تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
بعد أيامٍ خفّت فيها وتيرة العمليات على الجبهة الجنوبية إلى الحدّ الأدنى، في سياق ما وُصِف بالهدنة القصيرة وغير المُعلَنة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، أعاد العدوّ الإسرائيلي المواجهة إلى الذروة بغارة جوية على مدينة صور، أدّت إلى استشهاد "القائد محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة)"، بحسب توصيف العلاقات الإعلامية في الحزب، وهو توصيفٌ لا يعتمده الحزب إلا في إشارة لكبار القياديّين العسكريين في صفوفه.
وفي حين اكتفى "حزب الله" في البيان الذي أصدره بعد الاغتيال، على عادته، بنعي مقتضب للشهيد الذي "ارتقى على طريق القدس"، تقاطعت التسريبات على تأكيد أهمية الدور الذي كان يلعبه، والذي قال الإعلام الإسرائيلي إنّه "القائد الميداني الأقدم في كامل القطاع الغربي"، وأنّه "الرجل المسؤول عن كل العمليات التي تمّت في الجليل الغربي خلال أشهر الحرب"، بوصفه قائد الوحدة المختصّة بالقطاع الغربي بأكمله في جنوب لبنان.
ومع مسارعة الحزب لتنفيذ عدة هجمات نوعية وغير مسبوقة على أهداف إسرائيلية بعد اغتيال "الحاج أبو نعمة"، عاد التصعيد في الجبهة اللبنانية إلى ذروته، كما كان بعيد اغتيال القيادي طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب" الشهر الماضي، حين ارتفعت أسهم الحرب إلى المستوى الأعلى، ما يطرح السؤال إياه عن السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا التصعيد، فهل تستدرج إسرائيل لبنان إلى الحرب التي يكرّر مسؤولوها باستمرار أنّ "لا مفرّ منها"؟!
أسئلة حول التوقيت
صحيح أنّ جريمة اغتيال "الحاج أبو نعمة" تأتي في سياق يعتمده العدو الإسرائيلي في مواجهته مع "حزب الله"، منذ فتح الأخير الجبهة الجنوبية إسنادًا لغزة في الثامن من تشرين الأول الماضي، وهو الذي يركّز بشكل أساسي على سياسة الاغتيالات في الضغط على الحزب، لكنّ الصحيح أنّ هذه الجريمة أثارت الكثير من علامات الاستفهام في توقيتها "الملتبس"، بعدما أوحت تطورات الأيام الأخيرة بتقدّم خيار الدبلوماسية على سيناريوهات الحرب.
على مستوى التوقيت، يتوقف العارفون عند شقّين أساسيّين، فقد جاءت عملية الاغتيال المستجدّة بالتزامن مع "زخم لافت" على خطّ الحراك الدولي الساعي لتجنّب التصعيد على الجبهة اللبنانية، وهو ما تجلّى بوضوح باللقاء الذي جمع كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين في باريس مع الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، والذي قيل إنّه خلص إلى اتفاق على مواصلة الجهود من أجل منع توسع الحرب بين لبنان وإسرائيل.
وفي التوقيت أيضًا، جاءت العملية في وقتٍ يكثر الحديث إسرائيليًا عن الانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة، والتي أطلق عليها اسم "جزّ العشب"، وهي استراتيجية إسرائيلية تقوم على "عمليات خاطفة محدّدة"، ما يعني خفضًا للقوات الإسرائيلية الموجودة على غزة، وهو ما يثير تساؤلات عن احتمال نقل العديد إلى الشمال من أجل التفرغ لمواجهة "حزب الله"، وهي مواجهة يقول مسؤولون إسرائيليون إنّها "حتميّة" في نهاية المطاف.
موقف "حزب الله"
في مقابل هذا الرأي الذي يميل إلى الاعتقاد بأنّ إسرائيل باغتيالاتها واستهدافاتها تستدرج "حزب الله" إلى الحرب، وكأنّها "تستفزّه" لجرّه إلى ملعبها، بحيث يكون هو المسؤول عن "الطلقة الأولى" إن جاز التعبير، ثمّة من يعتقد أن إسرائيل تراهن على أنّ الحزب لن يكون "البادئ بالحرب"، طالما أنّ لا مصلحة له في توسّعها، ولذلك فهي لن تتردّد في استهداف قياديّيه ومسؤوليه كلما لاحت لها الفرصة لذلك، كما حصل في غارة صور.
على خط "حزب الله"، يقول العارفون إنّ المعادلة تبقى ثابتة، بمعنى أنّ الحزب لا يريد الحرب، ولن يُستدرَج إليها بطبيعة الحال، لكنّه جاهزٌ لخوضها متى فُرِضت عليه، وهو كما قال أمينه العام السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة، مستعدٌ لها أكثر من أيّ وقت مضى، وقد تسلّح بكلّ ما يجب لخوضها من دون أيّ ضوابط أو حدود أو أسقف، علمًا أنّ الحزب يعتبر أنّه راكم من القوة ما يكفي لإلحاق الهزيمة بالعدوّ في حال أقدم على أي مغامرة ضد لبنان.
وإذا كان "حزب الله" يؤكد أيضًا ثباته على معادلة أنّ الجبهة اللبنانية ستبقى مشتعلة طالما أنّ الحرب على غزة مستمرة، وأن القتال سيتوقف بمجرد التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، فإنّ ذلك لا يعني بحسب العارفين، أنه سيترك عمليات الاغتيال التي تستهدف قادته من دون ردّ، فهو يلتزم أيضًا بمعادلة "السنّ بالسنّ والعين بالعين"، وإن بقيت ردوده "مضبوطة" بسقف عدم الذهاب إلى الحرب، ما لم يبدر عن الإسرائيلي ما يوصل إليها.
إلى التصعيد دُر.. تبدو الجبهة الجنوبية إذاً في قلب "جولة أخرى" من التصعيد، جولة لا يمكن التكهّن سلفًا بالمسار الذي يمكن أن تتّخذه، فضلاً عن سيناريوهاتها ومآلاتها. لكنّ الأكيد أنّ الأمور تبقى مفتوحة على كلّ الاحتمالات والخيارات، بين "جنون" الإسرائيلي، و"أسقف" الحزب، وما بينهما جهود ووساطات يُخشى أن تسقط عند أول مفترق!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحاج أبو إلى الحرب حزب الله
إقرأ أيضاً:
وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
أصدر حزب الله بيانا حول الأحداث الدامية الدائرة في الساحل السوري، والتي أدت لسقوط المئات من القتلى من جانب الأجهزة الأمنية والطائفة العلوية، حيث نفي الحزب أي علاقة له بهذه الأحداث.
ماذا يريد الاحتلال من سوريا؟وفي هذا الصدد، قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي واللبناني، إن انعدام الأمن والاستقرار في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني المجازر الجماعية في الساحل خلفت الكثير،من القتلى وهناك فيديوهات تظهر عودة عناصر داعي وتنكيلهم بالأرواح والعالم صامت كما صمت عن ما جرى في السابق في سوريا.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك انتهاكات بحق مدنيين عزل غليان داخل سوريا المؤسسة الأمنية والعسكرية تلاحق حاملي السلاح الذين يركبون سرقات في مدن الساحل السوري من الواضح أن هناك معركة إسناد جديدة تنطلق في الساحل السوري، وهناك أيضا ما نشهده في الإعلام المرئي والمسموع اتهام مباشر لفلول النظام الفار وما نشهد على قنوات التلفزيونية من اعتقال عناصر من فلول الأسد وهم من قاموا بقتل عناصر حاجز حميم من الأمن العام وقاموا بحرق جثثهم في البساتين القريبة وهذا ما يقال في الإعلام.
وأشار نعمة، إلى أن من الطبيعي أن يكون هناك توخي الدقة في نقل الاخبار
وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافا سياسية واجندات خارجية مشبوهة وان ما يقال ان خزب الله وراء ما يجري في سوريا خاطئ.
وأكد نعمة، أن العلاقات الإعلامية في الحزب تنفي نفيا قاطعا حول اتهام الحزب فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك وينفي الحزب هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وخاصة أنه كان هناك اشتباكات منذ فترة بين عشائر تابعون لحزب الله مع قوات هيئة تحرير الشام على الحدود اللبنانية السورية واستعملت فيها جميع أنواع الأسلحة بين الطرفين.
واختتم: "مما استدعى تدخل الجيش اللبناني، وسحب جميع المسلحين من الحدود وتم التوصل بين الرئيسين، اللبناني جوزيف عون واحمد الشرع على اتفاق اسفر عنه الهدوء، المقصود بهذا الكلام أن عناصر حزب الله انسحبوا حتى من الحدود
اللبنانية أن ما يجري في سوريا واضح فلول النظام الهارب هي من قام وبدء بالهجوم على قوات الأمنية من الأمن العام بدعم خارجي للذين يريدون أن تبقى سوريا في اتون الفوضى".
وقال الحزب في بيان: «تدأب بعض الجهات على الزج باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك».
وتابع: «ينفي حزب الله بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة»، داعيا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة.
والجدير بالذكر، أن الحزب دعم الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد خلال السنوات الماضية، التي بدأت منذ الانتفاضة الشعبية ضد الأسد في 2011.
ويشهد الساحل السوري، أحدثا دامية منذ الخميس الماضي، أخذة في التصاعد، حيث بدأت بهجوم جماعات مسلحة على كمائن تابعة للأجهزة الأمنية السورية؛ ما أسفرت عن مقتل نحو 15 عنصرا، لتتصاعد الأحداث في الساحل الذي يضم غالبية علوية، وهي الطائفة التي ينتمي لها الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.