أثارت أولى اتفاقات مشاورات مسقط، التي تجمع الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بشأن السياسي محمد قحطان المعتقل لدى الأخيرة، غضب اليمنيين واستياءهم.

الاتفاق بحسب الوفدين ينص على مبادلة قحطان المخفي منذ عشر سنوات مقابل 50 أسيرا حوثيا، وفي حال كان ميتا يتم مبادلته بخمسين جثة حوثية.

سياسيون اعتبروا هذا التصريح انحطاطا أخلاقيا للمليشيا ودليلاً على عدم مصداقيتها، كونها تحاول استخدام هذا الملف للابتزاز السياسي، ويؤكد إفلاسها أخلاقيا.

معيب أخلاقياً

نائب رئيس لجنة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي، قال في تدوينة على منصة إكس، "لا يجوز تحت ذريعة الواقعية السياسية تحويل حياة وحرية شخصية سياسية كالقيادي المختطف المناضل "محمد قحطان"، إلى مجرد احتمالات بعد عشر سنوات من إخفائه قسريا".

وأضاف "كما لا يجوز بناء اتفاقات عن مصيره على احتمالات من المعيب أخلاقيا الترويج لها، ومن الخطأ قانونيا التسليم بها، ومن غير المقبول سياسيا الموافقة عليها في تفاوض مع طرف هو الذي اختطف وأخفى قحطان ويعرف تماما أين هو!"

الإفصاح عن مصيره أولاً

وشدد المخلافي على ضرورة أن يكون الاتفاق أولا الإفصاح عن مكان وجوده والسماح بزيارة أسرته له، رافضا تأجيل ذلك إلى اتفاق يقبل احتمالات تتضمن احتمال قتله وعودته "جثة"!

واستطرد "الإفصاح عن مكان قحطان لا يحتمل التأجيل، ويسبق أي اتفاق للتبادل، كما أن من الخطأ الذهاب لتحديد مقابل الإفراج عنه بتلك الطريقة المفتقدة الحصافة والأخلاق والمنتهكة لحقوقه الإنسانية ولحقوق أسرته بل لحقوق المجتمع كله وحقوق الإنسان".

وجدد التأكيد على أن إفصاح الحوثي عن مكان قحطان -بعد عشر سنوات- يجب أن يكون أساسا وبداية الاتفاق للكل مقابل الكل، ودليلا على مصداقية مليشيا الحوثي المسؤولة عن جريمة خطفه وإخفائه القسري.

منتهى الإفلاس

بدوره وزير حقوق الإنسان السابق، محمد عسكر، قال "تحويل ملف قحطان إلى ابتزاز سياسي وهو ليس بالرجل العسكري ممن ينسحب عليه تقاليد الحروب في التبادل ما بين الأسرى أو الموقوفين على ذمة النزاع، بل هو رمز مدني وسياسي، ومحاولة مقايضته بعسكريين أو حتى جثث هو منتهى الإفلاس الأخلاقي والوطني".

وأشار عسكر إلى أن قحطان تم توقيفه من قبل مليشيا الحوثي، وحمايته مسؤوليتها وإن عجزت عن ذلك، سلمت جثته لذويه بلا قيد أو شرط، باعتبار ذلك ليس دونه ذرة من أخلاق.

وأضاف "أما اختطافه وعدم حمايته فإخفاء مصيره ثم مقايضة جثته فهذا لعمري خارج أي إطار أخلاقي أو ديني، وسابقة سيدفع ثمنها فاعلوها لا محالة".

كل سجين ميت

المعتقل السابق لدى المليشيا يونس عبدالسلام، لفت إلى أن كل سجين لدى مليشيا الحوثي يعتبر في عِداد الموتى، مضيفا إن "يوما واحدا يكفيك لتخرج شخصا آخر وليس بسهولة تعود بعده طبيعيا ذات الإنسان الذي كان قبل السجن، كيف عندما يتعلق الأمر بسنوات وأهوال"!

واعتبر يونس تصريح المليشيا بشأن مصير قحطان المختطف منذ تسعة أعوام تأكيداً على قبح صورة وما يحدث لك من تغييب هناك.

وتساءل في منشور على حسابه في فيسبوك، "هل حدث في تاريخ الحروب كلها أن انحدرت عصابة إلى هكذا أخلاق! هل فعلتها أقذر الأنظمة في العالم"!

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

تأثير هدنة غزة على الحوثيين.. انعكاسات إقليمية واستراتيجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود الدولية لبقاء الهدنة في غزة لأطول وقت ممكن، يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه الهدنة على الصراعات الإقليمية الأخرى، وعلى رأسها النزاع المستمر في اليمن.

 بينما يركز الإعلام على تداعيات الهدنة في غزة على الأطراف المحلية، يبقى التأثير المحتمل على جماعة الحوثيين في اليمن موضوعًا مثيرًا للبحث والتحليل، خاصة في ظل التوترات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

الدعم الإيراني وتحالفات المنطقة

يعد الحوثيون في اليمن من أبرز الفصائل المدعومة من إيران، التي لا تقتصر علاقاتها على دعم الحوثيين فحسب، بل تمتد أيضًا إلى حركات أخرى.

مع توقيع هدنة في غزة أو على الأقل تحقيق هدنة طويلة الأمد، قد يشهد التحالف بين هذه الفصائل تطورًا إيجابيًا، مما يعزز من حضور إيران في المنطقة.

وإذا نجحت الهدنة في غزة، قد تجد إيران فرصة في تقوية علاقتها مع الحوثيين بشكل أكبر، مع السعي إلى تحشيد الدعم في مواجهة الضغوط الغربية والعربية.

التوازن الإقليمي وتغيير الأولويات

من المعلوم أن الشرق الأوسط يشهد حالة من عدم الاستقرار على جبهات عدة، حيث تتداخل النزاعات من سوريا إلى اليمن مرورًا بالعراق وفلسطين. 

ولكن إذا تم التوصل إلى هدنة فعالة في غزة، فإن هذا قد يغير الحسابات الإقليمية للعديد من اللاعبين الرئيسيين.

 قد يتحول بعض الانتباه الإقليمي والدولي إلى استقرار اليمن، خاصة إذا كان هناك أمل في تحقيق انفراجة سياسية فيه.

 وفي هذه الحالة، قد يواجه الحوثيون ضغوطًا إقليمية ودولية لتسوية نزاعهم مع الحكومة اليمنية بما يتماشى مع تطورات الوضع في غزة.

التأثير الإعلامي والمعنوي

نجاح الهدنة في غزة قد يكون له تأثير معنوي كبير على الحوثيين، فمعظم قيادات الحوثيين يتبعون خطابًا يجمع بين العداء تجاه إسرائيل والدعوة لمواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وهو ما يشترك فيه مع حركات مثل حماس.

 لذلك، قد يؤدي هذا النجاح إلى تعزيز الروح المعنوية للحوثيين، ما يعزز خطابهم الداعم للمقاومة في وجه قوى "الاستكبار العالمي". 

وقد يعكف الإعلام الموالي للحوثيين على تصوير الهدنة كدليل على انتصار القوى التي تقاوم الهيمنة الغربية.

ضغط دولي متزايد

إذا كانت الهدنة في غزة تشير إلى رغبة دولية في تهدئة الأوضاع في المنطقة، فقد يتضاعف الضغط على الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن أو على الأقل لتقليص التصعيد العسكري.

والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، التي كانت قد أعربت عن قلقها إزاء التصعيد في غزة، قد ترى في هذا فرصة لتحريك المفاوضات اليمنية نحو حلول دبلوماسية.

وهذه الضغوط قد تساهم في دفع الحوثيين إلى إعادة النظر في بعض مواقفهم الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • زوجة تطالب بالطلاق من زوجها.. وتؤكد: طالبني ببيع منقولاتي لسداد مصروفات المدارس
  • إب: قبائل مذيخرة تعلن النفير العام وتؤكد الاستعداد لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو صهيوني
  • منتدى جنيف للمناخ يركز على العمل الأخلاقي والمتعدد الأطراف لمعالجة الأزمات العالمية
  • تأثير هدنة غزة على الحوثيين.. انعكاسات إقليمية واستراتيجية
  • الكاميرات تفضح خطة الأخوين لقتل صديق العمر.. طعنتان في القلب وضربة شومة
  • سيلفي مع مخدر GHP.. صورة تفضح المذيعة داليا فؤاد في اتهامها بحيازة المخدرات
  • اعلام عبري: يد الحوثيين باقية على الزناد
  • تنوعت جرائمه بين القنص والإعدامات الميدانية.. تقارير تفضح انتهاكات الحوثي بالشعب اليمني
  • ايران تفرح مع غزة وتؤكد أن ما جرى اليوم هو أكبر هزيمة للكيان الصهيوني
  • التعليم العالي تنفي تغيير سياسات القبول بالجامعات وتؤكد التوسع في التعليم