عربي21:
2024-11-25@02:25:44 GMT

كيف اشتبك حمدي أبو جُلَيِّل مع جوامع القاهرة؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كيف اشتبك حمدي أبو جُلَيِّل مع جوامع القاهرة؟

رحل الكاتبُ المصري الكبير حمدي أبو جليِّل عن عالمِنا في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، وربما لم أكُن قد التقيتُ به إلّا مرّةً واحدةً بالمصادَفة في إحدى الندوات ولم نتبادَل حديثًا، كما لم أقرأ له حرفًا قبل هذا الكتاب الذي اشتريتُه قبلَ أعوامٍ وبدأتُ قراءتَه بعد أن وصلَ إليَّ خبرُ وفاتِه بساعات!

صدرَ كتابُه (القاهرة: جوامع وحكايات) عن الهيئة المصرية العامّة للكِتاب عام 2018.

وفي مَدخَلِه إلى الكتاب اهتمَّ كاتبُنا بالحديث عن دور الجامع السياسي، فقال إنّ القاهرةَ قد تأسَّسَت وتوسَّعَت حول ثلاثة جوامع بُنِيَت في ثلاثة عهودٍ إسلامية، هي جامعُ عمرو بن العاص (الذي كان قِيامُه إعلانًا عن فتح مصر وانتزاعِها من التاج الروماني إلى الأبد)، وجامعُ أحمد بن طولون (الذي كان بمثابة إعلانٍ عن استقلال مصر عن الخلافة العباسية للمرة الأولى)، والجامع الأزهر الذي أعلَن قيامَ الخلافة الفاطمية في مصر والمَشرق العربي. ليس ذلك فحَسب، وإنما تجلّى هذا الدورُ – حسبَ كلام الكاتب – على نحوٍ سلبيٍّ في تجاهُل أيٍّ من هذه الجوامع أو إهمالِها أو تعطيلِ شعائرِها، فقد كان اقتحامُ فُرسان صلاح الدين الأيوبيِّ الجامعَ الأزهرَ إنهاءً لنفوذ الفاطميِّين. كما يتجلّى هذا الدورُ في الاتّجاهِ المُضادّ في ابتداء ثوراتِ الرعيّة على الحُكّام من هذه الجوامع، وهو ما يفصِّلُه أبو جليّل في فصول الكتاب.

قسّم الكاتبُ عملَه هذا إلى خمسة فصول (جوامع الوُلاة، وجوامع الفاطميين، وجوامع المماليك، وجوامع العلَويين، وجوامع الأولياء). وظلّ يطارد دورَ الجامع السياسيَّ في مقالات هذه الفصول جميعًا، فاثنان من الجوامع الثلاثة المذكورةِ آنِفًا مُدرَجان في فصل (جوامع الوُلاة)، وهما جامع عمرو وجامعُ ابنِ طُولون، وفي مقال (جامع عُقبة بن عامر) مثَلًا نَعرفُ بعضًا من سيرةِ الصحابيِّ (عُقبة) الذي عيَّنَه معاويةُ بن أبي سفيانَ واليًا على مصر ثمّ عزلَه بمؤامرَة، ونَعرفُ أنّ مَن بنى الجامعَ هو محمد باشا أبو النور السلِحدار والي مصر مِن قِبَل السلطان العثماني، بَناه على أطلال قُبّةٍ بناها صلاحُ الدين على رُفاتِ الصحابيّ. لكنّ المُثيرَ أنّ كاتبَنا لا يَعدَم إشارةً سياسيةً في ثنايا سيرَتَي الصحابيّ وباني الجامع، يوازي بها بين الرَّجُلَين ويُضحكُنا من تقلُّبات السياسة، فها هو ذا يحدِّثُنا عن ازدياد قوّة عُقبة، ما جعلَ معاويةَ يخشاه ويتوقّع تمرُّدَه، فسيَّرَ إليه مَسلَمةَ بن مخلد بعد أن ولّاه مكانَه، برسالةٍ يأمرُه فيها بالخروج مع مَسلمةَ لغزو جزيرة رودس، فانطلقَ مسلمةُ وعُقبةُ إلى الإسكندرية، وأوغلَ عُقبةُ برجالِه في البحر، فيما تباطأَ مَسلمةُ حتى يضمنَ غيابَ عُقبةَ ثُمّ أسرعَ إلى سرير الحُكم في الفسطاط ليُحكِمَ قبضتَه عليه، ما دفعَ عُقبةَ إلى أن يقول مُغضَبًا: "ما أنصفَنا معاوية، عَزلَنا وغرَّبَنا!" ثُمّ يحدّثُنا الكاتبُ عن (محمد أبي النور) الذي ظلَّ واليًا على مصر ثلاثة أعوامٍ مثلَ عُقبةَ بالضبط، ثمّ هجمَت عليه جماعةٌ من الفِقاريّة المُناوئين له فأنزلَته من القلعة مقرِّ الحُكم وسجنَته. وكلك في مقال (جامع الفاضل)، يُوازي بين سيرتَي باني الجامع الأصلي (الأمير بشتاك الناصري من مماليك الناصر محمد بن قلاوون) ومجدِّدتِه الأميرة أُلفَت هانم قادن امرأة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. ويقولُ في تقدمتِه لهاتَين السيرتَين: "ورغم أنّ الجامع لا يتمتع باسمِ أيٍّ من مُلوك مصر وسلاطينِها، إلا أنّ بانيَه ومجدِّدتَه لم يكونا بعيدَين عن ساحة المُلك، بل كانا في قلب كواليسِها يبكيان دمًا على ضياع المُلك، فالخيانةُ والرشوة – وأيضًا تواضعُ الأصول – حرمَتهما من سُلطةٍ كانا على بُعد خطوةٍ من القبض عليها." ثمّ يَبسُط السيرتَين متحدِّثًا عن تنافُس بشتاك مع الأمير (قوصون) ودهاء هذا الأخير وبراعتِه في إقصاء بشتاك عن سرير المُلك بعد وفاة ابن قلاوون، وعن (مصطفى فاضل باشا) ابن الأميرة أُلفَت وأخي الخديوي إسماعيل من أبيه، والأحَقّ بالجُلوس على عرش مصر بعد إسماعيل، إذ نجحَ إسماعيلُ برِشوة السلطان العثماني عبد العزيز في جَعل وراثة عرش مصر في أكبر أبنائه، ليَختِم هذه الإشارةَ بقولِه: "وربما سارعَت الأميرةُ بتجديد الجامع لتضعَ اسمَ ابنِها عليه وتعوِّضَه في منفاه ومماتِه عن مُلكٍ كان يستحقُّه في حياتِه."

وثَمّ ملمحٌ مهمٌّ في سَرد أبي جليِّل، هو سُخريتُه الصريحةُ التي يجعلُها مُعادلًا موضوعيًّا لسُخرية القدَر إذ تتبدّى في صفَحات التاريخ، ففي خِتام مقال (جامع الفاضل) نفسِه يقول: "وأُلفَت هانم بعد أن رمَّمَت الجامع على خير وجهٍ لم تجِد أيَّ حرَجٍ من محو اسم صاحبِه الأصليِّ بشتاك لتُثبِتَ أنه موعودٌ بعدَم تحقُّق أحلامِه، فأثناءَ حياتِه حرمَه قوصونُ من مُلك مصر، وبعد مماتِه حرمَته الأميرةُ من اسمِ جامعِه وأطلقَت عليه اسمَ ابنِها مصطفى باشا فاضل." ثُمّ إنه أحيانًا يجعلُها سُخريةً مستترةً، ففي مقالِه (جامع أحمد بن طولون) يقول: "عندما اكتملَ بناؤه رأى في المنام كأنّ الله قد تجلّى للقصور التي كانت حولَ جامعِه ولم يتجلَّ للجامع، وفي الصباح سأل المفسِّرين فقالوا "يُخرَّب ما حولَ الجامع ويَبقى قائمًا وحدَه"، فخرَّبَها، ثمّ رأى في المنام كأنّ نارًا نزلَت من السماء وأخذَت جامعَه دون ما حولَه من العُمران، فلمّا أصبحَ قصَّ رؤياه على المفسِّرين فقالوا: أبشِر بقَبول جامعِك المبارَك، لأن النارَ كانت قربانًا في الزمن الماضي، فإذا قَبلَ اللهُ قربانًا نزلَت من السماء نارٌ فأخذَته!" هكذا تأتي علامةُ التعجُّب وحدَها إضافةً من أبي جليِّل، ليَلفتَنا بها إلى ما قد تنطوي عليه هذه الحكايةُ من حماقةِ الحاكم المستبدِّ واستهتارِه بما في أيدي الناس واتّخاذِه العلاماتِ الغيبيّةَ تُكأةً لفِعل ما يَحلو له بأن يؤوِّلَها على النحو الذي يَروقُه أو يُصدِّقَ على ما يروقُه من تأويلاتِها. لا شكّ في حَداثة علامةِ التعجُّب في هذا السياق، فاستخدامُ علاماتِ الترقيمِ على النحوِ المُعتاد اليوم لم يمُرَّ عليه في الكتابة العربية إلا ما يربو قليلًا على قرنٍ من الزمان.

ويَلحقُ بهذه السخريةِ حِرصُه على بَيان ثنائية الاسمَين الرسميِّ والشعبيِّ للجوامع وغيرِها من المَعالم، فهناك جامع الأمير (كريم الدين الكبير) – وهو الاسم الرسميُّ - الذي كان في موقع جامع عمر مكرم الحاليِّ الشهير، غيرَ أنّ الوعيَ الشعبيَّ أسقطَ اسمَ الأمير المملوكيِّ ووضعَ بدلًا منه اسمَ (الشيخ العبيط) وهو أحد دراويش القاهرة في القرن الثاني عشر الميلادي. وهناك شارعُ البُستان في وسَط القاهرة، ذلك المسمَّى باسم بُستان (الشريف بن ثعلب)، الذي غيَّرَه جمال عبد الناصر إلى اسم صديقِه العراقي الرئيس (عبد السلام عارف)، ويقولُ هنا كاتبُنا: "لكنَّ الميدانَ تمسَّك باسمِه الأول (البستان) وحوَّلَ اسمَ الرئيس العراقي إلى مجرَّد لافتةٍ لا ينتبه لها أحد." وكنتُ أتمنّى وأنا مُقبلٌ على قراءة فصل (جامع الفاضل) أن يَذكُر أبو جليِّل الاسمَ الشعبيَّ لهذا الجامع الذي أحبُّه، وهو (جامع الشيخ رفعت) الذي عرَّفَني إليه أصدقائي في المدرسة الثانوية، إذ دأَب الشيخ (محمد رفعت) رحمةُ الله عليه أن يرفعَ منه الأذانَ ويقرأَ فيه القرآن، لكن يبدو أنّ كاتبَنا لم يكُن يعرفُ هذا الاسمَ الذي نسخَ به المصريُّون على المستوى الشعبيِّ طبَقاتِ التاريخِ المتراكمةَ في هذا الجامع، لاسيَّما العهدَين المملوكيّ والعلَويّ.


لكنّا إلى الآنَ لم نتحدّث عن اهتمام الكِتاب بجوانب العِمارة في جوامع القاهرة. والحقُّ أنّ هذا الوجهَ من الكتاب على ما فيه من جهدٍ محمودٍ كان يحتاجُ في رأيي إلى أشياء تُكملُه. ولنستعرِض فقرةً واحدةً من حديثِه عن جامع الأقمر في فصل (جوامع الفاطميين): "أما باب الجامع فيَعلوه عَقدٌ منكسِرٌ ومفصَّص، في قلبه دائرةٌ مقسَّمةٌ إلى ثلاثة أشرِطةٍ مكتوبٍ عليها "محمد علي"، يحيط بها شريطٌ آخَر من الكتابة.... وعلى الجانب الأيمن من المَدخَل حَنيةٌ كبيرةٌ يعلوها عَقد نصف دائري ممتد ويزَخرِفُه صفّان من الدلّايات." في هذه الفقرة مفرداتٌ تُعَدُّ مصطلَحاتٍ تنتمي إلى حقل العمارة بعامّةٍ، وإلى العمارة العربيةِ الإسلامية بالأخَصّ. وفي رأيي أنّ تقديمًا لهذه المصطلَحات في بداية الكتاب أو ثَبَتًا بمدلولاتِها المعمارية في نهايتِه كان كفيلَين بإضاءة هذا الوَجه من الكِتاب، ويا حبَّذا لو كانت جِهةُ إصدار الكِتاب قد زوَّدَته بما هو أكثرُ من الصُّوَر القليلة الباهتة المُجتزأة من كلِّ جامعٍ في بداية المقال المنذورِ له. بَيدَ أنه تَبقى مُتعة تلقّي هذا الوجه الكِتاب مرهونةً بزياراتٍ ميدانيّةٍ لهذه الجوامع، أو افتراضيّةٍ عبرَ الشاشات، فضلًا عن أهمية مُراجَعة كِتابٍ يقدِّم لهذه المصطلَحات على نحوٍ مُرضٍ، كعَمَل وِلفرِد جوزِف دَلِي "العِمارة العربية بمصر"، ذلك الذي ترجمَه محمود أحمد وصدرَ أيضًا عن الهيئة المصرية للكتاب.

أخيرًا لا يفوتُنا أن نُشير إلى موطِن ضَعفٍ لا يُفوَّتُ في الكِتاب، هو ارتباكُ التواريخ التي يُوردُها كاتبُنا أحيانا، ففي نهاية مقال (جامع الأقمر) يقول: "ظلَّ الآمِرُ بأحكام الله يتردد على قصر الهودَج بالروضة حتى اغتيالِه يوم الثلاثاء رابعِ ذي القعدة سنةَ 254 هـ"، وهو تاريخٌ مستحيلٌ لأنّ بناء القاهرة ومجيء الفاطميين إلى مصر كان أصلاً بعد هذا التاريخ بقَرن! ونكتشِف حين نُراجعُ المَصادرَ أنّ هذا الخليفةَ الفاطميَّ قد اغتيلَ عام 524 هـ، ما يعني أنّ الخطأ هو في الأغلَب خطأُ جَمعِ المقالات وتحرير المسوَّدة النهائية للكتاب، وهو أمرٌ متكرِّرُ هنا.

كما لا ننسى أنّ كاتبَنا المعروفَ بإثارة الجدَل لا يَهجر عادتَه هذه هنا، ففي فصل جامع عقبة بن عامر يقول عن عُقبة: "وهو آخِر مَن جمعَ القرآنَ الكريمَ، ومصحفُه الذي كان مختومًا باسمِه في مصر كان يختلِف عن مصحَف عثمان." هكذا يُلقي أبو جليّل بحجَرٍ في وجوهِنا لا في مِياهٍ راكدةٍ، ليُثيرَ مَن لم يسمعوا بأمر الاختلافاتِ بين مَصاحِف بعض الصحابةِ وبعض. وكنتُ أتمنى أن يُحيلَنا إلى مصدرِه في معلومةٍ مهمّةٍ كهذه بالتحديد، بدلًا من أن يَذكُرَ مَراجعَه إجمالًا في نهاية الكتاب.

وانتهاءً، فالكِتابُ جديرٌ بالقراءة، ملهِمٌ في كثيرٍ من حكاياتِه التي غاصَ عليها كاتبُه في بُطون المَراجع التاريخية التراثية والمُحدَثة. صحيحٌ أنّ هناك ما يَنقصُ مِن نَفعِه كما أسلَفنا القولَ، إلا أنّه يَشفعُ لكاتبِه ما بَذلَ من جهدٍ وما أظهرَ من شغفٍ بالتاريخ وجَمال العِمارة الإسلامية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير المصري التاريخ مصر تاريخ سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذی کان فی مقال جامع ع

إقرأ أيضاً:

منصور بن زايد يفتتح متحف «نور وسلام» في مركز جامع الشيخ زايد الكبير

افتتح سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، متحف «نور وسلام»، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.

وقام سموه بجولةٍ في أقسام المتحف، برفقة عدد من كبار المسؤولين، اطلع خلالها على محتوياته وأنشطته وما يقدم من معارف حول الحضارة الإسلامية وما جادت به عبر عصورها من فنون وعلوم، وما تتسم به من تسامح وتعايش، ساهم في رفد حركة التأثير والتأثر بينها وبين غيرها من حضارات العالم، حيث يتضمن المتحف خمسة أقسام تتضمن تجارب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة التي تعبر عن رسالة المتحف وتقدم سرداً حسيّاً شائقاً يتيح لزائري المتحف فرصة التفاعل مع محتواه الثقافي، ويفتح قنوات الحوار الحضاري بين الثقافات. 

كما تعرف سموه على تجربة (ضياء) الغامرة، قاعة الوسائط المتعددة، والتي تعزز رسالة الجامع الحضارية، وذلك في «قبة السلام»، التي تضم العديد من المرافق الثقافية، إضافة إلى المتحف وتجربة (ضياء).

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على أن افتتاح متحف «نور وسلام» يعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعد خطوة أخرى في ترسيخ مكانة الدولة كمنارة للتسامح والحوار الحضاري بين الثقافات.

وصرح سموه قائلاً: «إن هذا المتحف يشكل نافذة تتيح للعالم استكشاف الثراء الثقافي للحضارة الإسلامية، ويمثل إضافة نوعية لجهود دولة الإمارات في إبراز القيم الإنسانية المشتركة التي تربطنا كشعوب مختلفة، وجعل التراث والفن والعلم والآدب منصات للحوار والتقارب. نحن ملتزمون بدعم المبادرات التي تساهم في بناء مستقبل يعزز قيم التفاهم والسلام».

وأضاف سموه: «إن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يواصل دوره ورسالته الحضارية التي تعزز مكانة الإمارات كوجهة ثقافية عالمية تجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل، ويؤكد رؤيتنا في تحقيق التنمية الثقافية التي تحترم تعدد الثقافات وتحتفي بالتنوع».

أخبار ذات صلة برعاية منصور بن زايد.. ذياب بن محمد بن زايد يشهد تكريم 325 طالباً وطالبة من خرّيجي مكتب البعثات الدراسية تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.. انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء في أبوظبي

تجربة ثرية وجاذبة
يجمع المتحف بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة للقطع الأثرية والوسائط المتعددة، ليخلق تجربة سردية ملهمة وغنية تتألف من خمسة أقسام، هي: قيم التسامح - فيض النور، والقدسية والعبادة - المساجد الثلاثة، وجمال وإتقان - روح الإبداع، والتسامح والانفتاح - جامع الشيخ زايد الكبير، والوحدة والتعايش، تضاف إليها المساحة المخصصة لتجارب العائلة والأطفال.

محتوى ثقافي قيّم
يزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات، التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، وتتمحور حول مواضيع متنوعة، ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف: جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبد الملك بن مروان (77 هـ)، أول مسكوكة إسلامية ذهبية، وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1296م/695 هـ)، ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (القرن 14 م)، والاسطرلاب الأندلسي (القرن 14م)، إضافة إلى المجموعة الشخصية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة، والأطروحات العلمية والطبية، والزخارف والخطوط، والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية، والمنسوجات.

بهدف نشر رسالته على أوسع نطاق من خلال إطلاع مرتاديه من مختلف الثقافات، على رسالته، قدم المتحف مضمونه الحضاري، بسبع لغات هي: العربية والإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية والهندية، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض.

«قبة السلام»
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يقع في «قبة السلام»، الوجهة الثقافية الجديدة في إمارة أبوظبي، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التي تضم عدداً من الأنشطة الثقافية منها مكتبة الجامع المتخصصة في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، والمسرح الذي يحتضن الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية والثقافية والمجتمعية، وتجربة (ضياء) الحسية الغامرة والملهمة التي تُقدم رسالة الجامع الحضارية، بتقنية (360)، والتي تمثل برسالتها وأسلوب عرضها إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز، كما تحتضن مساحات «قبة السلام»، المعارض المؤقتة التي يقيمها المركز والتي تتميز بقيمتها الثقافية، ورسائلها الحضارية، التي تعزز رسالة الجامع ودوره الثقافي، من خلال تقديم محتواها الثقافي والإنساني في إطار معرفي تفاعلي متنوع، ومنها: معرض (الأندلس، تاريخ وحضارة)، ومعرض (النقود الإسلامية، تاريخ يكشف).

الجدير بالذكر أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير سيعلن عن افتتاح متحف نور وسلام أمام الزوار قريبا، ليتاح لمختلف الثقافات من مرتادي جامع الشيخ زايد الكبير خوض التجربة الثقافية في أرجاء المتحف.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • جوميز مُستاء من مستوى مصطفى شلبي ويدرس مشاركة حمدي  
  • بحضور«الدبيبة».. اختتام فعاليات ملتقى «شباب ليبيا الجامع»
  • «الدبيبة» يحضر فعاليات ملتقى «شباب ليبيا الجامع» في مصراتة
  • مهرجان القاهرة يختتم دورته الـ 45.. "العام الجديد الذي لم يأت أبدا" يتوج بالهرم الذهبي.. وجائزة الفيبريسي تذهب إلى "دخل الربيع ضحك"
  • سرقة جامع أبو بكر مزهر الأثري بشارع المعز والنيابة تتحفظ على الجاني
  • خطيب الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية
  • الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا
  • منصور بن زايد: «نور وسلام» يعكس رؤية الإمارات في تعزيز الثقافة والتعايش
  • منصور بن زايد: متحف نور وسلام نافذة لاستكشاف ثراء الحضارة الإسلامية
  • منصور بن زايد يفتتح متحف «نور وسلام» في مركز جامع الشيخ زايد الكبير