شهدت مواقع فرع ثقافة الفيوم، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.

خلال ذلك عقدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس لقاء بعنوان "سينما ثورة يوليو ما لها وما عليها"، شارك به الأديب الدكتور عمر صوفي والكاتب أحمد طوسون.

استهل "صوفي" اللقاء متحدثا عن ثورة يوليو، موضحا كيف كانت مصدرا للإلهام لكثير من الأعمال الفنية.

وأضاف أنه من المعروف أن السينما المصرية كانت ولا تزال لسان حال الشعب المصري، وساهمت بدور كبير في توثيق أوضاع ما قبل الثورة وأحداثها وأهدافها، مضيفا أن هناك الكثير من الأفلام تناولت إيجابيات الثورة وأهم إنجازاتها، منها "رد قلبي"، و"الأيدي الناعمة"، و"القاهرة 30".

وأوضح أن هناك بعض الأفلام دعمت الثورات العربية ومنها فيلمي "جميلة"، و"اليمن"، وغيرها إلا أننا مازلنا بحاجة إلى أعمال جيدة تتناول الثورة من منظور شامل وموضوعي بكل تفاصيلها وأبعادها.

من ناحيته ناقش الكاتب أحمد طوسون مدى ارتباط ثورة يوليو في الذاكرة السينمائية بعدد من الأفلام من أشهرها "رد قلبي" الذي يصور الطبقية التي كان يعيشها المصريون قبل الثورة، وفيلم "غروب وشروق" الذي يكشف الفساد السياسي في العهد الملكي ويرمز لشروق العهد الثوري، وأيضا فيلم "الله معنا" الذي كتبه إحسان عبد القدوس وتناول فيه قضية الأسلحة الفاسدة.

ورشة حكي لتشجيع الأطفال على القراءة والاطلاع بمكتبة الفيوم العامة 

وضمن الأنشطة الصيفية المقدمة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، شهدت مكتبة الطفل بمكتبة الفيوم العامة ورشة حكي تضمنت مناقشة عدد من القصص تشجيعا على القراءة والاطلاع، بينما أقام بيت ثقافة أبشواي ورشة لتعليم أساسيات الرسم تدريب الفنان أحمد السيد، بجانب ورشة تصميمات حرة ببيت ثقافة طامية، للفنان كارم ماهر، واختتمت مكتبة الفيوم العامة ورشة تعليم فن تصنيع وتحريك العرائس للفنان إميل ألفنس.

جاءت الفعاليات ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، ضمن البرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها الفرع بالمكتبات الفرعية وبيوت الثقافة بالقرى والمراكز. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم ثورة يوليو مكتبة الفيوم العامة ورشة مكتبة ثقافة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم ثورة یولیو

إقرأ أيضاً:

السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة

 

السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة

عمر الدقير

لم يكن شعار ثورة ديسمبر الأثير: “حرية، سلام وعدالة”، مجرد هتاف تصدح به الحناجر في الشوارع، بل كان تعبيراً عن شروط الوجود الكريم – منذ أول احتكار للقوة وحتى آخر احتقار للإنسان الأعزل – مثلما كان إعلاناً لقطيعة مع ثلاثة عقود من ثنائية الاستبداد والفساد، وتبشيراً بتأسيس وطنٍ جديد معافى من خيبات الماضي.

إن بلداً يمتاز بهذا القدر من التنوع والتعدد، ويحمل إرثاً من الأزمات – التي تفاقمت بفعل سياسات النظام البائد – كان من الطبيعي أن تتعرض فيه مسيرة الانتقال بعد انتصار الثورة لصعوبات وعثرات، خاصة وأن النظام القديم لم يغادر المشهد بعد سقوط سلطته السياسية، بل ظل منذ اليوم الأول للانتقال يمارس عملية الشد العكسي لعرقلة التغيير.

ومع ذلك، لا بد من الاعتراف بأن قوى الثورة نفسها لم تكن بمنأى عن الأخطاء، إذ تفرقت صفوفها وابتعدت عن خندقها الموحد على خلفية قضايا صغيرة تتقاصر عن غايات الثورة السامية. هذا التذرُّر أفسح المجال أمام قوى الشد العكسي لتنظيم صفوفها واستدعاء ممكناتها في المجالات كافة، حتى تمكنت من استهداف مسيرة الثورة بشكلٍ مباشر في مرتين: الأولى بانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ والذي أجهضته جماهير الثورة عبر مقاومة باسلة وتضحيات جسام، والثانية باشعال فتيل الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣

لقد كان الهدف الأساسي لقوى الشد العكسي، ولا يزال، هو القضاء على ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظامهم ورفعت راية الحلم بحياة كريمة. لكن غاب عنهم أن أحلام الشعوب في الحرية والكرامة لا تموت مهما أمعنوا في إطلاق النار عليها .. ومهما تمادوا في التآمر عليها فإن غايات ثورة ديسمبر تظل عصية على النسيان والتخلي، ويظل الزحف نحوها مستمراً مهما بلغت التحديات.

تخطّت الحرب شهرها العشرين، ونجحت في تحويل السودان إلى أكبر حالة كارثة إنسانية يشهدها العالم اليوم. حصدت أرواح الآلاف، وشرّدت الملايين من ديارهم، وجعلت الحصول على الغذاء، والدواء، والتعليم، وكافة الخدمات الأساسية أمراً بالغ الصعوبة لغالبية السودانيين. وفي ظل هذه المآسي، أصبحت أمنية السودانيين الأولى وهاجسهم الدائم هو إيقاف الحرب لإنهاء معاناتهم المستمرة.

وغنيٌّ عن القول أن إيقاف الحرب في السودان يستلزم وجود تيار سياسي واجتماعي واسع يعبر عن إرادة السودانيين الغالبة، ويعمل  برؤية مشتركة وجهود موحدة لإسكات البنادق والإمساك الجماعي بخشبة الخلاص لعبور مستنقع الأزمة.

تشكيل هذا التيار هو مسؤولية الجميع – وعلى القوى السياسية والمدنية بشكل خاص أن تتحمل نصيبها من المسؤولية التاريخية – وشروط تحقيقه ليست مستحيلة، بل تتطلب وعياً نزيهاً ومشحوناً بالاستقامة، وترفعاً عن الحسابات الضيقة، مع تقديم الأولويات الجوهرية على القضايا الثانوية، والتنازلات المتبادلة خدمةً للهدف المنشود.

السلام لم يعد خياراً يقبل التأجيل، بل ضرورة وطنية ووجودية لمواجهة الكارثة الإنسانية وإبعاد شبح التقسيم عن فضاء الوطن، لكن تحقيق السلام لن يتم بالأماني ولا بالتصريحات المتواترة بينما الفعل ممنوع من الصرف، ولن يأتي من خارج الحدود، بل يتطلب توحيد الإرادة الوطنية من خلال اجتماع القوى السياسية والمدنية على مبدأ الحل السياسي السلمي، وبلورة مبادرة وطنية بمبادئ عامة ورؤية مشتركة تتصدى بها لدعوات استمرار الحرب وخطاب الكراهية الذي يذكي نارها، وتفتح بها حواراً مع قيادتي الطرفين المتحاربين لبحث القضايا ذات الصلة المباشرة بالحرب وفي مقدمتها إنهاء حالة تعدد الجيوش لصالح الجيش القومي المهني الواحد والعدالة وعموم ترتيبات ما بعد الحرب بقيادة سلطة انتقالية مدنية متوافق عليها، بما يُمكِّن من الوصول إلى اتفاق إيقاف العدائيات لمعالجة الكارثة الإنسانية وتهيئة المناخ لعملية سياسية تناقش جذور الأزمة وتطرح حلولاً توافقية تحافظ على وحدة السودان وسلمه الأهلي وتفضي لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية.

في ظاهر الأمر، يبدو التاريخ كأنه سردية طويلة لمعاناة الإنسان وآلامه، لكن الحقيقة الكبرى أن الإنسان كان على الدوام ينتصر بفضل إرادته التواقة للحرية والسلام والعدالة .. وإذ يشهد التاريخ أن المعاناة، مقرونة بإرادة الحياة والوعي بشروطها الكريمة، تفرز مضادات الاستبداد وتستنهض مقاومته، فإنها كذلك تفرز المناعة اللازمة لمواجهة جرثومة الحرب الخبيثة واجتثاثها. ولولا هذه الجدلية التي تربط بين المعاناة والوعي والمقاومة، لظل التاريخ يسير على مجرىً راعِف ولأفضى إلى استدامة الاستبداد والدمار.

لن نكفّ عن التأكيد على أن الواجب الوطني يُحتم على القوى السياسية والمدنية الارتقاء إلى مستوى التحديات المصيرية التي تهدد الوطن. إن المرحلة تستوجب تجاوز الخلافات البينية وتقديم المصلحة العامة على الحسابات الذاتية، ورفع راية الانحياز للوطن ومطلب شعبه المُلحّ بإيقاف الحرب فوراً .. ولنتذكّر دائماً أن كلمة السرّ في انتصار ثورة ديسمبر، وما سبقها من المآثر الوطنية الكبرى في تاريخنا، كانت تكمن في وحدة الهدف والإرادة.

التحية لذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، الرحمة لشهدائها، والسلام والمحبة لشعبنا العظيم.

 

الوسومالسودان ثورة ديسمبر حرب 15 أبريل

مقالات مشابهة

  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • الثقافة تُطلق فعاليات برنامج «مصر جميلة» بالغربية
  • هيئة الأفلام تنظم ورشة تدريبية لصناعة الأفلام القصيرة في نجران
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • فعاليات ثاني أيام مهرجان القناطر الخيرية الأول للفنون
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 
  • السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟