ثلاثون يوما بالتمام والكمال لم يشغل بال المصريون خلالها، سوى حالة ترقب شديدة وتكهنات وتوقعات فاقت كل الحدود، وطغت على كل الصعوبات الطارئة التي مر بها المجتمع، من تخفيف أحمال واضطرابات في الأسعار.
لم يشغل بال المصريون، طوال هذه الفترة الزمنية، سوى قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 3 يونيو الماضي، بتكليف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة تشعر بنبض الشارع المصري ومعاناة مواطنه، حكومة تنهض وتغيث المستغيثين من أبناء الوطن، حكومة تلبي طلباتهم وتقدم لهم الخدمات كما ينبغي أن يكون.
لقد كان تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرئيس وزرائه، نابعا من إحساس الرئيس بنبض المواطنين ورد فعل قوي منه بضرورة الالتفافات الى مطالبهم وإرضائهم وبث الطمأنينة في صدورهم للوقوف جنبا إلى جنب معهم والاصطفاف معهم كمواطن مثلهم يشاركهم همومهم ويشعر بمعاناتهم، قبل أن يكون بحكم منصبه قيادة سياسية وقائدا، يسعى بكل ما أوتي من قوة منذ أن عاهد وتعهد، وأقسم اليمين بأنه سيكون خير معين لشعب عانى الآلام كثيرا لدرجة انه لم يجد من يحنو عليه عقودا ماضية طويلة.
تكليفات الرئيس لرئيس وزرائه بتشكيل حكومة جديدة، كانت واضحة أهدافها، محددة مهامها وخصائصها وصفاتها، ملزما سيادته رئيس وزرائه بأن يكون أعضاء هذه الحكومة هم ذوو الكفاءات، والخبرات والقدرات المتميزة، قادرون على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري، في ضوء التحديات الإقليمية والدولية.
ووضع ملف بناء الإنسان المصري على رأس قائمة الأولويات، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه في هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني، والخطاب الديني المعتدل، على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي، وفقا لبيان نشر على صفحة الرئاسة المصرية.
تكهنات وتوقعات لمرشحين.. كل حسب هواهخلال الثلاثين يوما بذل الدكتور مصطفى مدبولي، كل طاقاته وسخر كل إمكاناته وخبراته للوصول إلى الهدف الذي والمسار الذي رسمته له القيادة السياسية في التكليف، وكانت المفاجأة عن الإعلان التشكيل الجديد وظهور أسمائه للنور أمام الجمهور المترقب.
بعد أيام كثيرة من التكهنات والشائعات والتوقعات لأسماء مرشحين، على مسارح ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي وما أكثرها، روجها البعض ربما حسب أهوائه الشخصية، والبعض الآخر ربما بحساب نظريات روتينية بتعيين صف ثان أو مقرب من صانعي القرار، وبعض آخر متشائم، ربما يكونون من كارهي بزوغ أشعة الأمل والاستقرار للوطن، لأهداف تكمن بدواخلهم.
التنوع في الاختيار وتمكين الشبابلم تكن هذه المقومات الإيجابية التي ظهرت في السير الذاتية لأعضاء الحكومة الجديدة، الدافع القوي الوحيد لالتزام حالة الترقب، لكن حرص رئيس الوزراء على التنوع في الاختيار وتمكين الشباب.
كما وجه الرئيس، ومنح المرأة الناجحة فرصة إدارة 4 حقائب وزارية مهمة للغاية على رأسها التنمية المحلية، لتكون المرة الأولى التي في تاريخ تشكيل الحكومات في بلادنا، التي تتولي فيها سيدة حقيبة الحكم المحلي، بعد تجربة ناجحة لها في محافظة دمياط، مما له من دلالة كبيرة على وعي القيادة السياسية والحكومة لمنح هذه السيدة الفرصة لتوسيع قاعدة وتجربة النجاح ونقلها من محافظة لباقي أنحاء الجمهورية.
وزيرة للتنمية المحلية لأول مرة في حكومات البلادكذلك أوضحت جدية رئيس الوزراء لتكون تكليفات الرئيس والأهداف التي رسمها ضمن محتوى هذه التكليفات عند التشكيل الحكومي الجديد، محل انتباهه وتنفيذه للتوجيهات الرئاسية، باختيار 26 وزيرا منهم وزير الإسكان الذي لا يتجاوز عمره 32 عاما و23 نائبا ونائبة للوزارء من الكوادر من ذوي الكفاءات والقدرات العلمية الشبابية الناجحة، لتكون أكبر حركة تغيير وزراي في تاريخ مصر.
ولا شك أنه إذا كان المواطنون يترقبون أداء الحكومة الجديدة، فيما إذا كانت ستنجح في تحقيق الأهداف المرجوة، وبخاصة كبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار، والتضييق على المتآمرين والمحتكرين للسلع والمنتجات، وفتح آفاق أسواق عمل للشباب، وتحسين الأداء الحكومي كل في موقعه بما ينعكس على تقديم الخدمات وخلق حالة رضا عام للمواطنين، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي ستكون عيناه عيني صقر متيقظ يراقب ويُقيم ويحسم ويقرر وفي النهاية سيحاسب.. لأننا كما قال وأكد وشدد، على أن مصر والمصريين أمانة بين يديه أمام الله ولن يضيعها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة التشكيل الحكومي الجديد التغيير الوزاري حكومة جديدة وزراء
إقرأ أيضاً:
ولي عهد الأردن والرئيس التركي يؤكدان رفضهما تهجير الفلسطينيين من غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أجرى ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش زيارته إلى أنقرة، الثلاثاء.
وأعرب الأمير الحسين بن عبدالله وأردغان عن رفض بلادهما لخطة نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة، كما مصر والأردن، حسبما أفادت وسائل إعلام أردنية وتركية رسمية.
ودعا أردوغان إلى ضرورة "التشمير عن السواعد" دون تأخير من أجل إعادة إعمار غزة، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
وأكد الجانبان على "إدامة التنسيق والتشاور بين الأردن وتركيا حيال عدد من الملفات الإقليمية، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار في المنطقة"، بحسب قناة المملكة الرسمية.