الغارديان: هل فاز العمال بالانتخابات حبا في ستارمر أم احتجاجا على سوناك؟
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
ناقشت صحيفة الغارديان البريطانية، النتائج الأولية للانتخابات في بريطانيا، والتي أظهرت تفوقا ساحقا للعمال على المحافظين، بعد 14 عاما من وجودهم في السلطة.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن نتائج الانتخابات البريطانية كشفت عن انتصار مذهل لحزب العمال البريطاني، ونتائج لم يحلم بها منذ عقود، ولكن الانتصار لم يكن بدون أخطاء .
حزب المحافظين وسخط الناخبين على 14 عاما من حكم أدى إلى تدمير البنى التحتية في بريطانيا وزيادة التضخم وارتفاع الأسعار وشبه انهيار للنظام الصحي.
وتؤكد النتائج حصول العمال على غالبية مطلقة في البرلمان وسط انهيار للمحافظين وخسارة وزراء مقاعدهم البرلمانية. وتعد الانتخابات هزيمة لريشي سوناك الذي لم يمض على توليه الوزارة سوى عامين في 10 دواننينغ ستريت.
ومع اكتمال النتائج النهائية، فسيكون حزب المحافظين قد واجه أسوأ نتائج له منذ 200 عام، أما العمال فهي الأفضل منذ عام 1997.
ولعل أهم الدروس من هذه الجولة، هي أن العمال سيصبحون الحزب المهيمن على البرلمان بعد هزيمة عام 2019، وكشفت الإشارات الأولية تحولا في مواقف الناخبين بمنطقة ساوث سويندون، جنوب إنكلترا 16.4% من المحافظين باتجاه حزب العمال، وهي نسبة أعلى من 12.7% يحتاج العمال إليها لكي يكونوا الحزب بغالبية مطلقة، وهو أكبر تحول نحو حزب بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية. ويقول الخبراء إن النتائج هي متساوقة مع استطلاعات الرأي التي توقعت فوز العمال بـ 410 مقعدا من 650 مقعدا في البرلمان.
وقبل خمسة أعوام كانت قلة من الخبراء تتوقع تعافي الحزب من هزيمة 2019، إلا أن النتائج متناسبة مع تفوق الحزب بـ 20 نقطة على المحافظين طوال الحملة الانتخابية.
وترى الصحيفة أن فوز العمال المذهل لم يكن بسبب حب الناخبين له ولكن لكراهيتهم المحافظين. وبدا أن الناخب البريطاني كان يريد معاقبة الحزب الحاكم وبشدة. فقد تراجعت حصة المحافظين بنسبة 32.7% في وقت زادت فيه حصة العمال بنسبة متواضعة 5.2%، ولم يرد الناخبون على ما يبدو المغفرة لحزب المحافظين لأنه كان مسؤول عن عدد من الكوارث وبخاصة، الميزانية المصغرة التي قدمتها ليز تراس عام 2022 وأدت لزيادة رسوم الرهن العقاري وزيادة سعر الفائدة.
ورغم محاولة سوناك الذي تولى الحكم بعد أشهر السيطرة على الوضع إلا أن جهوده الفاترة ركزت على تخفيض مستويات التضخم، وفشل في تخفيض مستويات الانتظار في الصحة الوطنية.
أما البعد الجديد في انتخابات الخميس، فهو صعود اليمين المتطرف وفوز حزب الإصلاح البريطاني بزعامة نايجل فاراج بمقاعد، بل وفاز فاراج نفسه ولأول مرة بعد ثماني محاولات بمقعد في البرلمان عن دائرة كلاكتون الساحلية، في شرق إنجلترا.
وأشارت النتائج الأولية إلى فوز حزب فاراج بحوالي 13 مقعدا، لكن هناك مبالغة في التقدير عندما احتفظ العمال بدائرة بارنزلي يوركشاير، متقدما بحوالي 8,000 صوتا. وربما أصبح حزب الإصلاح الثاني في عدد من الدوائر التي دعمت البريكسيت.
أما النتيجة الأخرى للانتخابات فهي فشل الحزب الوطني الأسكتلندي الذي أدار حملته بوعد السيطرة على 57 مقعدا في البرلمان والتفاوض من جديد على الاستقلال.
وفشله يعني أن قضية الاستقلال ستكون في آخر القضايا. وأخيرا، فإن انتصار حزب العمال الساحق يعطي صورة أن السياسة في بريطانيا باتت متقلبة فلم تعد الولاءات القديمة للناخبين والموزعة بين العمال والمحافظين معيارا للسياسة، وبخاصة أن انتخابات 4 تموز/ يوليو أثبتت أن الناخبين مستعدين لمعاقبة الساسة وبقسوة حالة فشلوا في مهمتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بريطانيا الانتخابات حزب المحافظين حزب العمال بريطانيا انتخابات حزب العمال حزب المحافظين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البرلمان
إقرأ أيضاً:
ستارمر: لمستقبل أفضل.. علينا التحدث مع "القادة الجدد" بسوريا
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده بحاجة للتحدث مع قادة سوريا الحاليين للتأكد من أن "ما سيأتي بعد ذلك سيكون أفضل"، وذلك بعد أن التقى مسؤولون بريطانيون مع الفصائل المعارضة التي تولت السلطة في البلاد.
ووصف ستارمر الوضع في سوريا بأنه "يتغير بسرعة"، لكنه أضاف أن سقوط الأسد كان "شيئا جيدا".
ومع ذلك، حذر ستارمر من ارتكاب خطأ "الاعتقاد بأن ما سيأتي بعد ذلك سيكون بالضرورة مختلفا وأفضل"، وذلك خلال إجابته على أسئلة من النواب البارزين في لجنة الاتصال.
واعتبر عضو بارز في حزب المحافظين أن الاتصال الدبلوماسي البريطاني مع جماعة هيئة تحرير الشام والمصنفة على أنها محظورة قد يخاطر بمنحها الشرعية في البلاد بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، بحسب "وكالة بي إيه ميديا" البريطانية.
والتقى مسؤولون بريطانيون كبار مع زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، في وقت سابق من هذا الأسبوع في العاصمة السورية دمشق.
وبعد فرار الأسد من البلاد قبل نحو أسبوعين، عينت هيئة تحرير الشام محمد البشير رئيسا مؤقتا للوزراء لقيادة حكومة انتقالية حتى مارس 2025.
وكان ستارمر، قد قال في لقاء خاص مع قناة "سكاي نيوز عربية"، الأسبوع الماضي، إن الأولوية في سوريا هي لوقف العنف والإرهاب وحماية المدنيين والأقليات.
وأضاف ستارمر أن "الشعب السوري عانى من نظام وحشي لمدة طويلة وبالتالي فإن رحيل الرئيس السابق بشار الأسد عن الحكم هو موضع ترحيب من العالم كله".
وأوضح: "يجب علينا العمل مع الحلفاء في جميع أنحاء العالم، وخاصة هنا في المنطقة، لضمان أن ما سيحدث بعد ذلك سيحدث بشكل سياسي وسلمي، وأن يكون رفضا للإرهاب ورفضا للعنف والتأكد من أن ما سيحدث بعد ذلك هو ما احتاجته سوريا لفترة طويلة، ألا وهو مستقبل سلمي لشعبها".
وشدد على أن: "الأولويات هي الحل السياسي، وحماية المدنيين، وحماية الأقليات، وكذلك الوضوح الحقيقي بشأن رفض العنف والإرهاب والاستفادة مما قد يكون فرصة مهمة حقا لتغيير الوضع في سوريا".