.
مهاتما غاندي: عبر النضال السلمي والمقاومة اللاعنفية، حقق استقلال الهند وأثبت أن السلام يمكن أن يكون أقوى من العنف.
الفوائد العملية للسلام
تحقيق الاستقرار: السلام يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يسهم في بناء مؤسسات قوية وتحقيق التنمية المستدامة.
تحسين الاقتصاد: السلام يجذب الاستثمارات الأجنبية ويحسن الأوضاع الاقتصادية، مما يعزز فرص العمل والازدهار.
الارتقاء بالمستوى المعيشي: توفير الأمن والخدمات الأساسية للمواطنين يكون أكثر فعالية في بيئة سلمية.
خطوات نحو السلام
الحوار الشامل: الانخراط في حوار شامل يضم جميع الأطراف السودانية لضمان تحقيق التوافق الوطني.
التنازلات المتبادلة: الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة بما يحقق المصالح العليا للوطن.
تعزيز الثقة: بناء الثقة بين جميع الأطراف من خلال خطوات ملموسة على الأرض، مثل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
رسالة للأمل
إلى قادة الجيش في السودان، تذكروا أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التغيير وتحقيق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. إن الطريق إلى السلام قد يكون مليئًا بالتحديات، لكنه يستحق كل الجهد لتحقيقه. كونوا الشجعان الذين سيُكتب عنهم في التاريخ كصناع سلام حقيقيين.

لندرك أن السودان، بثراء ثقافاته وتاريخه، يستحق مستقبلاً مشرقًا يعمه السلام والرخاء. اجعلوا قراركم لصالح السلام، وكونوا القدوة للأجيال القادمة.
ذهبوا الي محادثات السلام وهم يعلمون قيمة السلام وعدمية الحرب #

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العملیة السلمیة خلفیة الصراع آلیات السلام

إقرأ أيضاً:

الدعاء العنيف- جدلية الدين والسياسة بين التاريخ والحاضر السوداني

بالأمس، استمعت إلى الصحافي المصري إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، وهو يناقش مسألة الدعاء في الخطاب الإسلامي. أشار إلى أن تيمورلنك، الملقب بـ"الأعور"، كان أحد مؤسسي هذا الخطاب العنيف. أثار حديثه فضولي، فانطلقت أبحث في كتبي القديمة عن هذا الجانب التاريخي. وبعد جهد، بحمد الله، وجدت ما يشير إلى دور تيمورلنك في ترسيخ خطاب ديني يخلط بين الدعاء والدموية، وهو خطاب يمتد تأثيره إلى حاضرنا، في سياقات مختلفة، منها تجربة الإسلاميين في السودان وممارسات ميليشياتهم في الحرب الحالية.

الدعاء في الخطاب الإسلامي يعدّ من أبرز أدوات التعبير عن الارتباط بالله، لكنه في بعض الأحيان تحول إلى وسيلة تُستغل سياسيًا أو عسكريًا لتبرير العنف والدموية. من تيمورلنك في العصور الوسطى إلى الإسلاميين وميليشياتهم في السودان المعاصر، نرى كيف يمكن للدين أن يُستخدم كأداة لتبرير القتل والقمع. تيمورلنك، الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، استخدم الدين كغطاء لشرعنة جرائمه. كان يصف أعداءه بالكفر ويدعو الله أن يمكنه من تدميرهم. لا تتوقف قصصه عند حدود النصر العسكري فقط، بل تضمنت مجازر دموية مُنظمة. كان يرفع يديه بالدعاء في ساحة المعركة، يدعو بالنصر، ويأمر جنوده بذبح الأسرى والمدنيين، زاعمًا أن هذا "جزء من إرادة الله".

على سبيل المثال، في حملته على أصفهان عام 1387، دعا تيمورلنك بأن يعينه الله على "تطهير الأرض من العصاة"، وقُتل أكثر من 200 ألف شخص. الأمر نفسه تكرر في بغداد ودلهي، حيث تحولت الدعوات إلى رخصة دموية للإبادة. في السودان المعاصر، خصوصًا في فترة هيمنة الإسلاميين، نجد امتدادًا لهذا النهج. استخدمت الجماعات المسلحة الدعاء كوسيلة للتجييش والتبرير. خطب الجمعة والدعوات العلنية في المساجد كانت تزخر بصيغ عنيفة، تدعو لـ"سحق الأعداء" و"تطهير الأرض من الكفار"، متخذة من الدين وسيلة لإضفاء شرعية على حروب أهلية وصراعات دموية.

الميليشيات الإسلامية التي برزت في السودان مثل "الجنجويد" و"كتائب البراء"، كانت تعتمد خطابًا دينيًا صارمًا. دعاياتهم العسكرية كانت تبدأ بتلاوة أدعية العنف، مثل: "اللهم عليك بالظالمين والمفسدين"، وهو ما يُترجم عمليًا إلى إبادة جماعات بعينها، بناءً على خلفيات عرقية أو دينية. الجرائم الموثقة في التاريخ تُظهر أوجه التشابه بين ممارسات تيمورلنك والإسلاميين في السودان. في حملة أصفهان وحدها، ذُبح مئات الآلاف، وفي دارفور ومناطق أخرى بالسودان، ارتكبت الميليشيات جرائم مماثلة بحق المدنيين.

الدعاء العنيف في الخطاب الإسلامي ليس مجرد كلمات، بل هو أداة لتشكيل العقول وإعداد الجنود للحرب. يُظهر التاريخ أن القادة الدينيين والعسكريين استخدموا الدين لتبرير العنف، متجاهلين قيم الإسلام التي تدعو للرحمة وحفظ النفس. هذه الممارسات تشوه جوهر الدين. الدعاء هو وسيلة للتقرب إلى الله، وليس أداة لإبادة الآخرين. الاستخدام السياسي للدين في السودان أدى إلى انهيار الدولة وتفكك المجتمع، وهو ما ينذر بخطر أكبر إذا استمر هذا النهج.

من تيمورلنك إلى ميليشيات الإسلاميين في السودان، يمتد خيط طويل من استغلال الدعاء في الخطاب الإسلامي لتبرير العنف. هذا التشويه للدين يتطلب مواجهة فكرية جادة، تعيد الخطاب الإسلامي إلى مساره الحقيقي، الذي يدعو للسلام والرحمة والعدالة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • «الإصلاح والتنمية»: قرار وقف إطلاق النار في غزة «خطوة» نحو تحقيق السلام
  • الدعاء العنيف- جدلية الدين والسياسة بين التاريخ والحاضر السوداني
  • أحمد موسى: 5 آلاف شركة مصرية قادرة على إعادة الإعمار في أي دولة بالعالم
  • حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة
  • قيادي بـ «مستقبل وطن»: وقف إطلاق النار بغزة يعكس ريادة مصر في تحقيق السلام
  • القبيلة اليمنية حضورُها مشرّف عبر التاريخ
  • نقابة الصحفيين السودانيين تدين الجرائم في ود مدني وتدعو إلى سيادة القانون والمساءلة
  • السودان الجديد: لوحة فسيفسائية من التنوع والتحديات الاجتماعية
  • مطلوبات تحقيق النهضة ٢/١
  • وفد من الإعلاميين والصحفيين السودانيين يزور مقر السفارة الجديد بالقاهرة الجديدة