يمانيون – متابعات
بعد العجز العسكري الذي عانته في اليمن، أزعج التحرك اليمني المساند للمقاومة في فلسطين المحتلة السعودية، وفقاً لقيادة صنعاء.

وتستغل السعودية حرب الإسناد هذه لتلعب بأوراق متعددة، سياسية واقتصادية، ضدّ اليمن، حيث تتحرك عبر أدواتها لشنّ حرب اقتصادية واسعة على صنعاء، التي حذّرت الرياض وحثّتها على كفّ يدها عن الاقتصاد اليمني.

إنّها حرب اقتصادية كبرى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بالوكالة عبر السعودية في اليمن. البنك المركزي في عدن المحتلة اتّخذ قراراتٍ عشوائيةً بإيعاز من الرياض، وذلك في إطار الحرب والضغوط التي تمارسها قوى التحالف ضدّ الشعب اليمني منذ 9 سنوات، بينما طرحت صنعاء أوراقاً سياسيةً وعسكريةً تهدف إلى الضغط لوقف هذه القرارات.

الإجراءات التصعيدية الجديدة التي اتخذها بنك عدن تضرّ بالاقتصاد اليمني ولا تخدم السياسة النقدية في البلاد، بحسب ما يرى خبراء اقتصاديون. ولهذه الإجراءات انعكاسات كارثية، على صعيد تدهور العملة المحلية والوضع المعيشي لليمنيين، ولا سيما في المحافظات المحتلة التي يسيطر عليها التحالف، إذ إنّها تستهدف القطاع المصرفي، وتسعى لنقل مقارّ البنوك الرئيسة إلى عدن.

وتنطوي إجراءات بنك عدن أيضاً على محاولة الاستيلاء على مدّخرات اليمنيين من العملة القانونية المؤمّنة، منذ ما قبل عام 2016، وذلك عبر إبدالها بالعملة غير القانونية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف، وقرار وقف التحويلات المالية الداخلية عبر شبكات الصرافة المحلية والاعتماد على شبكة موحّدة للتحويلات المالية.

الميادين نت أجرى حواراً خاصاً مع أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ياسر الحوري، والخبيرين الاقتصاديين محمد الحرازي وسليم الجعدبي، حيث تم تسليط الضوء على ما يكمن وراء الحرب الاقتصادية الأمريكية، عبر السعودية، على اليمن، وتداعيات هذه الحرب، إضافةً إلى الرسائل السياسية والعسكرية التي بعثتها صنعاء.

الحوري: صنعاء ستعدُّ العبث بالورقة الاقتصادية حرباً عليها

أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ياسر الحوري، أكد في حوار خاص إلى الميادين نت أنّ الرسائل اليمنية، السياسية والعسكرية، التي تأتي في ظلّ التصعيد الاقتصادي ضدّ صنعاء، مفادها أنّ الأخيرة “لن تسمح لأي دولة أو قوة بالعبث أو اللعب بالورقة الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية أو المجتمعية ضدّها”.

وشدّد الحوري على أنّ صنعاء تعاملت بحزم “مع السعودية بصورة مباشرة، ومع أدواتها في حكومة المرتزقة، في أكثر من محطة خلال مرحلة خفض التصعيد”، مشيراً إلى إفشالها العديد من المخططات التي كان هدفها إلحاق الأذى بالشعب اليمني.

وبشأن عمليات الإسناد التي تنفّذها القوات المسلحة اليمنية إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، جدّد أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن تأكيد موقف صنعاء بشأن الدفاع عن فلسطين، مؤكداً أنّ مهمتها في هذا الإطار دينية وإنسانية كبرى.

وعليه، فإنّ صنعاء “لن تتردّد في قطع أي يدٍ تحاول إلحاق الضرر بالمجتمع اليمني الصامد على أي صعيد، لأنّ ذلك سيكون خدمةً للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا، عبر إشغال صنعاء عن معركتها المقدّسة دعماً ومساندةً لفلسطين”، بحسب ما أكده الحوري للميادين نت.

ولن تسمح صنعاء للرياض أو واشنطن بـ”النيل من مشاركتها الاستراتيجية والتاريخية في الدفاع عن فلسطين المحتلة”، وفقاً للحوري، الذي أكد أنّ اليمن “سيعتمد حزمةً من الإجراءات اللازمة لتحقيق الردع اللازم في وجه كل من يستهدف الجبهة الاقتصادية، التي صمدت إلى حد بعيد، في مقابل الفشل الاقتصادي الذريع الذي تعانيه حكومة المرتزقة في عدن”.

كذلك، حذّر الحوري من أنّ الرياض “لن تكون قادرةً على تحمّل الرد المشروع والمحق الذي ستنفّذه صنعاء”، وهو رد “سيلحق الأذى باقتصاد السعودية واستقرارها”. وفي هذا الإطار، حذّر أيضاً من أنّ الولايات المتحدة “لن تتمكّن من حماية السعودية” من تداعيات الرد اليمني، كما عجزت حماية ربيبتها “إسرائيل”.

المسؤول اليمني تحدّث إلى الميادين نت عن قواعد الاشتباك التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية في كل من البحر الأحمر، البحر العربي، البحر المتوسط، والمحيط من خلال عملياتها العسكرية المتواصلة إسناداً للمقاومة الفلسطينية.

وأكد الحوري أنّ هذه العمليات الآخذة بالتطور والتوسّع “تلحق مزيداً من الخسائر في صفوف الولايات المتحدة، على الرغم من كونها القوة العسكرية الأولى في العالم، بحيث يتعرّض اقتصادها للعديد من الانتكاسات بسبب عسكرتها البحر الأحمر”.

وإذ أشار الحوري إلى أنّ القيادة اليمنية أدارت قواعد الاشتباك بحكمة مع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات طيلة سنوات الحرب التسع على اليمن، آخذةً البعدين العربي والإسلامي في الاعتبار، فإنّه حذّر من أنّ قواعد الاشتباك الجديدة التي أرستها صنعاء خلال الحرب الحالية “قد تنسحب أيضاً على السعودية”، في حال تماديها في الحرب الاقتصادية على اليمن.

في السياق نفسه، شدّد أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، خلال حديثه إلى الميادين نت، على أنّ صنعاء ستعدُّ “التحركات السعودية ضدّ اليمن في الجانب الاقتصادي تراجعاً عن التفاهمات ومفاوضات التهدئة معها”.

الحوري لفت إلى أنّ مشروع الاتفاق الذي تفاوض عليه اليمن مع السعودية تضمّن في مرحلته الأولى الملفّين الإنساني والاقتصادي. ولذلك، فإنّ صنعاء ستعدُّ العبث بالورقة الاقتصادية “حرباً عليها، سواء أكان ذلك برعاية أميركية أم سعودية، أم برعاية أميركية وتنفيذ سعودي عبر المرتزقة في بنك عدن أو في الاتصالات أو في قطاع النقل أو غير ذلك، وحتى لو كانت هذه التفاهمات معلّقةً أو شبه متعثّرة في الوقت الحالي، بسبب الضغط الأميركي، كما تزعم السعودية”.

إلى جانب ما سبق، شدّد المسؤول اليمني على أنّ النصيحة التي وجّهها قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، إلى السعودية سابقاً “لا تزال قائمة”، وهي نصيحة دعا السيد الحوثي فيها الرياض إلى ترك اليمن يواجه “إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا وألا تكون أداةً في يد واشنطن.

وحذّر خلال حديثه إلى الميادين نت: “كل الخيارات مطروحة أمام صنعاء التي باتت أقوى بكثير بعد الـ 7 من أكتوبر.. وعلى أعدائها أن يضعوا ذلك نصب أعينهم بصورة مستدامة”.

الحرازي: قرارات بنك عدن توسّع نطاق الحرب إلى ميادين أخرى

أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في أكاديمية الشرطة في صنعاء، محمد الحرازي، أكد في حديثه إلى الميادين نت “ضرورة تجنيب البنك المركزي اليمني انعكاسات السياسة، لأنّ مهمته الأساسية هي خدمة الشعب اليمني، والتخفيف من الآثار الناتجة من الصراعات السياسية والعدوان”.

لكن، يبدو أنّ القائمين على القرار السياسي في حكومة المرتزقة بعدن “لم يستوعبوا ذلك، أو هم مجبرون على اتخاذ سياسات تزيد من معاناة الشعب اليمني، وتخدم في الوقت نفسه جهاتٍ داخليةً وخارجيةً لا يهمها الشعب اليمني”، بحسب ما أضافه الحرازي.

وأوضح في حديثه إلى الميادين نت أنّ القرارات التي اتخذها بنك عدن تتعلق بسياسات اقتصادية “تزيد المعاناة، وتؤجج الصراع، وتوسّع نطاق الحرب والعدوان إلى ميادين أخرى، لا تقلّ أهميةً عن الميادين العسكرية”.

كذلك، شدّد أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في أكاديمية الشرطة في صنعاء على أن هذه الممارسات هدفها “ممارسة الضغوط على حكومة صنعاء، من أجل دفعها إلى تقديم تنازلات سياسية معينة، أو اتخاذ مواقف معينة خدمة لأطراف خارجية”.

وبيّن أنّ الدليل على ذلك هو “توقيت القرارات المتخذة”، إذ إنّها تأتي في مرحلة “تشهد هدوءاً في الجبهات العسكرية الداخلية، بينما تزداد وتيرة مشاركة اليمن في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في طوفان الأقصى”.

أما بالنسبة إلى تداعيات قرارات بنك عدن الأخيرة وتأثيرها، فأكد الحرازي للميادين نت “أنّ آثارها بلا شك ستكون كبيرةً في بعض الجوانب، لا في مناطق حكومة صنعاء فحسب، بل إنّ مناطق سيطرة التحالف وحكومة المرتزقة هي الأكثر تأثراً، علماً بأنّها لا تزال تعاني أكثر من غيرها نتيجة السياسات الاقتصادية التي تمثّلت مظاهرها في انهيار سعر الصرف إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وارتفاع الأسعار، والعجز في تقديم الخدمات، والصراع على معظم الإيرادات العامة…

الجعدبي: واشنطن تدير الحرب الاقتصادية على اليمن

لدى حديثه إلى الميادين نت عن علاقة قرارات البنك المركزي في عدن بالولايات المتحدة، أكد الباحث الاقتصادي سليم الجعدبي أنّ هذه القرارات “سبقتها لقاءات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذين أبدوا دعم الإجراءات التي يتّخذها، ما يؤكد أنّ طواغيت العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يديرون الحرب الاقتصادية على اليمن”.

أما عن أهداف الحكومة الموالية للتحالف بفرض شبكة تحويلات داخلية موحّدة، هي شبكة “UNMONEY”، فأكد الجعدبي أنّ البحث والوثائق أظهرا “ارتباط الشبكة بالاستخبارات الأمريكية”، موضحاً أنّ الهدف منها هو “الحصول على كل بيانات الشعب اليمني، وتسهيل العمليات الاستخبارية لواشنطن”.

وشدّد للميادين نت على أنّ اعترافات شبكة التجسس الأمريكية – الإسرائيلية، التي أعلنت الأجهزة الأمنية في صنعاء القبض على عدد من عناصرها في يونيو الماضي، تؤكد محاولات الولايات المتحدة المتواصلة للحصول على البيانات الكاملة الخاصة باليمنيين، لتنفّذ مخططاتها المدمّرة لاقتصاد اليمن، وهو أمر تعمل عليه منذ عقود”.

– الميادين – أحمد محمد زبيبة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحرب الاقتصادیة الولایات المتحدة حکومة المرتزقة الشعب الیمنی على الیمن ر الحوری بنک عدن على أن

إقرأ أيضاً:

الفقر يتفشى.. كلفة الحرب والحصار اليمني يضربان اقتصاد كيان العدو الصهيوني

يمانيون/ تقارير

“إلى جانب التحديات الأمنية والعسكرية، يجب أن نتذكر أن هناك حرباً أخرى، هي الحرب على الفقر، حيث تواجه “إسرائيل” اختباراً أخلاقياً للتضامن والمسؤولية المتبادلة التي ستؤثر على صمود المجتمع وتقرر ما إذا كنا سنخرج من الأزمة أقوياء أم ضعفاء”. هذا حرفياً ما ورد في تقرير الفقر الذي أصدرته حديثاً منظمة “لاتيت” للإغاثة الإنسانية، ونشرت مقتطفات منه صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و”إسرائيل اليوم”.

جاء في التقرير أن (32.1) % من “الإسرائيليين” شهدوا تدهورا في أوضاعهم المالية خلال العام الماضي، فيما يواجه نحو مليون “إسرائيلي” صعوبة في دفع الفواتير الأساسية.

تشير هذه الأرقام إلى حجم الضربة الاقتصادية التي تلقاها الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة أطول حربٍ يخوضها كيان العدو الإسرائيلي في تاريخه، تجتمع هذه المؤشرات مع أرقام الهجرة العكسية وتقارير رفض العودة لتُشكّل مجتمعةً ملامح مستقبل الكيان الآيل للزوال، وترسم صورة قاتمة عن وضع المحتل بعد قرابة سبعة عقود من الاحتلال والظلم.

التقرير يكشف عن مؤشرات الفقر لعام 2024 داخل مجتمع اليهود في الكيان إذ أن نحو ربع “الإسرائيليين” يعيشون تحت خط الفقر، فيما تضرر 65% من “الإسرائيليين” ماليا، ما ينذر بانهيار الصمود الاجتماعي في الكيان بسبب الحروب المستمرة وحالة عدم اليقين التي تطغى على المشهد.

 

مجتمع هش وجيش مرعوب

النقطة التي يقدمها الصهاينة كشاهد إيجابي -والتي عادةً ما يتغنّون بها في معرض مباهاتهم بمجتمعهم الداخلي- أن “المجتمع الإسرائيلي” أحد أكثر المجتمعات حبّاً للحياة، وهي حقيقة قدمها القرآن بوصفها نقطة ضعف، وتؤكدها الأحداث كذلك. على سبيل المثال يصبح المجتمع المحب للحياة أقل قدرة على مقاومة مكاره الحياة، وأضعف في التأقلم مع ظروف الحرب ومواجهة صعوبات الحياة، لذا تجد المجتمع اليهودي مثقلاً بأرقام حالات المرضى النفسيين؛ كنتيجة مباشرة. هذا الحال ينطبق تماماً على منتسبي عصابات “الجيش” الصهيوني؛ لذا تجده أكثر “جيش” يحتمي خلف المدرّعات من ناحية، ويقاتل بالاعتماد على سلاح الجو بأنواعه، وجميعها عوامل ضعف لا يمكن لكيانٍ البقاء بالاعتماد عليها.

في هذا السياق جاء في تقرير منظمة “لاتيت” أن حوالي نصف الأطفال في الأسر المدعومة “حكومياً”، يعانون من مشاكل نفسية، وتنخفض مستويات تحصيلهم الدراسي إلى أدنى مستوياتها، فيما يتخلى أكثر من نصف كبار السن في هذه الفئة عن الأدوية ويعانون من زيادة الشعور بالوحدة والقلق، ويعيش الآلاف تحت رحمة المهدئات ومضادات الاكتئاب.

 

فقر غير مسبوق

يصنف التقرير حالة الفقر التي تفشت في المجتمع الصهيوني بغير المسبوقة: 22.3% من الأسر (أي حوالي 678 ألفا و200 عائلة) يعيشون في فقر. كما أن 28.7%من السكان (أي نحو 756 ألف شخص) يعانون من الوضع نفسه، ويشمل ذلك 39.6% من الأطفال (مليوناً و240 ألف طفل).

ويعتمد التقرير على ما يُعرف بمؤشر “الفقر متعدد الأبعاد” الصادر عن المنظمة، والذي يعرّف الفقر بأنه حالة ندرة كبيرة بالنسبة للاحتياجات والظروف المعيشية الضرورية للحياة الأساسية.

وتظهر بيانات التقرير أن الحد الأدنى لتكلفة المعيشة الشهرية في “إسرائيل” لعام 2024 هو 5.355 “شيكل” للفرد (1.482 دولاراً)، وحوالي 13 ألفا و617 “شيكلا” (3.769 دولاراً) لأسرة مكونة من شخصين بالغَين وطفلين، بزيادة قدرها 6.55 و6.9% على التوالي مقارنة بالعام الماضي. وبحسب التقديرات السنوية، يعني ذلك إنفاقا إضافيا يبلغ حوالي 4 آلاف “شيكل” (1.107 دولارات) للشخص الواحد، وحوالي 10 آلاف و500 “شيكل” (2.907 دولارات) لكل أسرة.

وتقدر تكلفة المعيشة المعيارية، التي تعكس تكلفة المعيشة للطبقة الوسطى داخل كيان العدو الإسرائيلي، بـ8.665 “شيكلاً” (2.399 دولاراً) للفرد و22 ألفا و181 “شيكلا” (6.141 دولاراً) للأسرة.

وتوضح منظمة “لاتيت” أن “الحد الأدنى لتكلفة المعيشة -الذي يعكس الإنفاق المطلوب للمعيشة الأساسية- ارتفع بنحو ضعف الزيادة في مؤشر أسعار المستهلك، الذي يبلغ 3.6%”، ما ضاعف من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المستوطنون الصهاينة. كما أن “معظم الزيادة في مؤشر أسعار المستهلكين تنبع من زيادة أسعار المواد الغذائية والسكن والفواتير، ما يعني أن هناك شريحة من السكان في “إسرائيل” تعيش في فقر على الرغم من أنها لم تعرّفها “مؤسسة التأمين” في الكيان على أنها فقيرة”.

 

 الحصار البحري اليمني فاقم أزمة الاقتصاد للعدو الإسرائيلي

في هذا السياق يجب الإشارة الى أن الحصار البحري الذي تفرضه اليمن على كيان العدو الإسرائيلي أسهم بشكل أساسي في تدهور الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تدفع الهجمات المكثفة -التي تشنها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية العابرة البحر الأحمر- شركاتِ الشحن الإسرائيلية والعالمية أيضا التي تنقل البضائع بين كيان العدو الإسرائيلي وآسيا إلى تغيير مسارات سفنها، فضلا عن ارتفاع تكاليف التأمين على السفن، ما يرفع من كلف الشحن والبضائع ويزيد مستويات أسعار السلع، ما يدفع “بنك إسرائيل المركزي” للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة، ما يزيد من الأعباء المالية التي تتحملها مختلف الأنشطة الاقتصادية التي تئن من تصاعد تكاليفها وسط استمرار الحرب، وبالتالي أضحت العمليات اليمنية ضد تجارة العدو الإسرائيلي بمثابة كرة لهب متدحرجة تحرق في طريقها ليس فقط اقتصاد العدو الإسرائيلي وإنما المتعاملين معه أيضاً.

وكان خبراء اقتصاد ومحللون في قطاع الشحن البحري قد أشاروا إلى أن التطورات المتلاحقة -سيما قرار القوات المسلحة اليمنية في استهداف السفن المتجهة إلى كيان العدو الإسرائيلي أياً كانت جنسيتها- بمثابة استنزاف للقدرات الاقتصادية الإسرائيلية بالنظر إلى أهمية حركة الصادرات والواردات بين الكيان المحتل والدول الآسيوية، لاسيما كوريا الجنوبية واليابان والصين، كما يُعَدُّ هذا القرار بمثابة نقلة نوعية كبيرة وتصعيد خطير قد لا يطاول البضائع فقط وإنما ناقلات النفط كذلك، ويأتي ضمن خطوات التصعيد تحديداً في المرحلة الخامسة منه.

يُشار إلى أن حجم تبادلات العدو التجارية مع الدول الأسيوية المذكورة أكثر من 50 مليار دولار سنوياً، كما أنّ التجارة العابرة في الاتجاهين بين الجانبين واردات وصادرات تحملها سفن لا ممر بحري لها سوى البحر الأحمر وباب المندب وقناة السويس، ويقدر خبراء خسائر العدو الإسرائيلي من استهداف السفن -حتى الآن- بأكثر من 10 مليارات دولار.

 بالأرقام.. الأزمة تتفاقم ومخاطرها تشتد

 

بالعودة إلى التقرير السابق وبخصوص الأسر المدعومة يورد التقرير أن “تكلفة المعيشة في “إسرائيل”، والتي كانت مرتفعة حتى قبل الحرب، ساءت بشكل كبير نتيجة لظروف الحرب، حيث خلقت الحرب ضغوطا لزيادة الأسعار، خاصة في صناعة المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية”.

ويؤكد في هذا السياق أن متوسط الإنفاق الشهري في الأسر المدعومة بلغ 10 آلاف و367 “شيكلا” (2.870 دولاراً)، وهو أعلى بمقدار 1.7 مرة من متوسط صافي دخلها الشهري 6.092 “شيكلاً” (1.686 دولاراً).

ويختصر التقرير هذه الأرقام بالقول إن 78.8%من الأسر المدعومة لديها ديون لبعض الكيانات، مقارنة بـ26.9% من عامة السكان، وكذلك تدهور الوضع الاقتصادي لـ65% من متلقي المساعدات و32.1% من عامة الناس خلال العام الماضي.

كما تشير نتائج التقرير إلى عواقب الحرب على الأطفال والمراهقين، حيث تأثرت الإنجازات الأكاديمية لـ44.6% من الأطفال المدعومين بشكل كبير، مقارنة بـ1.14% في عموم السكان.

وذكر التقرير أن خُمس الذين تلقوا المساعدة أفادوا بأن واحدا على الأقل من أطفالهم ترك المدرسة أو اضطروا إلى الانتقال لمدارس داخلية بسبب الضائقة المالية.

ووفقا لتقديرات الفقر، فإن 81.7% من كبار السن المستفيدين من المساعدات يعانون من الفقر، و52.6% في فقر مدقع، وأكثر من الثلث (34.8%) من كبار السن يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، و60.4% من كبار السن الذين يتم دعمهم تخلوا عن الأدوية أو العلاج الطبي، لأنهم لم يتمكنوا من دفع ثمنها”.

ويقول تقرير المنظمة إن العائلات داخل كيان العدو “تعيش في خوف دائم من نفاد الطعام وعدم قدرتها على شراء المزيد من الطعام وتقديم وجبات متوازنة ومنتظمة لأطفالها”.

وفقا لمؤسس شركة لاتيت، والرئيس التنفيذي للمنظمة فإن التوقعات للسنوات المقبلة غير مطمئنة وتثير القلق، إذ “من المتوقع أن تؤدي الإجراءات الاقتصادية المخطط لها -بما في ذلك زيادة ضريبة القيمة المضافة، ودفع اشتراكات التأمين والمزايا الصحية، فضلا عن زيادة أسعار الكهرباء والمياه والضرائب البلدية- إلى تعميق محنة السكان الأضعف”.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الاصابات جراء الصاروخ اليمني على تل أبيب
  • ارتفاع عدد المصابين إلى 16 إسرائيليا جراء إطلاق الصاروخ من اليمن
  • فشلت محاولات اعتراضه.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب تل أبيب
  • إصابة 14 إسرائيليا بعد إطلاق صاروخ من اليمن
  • الريال اليمني يختتم تعاملا الأسبوع بسعر مفاجئ في صنعاء وعدن اليوم
  • الفقر يتفشى.. كلفة الحرب والحصار اليمني يضربان اقتصاد كيان العدو الصهيوني
  • شظايا تسقط قرب مقر الكنيست خلال التصدي للصاروخ اليمني
  • رد فوري وغير مسبوق.. صنعاء تهاجم تل ابيب بصواريخ فرط صوتية في ذات اللحظة التي كانت طائرات اسرائيلية تهاجم اليمن وتحدث دمار هائل
  • 18 مليار ريال سعودي حجم الاستثمار اليمني في السعودية حتى نهاية 2023
  • ينتهي بوقف الحرب..الميادين تكشف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة