ناجلسمان: لن نستفز يامال.. وإسبانيا ستعاني
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
قال جوليان ناجلسمان، مدرب منتخب ألمانيا، إنهم لا يخشون مواجهة المنتخب الإسباني أو يشعرون بالانزعاج من سجلهم المتواضع أمامه في الفترة الأخيرة، عندما يلتقي المنتخبان الجمعة في ربع نهائي اليورو.
وأضاف ناجلسمان للصحفيين: “نريد الفوز والتأهل للدور نصف النهائي، وأن نصبح أبطال أوروبا في النهاية في بلدنا. نحن جاهزون وروحنا المعنوية مرتفعة”.
واتفق معه إلكاي جوندوجان، حيث شدد: “نحن جاهزون لخوض مباراة متكافئة”.
وتابع: “الأجواء جيدة ولم تتغير، مثلما كان الحال في المباريات السابقة. لا يوجد سبب يمنعنا من دخول المباراة ونحن نشعر بالثقة”.
لم يفز المنتخب الألماني على نظيره الإسباني في البطولات الكبرى منذ عام 1988، حيث خسر أمامه في آخر مواجهتين بالأدوار الإقصائية في نصف نهائي اليورو 2008 وكأس العالم 2010. يرجع آخر انتصار للمنتخب الألماني على المنتخب الإسباني إلى 36 عامًا مضت، عندما استضافت ألمانيا كأس أمم أوروبا. يأمل جمال موسيالا أن يتمكن فريقه من تكرار هذا الإنجاز الجمعة.
وقال موسيالا لشبكة سكاي التلفزيونية “سنقدم كل ما عندنا لبلادنا حتى نتمكن من الفوز باللقب. هذا هو حافزنا”.
وأوضح ناجلسمان عن لامين يامال نجم المنتخب الإسباني “لن نقوم باستفزازه، نحن نريد الكرة فقط”.
وزاد “يجب أن نكون يقظين في الدفاع، لأن يامال يجيد أيضا اللعب في العمق، وفي الأطراف، لكن في الوقت نفسه نحن قادرون على تشكيل خطورة كبيرة على إسبانيا”.
واستكمل مدرب المانشافت تصريحاته “نحتاج للاستحواذ على الكرة، حيث أن إسبانيا ستعاني عندما تكون الكرة بين أقدامنا”. ومن المتوقع أن يعتمد ناجلسمان بنسبة كبيرة على نفس التشكيل الأساسي الذي اعتاد الدفع به في البطولة القارية، وسيشارك تاه في قلب الدفاع، إلى جوار أنطونيو روديجر.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ليروي ساني سيشارك منذ البداية بدلا من فلوريان فيرتز، وما إذا كان ديفيد راوم سيشارك على حساب ماكسيميليان ميتلشتيت في خط الدفاع مجددا.
وأتم ناجلسمان “لدي علامتي استفهام فيما يتعلق بالتشكيل الأساسي، وفيما يتعلق بمشكلة ساني وفيرتز، يمكنني الإجابة عن السؤال ولكنني لا أريد الإجابة. أنا مقتنع بالثنائي”.
كووورة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
طبقاتُ الحزن المُجمد!
لطالما تجنبتُ وجوه الأمهات اللواتي فقدن أحد أبنائهن، لاسيما فـي أيام العزاء الأولى، إلا أنّي تفرستُ هذه المرّة شحوب الأمّ التي فقدت طفلتها البالغة الثالثة من عمرها غرقا فـي حوض، بينما كانت تهتمُ برضيعها الجديد. بدت لي شديدة اليأس ولم ترفع رأسها عندما انحنيتُ لتقبيلها.
شاهدتُ امرأة أخرى فـي طفولتي، تصرخُ كحيوان جريح وهي تجثو على جثة ابنها الذي قضى نحبه فـي حادث دهس، ولم أستطع تجاوز نحيبها كلما رأيتها، وهي أيضا لم تفعل. عندما أراها أشعر بأنّها عالقة ومشوشة فـي تلك اللحظة البعيدة.
يخبرنا إرفـين د. يالوم، فـي كتابه المهم «تعرية الحبّ»، ترجمة: جوهر عبدالمولى، والصادر عن منشورات حياة، عن رفض الناس التحدث عن موت أبنائهم، يصلُ الأمر بالبعض إلى العجز عن التذكر أو الذهاب إلى النوم، بينما يُساور البعض الآخر شعور يومي بالذنب.
تظهرُ عند البعض نبرة اتهام للذات ظاهرة أو خفـية، وشعور بالخزي، ويفعلُ بعضهم كما فعلت المرأة التي دُهس ابنها «يُجمدون الحزن»، فـيُكابدون ما يسميه يالوم «الفجيعة المُزمنة»، حيث يتعاظمُ إحساسهم بالخسارة، لأنّهم لم يعتقدوا للحظة واحدة أنّ الموت سينالُ من أعزّ أحبتهم!
أتذكرُ أمّ الغريقة -ودموعها تلتهبُ على خديها المُحمرين- وهي تتحدثُ بسرد موجع عن الفستان الأخير الذي ألبسته ابنتها، وكأنّها راغبة فـي التأكيد على شيء ما.. إلا أنّ النسوة قاطعنها وطلبن منها ألا تحكي وأن تستغفر وأن تحتسبها عند الله، وقلن لها شيئا عجيبا عن الدموع التي تؤذي الموتى!
وآنذاك فكرتُ بأنّ أسوأ ما قد يحدث هو ألا نقدر على مشاركة الآخرين تلك المشاعر الكئيبة التي تُمزق دواخلنا. إذ لا يعي الكثير من الناس أنّ لكل واحد منا طريقة ما لتجاوز الحزن، يستطيع بعضنا التخطي والقفز بينما بعض آخر يتأخرُ شعوره بالخلاص، فلا شيء يُغضب الآباء والأمهات أكثر من العجز عن مساعدة أبنائهم!
من وجهة نظر يالوم يعكس الأمر رغبتنا فـي السيطرة على ما لا نستطيع السيطرة عليه، إذ إنّ عقلنا يُحدثنا طوال الوقت: هنالك ما كان ينبغي فعله ولم نفعله، فنحنُ محاطون بوهم يجعلنا نعتقد بأنّ لدينا قوة ونموا غير محدودين، وأنّ الوجود عبارة عن مسار مُعبد بالإنجازات المتصاعدة إلى الأبد، بينما ينبغي أن نكون وجها لوجه مع قصّة زوالنا المؤكدة. فالمشاعر لا تتعلقُ دائما بذلك التفسير السطحي: قوة الإيمان أو ضعفه، فهي ليست زرا يُمرر أحدنا سبابته فـيشعلها أو يُطفئها!
يذهب يالوم إلى أنّ فقد أحد الوالدين يعني أن نفقد الماضي، أمّا فقدان الأبناء فـيعني أن نفقد المستقبل، فنحنُ ننظرُ للأبناء باعتبارهم مشروع الحياة الذي يُحقق لنا شيئا من الخلود.
عندما لا تُقدم المساعدة النفسية الملائمة، ولا يُفسح المجال لإظهار الهشاشة العميقة، فإنّ الثكالى يرزحون طويلا تحت عبء التورط بالإنكار المرير، «الاستعارة التي تنطبقُ على الحزن المزمن هي الجمود، حيث يصبح الجسم مُتخشبا والوجه مشدودا، وتُعيق الأفكار الباردة والمتكررة عمل الدماغ».
يهملُ مجتمعنا والأفراد فـيه أهمية العلاج النفسي، أو على الأقل مشاركة الشريكين فـي التحدث عن الحزن الذي ألمّ بهما، لاستيعاب الخسارة والتصالح مع حتمية الموت، كيلا يبقيا حبيسا تلك البرهة التي لا تمضي إلى الأبد، وللانغماس مُجددا مع الأحياء وكل الأشياء التي تجعل للحياة معنى.
يغدو التحدث إلى المصابين بالفجيعة، مُحفزا لكل طبقة من طبقات الحزن لأن تكشف عن الأخرى وصولا إلى الصميم المُعقد. «فالمرء إذا أراد أن يتعلم كيفـية التعايش مع ذهاب الموتى، يجب عليه أولا أن يتعلم كيفـية التعايش مع الأحياء».
هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى