في الوقت الذي تشهد فيه عدن ومدن يمنية أخرى موجة ارتفاعات سعرية متصاعدة تضرب أسواق الأسماك والمنتجات البحرية، تركز الجهات والدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية جهودها في العمل على تنظيم الصيد في أعالي البحار.

 

ويرصد "العربي الجديد" ارتفاع أسعار الأسماك في أسواق عدن وعدة مدن ومناطق يمنية، حيث قفز سعر كيلوغرام الثمد "ويطلق عليه أيضاً التونة" من 8000 إلى 10000 ريال، إضافة إلى ارتفاع عديد الأصناف الأخرى مثل "الباغة" وغيرها بنسب متفاوتة تراوح بين 50 و80%.

 

وبينما يشكو مواطنون من صعوبة التعامل مع الأسعار المرتفعة للأسماك التي تُعَدّ الوجبة الرئيسية للأُسَر في مثل هذه المناطق والمدن الساحلية، يُرجع تجار ومتعاملون في الأسواق أسباب الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، منها التدهور المتواصل في العملة المحلية، إضافة إلى عودة التصدير بعد فترة من التوقف نتيجةً للقرار الحكومي الصادر بهذا الخصوص، وهو سبب مهم وفق ما استُنتِج في العملية الاستطلاعية للأسواق.

 

في السياق، تتجه وزارة الزراعة والثروة السمكية في الحكومة اليمنية لتشكيل لجنة مهمتها تقديم مقترح بإيجاد لائحة قانونية تنظم الاصطياد السمكي في أعالي البحار.

 

ويحتاج اليمن بشكل عاجل إلى استكمال وضع التشريعات النافذة المتصلة بالصيد الساحلي لأعالي البحار، وتوفير الحماية المناسبة لمناطق الصيد، والاستناد إلى منظومة قانونية وتشريعية وشروط الصيد في البحار اليمنية وفق البروتوكولات الدولية المقرة والموضوعة في هذا الجانب.

 

إجراءات للحد من الصيد الجائر

 

وحسب مصادر وزارية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، فإن الحكومة تدرَس العديد من الإجراءات التي تستهدف وضع حد للعبث والصيد العشوائي الجائر، الذي سيكون ضمن مهمات اللجنة التي ستُشكَّل إلى جانب مهمتها الرئيسية في سنّ القوانين وفق الاتفاقات الدولية، وبما يحفظ لليمن ثرواته في محاذاة المياه الإقليمية.

 

ويشرح أحد العاملين في الصيد السمكي في عدن، محمد عابد، لـ"العربي الجديد"، أن هناك صعوبات بالغة تواجههم في عملية الصيد عبر القوارب والشبكات التي تُسحَب بعد غمرها للماء، الذي يختلف عن الصيد في مناطق أعمق، والذي يحتاج لإمكانات لا يستطيع الصيادون توفيرها.

 

من جانبه، يوضح الصياد سالم المهري لـ"العربي الجديد"، أن الصيد كلما ابتعد أكثر عن الساحل، احتاج لأدوات أكبر وأكثر حماية للصيادين، وأشباك أقوى، لافتاً إلى أن أغلب الصيادين في اليمن يستخدمون القوارب التي لا يستطيعون استخدامها للوصول أو لعملية الاصطياد في أعالي البحار.

 

يوضح الصياد سالم المهري لـ"العربي الجديد"، أن الصيد كلما ابتعد أكثر عن الساحل، احتاج لأدوات أكبر وأكثر حماية للصيادين

 

ويرى مسؤول في جمعية اصطياد سمكي، ناصر مصطفى، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الضرورة تقتضي تنظيم عملية الاصطياد بشكل عام ودعم ومساندة وتشجيع تأسيس شركات استثمارية تستطيع أن تساهم في فرض نفسها أمام الزحف المتواصل للشركات الأجنبية.

 

الباحث الاقتصادي جمال راوح، يوضح لـ"العربي الجديد" أن الأمن الغذائي لليمن في وضع خطير للغاية، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة والسلطات المعنية من أزمة مالية حادة جعلتها عاجزة عن القيام بأي دور يسهم في معالجة الأزمة الغذائية التي تواجها البلاد، مشيراً إلى أن تدهور وضعية القطاع السمكي يأتي في طليعة الأسباب التي أدت إلى تعميق أزمة الأمن الغذائي في اليمن.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الثروة السمكية الصيد فی أعالی البحار العربی الجدید الصید فی

إقرأ أيضاً:

شباب تعز: الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه لمواجهة انبعاث الإمامة

أكد شباب تعز على أهمية إحياء الثقافة الجمهورية، وربطها بالواقع، لمقاومة التهديدات الناجمة عن انبعاث جثة التاريخ المتمثلة بالإمامة، باعتبار الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه.

بيان اللقاء التشاوري الموسع للشباب في تعز، الذي عقد الأحد لمناقشة المستجدات الحالية ومواجهة المخاطر التي تهدد الجمهورية، اعتبر التساهل وتقديم أي تنازلات للمليشيا الحوثية الإرهابية والقفز على استحقاقات الشعب اليمني هي جريمة وطنية لا يمكن تقبلها تحت أي مبرر. 

واستهجن البيان استمرار حالة عدم الاكتراث بالوعي الوطني، وعدم توظيف المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية والحقوقية في مجابهة المشروع السلالي العنصري، والتصدي لمساعيه القذرة والعبث بالهوية الوطنية، مطالباً بإعادة تفعيلها وإشراك واستيعاب الطاقات الشبابية الفاعلة والمؤهلة في مختلف القطاعات الرسمية.

ووقف اللقاء أمام العديد من القضايا والمستجدات الوطنية والمحلية الراهنة، وتأثيراتها الحالية والمستقبلية، وموقع الشباب من هذه القضايا، وأدوارهم الحالية والمطلوبة باعتبارهم القوة الحية والفاعلة في كل التحولات السياسية التي شهدتها وما زالت تشهدها اليمن ومحافظة تعز بشكل خاص.

واعتبر اللقاء التشاوري بأن الحرب التي فجرتها جماعة الحوثي وما رافقها من بعث للأفكار الظلامية الماضوية، باتت بمثابة تهديد وجودي لليمن كوطن ولليمنيين كشعب وللنظام السياسي الجمهوري، ما يحتم توحد الإرادة الوطنية وتعبئة كافة الطاقات استعدادا للخيارات الوطنية الممكنة لتجاوز حالة الاخفاق التي ساهمت في إطالة أمد الحرب واستمرار المأساة اليمنية خاصة وأننا على أعتاب تحولات تتطلب يقظة ووعيا نافذا وجاهزية للحركة في كل اتجاه. 

واعتبر البيان صعود مليشيا الحوثي إلى واجهة المشهد نتيجة للشقوق المتصدعة للصف الوطني، ومن ثنايا الارتباك والتناقض والحسابات الضيقة للقوى السياسية، مشيرا إلى أن المليشيا الحوثية الكهنوتية استغلت وما زالت تستغل الإخفاقات والاختلالات القائمة بين القوى الوطنية وحالة التشويش والرؤى الضبابية وتعززها بدخان الحرب وبمفاقمة المأساة الإنسانية.

اللقاء التشاوري انتقد استمرار الأطراف الدولية في تدليل المليشيا الحوثية الإرهابية على حساب الحقوق الأصيلة والمكتسبة للشعب اليمني، وأكد انه تنكر واضح لقيم حقوق الإنسان الكونية، وساهم في استشراء السرطان الحوثي الكهنوتي المدعوم ايرانيا، فأصبح خطرا اقليميا يهدد المصالح الدولية.

وقال "إن استمرار المليشيا الحوثية في ابتزاز الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي، ومواصلة إحكام قبضتها الحديدية على مفاصل الدولة، وتوظيفها في ممارسة المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، هو أحد نتائج ذلك التدليل الذي بات بمثابة عار على جبين الإنسانية وخطيئة تنتظر التكفير عنها".

شباب تعز في بيانهم أكدوا الدعم الكامل لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية وقيادة البنك المركزي اليمني عدن في استعادة أدوات الفعل والتأثير الاقتصادي لتعزيز الاقتصاد الوطني وشل حركة وعبث مليشيا الحوثي الانقلابية بالاقتصاد الوطني، وطالبوا بالمزيد من الإجراءات الجادة والمسؤولة.

كما طالبوا بسرعة وضع حد لتدهور العملة الوطنية، وانعاش الاقتصاد الوطني، واتخاذ إجراءات فورية لحماية موظفي القطاع العام المدني والعسكري من التدهور في سعر العملة الوطنية.

اللقاء التشاوري الموسع للشباب أكد أيضاً أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لإعادة تصدير النفط والغاز، وتنمية الإيرادات، ومكافحة الفساد، ووضع حد لتهديدات وابتزاز المليشيات الحوثية.

وحيا اللقاء نضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكداً أن استغلال مليشيا الحوثي لمأساة الشعب الفلسطيني لا يعدو عن كونه استغلالاً للمزايدة والدعاية الإعلامية لتبييض جرائمها بحق الشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • «العربي الناصري»: التعليم والصحة والسلع الغذائية على رأس أولويات الحكومة الجديدة
  • شباب تعز: الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه لمواجهة انبعاث الإمامة
  • البلاغة من فوهة البندقية.. لماذا صنفت الولايات المتحدة أبا عبيدة إرهابيا؟
  • زي النهارده.. سكان مدينة صور الساحلية يستسلمون للحصار الصليبي
  • النائبة دينا هلالي: الحوار الوطني بوصلة الحكومة الجديدة لمواجهة الأزمات
  • صناعة “الخمير” في اليمن تقاوم الأزمات
  • نقابة المعلمين في تعز تطالب بصرف راتب يونيو وبدل غلاء المعيشة فوراً
  • نازحو اليمن…صيفٌ مرير بعد شتاءٍ قاسٍ! (تقرير خاص)
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل