مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن قاعدة «فلامنغو» تقع تحت مسؤولية الجيش
أكد مسؤول سوداني حكومي رفيع أن ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد لم يستقبل أي بوارج أميركية حربية، وعدّ ما تم تداوله من معلومات خلال الأيام الماضية بخصوص هذا الأمر غير صحيح.
وقال المدير العام لهيئة الموانئ البحرية السودانية، محمد حسن مختار، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نشاهد وصول بوارج أميركية حربية أو تجارية إلى الميناء، وكان سيتم إخطارنا كما هو سائد».
ونفى مختار علمه إذا ما كانت البواخر المذكورة قد رست في قاعدة «فلامنغو» العسكرية، التي أشار إلى أنها تتبع الجيش السوداني، وليست للموانئ علاقة بها.
لكن مختار أعلن ترحيب بلاده بوجود قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر، إذا جاؤوا لتقديم المساعدة لنا، لكنهم لم يحضروا بعد، وقال: «ستكون لها فوائد كثيرة».
وكان مساعد القائد العام للجيش السوداني، الجنرال ياسر عبد الرحمن العطا، كشف في وقت سابق أن روسيا طلبت نقطة لإنشاء مركز لوجستي لجيشها على البحر الأحمر، مقابل مدّ الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر، ووافقنا على ذلك.
وعاد ملف القاعدة الروسية إلى السطح عقب زيارات متبادلة جرت خلال الأشهر الماضية بين المسؤولين الروسيين والسودانيين، وبعد نحو عامين من تجميد الخرطوم اتفاقية مع موسكو بذات الخصوص.
وكانت مصادر إقليمية تحدثت عن رصد رسو 3 قطع حربية بحرية أميركية في ميناء بورتسودان، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات مؤكدة بشكل قاطع من المسؤولين العسكريين.
ويبدو أن التفاهمات بين السودان وروسيا بشأن القاعدة تجمدت أو توقفت بعدما اصطدمت بتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية في البحر الأحمر، إذ إن الخطوة تجد معارضة من أميركا ودول في المحيط العربي والأفريقي.
ومن جهة ثانية، قال مختار إن الموانئ البحرية السودانية لم تتأثر بالحرب، كما حدث لقطاعات كثيرة في البلاد، مشيراً إلى ازدياد حركة الاستيراد والتصدير، بفضل التدابير التي وضعتها الهيئة لتتجاوز أزمة الحرب، مضيفاً أن الميناء يعد الركيزة الأساسية للدولة في ظل الحرب.
وأشار إلى تصدير 5 ملايين رأس من الماشية عبر ميناء بورتسودان، بدلاً من مليونين قبل الحرب، عازياً ذلك إلى أن بورتسودان أصبحت البوابة الوحيدة للتصدير.
ونوّه مدير الموانئ السودانية إلى تدنٍ ملحوظ في حركة الصادر من ولايات البلاد وإليها داخل نطاق القتال الدائر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي.
وقال إن التجار يقومون بمجهودات كبيرة لاستيراد المواد الغذائية، خاصة عبر الميناء الشمالي والأخضر، لإيصالها إلى مناطق الاشتباكات، وفي بعض الأحيان تتعرض للنهب والسلب لعدم توفر الحماية في الطرق.
وأكد مختار أن دور العاملين في الموانئ البحرية دعم القوات المسلحة السودانية في حربها ضد «قوات الدعم السريع»، وتبرعوا بمبلغ 140 مليار جنيه سوداني لها، ووزّعوا خلايا شمسية في الارتكازات والمركبات بالخطوط الأمامية للقتال لشحن الهواتف والراديو.
وذكر أن هذا الأمر أحد أسباب الانتصارات التي حقّقها الجيش في المعارك، لأنه سهّل التواصل بين القوات، مشيراً إلى أن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، طلب 200 خلية طاقة شمسية إضافية.
وقال مختار إنه لا يوجد صراع بين هيئة الموانئ ووزارة المالية، وإن هناك تعاوناً كاملاً بين الجانبين في كيفية تسيير الاحتياجات وتطوير الموانئ.
وعدّ مدير الموانئ الإضرابات التي نفّذها العمال في مارس (آذار) الماضي أفكار شباب واعتقادات خاصة تستند على معلومات خاطئة.
وقال إن «عمال الموانئ لهم دور في تطوير القطاع، لكن بعضهم يعطلون العمل ويتحدثون عن إغلاق الميناء، وهؤلاء لا نعيرهم اهتماماً، لكن نتحدث معهم، ونقول لهم هذا خطأ وهذا صحيح».
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقصف قوات الدعم ويسعى للسيطرة على الخرطوم
قال مراسل الجزيرة إن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني قصفت مواقع قوات الدعم السريع شرقي الخرطوم ضمن هجوم بدأ قبل أسابيع بهدف السيطرة على كافة مناطق العاصمة السودانية.
وأكد مصدر ميداني مطلع في الجيش للجزيرة أن قوات الجيش والقوات المساندة اقتربت كثيرا من مقر الكتيبة الإستراتيجية بمنطقة مقرن النيلين في الخرطوم.
من جهتها، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الجيش تخوض معارك على تخوم منطقة جياد الصناعية التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم.
وبث جنود تابعون للجيش مقاطع مصورة تظهر معارك قالوا إنها على مقربة من جياد بعد عبور قوات الجيش بلدات المسيد وألتي والنوبة الواقعة شمال مدينة الكاملين.
يذكر أن قوات الدعم السريع تتمركز في منطقتي جياد والباقير المتاخمتين لولاية الخرطوم أقصى شمال ولاية الجزيرة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023.
ويشن الجيش منذ بضعة أسابيع هجوما عنيفا لبسط سيطرته على كامل العاصمة.
وقال مصدر في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القوات اقتربت من الوصول إلى وسط الخرطوم والسيطرة عليه وطرد مليشيا آل دقلو"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
إعلانونفى متحدث باسم قوات الدعم السريع أمس الخميس التقارير التي تحدثت عن تقدم الجيش، قائلا "قواتنا صدت جميع الهجمات في كل المحاور"، واصفا تلك التقارير بـ"كذب وإشاعات"، في بيان مماثل للتصريحات التي صدرت في الأسابيع الأخيرة قبل كل انسحاب للدعم السريع.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش السوداني بمدينة الدبة في الولاية الشمالية تعاملت مع 8 مسيّرات انقضاضية للدعم السريع هاجمت المدينة.
وفي الفاشر، قال الجيش السوداني إن الطائرات الحربية نفذت أمس الخميس غارات استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع في شمال غرب الفاشر وجنوب شرق المدينة.
وأضاف أن الغارات دمرت ناقلتي جند تحملان عددا من المسلحين للإمداد، ولم ينجُ أحد.
وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 12 مليون شخص، ودمرت البنى التحتية الهشة أساسا في البلاد، مما جعل معظم المرافق الصحية خارج الخدمة.
كما أدى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد يجد الملايين من سكانه أنفسهم على حافة المجاعة.