تحليلات إسرائيلية: الجيش ضعيف ونتنياهو سيحبط صفقة مع حماس
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الجمعة، إن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش يعمل على إحباط إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، بالاستناد إلى المقترح الذي وصف مسؤولون إسرائيليون رد حماس عليه، أول من أمس، بأنه الأفضل حتى الآن، وبعد أن قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، إيفاد رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى قطر لإجراء مفاوضات حول المقترح.
وأضاف برنياع، "إلا أنه بسبب معارضة سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير واليمين المتطرف كله، لأي صفقة نُنهي الحرب على غزة ، فإن "نتنياهو لا يزال يبحث عن طريقة تسمح له بإحباط الصفقة من دون أن يعتبر أنه المسؤول عن إحباطها".
من جانبه، قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن رد حماس أثار "خلافا شديدا بين نتنياهو وقادة جهاز الأمن، الذين يرصدون وجود فرصة للتقدم في المفاوضات، بينما نتنياهو لا يتفق معهم، ويعتزم إحباط صفقة كي يحافظ على بقائه السياسي لأنه يخشى تفكيك تحالفه مع اليمين المتطرف، الذي من شأنه أن يفرض عليه انتخابات مبكرة".
في الماضي، كان للجيش تأثير على قرارات إسرائيلية كهذه، "وهو لا يزال يشارك في اجتماعات التي تتخذ فيها القرارات، لكن صوته ضعف. فالجيش يُهان ويندد به في اجتماعات الكابينيت السياسي – الأمني"، حسب برنياع.
وأضاف برنياع أن "رئيس هيئة الأركان العامة (هيرتسي هليفي) يؤمن بأن ما يخسره الجيش في الكابينيت بإمكانه إصلاحه في محادثات منفصلة مع نتنياهو. وهذا صحيح حتى حدود معينة. وضعف الجيش هو نبأ سيء للمخطوفين وعائلاتهم، الذين لا يمكنهم الاعتماد على أعضاء الكابينيت. وهو نبأ سيئ لكل من يريد التوصل إلى اتفاق يسمح لإسرائيل بترميم نفسها".
وتابع أن "هليفي أصبح ضعيفا داخل الجيش أيضا. فبعد أن أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حاليفا، عن استقالته، قرر هليفي تعيين قائد لواء العمليات في 7 أكتوبر، شلومي بيندر، في المنصب خلفا لحاليفا. وأصر هليفي على قراره رغم معارضة واسعة داخل الجيش بسبب مسؤولية بيندر عن الإخفاق الذي أدى لهجوم (حماس في) 7 أكتوبر وكذلك عن الفوضى في اليوم الأول للحرب".
وكشف برنياع عن أن "حاليفا طولب بتأجيل استقالته، بعد أن صدرت الأسبوع الحالي (نتائج) التحقيقات الأولية إلى مكتب رئيس هيئة الأركان العامة، وتبين أن بيندر يواجه مشكلة وأن ثمة حاجة لاستيضاح أمور بشأنه".
من جانبه، لفت هرئيل إلى أن "رد حماس أدى إلى إجماع نادر بين غالانت وبين جميع الأجهزة التي تتعامل مع المفاوضات – الجيش الإسرائيلي، الموساد، الشاباك ومركز الأسرى والمفقودين في الجيش برئاسة نيتسان ألون. وهم لا يتجاهلون الفجوات في مواقف الجانبين (إسرائيل وحماس)، لكنهم يعتقدون أنه بالإمكان الجسر بينها هذه المرة. والخلاصة هي أنه توجد صفقة مطروحة مرة أخرى".
وأضاف هرئيل أنه "من الجائز أنه بالإمكان التوصل خلال أسابيع إلى اتفاق، يشمل إعادة قسم من المخطوفين إلى جانب الاتفاق على استمرار المفاوضات في المستقبل لتحرير الباقين".
وأشار إلى أنه "إلى جانب ذلك، قد تُ فتح هنا إمكانية لمفاوضات سريعة حول صفقة شمالية، هدفها إبعاد قوات رضوان في حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، على أمل أن يكون هذا كافيا لإقناع معظم سكان الحدود الإسرائيليين بالعودة إلى بيوتهم. لكن الطريق لإقناع نصر الله بوقف إطلاق النار تمر في غزة وبصفقة مخطوفين" أي تبادل أسرى.
المصدر : عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" هجوما على بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، واتهماه بتعطيل صفقة تبادل الأسرى لأهداف شخصية.
وقال لابيد، الأحد، إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته حال انتهاء حرب غزة لأن اعتباراته سياسية، ولا يكترث بشأن "الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال لابيد: "لا يوجد ما نفعله في غزة أكثر ويجب وقف الحرب وإعادة الرهائن، يجب إعادة مخطوفينا من غزة وليس إجراء لقاءات صحفية لتخريب إمكانية التوصل لصفقة". وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
بدوره، هاجم أفيغدور ليبرمان؛ نتنياهو واتهمه بالتصرف لضمان الحفاظ على ائتلافه الحكومي دون الاكتراث بـ"الرهائن".
ونقلت "معاريف" عن ليبرمان قوله: "الحكومة التي تروج للتهرب من الخدمة العسكرية وتعارض إنشاء لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر هي غير شرعية".
هل الصفقة وشيكة؟
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، فإن هناك اتفاقا على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.
ونقل رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
وأوضح أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، ما يدفع الحركة للحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات المفرج عنهم".
كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقاؤهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير إلى أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء"، وفق التعريف الإسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، ما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".