الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
القاهرة- وكالات
ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار، جنوبي شرق السودان، منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات، فيما أعلن الجانبان المتقاتلان تحقيق انتصارات في مواقع مختلفة.
وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين سوداني فروا من ديارهم منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل 2023، والتي رافقتها اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بأنحاء البلاد.
وبدأت قوات الدعم السريع في 24 يونيو حملة عسكرية للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري، لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتين أصغر، هما سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي من المدن الثلاث، خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.
وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق.
ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك القليل من أماكن الإيواء أو المساعدات الغذائية للوافدين.
القضارف.. أمطار بدون خيام
وفي القضارف، واجه القادمون هطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسية بالعاصمة من دون خيام أو أغطية، بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، حسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 24 يونيو، نزح ما إجماليه 136 ألفاً و130 شخصاً من سنار.
وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيرين ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة.
وأضافت المنظمة أيضاً أن قرى ولاية القضارف، وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت كذلك خروجاً جماعياً.
الفاشر وجبل مرة
وفي غرب البلاد، قال ناشطون محليون إن 12 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية، الأربعاء، في مدينة الفاشر التي تشهد منذ شهور قتالاً بين الجانبين.
وتسبب القتال في نزوح عشرات الآلاف باتجاه الغرب إلى طويلة وجبل مرة، وهما من المناطق التي تُسيطر عليها إحدى أكبر الجماعات المتمردة في السودان بقيادة عبد الواحد النور الذي عرض، الخميس، أن تتولى قواته تأمين الفاشر إذا انسحب منها الجانبان.
وقال عبد الواحد النور، في بيان، إن الفاشر، التي ذُكرت مع مخيم زمزم المجاور لها ضمن 14 موقعاً أشار مراقبون إلى أنها تقترب من المجاعة، يمكن أن تستأنف حينها دورها كمركز لتوصيل المساعدات الإنسانية.
ولم يُعلق الجيش على العرض عندما طلبت منه "رويترز" التعقيب، في حين قال مصدر في قوات الدعم السريع إنها قبلتها من حيث المبدأ وتأمل أن يقبلها الجيش والقوات المتحالفة معه وأن يخرجوا من المدينة.
تحرير الدندر
على الصعيد الميداني، أعلن حاكم إقليم دارفور السوداني منّي أركي مناوي، الخميس، نجاح الجيش السوداني في تحرير مدينة الدندر بولاية سنار في شرق البلاد من قوات الدعم السريع.
وقال مناوي، عبر فيسبوك، إن الجيش حرر المدينة بالتعاون مع القوة المشتركة، وإنه بسط تأمينها على المؤسسات والمناطق السكنية، "بعد أن تعرضت للاستباحة الكاملة من مليشيات الدعم السريع وتم قتل وتشريد مواطنيها ونهب البنوك ومحاولة تدمير البنى التحتية ومعالم الحياة البرية".
وأضاف في المنشور الذي أرفقه بمقطع فيديو لقوات عسكرية: "سنؤكد للجميع استعدادنا لمقاومة مشروع تدمير استقرار المواطنين ومضاعفة معاناتهم وسنقف على كل الجبهات لأداء واجباتنا الوطنية من أجل حماية البلاد".
الجيش يدافع عن سنجة
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن متحدث باسم حكومة ولاية سنار أن قوات الجيش نجحت في التصدي لمحاولات قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة سنجة عاصمة الولاية، وإن أكد استيلاء الدعم السريع على نحو 30% من سنجة بينها أحياء الشمال والشرق وجزء من الحي الجنوبي.
وقال محمد البشر، في المقابلة التي جرت عبر الهاتف، إن "مجمل الأوضاع في ولاية سنار الآن بخير وتحت السيطرة، وشهدت مدينة سنجة دخول مليشيا الدعم السريع في بعض الأحياء وتصدت لها القوات المسلحة في معركة كبيرة استبسلت فيها القوات المسلحة.. ولا تزال المعارك تدور في مدينة سنجة".
وكانت قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش في أنحاء متفرقة من السودان، أعلنت سيطرتها على سنجة عاصمة ولاية سنار، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية.
وأشار البشر إلى ما وصفها بأنها "خسائر فادحة" للمدينة وأهلها جراء الاشتباكات، واتهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب والاستيلاء على سيارات المواطنين وممتلكاتهم والأسواق والفنادق، ودخول المستشفى الكبير في سنجة.
واتهم الدعم السريع بممارسة ما وصفه بـ"نوع من التصفية في صفوف المواطنين وقيادات الشرطة".
غرب كردفان
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها حققت انتصاراً جديداً، الخميس، "بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان".
وأضافت أنها "بسطت سيطرتها الكاملة على المنطقة" وتمكنت من "تحرير المدينة الاستراتيجية (الميرم) والاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة متنوعة وذخائر.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة سنار
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يسيطر على «ود مدني».. تطور ميداني بارز في مواجهة ميليشيا الدعم السريع
تتواصل الاحتفالات في السودان، وبالأخص في ولاية الجزيرة، بعد أن استعاد الجيش السوداني مدينة «ود مدني» وهي نقطة تحول محتملة في حرب مدمرة.
كما سيطر الجيش السوداني، على مجمع الرواد السكني في الخرطوم، ما يزيح عائقاً أساسياً أمام تقدم قواته في العاصمة، إذ كانت سيطرة قناصة «ميليشيات الدعم السريع» على البنايات الشاهقة للمجمع تشل حركة الجيش في المنطقة.
وقالت القوات المسلحة السودانية، في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»: «سيطر أبطال سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية على مجمع الرواد السكني بشمال غربي الخرطوم، وكبدوا ميليشيا التمرد خسائر كبيرة في الأرواح، مع الالتزام بسلامة الممتلكات الخاصة والعامة طبقاً للقانون الدولي وقواعد الاشتباك».
ود مدنيوتعد ود مدني، هي أقرب مدينة رئيسية إلى الخرطوم، والتي أعلن الجيش السوداني سعيه لتطهيرها من عناصر الدعم السريع الذين وصفهم بـ «المتمردين».
وكانت هيئة قيادة القوات المسلحة أعلنت سيطرة قواتها، على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط البلاد، وتحرير بعض الأسرى، حيث صدرت توجيهات بتأمين ترحيلهم وتسليمهم إلى أسرهم.
اعتراف بالخسارةواعترف قائد ميليشيات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بهزيمة قواته وخسارتها ود مدني، قائلاً إن قواته «خسرت جولة ولم تخسر معركة»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
هجوم مضادكما أعلن الجيش السوداني، تعرض مطار مدينة «مروي» شمالي السودان، لهجوم بـ3 مسيرات انتحارية، دون خسائر في الأرواح والمعدات.
وسبق أن أعلنت الفرقة 19 مشاة، «رصد 3 طائرات درونز استطلاع صغيرة تحلق على ارتفاعات عالية من اتجاه الغرب للشرق بواسطة ارتكاز قواتها بمنطقة أم بكول، على مسافة 70 كيلومترا جنوب المدينة».
وخزان مروي: هو سد كهرومائي سوداني يقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان عند جزيرة مروي التي أطلق عليه اسمها، على بعد 350 كيلومترا من الخرطوم و600 كيلومتر من ميناء بورتسودان.
الموقف الدوليوتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
يذكر أن السودان يشهد صراعاً على السلطة بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد ميليشيات «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو منذ أبريل عام 2023، تسبب في أزمة إنسانية ونزوح للسودانيين داخل البلاد وخارجها.
خريطة سيطرة الجيش وميليشا الدعم السريعيسيطر الجيش السوداني على ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف والشمالية وسنار بالكامل وعلى نحو 90 في المئة من ولاية نهر النيل. في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على نحو 6 ولايات، غالبيتها في إقليم دارفور. ويتقاسم الطرفان المتحاربان السيطرة على العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان.
اقرأ أيضاًالجيش السوداني ينجح في استعادة مدينة «ود مدني» من ميليشيا الدعم السريع
الجيش السوداني ينجح في استعادة مدينة «ود مدني» من ميليشيا الدعم السريع
«البيت الأبيض»: الدعم السريع ارتكب فظائع منهجية ومروعة ضد الشعب السوداني