الانتخابات البريطانية.. حزب العمال يفوز بالأغلبية وستارمر: التغيير يبدأ الآن
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
#سواليف
فاز #حزب_العمال_البريطاني بقيادة كير ستارمر بالأغلبية في #الانتخابات العامة، فيما أقر رئيس الوزراء ريشي #سوناك بخسارة تاريخية لحزبه متحملاً المسؤولية، قائلاً “أنا آسف”، ومعلناً أنه سيغادر منصبه، فيما مني حزبه بخسارة غير مسبوقة.
وبلغ عدد المقاعد المحسومة لحزب العمال 409 مقاعد من مجموع 650، حتى الآن مقابل 115 فقط لحزب المحافظين، و70 مقعداً للديمقراطيين الأحرار، و33 مقعداً لبقية الأحزاب.
وبذلك يكون حزب العمال قد زاد مقاعده بنحو 210 مقاعد، فيما فقد المحافظون 247، وزاد الديمقراطيون الأحرار من مقاعدهم بـ62، فيما فقد حزب استقلال اسكتلندا (SNP)، 38 مقعداً ليحصل هذه الدورة على 8 مقاعد فقط حتى الآن.
مقالات ذات صلةوربما تكون هذه أول مرة يحصل فيها حزب المحافظين على أقل من 30% من أصوات الناخبين البريطانيين في التاريخ، وفقاً لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
ستارمر: التغيير يبدأ الآن
وقال ستارمر في خطاب فوز حزبه إن “التغيير يبدأ الآن”، مضيفاً: “لقد نجحنا، التغيير يبدأ الآن. عبر أرجاء البلاد، يصحو البريطانيون اليوم على تلك الأنباء، شاعرين بأن حملاً ثقيلاً أزيل من على أكتافهم”.
وأضاف زعيم الحزب الذي سيصبح رئيس الوزراء القادم، “الفوز بهذه الانتخابات كان ممكناً فقط تحت حزب عمال جديد متغير”، وتابع: “لا أعدكم بأن الأمر سيكون سهلاً، وحين تصعب الأمور، سنتذكر هذه الليلة”.
وقال: “اليوم يبدأ فصل جديد من التغيير”، وشدد على أن التفويض الممنوح لحزبه بنتيجة هذه الانتخابات “مسؤولية كبيرة”.
وتابع: “البلد سيأتي أولاً، والحزب ثانياً، يجب أن نظهر أن السياسة يمكنها أن تكون قوة للخير، يجب أن نعيد السياسة لخدمة الصالح العام، مهمتنا ليست أقل من تجديد الأفكار التي تجلب بلدنا سوياً”.
وأضاف: “يجب أن نبدأ العمل فوراً”
سوناك يقر بالخسارة
وقبل خطاب ستارمر، وقبل الإعلان الرسمي عن فوز العمال بالأغلبية، أقر سوناك في خطاب قصير بأحد مراكز الفرز بعد إعلان إعادة انتخابه لمقعده بالخسارة، وقال: “هذه ليلة صعبة، حزب العمال فاز بهذه الانتخابات، اتصلت بزعيم الحزب كير ستارمر وهنأته. الناخبون البريطانيون أصدروا حكمهم اليوم، وهناك الكثير لنتعلم منه ونفكر فيه. أتحمل المسؤولية، وأنا آسف”.
ورغم الخسارة التاريخية للحزب، نجح سوناك في الحفاظ على مقعده، وكذلك، وزير الخزانة جيرمي هانت، فيما خسر نحو 10 وزراء من الحكومة مقاعدهم، وبينهم وزير الدفاع جرانت شابس، وكذلك بيني موردانت التي كان ينظر إليها على أنها الزعيمة المحتملة للحزب.
ومن المتوقع أن يقدم سوناك استقالته إلى الملك تشارلز الثالث في وقت لاحق من الجمعة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب العمال البريطاني الانتخابات سوناك حزب العمال
إقرأ أيضاً:
الخطاب الديني: رؤية حضارية واستراتيجية.. مشاتل التغيير (16)
لو أردنا تحديد المقصود بالخطاب الديني فنيا وإجرائيا؛ فهو كل خطاب عامّ "صدر عن مصدر ديني فيما يتعلق بالحياة العامة وإصلاحها"، أو "صَدَرَ عن مصدر غير ديني لكن في موضوعات ذات تعلّق بالدين وتصوّره وتصور دوره في الحياة العامة المعاصرة"؛ أي أن الخطاب الديني هو -بالأساس- خطاب عام يميَّز عن سائر الخطابات إما بمصدره وإما بموضوعه ومتعلقاته.
ويتعلق بالتعريف الأولي تلك المحددات النظرية للخطاب ألا وهي؛ مخاطِب، ومخاطَب، ونص الخطاب، وسياق الخطاب. وفي نص الخطاب ثمة مرجعية، ومنهج، ومضمون. والمخاطِب أو منتج الخطاب -أيّا كان شخصه أو هيئته- يتحول في الدراسة العلمية إلى "حالة فكرية" معبرّة عن توجّهٍ -يضيق أو يتسع- يهمُّنا خطابُه (مرجعيته ومضمونه ومنهجيته) وسياقُه المفسِّر، وسياقه المتأثر بخطابه والمتفاعل معه، كما يهمنا خطابُه كرسالة اتصالية توجَّه إلى مخاطَب غالبا هو بين: عام (الجمهور)، أو خاص (فئة مؤيدة/ فئة معارضة). ورأسُ الأمر عندنا في ترتيب المسألة هو "القضايا/ الموضوعات"، ومحوره الناظم هو التطور عبر القرنين، وعماده بيانُ مستقطبات الخطاب الديني مرجعية ومنهاجا وسياقا.
ومن أهم المبادئ العامة لتجديد الخطاب:
أ- ضرورة التمييز بين النص التأسيس (القرآن والسُّنة الصحيحة)، والنصوص الأخرى المتولدة عنهما أو حولهما، وتتجلَّى أهمية هذا التمييز في اختلاف آليات تجديد كل من هذين النوعين من النصوص؛ فبينما يقتصر التجديد في النص التأسيس على إعادة التذكير به، وتثبيته، ودحض الشبهات التي تثور حوله، وتقديم شروحات جديدة له؛ فإن التجديد في بقية النصوص المتولدة عنه أو حوله يتسع إلى الأخذ منها والرد، والقبول والرفض، والاقتصار على معرفة العبرة، والدروس المستفادة التي كشفت عنها الممارسة الاجتماعية عبر المراحل التاريخية المتعاقبة، دون التقيد بهذه الممارسة أو تلك، ناهيك عن السعي لإعادة إنتاجها في الواقع الراهن مرة أخرى.
ب- المحافظة على ثوابت الخطاب الديني وأصوله، مع استيعاب متغيرات الواقع ومستجداته؛ بحيث يصبح الخطاب الجديد مواكبا لروح العصر، ورافدا من روافد الإصلاح والنهضة. وهذا يقتضي التمكن من معرفة الواقع وتحدياته بقدر التمكن من النصوص التأسيسية، ومعرفة أحكامها ودلالاتها، وطرائق فهمها، وتنزيلها على الواقع المعيش.
ج- تنقية التراث من الأفكار السلبية، والممارسات التي تناقض تعاليم الدين وأحكامه ومبادئه؛ ذلك لأن القضاء على هذه الرواسب أمر ضروري لتهيئة البيئة المناسبة لعملية تجديد الخطاب الديني، وتخليصه من عوامل القصور والعجز عن ممارسة دوره بفاعلية. وضمن سياق القراءات الإيجابية للتراث؛ قراءات الاعتبار والاستثمار.
د- تحقيق التوازن بين المكونات الأساسية للخطاب الديني على النحو الذي يتسق مع أوزانها النسبية في الحياة الواقعية الراهنة، وبخاصة فيما بين الجوانب الاعتقادية والعبادية، وجوانب المعاملات والعادات. ويضرب البعض مثالا على ذلك بباب فقه الطهارة الذي احتل حيزا كبيرا في الفقه القديم، نظرا إلى اعتبارات عملية كانت خاصة بصعوبة توافر المياه، وكيفية الحصول عليها، وأولوية استخدامها، وغير ذلك من المسائل التي أصبحت جزءا من الماضي بعد أن تطورت شبكات المياه، وتيسَّرت وسائل الحصول عليها، ومن ثم فإن الأمر لم يعد يتطلب الإسهاب الفقهي في هذا الباب كما كان في السابق.
هـ- أن ينصرف التجديد إلى القول والعمل؛ بمعنى: توجيه جانب من جهود التجديد إلى النماذج والأساليب والنظم التطبيقية، وألا تنحصر هذه الجهود في مستوى التنظير والتأصيل الفكري فحسب.
أما عن آليات تجديد الخطاب الديني:
أولها: أن يصلح من شأن التعليم الديني.
ثانيها: تطوير الإعلام الديني المرئي والمسموع والمقروء، بما في ذلك الدراما الإذاعية والدراما التلفزيونية.
ثالثها: تبسيط لغة الخطاب، وهذه نقطة مهمة جدا، حتى يكون مفهوما للجميع؛ وعلى مقدمي الخطاب أن يراعوا الجمهور المستهدف وأن يقدموا خطابهم باللغة التي تناسب المقام والمقال.
رابعها: حُسن إعداد الدعاة، والاهتمام بالتدريب المستمر لهم أثناء العمل، بهدف خلق داعية عصري يفهم روح العصر، ويتعامل مع متغيراته، ويفهم ظروف المجتمع وكيف ينزل الحكم على أوضاع المجتمع وعلى الواقع، حتى لا يكون كلامه مفارقا للواقع فينصرف الناس عما يقول.
خامسها: ضرورة وضوح رؤية إسلامية (حضارية ذاتية) شاملة لعناصر التجدُّد الحضاري الذاتي ومرجعيته والسنن الحاكمة له، وضرورة الجمع بين الوعي العميق بها، والسعي سعيا غير قاصر ولا جزئيّا ولا ذا علة بما يتبدى في البنية التقويمية للخطاب الديني وأطره، لنفرق بين تجديد حقيقي قوامه الذات الحضارية ومكانة التجدد فيها، وتجديد زائف على قاعدة من استبدال الأسس الحضارية للأمة، والرضا بموقف الذيلية تجاه الآخر (الغرب).
سادسا: من الضروري أن يتضمن الخطاب الديني المجدد إبرازا لتأكيد الإسلام على دور الاجتهاد الشامل المرتبط بفقه الحكم وفقه الواقع وفقه التنزيل، واستحضار الرؤية الإسلام للعقل والعلم بصورة متضافرة، يعني أن الخطاب الإسلامي المجدد عليه أن يوضح المعاني الكامنة بالنصوص فيما يتعلق بأضلاع مثلث العقل والعلم والعمل؛ القول الثابت والعلم النافع والعمل الصالح.
سابعا: من الضروري أن يعتمد الخطاب الديني المجدد على النظر البصير والإقناع المنير، إذ كان الإسلام قد أكد على التعقل والتفكر والتدبر. ويُعد الجمع بين العقل والنقل من أهم الآليات التي يعتمدها البشر في إقامة الحجة والاتجاه إلى المستقبل.
شروط التجديد:
هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي أن تضبط تجديد الخطاب الديني وهي:
الأول في ضرورة قراءة تراث السابقين وفرزه بالكامل لاستخراج ما هو صالح منه سواء بحكم كونه خاطئا منذ البداية، أو بحكم انتهاء صلاحيته الزمنية التي وجدت في زمانها.
ويتحدد الشرط الثاني لتجديد الخطاب الديني في ضرورة إعادة تأمل أو قراءة النصوص المرجعية للجماعة.
ويتصل الشرط الثالث لنجاح التجديد أو الإحياء بضرورة تبصر الخبرة بأوضاع المجتمعات وظروف الحياة ومتغيراتها. من الضروري أن يتضمن تجديد الخطاب الديني تصورات واقعية للتعامل مع الأوضاع المتباينة في المجتمع والفئات المختلفة في إطاره، تعاملات تعكس ألوان الطيف جميعا، ولا تختزل الوجود الإسلامي -على ما تذهب بعض الجماعات المتطرفة- في دار الحرب ودار السلام ولا التقاء بينهما، بل عداء مستحكم إلى أن تقوم الساعة.
الشرط الرابع يتضمن ضرورة أن يؤكد التجديد على إبراز قبول المضامين الدينية لمبدأ التنوع والاختلاف، وهو ما يعني أن عملية التجديد يثريها الحوار والجدل، وإذا كان الله قد خلق الحقائق كلية بطبيعتها، فإن إدراكنا البشرى لها جزئي في طبيعته.
ويتعلق الشرط الخامس بمستويات تجديد مضمون الخطاب الديني؛ إذ لا يكفي لحركة التجديد أن تطور الأفكار والمبادئ الدينية من خلال إعادة قراءتها لكي تساعد على إعادة العلاقة العضوية بين القراءات الدينية المعاصرة والأوضاع الحاضرة لواقع المجتمعات، ولا يكفي أن تؤدي حركة التجديد أو الإحياء دورها في تعميق حالة التدين العامة في المجتمع؛ عليها أن تقدم بناء معرفيا متماسكا وقابل للتحقق في الواقع.
موضوعات التجديد:
أ- موضوع الهوية: وهو من الموضوعات الكلية ذات الطابع المركزي في سياق التحدي الحضاري. ويعتبر هذا الموضوع هو الأهم من منظور البحث التاريخي في خبرة التجديد على مدى القرنين الماضيين.
ب- موضوع علاقة الديني بالسياسي.
ج- موضوع التنمية ومشكلاتها، وكيف يتناولها الخطاب الديني، وإلى أي مدى يمكن أن يسهم في إنجاز تلك التنمية المنشودة.
د- موضوع العمل الاجتماعي المدني والأهلي المؤسسي من منظور إسلامي، وضرورة توافر الحرية للعمل المدني واستقلاليته في الإدارة والتمويل.
هـ- تجديد لغة الخطاب الديني وأساليبه بما يضمن الإقناع والتأثير.
و- موضوع الأسرة والمرأة، والنموذج الأساسي لدورها وموقعها في المجتمع من منظور الرؤية الإسلامية.
قضايا التجديد:
أ- الخلفية النظرية للتجديد؛ بمعنى هل تأتي الدعوة لتجديد الخطاب الديني امتدادا لمدارس تجديدية أصيلة في المجتمع، ولمناقشات وحوارات فكرية حول إسهام الدين في عمليات التطور الاجتماعي بهدف تفعيل هذا الإسهام؟ أم تأتي على خلفية أخرى تتعلق بالجدل الدائر منذ فترة حول علاقة الدين بالدولة والمجتمع.. من منظور تحديثي ينزع إلى تحجيم دور الدين في الحياة العامة؟
ب- الخلفية العملية لدعوى التجديد: هل هذه الدعوى رد فعل -كما يرى البعض- للضغوطات الخارجية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة، وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وما أدت إليه من إملاءات على أغلب النظم الحاكمة في البلدان العربية والإسلامية ومنها مصر؟ أم أن دعوى التجديد -كما يرى البعض الآخر- تأتي كتطور تلقائي للفكر الديني وسعيه لاستيعاب تحديات الواقع ومتطلباته الراهنة والمستقبلية؟ وهناك رأى ثالث يؤكد أنصاره على أن التجديد يجب أن يكون جزءا من عملية أشمل تستهدف التجديد الحضاري العام للأمة، وليس فقط مجرد الاستجابة لضغوطات خارجية.
الخطاب الديني وخطاب الأزمة:
يتصف الخطاب الديني بمجموعة من الخصائص التي تفت في عضده وتجعله في أزمة دائمة وفيما يلي نشير إلى أبرز هذه الخصائص:
أولا: يتوجه الخطاب الديني نحو الماضي ويسرف في العودة إليه، ولا يكاد يحفل بالمستقبل.
ثانيا: إنه خطاب فيه كثير من الإفراط والتفريط، أي الإفراط في أمور العقيدة والعبادات والتفريط البيُن في أمور المعاملات، وفي شئون الدنيا.
ثالثا: إنه خطاب يحتفي بالنقول أكثر من التدبر والاجتهاد التنزيلي، ويقفون على خلافات جانبية وهامشية ويتركون تدبر الأصول فهما وتأصيلا وتنزيلا.
فالأصل هنا هو "التجدد الحضاري الذاتي النابع"، والفرع الذي وجب إلحاقه بالأصل وردّه إليه ردّا جميلا هو "تجديد الخطاب الديني"، حتى نحرر مفهومه ولا نتبع كل صيحة من هنا أو هناك، أو أي مفهوم له يُراد أن يُرسَّخ تحت مطارق المدافع، والحملات المختلفة.
إنه الخطاب الذي يحرك معاني المقاومة والممانعة، ويؤسس لنفسية "العزَّة"، في خطاب تتحرك فيه كل فعاليات الأمة، ويواجه كافة تحديات الواقع ومشكلاته. هذا هو تجديد الخطاب (الديني) الذي نعرف، وليس حالة تختزل فيها عملية الإصلاح أو التجديد في أشكال زائفة كممارسات تحسينية.
التجديد في الرؤية الإسلامية سُنَّة مستمرة؛ تستصحب الثوابت العقيدية، وتراعي التغيرات الجارية في الواقع، وأن عملية التجديد تتطلب تحقيق التوازن بين ما أطلق عليه الإمام محمد عبده "الهدايات الأربع" وهي: الوجدان، والحواس، والعقل، والدين؛ فإذا ما تحقق هذا التوازن، كان بالإمكان إنتاج خطاب ديني متجدد وفعال وإيجابي.
إن تبصر هذه الرؤى بعمق وبصيرة؛ يجعل هذه المشاتل النظرية في التصور والإدراك أولى عتبات الوعي بالتغيير والإصلاح والنهوض، وهي مقدمات وشروط لازمة لمشارف ومسالك السعي النهضوي المبصر والبصير؛ والساعي الى التدبير والتغيير والتأثير.
x.com/Saif_abdelfatah