عمت الأوساط السورية في تركيا موجة من القلق، مساء الخميس، بعد تسريب بيانات ملايين اللاجئين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مجموعة تحرض على الوجود السوري عبر موقع "تلغرام"، وذلك على وقع موجة عنف طالت اللاجئين في العديد من المدن التركية خلال الأيام الماضية.

وتضمنت البيانات المسربة التي تعود لما يزيد على 3 ملايين سوري في تركيا، بيانات البطاقات الشخصية مثل الاسم والرقم الوطني ومكان الإقامة (الولاية والحي)، بالإضافة إلى اسمي الأب والأم.



14 yaşındaki çocuk, ülkemizde yaşayan 3.5 milyon Suriyeli’nin tüm bilgilerini Telegramdan paylaşmış. pic.twitter.com/xcTlCkp2lx — Fevzi Özmen (@1903fevzZmen) July 5, 2024
وشملت التسريبات، بيانات اللاجئين السوريين المقيمين تحت بند الحماية المؤقتة "الكيملك"، وحاملي بطاقات الإقامة السياحية والعمل، بالإضافة إلى معلومات حاصلين على الجنسية التركية، حسب ما رصدته "عربي21" عبر تواصلها مع طيف من السوريين داخل تركيا.

وأثارت التسريبات موجة من الهلع في الأوساط السورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب كثيرون عن قلقهم إزاء الحدث غير المسبوق الذي يأتي في أعقاب أيام من العنف تجاه اللاجئين في العديد من الولايات التركية.

وفي بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قالت وزارة الداخلية التركية، إن مجموعة تحمل اسم "انتفاضة تركيا" عبر منصة "تلغرام" نشرت "اليوم (الخميس) دعوات للبدء انتفاضة في سلطان بيلي (منطقة في إسطنبول) بين الساعة 19.00 - 20.00".

وأضافت أنها ألقت القبض بعد تحقيقات أجراها قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية على مدير المجموعة ليتبين أنه "طفل E.P يبلغ من العمر 14 عاما"، موضحة أن مديرية الأطفال في إسطنبول تدخلت للتعامل معه بالشكل اللازم.


نشر معلومات #السوريين المقيمين في #تركيا أمر خطير وله تبعاته الكثيرة
انا وجدت اسمي وكامل معلوماتي وهي صحيحة — Samir Alabdullah. PhD د. سمير العبد الله (@SamirAlabdullah) July 4, 2024
Siber Suçlarla Mücadele Daire Başkanlığımız tarafından yürütülen çalışmalarda;

*"Ayaklanış#Türkiye"* rumuzlu bir sosyal medya hesabından bugün, “Saat 19.00-20.00 arası Sultanbeyli'de ayaklanma çıkarmaya başlayacağız” şeklinde paylaşım yapıldığı görülmüştür.

Yapılan incelemede… — T.C. İçişleri Bakanlığı (@TC_icisleri) July 4, 2024
وأشارت الوزارة في البيان، إلى أن المجموعة ذاتها، قامت "بنشر معلومات هوية السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة"، موضحة أن السلطات "تجري تحقيقا واسع النطاق في هذا الشأن".

وتعهدت "بإلقاء القبض على أولئك الذين يريدون خلق الفوضى في تركيا وأولئك الذين يريدون استخدام الأطفال في تحريضهم، واحدا تلو الآخر، ليمثلوا أمام العدالة".

من جهتها، قالت مديرة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية في بيان منفصل، إنها راجعت بيانات اللاجئين السوريين المسربة و"تبين أنها تحتوي على معلومات لا تتطابق مع البيانات المحدثة في إدارة الهجرة"، موضحة أنها "بدأت تحقيقات واسعة لتحديد المصادر والفترات الزمنية للبيانات المسربة وتقديم معلومات دقيقة للجمهور".

وأكد سوريون تواصلت معهم "عربي21"، توافق بياناتهم مع البيانات المسربة، كما أوضح بعدهم أنه عثر على بياناته قبل الحصول على الجنسية التركية، وبياناته المحدثة بعد الحصول عليها، ضمن الملفات المسربة.



ويعيش 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك)، بحسب بيانات نشرتها وزارة الداخلية التركية الشهر المنصرم.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت تركيا موجة من أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في عدد من الولايات، عقب اعتداءات نفذها عشرات الأتراك بحق سوريين بولاية قيصري، مساء الأحد.

وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غرب سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، وقد تخلل موجة الاحتجاج مظاهر مسلحة رافقها إنزال للعلم التركي عن المباني الرسمية.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في بيان، عن اعتقال 474 شخصا تورطوا في أعمال تحريض ضد اللاجئين في عدد من الولايات التركية، بينهم 285 من أصحاب السوابق الجنائية.

Bakın bu rezalettir.

14 yaşındaki bir çocuk yaklaşık 3.5 milyon Suriyelinin bilgilerini ele geçirmiş ve paylaşmış. pic.twitter.com/IQ2OYZE4v8 — Burak Doğan (@doganburak29) July 4, 2024 مهم جدا !!
تم تسريب معلومات كل السوريين
المقيدين على ادارة الهجرة بتركيا
وفي جروبات تركية عم يتداولوا الموضوع بشكل كبير
تخيلوا لقيت اسمي قبل مااتجنس !!
مهدي كمخ pic.twitter.com/aXoiwcMf2w — رضوان الشهوان Radwan Al-Shahwan (@ralshhwan9) July 4, 2024 ???? تسريب معلومات السوريين في بعض مناطق تركيا
ونشرها على الإنترنت بعض هذه المعلومات لسوريين حلصوا على الجنسية التركية وبعضها لسوريين داخل تركيا وبعضها لسوريين خارج تركيا

نشر هذه المعلومات عبارة عن جريمة بحيث يمكن استخدام هذه الوثائق في أعمال إجرامية

من هو المسؤول؟؟؟؟؟؟؟؟؟ pic.twitter.com/6Q4euV5hNZ — Abdalrhman AK (@abd_klf73828) July 4, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا سوريا سوريا تركيا اسطنبول اللاجئون السوريون سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین السوریین فی فی ترکیا pic twitter com

إقرأ أيضاً:

روح رمضان تخفف من معاناة اللاجئين السودانيين بأوغندا

كمبالا – معسكر كرياندنقو للاجئين في أوغندا، قصة تحمل في مضامينها آلاف الوجوه التي غادرت أوطانها مُجبرة، لتلعق صبر المنفى وعلقم اللجوء وفقدان الأهل، ومآس متراكبة تحل على لاجئي السودان بأوغندا خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.

ورغم مرارة الواقع يحاول العديد من اللاجئين أن يحملوا السودان معهم على هيئة تقاليد وعادات وطقوس رمضانية، ويقومون بإحياء هذه العادات مع حلول الشهر الكريم في معسكر اللجوء بأوغندا.

وتحاول سلوى آدم أحمد مكافحة دمعات تمردت على سلطة الكتمان والتجلد الذي تدعيه، وتحكي بعد شهيق متقطع "هذا اللجوء ليس تجربتي الأولى، فأنا قد نزحت بعمر الثامنة إبان حرب دارفور من مدينة نيالا إلى محلية كأس، ولكنني قوية وقادرة على التحمل، نعم أنا قوية".

هكذا بدأت اختصاصية علم النفس التي كانت تعمل في مستشفى القضارف شرقي السودان، قبل الحرب، قبيل أن تُصبح لاجئة وحيدة بعد أن تركت أهلها خلفها وزوجها الذي لا تعلم عنه شيئا منذ عامين.

تعمل سلوى كبائعة للفلافل في معسكر اللاجئين السودانيين بأوغندا، بعد أن حاصرتها الفاقة ولم تجد بدا من العمل ولو كان يوفر لها ما قيمته "دولارين في اليوم" لتسكت صوت جوعها وتتكفل بحالها.

مجموعة من اللاجئين السودانيين في انتظار الدعم المادي من إحدى المنظمات (الجزيرة) بداية رحلة اللجوء

تشير سلوى إلى أن رحلتها من القضارف إلى دارفور كانت بغرض تقديم العزاء في شقيقها الذي توفي غرقا، ثم تضيف "هاجمت قوات الدعم السريع المنطقة، وكانت تدخل منازل العساكر وتقوم باغتيال ونهب منازل النظاميين، فدخلوا إلى منزل أهل زوجي وصوبوا السلاح إلى رأسي مطالبين بإخراج العساكر الذين بالمنزل، مما اضطرني للمغادرة".

إعلان

وتضيف في حديث خاص للجزيرة نت بأنها اضطرت للجوء بعد سوء حالة أسرتها، ووفاة شقيقها، وبعد أن فقدت تواصلها مع زوجها، ليتم نهب ممتلكاتها في أثناء رحلة اللجوء، لتعيش أجواء من الضيق والفزع الذي لازمها لفترة حتى وصولها إلى أوغندا.

وتشير إلى أنها اضطرت للعمل كبائعة للفلافل بعد أن ضاق بها الحال في معسكر اللجوء، وبحثت عن فرصة عمل هنا ولم تجد، وظلت لفترة طويلة تأكل مع الجيران، مما أجبرها على اتخاذ خطوة لتوفير طعامها بنفسها.

جانب من منازل اللاجئين السودانيين بمعسكر بيالي (الجزيرة) معسكر اللجوء.. الصورة عن قرب!

ويقول رئيس تجمع اللاجئين السودانيين بأوغندا "الذي تحفظ عن ذكر اسمه" إنهم يعانون من عدة تحديات تتمثل في الصحة، الغذاء والخدمات، وقبل عام عندما بدأ تدفق اللاجئين لم يكن هناك أي خدمات بالمكان، مع انعدام كل مقومات الحياة".

ويضيف في حديث للجزيرة نت أنهم ناشدوا المنظمات الإنسانية ولكن ليست ثمة استجابة، فحاولوا البحث عن طرق بديلة، فحفروا عددا من الآبار، مما خفف من معاناة الحصول على الماء بيد أن المعاناة ما تزال مستمرة وأنهم يضطرون لشراء المياه للمطابخ الخيرية.

وأشار رئيس تجمع اللاجئين السودانيين بأوغندا إلى أن تحدي الصحة قائم في الصحة العلاجية والإنجابية والصحة العامة، مع غياب أدوية الأمراض المزمنة، مناشدا دعم اللاجئين السودانيين في جانب الصحة بأي صورة تسهم في تقليل الأزمة.

ويوضح أنهم يعيشون في أرض المعسكرات برفقة مليون و800 ألف أسرة من 7 قوميات أخرى كلاجئين في أوغندا بينما يبلغ عدد اللاجئين السودانيين المسجلين حتى الآن 57 ألفا و434 أسرة حسب إحصائية مفوضية اللاجئين، وأنه تم إدماجهم مع بقية المجتمعات القديمة من اللاجئين دون تمليكهم أي وسيلة تعينهم على الحياة.

متطوعون يشرفون على إعداد الوجبات بالتكية (الجزيرة) شهر رمضان

الأسى يملأ "تينة عبد القدير" وهي تحكي عن استقبالها شهر رمضان للمرة الأولى خارج منزلها ووطنها، ولاجئة في معسكرات اللجوء، قائلة "المؤسف أن نشهد شهر رمضان خارج بلادنا، ولكننا حاولنا أن نستقبله بذات الروح القديمة".

إعلان

وتقول إن بعض السودانيين استطاعوا تحضير "الحلو مُر" (أحد المشروبات المرتبطة برمضان في السودان) هذا العام مما سهل على كثير من الأسر تذوق طعمه والشعور بروح رمضان، رغم افتقاد أجواء رمضان في السودان.

وتضيف بأنهم حاولوا إحياء الطقوس السودانية الرمضانية في معسكر اللاجئين هذا العام من خلال الإفطار في الخارج على شكل جماعات للرجال، وتحضير المشروبات الشعبية، وصلاة التراويح في الميادين الكبيرة، لكنها تفتقد الكثير من طقوس رمضان السودانية من بينها غياب الأهل والجيران، وشعور الغربة وفقدان الوطن.

مجموعة من الأطفال السودانيين يحصلون على الطعام من التكية (الجزيرة) تكية اللاجئين

يؤكد مدير اللجنة العليا للمطابخ الخيرية (التكايا) في معسكر اللاجئين السودانيين بأوغندا معاوية الحسن أن فكرة المطابخ الخيرية جاءت بعد إيقاف برنامج الغذاء دعمه الأمر تسبب في تزايد حالات سوء التغذية وسط النساء والأطفال وتزايد حالات الجوع، مما دفع إلى البدء بالجهد الذاتي في تدشين التكايا، ليصل عددها الآن نحو 13 تكية (مطبخ خيري) في جميع أنحاء معسكر اللاجئين السودانيين بينما يشهد اليوم افتتاح التكية الـ14.

ويضيف معاوية الحسن في حديث خاص للجزيرة نت، أن عدد الأفراد الذين تخدمهم هذه المطابخ يتراوح من 5 إلى 6 آلاف لاجئ سوداني في جميع مناطق اللاجئين بأرض المعسكرات، للفئات الأكثر ضعفا من الفتيات والأرامل والمطلقات والأطفال.

ويشير إلى أنه لا توجد جهة تدعم المطبخ الخيري بصورة مستمرة ولكنهم يعتمدون على الداعمين من بعض المنظمات الوطنية وأهل الخير، وأن المواد التي بحوزتهم الآن قد تنتهي حتى منتصف رمضان وبالتالي يصبح جميع المستفيدين عرضةً للجوع.

مقالات مشابهة

  • الوكالة القضائية تسترجع أزيد من 6 ملايين درهم لخزينة الدولة
  • تسرب غازي في مشروع مشترك بين السنغال وموريتانيا يثير الجدل
  • إسرائيل تفتح جبهة ضد تركيا عبر متحدث باسم جيش الاحتلال باللغة التركية
  • لم تكن بسبب تسرب غاز.. وفاة جين هاكمان وزوجته لا تزال لغزا
  • روح رمضان تخفف من معاناة اللاجئين السودانيين بأوغندا
  • وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يبحثون ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • تسريب بيانات 2.3 مليون بطاقة مصرفية بسبب برمجيات خبيثة
  • الأردن يعفي اللاجئين السوريين من بعض الرسوم الجمركية لتسهيل عودتهم الطوعية إلى سوريا
  • الأردن يعفي اللاجئين السوريين من بعض الرسوم عند عودتهم الطوعية
  • "مجموعة الوكلاء المتفوقين" لعام 2024 وهي أعلى وسام تمنحه تويوتا للشركاء الاستراتيجيين والتي حصلتها للسنة الثانية على التوالي.