سودانايل:
2025-04-26@10:47:23 GMT

نداء للعسكر السودانيين الرافضين للسلام

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

زهير عثمان حمد

شهدت إفريقيا العديد من الحروب الأهلية على مدى العقود الماضية، والتي أثرت بشكل كبير على العديد من الدول والقارات بشكل عام. وتتفاوت أسباب هذه الحروب بين السياسية، والاقتصادية، والإثنية، والدينية. ومع ذلك، تمكنت بعض الدول من التوصل إلى سلام مستدام على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها.

فيما يلي أمثلة ونماذج من هذه التجارب:

1. جنوب إفريقيا
جنوب إفريقيا هي واحدة من الأمثلة البارزة حيث تمكنت من التحول من نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) إلى ديمقراطية متعددة الأعراق.

خلفية الصراع: نظام الفصل العنصري الذي استمر لعقود وأدى إلى تمييز عنصري ممنهج ضد الأغلبية السوداء.
العملية السلمية: قادها نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك، حيث تفاوضا على الانتقال السلمي للسلطة.
آليات السلام:
مفاوضات سياسية: بين الأحزاب المختلفة والجماعات العرقية.
لجنة الحقيقة والمصالحة: هدفت إلى معالجة الجرائم السابقة والاعتراف بالآلام التي عانى منها الضحايا.
2. رواندا
رواندا واجهت واحدة من أسوأ حالات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، ولكنها تمكنت من تحقيق استقرار نسبي وسلام مستدام.

خلفية الصراع: الإبادة الجماعية في 1994 التي قتلت حوالي 800,000 شخص، معظمهم من التوتسي.
العملية السلمية:
الحكومة الانتقالية: برئاسة بول كاغامي.
المحاكم الغاكاكا: نظام محلي للعدالة المجتمعية لمعالجة الجرائم والإبادة.
آليات السلام:
إصلاحات اجتماعية وسياسية: تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة.
النمو الاقتصادي: ساهم في تخفيف التوترات العرقية.
3. سيراليون وليبيريا
شهدت كل من سيراليون وليبيريا حروباً أهلية مدمرة في التسعينيات، ولكنها تمكنت من التوصل إلى اتفاقيات سلام.

خلفية الصراع:
في سيراليون، حرب أهلية اندلعت بسبب المظالم الاقتصادية والسياسية.
في ليبيريا، الحروب الأهلية نتيجة للانقلابات والصراعات على السلطة.
العملية السلمية:
الاتفاقات السياسية: اتفاقات أبوجا وسيراليون للسلام.
التدخل الدولي: قوات حفظ السلام الأممية والإفريقية.
آليات السلام:
اللجان الحقيقة والمصالحة: لمعالجة الجرائم والمصالحة بين المجتمعات.
إعادة الإعمار: بدعم دولي لإعادة بناء البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد.
4. السودان وجنوب السودان
السودان شهدت صراعات طويلة بين الشمال والجنوب، والتي أدت في النهاية إلى استقلال جنوب السودان.

خلفية الصراع: النزاعات العرقية والدينية بين الشمال العربي المسلم والجنوب الأفريقي المسيحي والأنيمستي.
العملية السلمية:
اتفاق السلام الشامل 2005: بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.
استفتاء الاستقلال 2011: الذي أدى إلى استقلال جنوب السودان.
آليات السلام:
تقاسم السلطة والثروة: بين الشمال والجنوب.
المجتمع الدولي: دور الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
عوامل تحقيق السلام المستدام:
القيادة الحكيمة: قادة مثل نيلسون مانديلا وبول كاغامي الذين استطاعوا التفاوض والتوصل إلى حلول وسط.
المشاركة الدولية: دعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
المصالحة والعدالة: اللجان الحقيقة والمصالحة والتعامل مع الجرائم الماضية.
التنمية الاقتصادية: خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للحد من أسباب النزاعات.
التفاوض والتفاهم: إجراء مفاوضات شاملة تشمل جميع الأطراف المتنازعة.
في النهاية، السلام المستدام في إفريقيا يتطلب التزاماً مستمراً من القادة السياسيين والعسكريين، فضلاً عن دعم المجتمع الدولي، وتبني آليات فعالة للمصالحة والتفاوض.
حرب الثلاثين عامًا (1618-1648) كانت صراعًا دمويًا في أوروبا تسبب في دمار واسع النطاق.
القرار: في عام 1648، اجتمعت القوى المتحاربة للتفاوض على معاهدة سلام.
النتيجة: توقيع معاهدة وستفاليا، التي أنهت الحرب وأسست نظامًا جديدًا للعلاقات الدولية يقوم على سيادة الدول.
العقلانية: أدركت القوى الأوروبية أن استمرار الحرب سيؤدي إلى المزيد من الدمار والخسائر البشرية والاقتصادية، وأن تسوية سلمية ستساعد في إعادة بناء أوروبا.
أهمية العقلانية في اتخاذ القرارات السياسية أثناء الحروب
توفير الأرواح: القرارات العقلانية تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية عبر تجنب الصراعات الممتدة والحروب الطويلة.
تقليل التكلفة: الحروب تكلف الكثير من الموارد المالية والبشرية، لذا فإن القرارات المدروسة تساعد في الحفاظ على الاقتصاد الوطني.
تحقيق الأهداف: القرارات العقلانية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق الأهداف السياسية بطرق أكثر فعالية وكفاءة.
بناء السلام الدائم: القرارات المبنية على الحوار والتفاوض تساهم في بناء سلام دائم ومستقر بدلاً من مجرد هدنة مؤقتة.

أن عقلانية القرارات السياسية في ظل الحروب ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي ضرورة عملية لتحقيق السلام والأمن بطرق أكثر فعالية وأقل تكلفة. الأمثلة التاريخية تظهر أن القادة الذين اعتمدوا على التحليل العقلاني والمنطقي في اتخاذ قراراتهم حققوا نتائج إيجابية لشعوبهم وبلدانهم.
وللعسكر نقول أن صناع التاريخ في كل المعمورة كانوا أكثر شجاعة وتحت أحباط الهزيمة ذهبوا الي محاثات السلام
إلى العسكريين الرافضين للسلام في السودان،

إن الأوقات الصعبة والصراعات المستمرة يمكن أن تشكل ضغطًا كبيرًا على القادة العسكريين والمدنيين على حد سواء. ومع ذلك، يتعين علينا أن نتذكر أن الشجاعة الحقيقية لا تكمن في مواصلة القتال، بل في القدرة على رؤية الفرص المتاحة لتحقيق السلام والاستقرار لشعوبنا.

التاريخ يعلمنا
لقد أظهرت لنا صفحات التاريخ أن أعظم صناع التاريخ كانوا أكثر شجاعة في مواجهة الهزيمة، واستطاعوا تحويل التحديات إلى فرص للسلام والتنمية. دعونا ننظر إلى بعض الأمثلة:

نيلسون مانديلا: بعد سنوات طويلة من السجن والنضال، اختار مانديلا السلام والمصالحة كطريق لإعادة بناء جنوب أفريقيا، مما جعلها نموذجًا عالميًا للتحول السلمي.
أنور السادات: بزيارته إلى إسرائيل وتوقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، أثبت أن السعي للسلام يحتاج إلى شجاعة أكبر من استمرار الحروب.
مهاتما غاندي: عبر النضال السلمي والمقاومة اللاعنفية، حقق استقلال الهند وأثبت أن السلام يمكن أن يكون أقوى من العنف.
الفوائد العملية للسلام
تحقيق الاستقرار: السلام يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يسهم في بناء مؤسسات قوية وتحقيق التنمية المستدامة.
تحسين الاقتصاد: السلام يجذب الاستثمارات الأجنبية ويحسن الأوضاع الاقتصادية، مما يعزز فرص العمل والازدهار.
الارتقاء بالمستوى المعيشي: توفير الأمن والخدمات الأساسية للمواطنين يكون أكثر فعالية في بيئة سلمية.
خطوات نحو السلام
الحوار الشامل: الانخراط في حوار شامل يضم جميع الأطراف السودانية لضمان تحقيق التوافق الوطني.
التنازلات المتبادلة: الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة بما يحقق المصالح العليا للوطن.
تعزيز الثقة: بناء الثقة بين جميع الأطراف من خلال خطوات ملموسة على الأرض، مثل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
رسالة للأمل
إلى قادة الجيش في السودان، تذكروا أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التغيير وتحقيق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. إن الطريق إلى السلام قد يكون مليئًا بالتحديات، لكنه يستحق كل الجهد لتحقيقه. كونوا الشجعان الذين سيُكتب عنهم في التاريخ كصناع سلام حقيقيين.

لندرك أن السودان، بثراء ثقافاته وتاريخه، يستحق مستقبلاً مشرقًا يعمه السلام والرخاء. اجعلوا قراركم لصالح السلام، وكونوا القدوة للأجيال القادمة.
ذهبوا الي محادثات السلام وهم يعلمون قيمة السلام وعدمية الحرب #

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العملیة السلمیة خلفیة الصراع آلیات السلام

إقرأ أيضاً:

البرهان يتسلم رسالة من غوتيريش حول إحلال السلام بالسودان

تسلّم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتعلق بدور المنظمة الدولية في دعم جهود إحلال السلام بالسودان.

 

جاء ذلك خلال لقاء عقده البرهان، بمدينة بورتسودان (شرق)، مع المبعوث الأممي الخاص رمطان لعمامرة، بحضور وكيل وزارة الخارجية السودانية إدريس إسماعيل، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة.

 

وقال إسماعيل، في تصريح صحفي، إن "لعمامرة، نقل لرئيس مجلس السيادة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتعلق بدور المنظمة الدولية بشأن السودان سلما وحربا"، حسب البيان.

 

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

 

وجدد البرهان، خلال اللقاء، الإعراب عن "ثقة السودان في الدور الكبير الذي تضطلع به الأمم المتحدة تجاه قضايا السودان"، وفق البيان.

 

وأكد "دعم هذا الدور من أجل تحقيق السلام والأمن، مع استعداد السودان لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين".

 

فيما قال لعمامرة، وفق البيان: "سلّمت رئيس مجلس السيادة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، وأكدت التزام المنظمة برسالتها تجاه السودان وشعبه، ودعمها الكامل لجهود الحل السلمي".

 

وأعرب عن أمله في "أن يتحقق السلام الشامل والاستقرار في السودان، بما يمّكن من توظيف الطاقات الوطنية في إعادة الإعمار، وتوفير الحياة الكريمة والخدمات الضرورية للمواطنين".

 

لعمامرة، "أكد التزام الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب السودان من أجل مستقبل أفضل"، حسب البيان.

 

ولم يذكر البيان موعد وصول المبعوث الأممي إلى السودان ولا مدة زيارته.

 

وبوتيرة متسارعة، تتناقص في الفترة الأخيرة مساحات سيطرة "الدعم السريع" في ولايات السودان لصالح الجيش.

 

وتسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

 

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).


مقالات مشابهة

  • التاريخ الأسود لقائد درع السودان ودوره القادم الأكثر قذارة
  • تنبيهات مهمة لـ”السودانيين” في مصر
  • أحمد سعد الدين: الأغنية والسينما جسّدتا بطولات الحروب.. وعلينا توثيق التاريخ للأجيال القادمة
  • السودان والإمارات.. هل تغير “دولة ممزقة” تاريخ الحروب؟
  • الرئيس السيسي: التاريخ شاهد على دور الوساطة الأمريكية في السلام بين مصر وإسرائيل كنموذج يحتذى به
  • الرئيس السيسي: مصر تقف كما عهدها التاريخ سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • الكاردينال لويس خوسيه روييدا يقيم قداسًا لوادع البابا فرنسيس
  • الكاردينال فيرجيليو دو كارمو دا سيلفا.. قائد ديني بارز ومروج للسلام والمصالحة
  • البرهان يتسلم رسالة من غوتيريش حول إحلال السلام بالسودان
  • الخارجية تدعو الجامعة العربية لدعم السلام والتنمية في السودان