وسط تصعيد على الحدود اللبنانية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
قالت جماعة حزب الله اللبنانية، الجمعة، إن أمينها العام حسن نصر الله، التقى وفدا من حركة حماس برئاسة خليل الحية، لبحث الأوضاع في غزة وآخر مستجدات محادثات وقف إطلاق النار.
وأضاف بيان الجماعة المقربة من إيران: "جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموما وغزة خصوصا.. كما جرى تأكيد الطرفين على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد، بما يحقق الأهداف المنشودة".
وأعلن حزب الله، الخميس، أنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية بوابل من الصواريخ والمسيّرات المفخّخة، ردا على اغتيال أحد قادته، في خطوة تزيد المخاوف من اتساع التصعيد بينه وبين إسرائيل، التي أرسلت من جهتها إلى الدوحة وفدا لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.
فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، الخميس، أن المقاتلات الإسرائيلية "أغارت.. في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب".
والأربعاء، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون جدا حيال التصعيد وتبادل القصف"، محذرا من الخطر المحدق بالمنطقة "برمتها إذا وجدنا أنفسنا وسط نزاع شامل".
وبعد أشهر من الجمود على صعيد المفاوضات الرامية لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، على إرسال وفد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس غداة إعلان الحركة أنّها تبادلت مع الوسطاء "أفكارا" جديدة لإنهاء الحرب.
وقال مكتب نتانياهو في بيان، إن "رئيس الوزراء أبلغ الرئيس (الأميركي جو) بايدن قراره إرسال وفد لمواصلة التفاوض بهدف الإفراج عن الرهائن"، من دون أن يحدد المكان الذي ستتم فيه هذه المفاوضات.
وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إن رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً" للحرب في غزة.
ورحّب بايدن خلال مكالمة هاتفية مع نتانياهو بقرار إرسال الوفد التفاوضي.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ضغوط أميركية - فرنسية تسابق التغيّرات لكبح التصعيد...
كتب ابراهيم حيدر في" النهار":وفق المؤشرات الميدانية يتبين أن إسرائيل مستمرة في توتير الجبهة الجنوبية مع لبنان، كعنوان لرفضها العودة إلى ما قبل 7 تشرين الأول قبل تحقيق إنجاز يبعد "حزب الله" عن الحدود، ويسمح بعودة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم.
ووفق مصدر ديبلوماسي متابع، فإن الرسائل الفرنسية واتصالات هوكشتاين وأيضاً التحركات الألمانية على خط "حزب الله" والمنسقة مع الأميركيين، كلها تبعث إشارات حول إحتمال شن حرب إسرائيلية على لبنان أو توسع العمليات مع انتهاء حرب رفح، في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات تفتح التفاوض حول الوضع في الجنوب وصولاً إلى تسوية الحدود وتطبيق القرار 1701. والاخطر في هذا السياق أن يلجأ نتنياهو مع تحالف اليمين المتطرف إلى توسيع وتيرة المواجهات جنوباً هرباً من الضغوط الدولية في غزة واستغلال الوضع الذي تتخبط فيه الإدارة الأميركية في الانتخابات والضغوط التي يتعرض لها جو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي.
الربط القائم بين جبهة الجنوب وغزة مع حرب المساندة لـ"حزب الله"، يجعل مهمة هوكشتاين ولودريان معقدة، خصوصاً أمام الشروط الإسرائيلية المرتفعة، ولذا يسعى المبعوثان في سباق حثيث لتحقيق تقدم سريع نحو الوصول إلى تفاهم لإرساء الهدوء على الحدود الجنوبية قبل انتهاء شهر تموز الحالي تجنباً لتفلت الوضع، خصوصاً أنه مع شهر آب المقبل ستدخل الولايات المتحدة في حال انشغال كامل في الانتخابات الرئاسية مع تقدم دونالد ترامب في الاستطلاعات، وهو ما يعني قرب انتهاء مهمة هوكشتاين، وأيضاً الأمر نفسه مع لودريان وفق نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية التي قد تغيّر من مهمته أو تكبّل دوره الخارجي.
ووفق المصدر الديبلوماسي أن الاقتراحات الأميركية المتفق عليها مع الفرنسيين، في مرحلتها الأولى، تقوم على وقف العمليات في الجنوب بالتوازي مع وقف النار في غزة، وتأمين عودة السكان على الجانبين، ثم بدء التفاوض على ترسيم الحدود انطلاقاً من القرار 1701، لكن هذه الاقتراحات سيكون مسارها طويلاً، وهي تفتح على احتمالات التفجير في اي وقت عند حدوث اي عقدة في المفاوضات.
ثمة أجواء أيضاً تشير وفق المصدر الديبلوماسي إلى أن إسرائيل تسعى إلى تأخير اتفاق الهدنة، وابقاء المفاوضات في حالة مراوحة، لإستمرارها في حرب الاستنزاف بغزة وبجنوب لبنان حتى الانتخابات الأميركية، وهذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية تواصل استعداداتها للمرحلة الثالثة في غزة وللحرب على الجنوب. وفي المقابل يستمر "حزب الله" في ربط لبنان بغزة وتأطير علاقته بـ"حماس" وقوى الممانعة. وهو بذلك يواصل معركته لحسابات غير لبنانية ويبقي البلد في حالة الاستنزاف؟